إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

غدا الأسبوع المغلق: استنفار عائلي .. وارتفاع لمنسوب الضغط

تونس-الصباح

يشرعٌ غدا - وعلى مدارالأسبوع- تلاميذ كافة الإعداديات والمعاهد الثانوية في مختلف ولايات الجمهورية في إنجاز الفروض التأليفية من خلال المحطة التقييمية الأسبوع المغلق...هذه المحطة التي لها قٌدسيتها في المخيال الشعبي ...

لكن للأسف تحوّلت هذه المحطة في السنوات الأخيرة إلى عنوان للضغط النفسي وارتفاع منسوب التوتر جراء هاجس التقييم والامتياز رغم تأكيد أهل الاختصاص أن منظومة الامتحانات بشكلها الحالي لا ترتقي إلى التقييم المطلوب شكلا ومضمونا كما إنها تحتاج إلى مراجعات فورية على اعتبار أن اعتماد آلية احتساب الأعداد من خلال المعدل ساهم في تدعيم ظاهرة الدروس الخصوصية وفي ترسيخ مقولة "بضاعتكم ردت إليكم" ..

تفاعلا مع هذا الطرح أورد البيداغوجي المتقاعد فريد السديري في تصريح لـ"الصباح" أنه لا يروم الخوض في منظومة التقييم بشكلها الحالي على اعتبار أن هنالك استشارة وطنية لإصلاح التربية والتعليم قد أعطيت إشارتها .. لكن يستنكر محدثنا في الإطار نفسه السلوكيات التي يتوخاها بعض الأولياء الذين جعلوا من الأسبوع المغلق مناسبة للترفيع من منسوب الضغط والتوتر لدى أبنائهم بما أن الولي وبعيدا عن مدى تمكن ابنه من مختلف المعارف والمهارات الممتلكة داخل القسم يظل هاجسه الأساسي حصول ابنه على الامتياز المنشود..

من جهة أخرى تجدر الإشارة إلى أن أخصائي الطب النفسي للأطفال الدكتور محمد نجيب المزغني كان قد أورد مؤخرا في مداخلة على أمواج إذاعة "موزاييك اف ام" أن الخوف من الامتحانات والتوتر الذي يصاحبه لا يشكلّ مصدرا للقلق إذا كان في مستوى محدود، وهو أمر عادي، وقد يشكّل على العكس من ذلك حافزا.. لكن إن زاد الضغط النفسي عن الحد فقد يعطي نتائج عكسية ومن الضروري الانتباه إلى هذه المسألة.

وأوضح في الإطار نفسه أنّ فترة الامتحانات هي فترة صعبة بالنسبة للجميع، أولياء وتلاميذ، ويتجاوز خلالها منسوب التوتر المستوى العادي له بكثير.. وقد يعود ذلك إلى ظروف الحياة الصعبة، واعتقاد البعض أنّ الدراسة والتحصيل العلمي هما باب النجاح الوحيد في الحياة.

ويؤكّد الدكتور محمد نجيب المزغني أنّ التشدد المفرط للأولياء مع أبنائهم في الامتحانات والنتائج الدراسية قد لا يتماشى مع جميع الأطفال وقد يولد ذلك لدى البعض منهم انهيارا تاما خاصة مع الحساسية الشديدة لدى عدد منهم.

ويوضّح أنّ مصادر التوتّر عديدة بالنسبة للتلميذ إذ أنّ لديه انتظارات خاصة ولا يقبل أن لا يكون متميزا خصوصا إذا كانت هناك مقارنات بينه وبين آخرين فذلك يرفع من الضغط إضافة إلى انتظارات الأساتذة والمعلمين، ويتملّك التلميذ الخوف من أن يخيّب آمال والديه والأساتذة.

ويفسر الدكتور محمد نجيب المزغني إنّ في فترة الإمتحانات يعمد معظم الأولياء إلى قطع الأنشطة الرياضية لأبنائهم، ويعتبر ذلك خطأ لأنّ الرياضة من شأنها أن تخفّف من الضغط النفسي خاصة أنّ عملية الحفظ تستهلك الكثير من ''الدوبامين'' ويمكن رفع "الدوبامين" بالرياضة.

ومن الأخطاء الأخرى التي يجب تلافيها هي التركيز على النتائج بل من الأفضل التركيز على المجهود، فمن الضروري تثمين المجهود الذي يبذله الأطفال للتحسين من مستواهم وعادة ما يؤتي ذلك أكله وينعكس إيجابيا على النتائج.

ويشدّد الدكتور محمد نجيب المزغني على أنّ التركيز على الدراسة فقط ليس جيّدا بالنسبة للطفل، إذ من المهم الاعتناء بالجانب العاطفي فيه والحرص على معرفة إن كان يشعر بالإرتياح النفسي والطمأنينة، وأهميّته في حياة والديه، بقطع النظر عن نتائجه الدراسية. 

ومن المهمّ جدّا تعويد الطفل على العمل منذ الصغر بصفة مستمرة وليس في فترة الإمتحانات فقط، لأنّ استيعاب كم هائل من المعلومات في وقت وجيز غير ممكن وقد يرهقه.

وتابع ''يجب أن يكتسب الطفل عادة العمل بصفة يومية مثل تلخيص الدروس التي تطرّق إليها في الفصل في اليوم نفسه وبالتالي يكون جاهزا للامتحان دون بذل مجهودات جبارة في فترة وجيزة''. 

