إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. "فيتو" على أشلاء الضحايا.. ألا تخجلون؟

 

كما كان متوقعا لم تحدث مفاجأة في مجلس الأمن الدولي ولم تخرج واشنطن عن ولائها الأعمى ودعمها القاتل للحليف الإسرائيلي ومنحته مجددا الضوء الأخضر لمواصلة مسلسل جرائم الإبادة  الجماعية المستمرة في غزة.. وكأن كل الدماء والأرواح وأشلاء الضحايا وكل الخراب والدمار ورائحة الموت التي تسكن غزة التي لم يعد بها مكان امن لم تكن تستوجب قرارا بإيقاف الحرب ومنح الأحياء فرصة إكرام الأموات ودفنهم أو منح الأهالي فرصة استعادة الأنفاس بعد أن ضاقت بهم السبل وهم يواجهون القصف والترحيل القسري والمجاعة حيثما توجهوا ..

الفيتو الأمريكي وهو الرابع منذ بداية الحرب في غزة لا يقبل أكثر من تأويل لا سيما عندما يمنع الماء والغذاء والدواء عن الفلسطيني  ويحاصر كما تحاصر الطيور في الأقفاص، وهو يعزز القناعة الراسخة بان إسرائيل وأمريكا واحد وأن واشنطن بكل إمكانياتها العسكرية واللوجستية والاستخباراتية في خدمة الاحتلال وتحت أمره..

"الفيتو" الأمريكي الذي كتب بدماء أطفال غزة وضحاياها اهانة لإنسانية الإنسان وتأكيد على سقوط وانهيار كل المنظومة الدولية العاجزة.. وهي أيضا رسالة أخرى خاطئة تأتي في التوقيت الخطأ ولا يمكن رغم تداعياتها الكارثية أن تمنح كيان الاحتلال الحصانة أو تمنع ملاحقته أمام المحاكم الدولية إن لم يكن عاجلا فسيكون آجلا حتما ..

ولا شك أن ما يحدث في لاهاي حتى وإن لم تتضح نتائجه بعد يشهد على ذلك ..

لا خلاف أن السذج وحدهم والسابحين في الأوهام انتظروا موقفا غير الذي ذهبت إليه واشنطن مساء أول أمس في مجلس الأمن بنيويورك.. وكل المؤشرات كانت تؤكد أن الفيتو الأمريكي جاهز وفي خدمة الاحتلال لإسقاط مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر بعد مشاورات واسعة مع كل الأطراف وسيظل بالمرصاد لكل الجهود المماثلة طوال العدوان الذي يشنه الاحتلال على قطاع غزة والضفة وحتى بعد الانتهاء من هذا العدوان الظالم... ودون هذا الغطاء الأمريكي لا يمكن لهذا الكيان السرطاني أن يستمر بما هو عليه من استخفاف واهانة للمجتمع الدولي ولكل العالم ...

التداعيات المرتبطة بهذا التصويت لم تتأخر طويلا إذ وبمجرد الانتهاء من إسقاط المشروع الذي تقدمت به الجزائر في مجلس الأمن بهدف إيقاف الحرب حتى اندفعت واشنطن مطالبة العدل الدولية في لاهاي حيث تستمر جلسات الاستماع بشأن العواقب القانونية للاحتلال لتطالب المحكمة بعدم إصدار أي أمر  بالانسحاب غير المشروط قبل إصدار أي قرار ...

