إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. غزة تدخل موسم الرغيف المغموس بالدم..

 

..دعوهم يموتون في هدوء.. لا تتستروا على عجزكم بالمساعدات الملغمة. لو كان بالإمكان لطلبنا من أهل غزة الأشاوس وأطفالها الصابرين في محنتهم التي لم يعرف لها العالم محنة مشابهة وهم الذين يواجهون تتار العصر بصدور عارية ويلقنون العالم كيف يكونون بشرا أن يرفضوا ما يسمى بالمساعدات الإنسانية التي يتم إنزالها عليهم جوا والتي بات واضحا أنها اقرب إلى الألغام والمصيدة التي تتربص بهم للقضاء عليهم وهم يحاولون الحصول على ما تيسر لإسكات البطون الجائعة..

نعم ندرك جيدا أن كل الكلمات والعبارات لا تكفي لوصف معاناة غزة مع القصف اليوم والتجويع والإبادة الممنهجة وقد كان بن غفير وزير الأمن في كيان الاحتلال واضحا في دعوته لجيش الاحتلال باستهداف الفلسطينيين في محاولاتهم الوصول إلى تلك المساعدات... وسيكون من قبل تزييف الحقائق والتضليل باعتبار أن ما حصل في شارع الرشيد أمس كان خطأ بل هي جريمة مخطط لها بدقة في إطار جرائم الإبادة التي يواصل العالم ومعه العدل الدولية والجنائية الدولية متابعتها في جبن..

لاحقوهم في بيوتهم.. طاردوهم في المستشفيات وفي غرف الإنعاش ولم يتركوا شيخا في عنبر أو طفلا من الخدج قصفوهم في سيارات الإسعاف واستهدفوهم في المساجد والكنائس حتى المؤسسات الأممية لم تشفع لها رايتها الزرقاء فاستهدفت في عقر دارها دمروا مدارس "الأونروا" وزعموا أن بين موظفيها من يناصر حماس... منعوا عنهم الطعام والشراب والدواء وتركوهم يواجهون الموت البطيء ويقتاتون من الأعشاب وأعلاف الحيوانات...

طلبوا منهم الذهاب إلى الشمال ثم قصفوهم وطلبوا منهم الذهاب إلى الجنوب وقصفوهم وكلما حددوا لهم مكانا بدعوى انه آمن عادوا وقتلوهم هناك..

وبعد أن تجاوزت جرائم الاحتلال كل  الحدود ونافسن ما ارتكبته  الفاشية والنازية وأريق ما بقي من ماء الوجه وبعد أن خرقت إسرائيل كل القوانين والأعراف وداست على كل القيم وأصاب زعماء العالم ما أصابهم من إحراج أمام الشعوب الحية قرروا اللجوء إلى إسقاط المساعدات الغذائية جوا وأوهموا الجائعين بأنه الملاذ الأخير الذي يمكن أن يقبل به ناتنياهو.. ولأن الجوع كافر فقد تهيأ للآلاف أن الفرج قادم وانه سيكون بإمكانهم الفوز برغيف حتى وإن كان مغمسا بماء البحر... ولكن ما حدث تجاوز كان أبشع من آن تصفه الكلمات.. وفي غمرة التسابق للوصول إلى الهدف تحركت آلة الموت الإسرائيلي لتقصف كل ما يتحرك.. الآلاف وقعوا بين قتيل وجريح..هل يكفي أن نقول أنها جريمة القرن أو محرقة العصر وماذا تنفع كل الأوصاف إذا كان العالم عاجز عن إيقاف شلال الدم والتصدي للمذابح الإسرائيلية.

 لم تبق جريمة لم يمارسها الاحتلال.. ولم يبق سلاح لم يستعملوه بما في ذلك الأسلحة المحظورة والمحرمة دوليا.. قد يبدو ما تعيش على وقعه غزة تكرار لمجازر إسرائيلية كثيرة من قبية إلى الطنطورة وعيلبون والقدس والخليل والقنيطرة وجنين وصبرا وشاتيلا أو غيرها من المجازر التي قد لا تتسع المساحة لاستعراضها ولكن واقع الحال اليوم غير ذلك وما يحدث في غزة سيشهد التاريخ انه جريمة القرن التي تتم تحت أنظار العالم في زمن  العولمة الذكاء الصناعي..

على وقع كل هذا تطالعنا أمريكا وكندا بأنهما بصدد بحث إمكانية إسقاط المساعدات جوا على القطاع... ولو كان بالإمكان لطلبنا من بايدن وترودو ألا يفعلوا وان يحتفظوا بمساعداتهم لأنفسهم وأن يجنبوا أهل غزة طرودهم الغذائية الملغومة ويتركوهم يواجهون الموت  في هدوء.

يقول فيليب لازارينى المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين  أنه لم يعد يوجد في غزة ما يكفى من علف الحيوانات ليأكله الناس في شمال غزة... وأنه لا توجد كلمات لوصف الأهوال في غزة.

...لقد بلغت جرائم الاحتلال حدا لا يمكن وصفه وكلما ازدادت بشاعة وفظاعة الاحتلال زاد تردد وخوف وجبن العالم الذي اختار الفرجة والتطبيع مع موسم إراقة الدماء المستمر والذي دخل بالأمس فصلا جديدا باستهداف الجائعين وهم يحاولون الوصول إلى كيس من الحنطة أو علبة طعام بطعم الدم..

