إنّ كلّ ظاهرة سياسية تندرج تحت فئة علاقة الأمر والطاعة، والسلطة والخضوع، وتنفيذ الأوامر والقرارات.
حتى في ظل حالة ديمقراطية أو ضمن "وعاء" ديمقراطي(حزب، تنظيم، جمعية الخ..)، لا يمكننا الهروب من هذه العلاقة غير المتكافئة.
في الواقع، تتعلق الديمقراطية بالطريقة التي سيتم بها ممارسة السلطة وكيفية اتخاذ القرارات، بالتالي فهي موجهة بالكامل نحو جعل القيادة تعمل، مما يعني ضمنا وجود الطاعة من قبل القاعدة.
لكن في حال التنظيمات الإسلامية يختلف الوضع تماما، فهي علاقة تتأسّس على المبايعة والقسم والولاء الكامل.
علاقة قبول أن يكون الفرد ضمن القطيع.
لكن قد تحصل مفاجآت و تتغير أمور كثيرة .
هذا ما وقع واتجه إليه بعض الأتباع من داخل حركة "النهضة" بعد أن قرروا أن يعلوا من قيمة الانتماء للوطن في مواجهة الانتماء التنظيمي.
عارضوا من زعم امتلاك "الحقيقة المطلقة" وعملوا على كشف خداعه، وفضح ممارساته.
انطلاقا من وعي أن أية حركة أو تنظيم سياسي ينتمي إلى المجتمع بقدر ما يقوم على إرادة جماعة أو رغبات أمير .
هناك أسماء بارزة من ضمن الحقل الإسلامي قررت التوجه إلى هذا الموقف، لعلّ أولهم احميدة النيفر الذي بادر بالتأسيس لأول تيار إسلامي منفصل عن الحركة الإسلامية باسم "اليسار الإسلامي" أو "الإسلاميين التقدميين" ولقي في ذلك الوقت دعما من السلطة بان مكنته من رخصة مجلّة "(15/21) ورفيق دربه صلاح الدين الجورشي الذي فاز بجمعية "الجاحظ" والتي حصلت على دعومات مهمة من "مبادرة الشراكة الشرق الأوسطية" الأمريكيةMEPI .
كانّ التاريخ يعيد نفسه اليوم داخل هذه الحركة !.
من الجيّد والمهم أن يكون الكلام أحيانا أفضل من العنف، عندما تتعارض عدة مصالح فمن الأفضل أن يتم الفصل بينها بالحجج العقلانية، هذا ما يبدو تخلّف من قناعة لدى السيد عبد اللطيف المكي الذي يتّهمه خصومه بممارسة عنف شديد فترة الحياة الطلابية ويوصف بكونه من صقور حركة الاتجاه الإسلامي يومها .
نحن ندرك أنّ الصراعات متعددة ومترابطة ومرتبطة بديناميكيات منظمة على مستويات مختلفة. تتعلق قضاياها بعلاقات الأفراد مع سياقهم السياسي والجغرافي المباشر، مثل قضايا الامتيازات والمناصب .
وفّر المؤتمر الأول لحزب "العمل والانجاز"، المنعقد قبل أيام ما كان يحتاجه عبد اللطيف المكي من مشروعية انتخابية في سياق تنظيم جديد أسسه ليكون أمينا عاما له .
والمكي، القيادي السابق بحركة النهضة والوزير الأسبق بحكومتي "الترويكا" (2011-2013) والفخفاخ(2020)، أسس بتاريخ 28 جوان 2022 حزب "العمل والإنجاز"، بمعية قياديين آخرين مستقيلين أو بالأحرى "متمردين" على رئيس حركة النهضة.
لئن يتّهم البعض المكي بانّ ما قام به مناورة لإعداد بديل للنهضة فانّ مواقفه السابقة لتطورات الساحة الراهنة تكشف انّه فعلا كان في صراع مع رئيسها راشد الغنوشي، إذ يقرّ في تصريحاته أن الاختلافات كانت حول السياسات الوطنية، ثم انتقلت إلى المؤسسات (مؤسسات الحزب)،يضيف:"إذا أردنا إدخال تعديلات عليها عن طريق الانتخاب لصالح الذين يقولون بالخط الاجتماعي للثورة، والذين ينادون بالإصلاحات. ولكن الأستاذ راشد الغنوشي تصدّى لكلّ هذا بكل ما أوتي من قوة، وله رؤية في القيادة باسم الزعامة يبرّر بها انفراده بالقرار من وراء ظهر المؤسسات ."
هذا كلام جيّد ، لكن يكون هناك تقدير موقف آخر عندما يقرّ رئيس حزب "العمل والانجاز" نفسه في تصريح آخر من المفارقة لوكالة الاناضول التركية بانّ:"أفكار حركة "النهضة" مازالت صالحة لكن يجب تغيير الوعاء". هنا تحديدا مربط الفرس .
شخصيا أدركتُ متأخرا أن هذه الحياة وبعض مواقفها وبعض أشخاصها لا يؤخذون بما يظهرونه لك من مواقف، بل عليك أن تصبر وتترقّب مرور الأيام، فالزمن وحده يكشف لنا حقائق كثيرة!.