والخطوات المرتبطة بقرار الفيتو العبثي الذي يزين للاحتلال انه محصن من أي محاسبة ولا يمكن إلا أن يفاقم تعقيدات المشهد ويدفع إلى تلاشي القانون الدولي وانهيار ما بقي من عدالة دولية هشة وامتداد بدلا من ذلك قانون الغاب حيث يكون القرار للأقوى والأكثر ظلما.. حيث جاء تصويت الكنيست بأغلبية 99 صوتا ضد الاعتراف الأحادي بدولة فلسطين والتأكيد على أن أي تسوية لا تكون فيها الكلمة لإسرائيل لا مكان لها.. وهذا ليس سوى نقطة من بحر من مخططات كيان الاحتلال الذي سيبني له مزيد الأحلام على وقع الفيتو الأمريكي الأخير الذي تجاوز سياسة المساواة بين الضحية والجلاد إلى ما هو اشد واخطر وذلك بالمجاهرة بالانتصار للجلاد وتحميل الضحية مسؤولية ما يحدث من انتهاكات وخروقات وجرائم إبادة صدمت الرأي العام الدولي الذي بدأ يكتشف زيف السردية الإسرائيلية والتضليل الإسرائيلي ويكتشف يوما بعد يوم الوجه القبيح للاحتلال الذي طالما أتقن دور الضحية وطالما استفاد من المحرقة اليهودية وعقدة الذنب الأوروبية  لمواصلة ابتزاز الغرب وتبرير جرائمه التي باتت تقارن بمحرقة النازيين.. والأكيد إن الرئيس البرازيلي لولا داسيلفيا لم يكن أول ولا آخر من ذهب إلى هذه المقارنة مع تواتر الحجج والوثائق التي تدين كيان الاحتلال بارتكاب محرقة في حق غزة وأهلها ..

ماذا بعد الفيتو؟ وماذا بقي للفلسطينيين أمام هذا الظلم المسلط؟ لا اعتقد أن أحدا يملك إجابة مقنعة في خضم الجحيم الذي يعيش على وقعه أهل غزة بين القصف اليومي برا وبحرا وجوا وبين مخاطر الجوع والأمراض والأوبئة التي تحاصر الجميع.. واضح أن ناتنياهو اقترب كثيرا من الخطوة الأخيرة لتنفيذ خطة التهجير القسري ودفع أكثر من مليوني فلسطيني في غزة للهروب من الموت الذي يحاصرهم في كل مكان ..

هل يمكن أن تحدث مفاجأة تقلب الموازين وتدفع إلى فرملة آلة الاحتلال وتمنع وقوع الجريمة الكبرى.. نقاط استفهام كثيرة ترافق هذه المحطة المصيرية في تاريخ القضية الفلسطينية والمنعرج الذي تتجه إليه غزة التي خذلها الجميع وتخلوا عن أطفالها وأهلها الذين باتوا يقتاتون من علف الحيوانات أو الأعشاب إن توفرت ...

اسيا العتروس

ممنوع من الحياد..   "فيتو" على أشلاء الضحايا.. ألا تخجلون؟

 

كما كان متوقعا لم تحدث مفاجأة في مجلس الأمن الدولي ولم تخرج واشنطن عن ولائها الأعمى ودعمها القاتل للحليف الإسرائيلي ومنحته مجددا الضوء الأخضر لمواصلة مسلسل جرائم الإبادة  الجماعية المستمرة في غزة.. وكأن كل الدماء والأرواح وأشلاء الضحايا وكل الخراب والدمار ورائحة الموت التي تسكن غزة التي لم يعد بها مكان امن لم تكن تستوجب قرارا بإيقاف الحرب ومنح الأحياء فرصة إكرام الأموات ودفنهم أو منح الأهالي فرصة استعادة الأنفاس بعد أن ضاقت بهم السبل وهم يواجهون القصف والترحيل القسري والمجاعة حيثما توجهوا ..

الفيتو الأمريكي وهو الرابع منذ بداية الحرب في غزة لا يقبل أكثر من تأويل لا سيما عندما يمنع الماء والغذاء والدواء عن الفلسطيني  ويحاصر كما تحاصر الطيور في الأقفاص، وهو يعزز القناعة الراسخة بان إسرائيل وأمريكا واحد وأن واشنطن بكل إمكانياتها العسكرية واللوجستية والاستخباراتية في خدمة الاحتلال وتحت أمره..

"الفيتو" الأمريكي الذي كتب بدماء أطفال غزة وضحاياها اهانة لإنسانية الإنسان وتأكيد على سقوط وانهيار كل المنظومة الدولية العاجزة.. وهي أيضا رسالة أخرى خاطئة تأتي في التوقيت الخطأ ولا يمكن رغم تداعياتها الكارثية أن تمنح كيان الاحتلال الحصانة أو تمنع ملاحقته أمام المحاكم الدولية إن لم يكن عاجلا فسيكون آجلا حتما ..

ولا شك أن ما يحدث في لاهاي حتى وإن لم تتضح نتائجه بعد يشهد على ذلك ..