منال حرزي

 د

 غدا الأسبوع المغلق:   استنفار عائلي .. وارتفاع لمنسوب الضغط

تونس-الصباح

يشرعٌ غدا - وعلى مدارالأسبوع- تلاميذ كافة الإعداديات والمعاهد الثانوية في مختلف ولايات الجمهورية في إنجاز الفروض التأليفية من خلال المحطة التقييمية الأسبوع المغلق...هذه المحطة التي لها قٌدسيتها في المخيال الشعبي ...

لكن للأسف تحوّلت هذه المحطة في السنوات الأخيرة إلى عنوان للضغط النفسي وارتفاع منسوب التوتر جراء هاجس التقييم والامتياز رغم تأكيد أهل الاختصاص أن منظومة الامتحانات بشكلها الحالي لا ترتقي إلى التقييم المطلوب شكلا ومضمونا كما إنها تحتاج إلى مراجعات فورية على اعتبار أن اعتماد آلية احتساب الأعداد من خلال المعدل ساهم في تدعيم ظاهرة الدروس الخصوصية وفي ترسيخ مقولة "بضاعتكم ردت إليكم" ..

تفاعلا مع هذا الطرح أورد البيداغوجي المتقاعد فريد السديري في تصريح لـ"الصباح" أنه لا يروم الخوض في منظومة التقييم بشكلها الحالي على اعتبار أن هنالك استشارة وطنية لإصلاح التربية والتعليم قد أعطيت إشارتها .. لكن يستنكر محدثنا في الإطار نفسه السلوكيات التي يتوخاها بعض الأولياء الذين جعلوا من الأسبوع المغلق مناسبة للترفيع من منسوب الضغط والتوتر لدى أبنائهم بما أن الولي وبعيدا عن مدى تمكن ابنه من مختلف المعارف والمهارات الممتلكة داخل القسم يظل هاجسه الأساسي حصول ابنه على الامتياز المنشود..

من جهة أخرى تجدر الإشارة إلى أن أخصائي الطب النفسي للأطفال الدكتور محمد نجيب المزغني كان قد أورد مؤخرا في مداخلة على أمواج إذاعة "موزاييك اف ام" أن الخوف من الامتحانات والتوتر الذي يصاحبه لا يشكلّ مصدرا للقلق إذا كان في مستوى محدود، وهو أمر عادي، وقد يشكّل على العكس من ذلك حافزا.. لكن إن زاد الضغط النفسي عن الحد فقد يعطي نتائج عكسية ومن الضروري الانتباه إلى هذه المسألة.

وأوضح في الإطار نفسه أنّ فترة الامتحانات هي فترة صعبة بالنسبة للجميع، أولياء وتلاميذ، ويتجاوز خلالها منسوب التوتر المستوى العادي له بكثير.. وقد يعود ذلك إلى ظروف الحياة الصعبة، واعتقاد البعض أنّ الدراسة والتحصيل العلمي هما باب النجاح الوحيد في الحياة.

ويؤكّد الدكتور محمد نجيب المزغني أنّ التشدد المفرط للأولياء مع أبنائهم في الامتحانات والنتائج الدراسية قد لا يتماشى مع جميع الأطفال وقد يولد ذلك لدى البعض منهم انهيارا تاما خاصة مع الحساسية الشديدة لدى عدد منهم.

ويوضّح أنّ مصادر التوتّر عديدة بالنسبة للتلميذ إذ أنّ لديه انتظارات خاصة ولا يقبل أن لا يكون متميزا خصوصا إذا كانت هناك مقارنات بينه وبين آخرين فذلك يرفع من الضغط إضافة إلى انتظارات الأساتذة والمعلمين، ويتملّك التلميذ الخوف من أن يخيّب آمال والديه والأساتذة.

ويفسر الدكتور محمد نجيب المزغني إنّ في فترة الإمتحانات يعمد معظم الأولياء إلى قطع الأنشطة الرياضية لأبنائهم، ويعتبر ذلك خطأ لأنّ الرياضة من شأنها أن تخفّف من الضغط النفسي خاصة أنّ عملية الحفظ تستهلك الكثير من ''الدوبامين'' ويمكن رفع "الدوبامين" بالرياضة.

ومن الأخطاء الأخرى التي يجب تلافيها هي التركيز على النتائج بل من الأفضل التركيز على المجهود، فمن الضروري تثمين المجهود الذي يبذله الأطفال للتحسين من مستواهم وعادة ما يؤتي ذلك أكله وينعكس إيجابيا على النتائج.

ويشدّد الدكتور محمد نجيب المزغني على أنّ التركيز على الدراسة فقط ليس جيّدا بالنسبة للطفل، إذ من المهم الاعتناء بالجانب العاطفي فيه والحرص على معرفة إن كان يشعر بالإرتياح النفسي والطمأنينة، وأهميّته في حياة والديه، بقطع النظر عن نتائجه الدراسية. 

ومن المهمّ جدّا تعويد الطفل على العمل منذ الصغر بصفة مستمرة وليس في فترة الإمتحانات فقط، لأنّ استيعاب كم هائل من المعلومات في وقت وجيز غير ممكن وقد يرهقه.

وتابع ''يجب أن يكتسب الطفل عادة العمل بصفة يومية مثل تلخيص الدروس التي تطرّق إليها في الفصل في اليوم نفسه وبالتالي يكون جاهزا للامتحان دون بذل مجهودات جبارة في فترة وجيزة''. 

منال حرزي

 د