يرويها: أبو بكر الصغير
إنّ كلّ ظاهرة سياسية تندرج تحت فئة علاقة الأمر والطاعة، والسلطة والخضوع، وتنفيذ الأوامر والقرارات.
حتى في ظل حالة ديمقراطية أو ضمن "وعاء" ديمقراطي(حزب، تنظيم، جمعية الخ..)، لا يمكننا الهروب من هذه العلاقة غير المتكافئة.
في الواقع، تتعلق الديمقراطية بالطريقة التي سيتم بها ممارسة السلطة وكيفية اتخاذ القرارات، بالتالي فهي موجهة بالكامل نحو جعل القيادة تعمل، مما يعني ضمنا وجود الطاعة من قبل القاعدة.
لكن في حال التنظيمات الإسلامية يختلف الوضع تماما، فهي علاقة تتأسّس على المبايعة والقسم والولاء الكامل.
علاقة قبول أن يكون الفرد ضمن القطيع.
لكن قد تحصل مفاجآت و تتغير أمور كثيرة .
هذا ما وقع واتجه إليه بعض الأتباع من داخل حركة "النهضة" بعد أن قرروا أن يعلوا من قيمة الانتماء للوطن في مواجهة الانتماء التنظيمي.
عارضوا من زعم امتلاك "الحقيقة المطلقة" وعملوا على كشف خداعه، وفضح ممارساته.
انطلاقا من وعي أن أية حركة أو تنظيم سياسي ينتمي إلى المجتمع بقدر ما يقوم على إرادة جماعة أو رغبات أمير .
هناك أسماء بارزة من ضمن الحقل الإسلامي قررت التوجه إلى هذا الموقف، لعلّ أولهم احميدة النيفر الذي بادر بالتأسيس لأول تيار إسلامي منفصل عن الحركة الإسلامية باسم "اليسار الإسلامي" أو "الإسلاميين التقدميين" ولقي في ذلك الوقت دعما من السلطة بان مكنته من رخصة مجلّة "(15/21) ورفيق دربه صلاح الدين الجورشي الذي فاز بجمعية "الجاحظ" والتي حصلت على دعومات مهمة من "مبادرة الشراكة الشرق الأوسطية" الأمريكيةMEPI .
كانّ التاريخ يعيد نفسه اليوم داخل هذه الحركة !.
من الجيّد والمهم أن يكون الكلام أحيانا أفضل من العنف، عندما تتعارض عدة مصالح فمن الأفضل أن يتم الفصل بينها بالحجج العقلانية، هذا ما يبدو تخلّف من قناعة لدى السيد عبد اللطيف المكي الذي يتّهمه خصومه بممارسة عنف شديد فترة الحياة الطلابية ويوصف بكونه من صقور حركة الاتجاه الإسلامي يومها .
نحن ندرك أنّ الصراعات متعددة ومترابطة ومرتبطة بديناميكيات منظمة على مستويات مختلفة. تتعلق قضاياها بعلاقات الأفراد مع سياقهم السياسي والجغرافي المباشر، مثل قضايا الامتيازات والمناصب .
وفّر المؤتمر الأول لحزب "العمل والانجاز"، المنعقد قبل أيام ما كان يحتاجه عبد اللطيف المكي من مشروعية انتخابية في سياق تنظيم جديد أسسه ليكون أمينا عاما له .
والمكي، القيادي السابق بحركة النهضة والوزير الأسبق بحكومتي "الترويكا" (2011-2013) والفخفاخ(2020)، أسس بتاريخ 28 جوان 2022 حزب "العمل والإنجاز"، بمعية قياديين آخرين مستقيلين أو بالأحرى "متمردين" على رئيس حركة النهضة.
لئن يتّهم البعض المكي بانّ ما قام به مناورة لإعداد بديل للنهضة فانّ مواقفه السابقة لتطورات الساحة الراهنة تكشف انّه فعلا كان في صراع مع رئيسها راشد الغنوشي، إذ يقرّ في تصريحاته أن الاختلافات كانت حول السياسات الوطنية، ثم انتقلت إلى المؤسسات (مؤسسات الحزب)،يضيف:"إذا أردنا إدخال تعديلات عليها عن طريق الانتخاب لصالح الذين يقولون بالخط الاجتماعي للثورة، والذين ينادون بالإصلاحات. ولكن الأستاذ راشد الغنوشي تصدّى لكلّ هذا بكل ما أوتي من قوة، وله رؤية في القيادة باسم الزعامة يبرّر بها انفراده بالقرار من وراء ظهر المؤسسات ."
هذا كلام جيّد ، لكن يكون هناك تقدير موقف آخر عندما يقرّ رئيس حزب "العمل والانجاز" نفسه في تصريح آخر من المفارقة لوكالة الاناضول التركية بانّ:"أفكار حركة "النهضة" مازالت صالحة لكن يجب تغيير الوعاء". هنا تحديدا مربط الفرس .
شخصيا أدركتُ متأخرا أن هذه الحياة وبعض مواقفها وبعض أشخاصها لا يؤخذون بما يظهرونه لك من مواقف، بل عليك أن تصبر وتترقّب مرور الأيام، فالزمن وحده يكشف لنا حقائق كثيرة!.