لا خلاف أن السذج وحدهم والسابحين في الأوهام انتظروا موقفا غير الذي ذهبت إليه واشنطن مساء أول أمس في مجلس الأمن بنيويورك.. وكل المؤشرات كانت تؤكد أن الفيتو الأمريكي جاهز وفي خدمة الاحتلال لإسقاط مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر بعد مشاورات واسعة مع كل الأطراف وسيظل بالمرصاد لكل الجهود المماثلة طوال العدوان الذي يشنه الاحتلال على قطاع غزة والضفة وحتى بعد الانتهاء من هذا العدوان الظالم... ودون هذا الغطاء الأمريكي لا يمكن لهذا الكيان السرطاني أن يستمر بما هو عليه من استخفاف واهانة للمجتمع الدولي ولكل العالم ...

التداعيات المرتبطة بهذا التصويت لم تتأخر طويلا إذ وبمجرد الانتهاء من إسقاط المشروع الذي تقدمت به الجزائر في مجلس الأمن بهدف إيقاف الحرب حتى اندفعت واشنطن مطالبة العدل الدولية في لاهاي حيث تستمر جلسات الاستماع بشأن العواقب القانونية للاحتلال لتطالب المحكمة بعدم إصدار أي أمر  بالانسحاب غير المشروط قبل إصدار أي قرار ...

والخطوات المرتبطة بقرار الفيتو العبثي الذي يزين للاحتلال انه محصن من أي محاسبة ولا يمكن إلا أن يفاقم تعقيدات المشهد ويدفع إلى تلاشي القانون الدولي وانهيار ما بقي من عدالة دولية هشة وامتداد بدلا من ذلك قانون الغاب حيث يكون القرار للأقوى والأكثر ظلما.. حيث جاء تصويت الكنيست بأغلبية 99 صوتا ضد الاعتراف الأحادي بدولة فلسطين والتأكيد على أن أي تسوية لا تكون فيها الكلمة لإسرائيل لا مكان لها.. وهذا ليس سوى نقطة من بحر من مخططات كيان الاحتلال الذي سيبني له مزيد الأحلام على وقع الفيتو الأمريكي الأخير الذي تجاوز سياسة المساواة بين الضحية والجلاد إلى ما هو اشد واخطر وذلك بالمجاهرة بالانتصار للجلاد وتحميل الضحية مسؤولية ما يحدث من انتهاكات وخروقات وجرائم إبادة صدمت الرأي العام الدولي الذي بدأ يكتشف زيف السردية الإسرائيلية والتضليل الإسرائيلي ويكتشف يوما بعد يوم الوجه القبيح للاحتلال الذي طالما أتقن دور الضحية وطالما استفاد من المحرقة اليهودية وعقدة الذنب الأوروبية  لمواصلة ابتزاز الغرب وتبرير جرائمه التي باتت تقارن بمحرقة النازيين.. والأكيد إن الرئيس البرازيلي لولا داسيلفيا لم يكن أول ولا آخر من ذهب إلى هذه المقارنة مع تواتر الحجج والوثائق التي تدين كيان الاحتلال بارتكاب محرقة في حق غزة وأهلها ..

ماذا بعد الفيتو؟ وماذا بقي للفلسطينيين أمام هذا الظلم المسلط؟ لا اعتقد أن أحدا يملك إجابة مقنعة في خضم الجحيم الذي يعيش على وقعه أهل غزة بين القصف اليومي برا وبحرا وجوا وبين مخاطر الجوع والأمراض والأوبئة التي تحاصر الجميع.. واضح أن ناتنياهو اقترب كثيرا من الخطوة الأخيرة لتنفيذ خطة التهجير القسري ودفع أكثر من مليوني فلسطيني في غزة للهروب من الموت الذي يحاصرهم في كل مكان ..

هل يمكن أن تحدث مفاجأة تقلب الموازين وتدفع إلى فرملة آلة الاحتلال وتمنع وقوع الجريمة الكبرى.. نقاط استفهام كثيرة ترافق هذه المحطة المصيرية في تاريخ القضية الفلسطينية والمنعرج الذي تتجه إليه غزة التي خذلها الجميع وتخلوا عن أطفالها وأهلها الذين باتوا يقتاتون من علف الحيوانات أو الأعشاب إن توفرت ...

اسيا العتروس