 

آسيا العتروس 

ممنوع من الحياد..   غزة تدخل موسم الرغيف المغموس بالدم..

 

..دعوهم يموتون في هدوء.. لا تتستروا على عجزكم بالمساعدات الملغمة. لو كان بالإمكان لطلبنا من أهل غزة الأشاوس وأطفالها الصابرين في محنتهم التي لم يعرف لها العالم محنة مشابهة وهم الذين يواجهون تتار العصر بصدور عارية ويلقنون العالم كيف يكونون بشرا أن يرفضوا ما يسمى بالمساعدات الإنسانية التي يتم إنزالها عليهم جوا والتي بات واضحا أنها اقرب إلى الألغام والمصيدة التي تتربص بهم للقضاء عليهم وهم يحاولون الحصول على ما تيسر لإسكات البطون الجائعة..

نعم ندرك جيدا أن كل الكلمات والعبارات لا تكفي لوصف معاناة غزة مع القصف اليوم والتجويع والإبادة الممنهجة وقد كان بن غفير وزير الأمن في كيان الاحتلال واضحا في دعوته لجيش الاحتلال باستهداف الفلسطينيين في محاولاتهم الوصول إلى تلك المساعدات... وسيكون من قبل تزييف الحقائق والتضليل باعتبار أن ما حصل في شارع الرشيد أمس كان خطأ بل هي جريمة مخطط لها بدقة في إطار جرائم الإبادة التي يواصل العالم ومعه العدل الدولية والجنائية الدولية متابعتها في جبن..

لاحقوهم في بيوتهم.. طاردوهم في المستشفيات وفي غرف الإنعاش ولم يتركوا شيخا في عنبر أو طفلا من الخدج قصفوهم في سيارات الإسعاف واستهدفوهم في المساجد والكنائس حتى المؤسسات الأممية لم تشفع لها رايتها الزرقاء فاستهدفت في عقر دارها دمروا مدارس "الأونروا" وزعموا أن بين موظفيها من يناصر حماس... منعوا عنهم الطعام والشراب والدواء وتركوهم يواجهون الموت البطيء ويقتاتون من الأعشاب وأعلاف الحيوانات...

طلبوا منهم الذهاب إلى الشمال ثم قصفوهم وطلبوا منهم الذهاب إلى الجنوب وقصفوهم وكلما حددوا لهم مكانا بدعوى انه آمن عادوا وقتلوهم هناك..

وبعد أن تجاوزت جرائم الاحتلال كل  الحدود ونافسن ما ارتكبته  الفاشية والنازية وأريق ما بقي من ماء الوجه وبعد أن خرقت إسرائيل كل القوانين والأعراف وداست على كل القيم وأصاب زعماء العالم ما أصابهم من إحراج أمام الشعوب الحية قرروا اللجوء إلى إسقاط المساعدات الغذائية جوا وأوهموا الجائعين بأنه الملاذ الأخير الذي يمكن أن يقبل به ناتنياهو.. ولأن الجوع كافر فقد تهيأ للآلاف أن الفرج قادم وانه سيكون بإمكانهم الفوز برغيف حتى وإن كان مغمسا بماء البحر... ولكن ما حدث تجاوز كان أبشع من آن تصفه الكلمات.. وفي غمرة التسابق للوصول إلى الهدف تحركت آلة الموت الإسرائيلي لتقصف كل ما يتحرك.. الآلاف وقعوا بين قتيل وجريح..هل يكفي أن نقول أنها جريمة القرن أو محرقة العصر وماذا تنفع كل الأوصاف إذا كان العالم عاجز عن إيقاف شلال الدم والتصدي للمذابح الإسرائيلية.

 لم تبق جريمة لم يمارسها الاحتلال.. ولم يبق سلاح لم يستعملوه بما في ذلك الأسلحة المحظورة والمحرمة دوليا.. قد يبدو ما تعيش على وقعه غزة تكرار لمجازر إسرائيلية كثيرة من قبية إلى الطنطورة وعيلبون والقدس والخليل والقنيطرة وجنين وصبرا وشاتيلا أو غيرها من المجازر التي قد لا تتسع المساحة لاستعراضها ولكن واقع الحال اليوم غير ذلك وما يحدث في غزة سيشهد التاريخ انه جريمة القرن التي تتم تحت أنظار العالم في زمن  العولمة الذكاء الصناعي..

على وقع كل هذا تطالعنا أمريكا وكندا بأنهما بصدد بحث إمكانية إسقاط المساعدات جوا على القطاع... ولو كان بالإمكان لطلبنا من بايدن وترودو ألا يفعلوا وان يحتفظوا بمساعداتهم لأنفسهم وأن يجنبوا أهل غزة طرودهم الغذائية الملغومة ويتركوهم يواجهون الموت  في هدوء.

يقول فيليب لازارينى المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين  أنه لم يعد يوجد في غزة ما يكفى من علف الحيوانات ليأكله الناس في شمال غزة... وأنه لا توجد كلمات لوصف الأهوال في غزة.

...لقد بلغت جرائم الاحتلال حدا لا يمكن وصفه وكلما ازدادت بشاعة وفظاعة الاحتلال زاد تردد وخوف وجبن العالم الذي اختار الفرجة والتطبيع مع موسم إراقة الدماء المستمر والذي دخل بالأمس فصلا جديدا باستهداف الجائعين وهم يحاولون الوصول إلى كيس من الحنطة أو علبة طعام بطعم الدم..

 

آسيا العتروس