التّعليم زمن الذكاء الاصطناعي والتطوّر الرّقمي السريع.. هل من حلول يتعين توخّيها؟ وأيّ إستراتيجية يفترض أن تتبنّاها دول المغرب العربي حتى يتسنّى لها مواكبة التطور التكنولوجي السريع من ذلك السعي نحو الرّقمنة كضرورة ملحة؟ وما مدى نجاعة النهوض بواقع التربية في ظل التحديات والرهانات الموجودة من ذلك هل من توجه نحو مناهج تعليمية نسبيا موحدة في ظل الاكتساح التكنولوجي؟
سؤال طرحته "الصباح" على بعض وزراء تربية وممثلي وزراء التربية في دول المغرب العربي (ليبيا، الجزائر، موريتانيا، المغرب) وذلك على هامش الملتقى الإقليمي المغاربي رفيع المستوى تحت عنوان:"التحول الرقمي للتعليم لدعم الهدف الرابع للتنمية المستدامة"، والذي اختتمت أمس فعالياته .
وتفاعلا مع الأسئلة المطروحة سلفا أورد الدكتور محمد موسى المقريف وزير التربية والتعليم بدولة ليبيا أن رقمنة التعليم أصبحت ضرورة مٌلحّة في ظل التحوّل الالكتروني للتعليم نظرا لما مرّت به دول العالم من جوائح وكوارث الطبيعية والتي كان لزاما أن تفرض وجود منصات التعليم الالكتروني تطلق وتساعد التلاميذ والطلاب في التحصيل العلمي. وأشار وزير التربية والتعليم بدولة ليبيا إلى أن المشاركة في الملتقى الإقليمي المغاربي رفيع المستوى تندرج في إطار التحول الرقمي وهو الهدف الرابع من التنمية المستدامة، والمتمثل في رقمنة التعليم، مشيرا إلى دول المغرب العربي ومن خلال الاجتماعات الملتئمة أول أمس أطلقت عديد المنصات وهنالك بعض الدول التي تعمل عملا حثيثا في الاهتمام بهذا الجانب الذي يسهم بشكل كبير في التحصيل العلمي والرفع من كفاءة الطلاب. وأضاف محدثنا انه لا شك أن هنالك العديد من التحديات التي تواجه هذا الملف يتمثل في الجانب التكنولوجي والرقمي لدى المعلمين والمتعلمين ولكن هنالك خطط موازية في حلحلة هذه الإشكاليات، موضحا أن الحضور في هذا الملتقى يهدف إلى وضع إطار موحد داخل المغرب العربي للاهتمام بالهدف الرابع وخلق منظومة موحدة وتقاسم الهموم وحتى التجارب والحلول للنهوض بالعملية التعليمية .
من جانب آخر وفي نفس الإطار أورد مدير الإستراتيجية والإحصاء والتخطيط عادل بجا بوزارة التربية المغربية ومنسق الهدف الرابع على المستوى الوطني، أن الرقمنة تنقسم إلى مستويين اثنين: يتعلق الأول برقمنة التعليم والثاني يتمثل في رقمنة الإدارة التربوية، مشيرا إلى وجود بعض الخطوات الجدية والجريئة في هذا المجال فيما يتعلق برقمنة التعليم، في بعض دول في العالم، وقد تم التراجع عنها لان نتائج رقمنة التعليم بنسبة مائة بالمائة لم تعط النتائج المرجوة في بعض دول شمال شرق أوروبا قائلا:"لا يمكن أن نتصور التعليم دون أستاذ داخل قاعة قسم"، مشيرا إلى أن تجربة الأقسام الافتراضية قد أثبتت نجاعتها زمن تفشي فيروس كورونا لكن في العملية التعليمية يبقى حضور الأستاذ أساسيا جدا وبالتالي لا يٌمكن من خلال وجهة نظري تصور العملية التعليمية دون ثنائية الأستاذ والتلميذ داخل القسم.
اما فيما يتعلق بمجال رقمنة الإدارة التربوية فان هنالك حاجة ملحة جدا للرقمنة من خلال رقمنة المصادر ورقمنة الإدارة والإحصائيات لكن على ان تحتكم هذه العملية إلى ضوابط أخلاقية ومهنية لا سيما فيما يهم حفظ جميع المعطيات الشخصية التي تتعلق بالمدرسة.
من جهة أخرى وفي نفس السياق وفي إطار أهمية الرقمنة وتوحيد الجهود على مستوى دول المغرب العربي، ثمن وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي بالجمهورية الإسلامية الموريتانية مختار ولد داهي في البداية الملتقى الإقليمي المغاربي رفيع المستوى لتقاسم التجارب بين دول المغرب العربي في مجال تطوير التعليم عموما وخصوصا تطوير التعليم الرقمي في خدمة تحقيق الهدف الرابع للتنمية مشيرا إلى أن موريتانيا حققت في هذا المجال بعض الخطوات ومازالت أيضا تبرمج بعض الخطوات في هذا المجال خاصة فيما يتعلق بتطوير المنظومة التربوية بركائزها الخمس والتي من أهمها الترفيع من مكانة المدرس وتأهيله فضلا عن زيادة المخصصات المالية الوزارية للتعليم في الدولة، مشيرا إلى أن موريتانيا قطعت أشواطا في هذا المجال وتعول على تقاسم التجارب الناجحة مع دول المغرب العربي ومع مكاتب الخبرة كاليونسكو من اجل تصحيح المسار وتسريع الخطوات حتى يتسنى تحقيق الأهداف المرجوة في آجالها.
من جانب آخر ثمن أيضا جودي بلغيث وزير مستشار بسفارة الجزائر بتونس أهمية المشاركة في هذا اللقاء، مشيرا إلى أن قطاع التعليم بالجزائر هو قطاع استراتيجي تخصص له كل الإمكانيات وترصد له جميع الأولويات في توفير الموارد المالية والبشرية، موضحا أن قطاع التربية في الجزائر يعتمد على سياسة اجتماعية تتمثل في ديمقراطية التعليم ومجانيته وإجباريته، مشيرا إلى أن الاهتمام بالتعليم في الجزائر لا ينحصر فقط في الجانب المادي وإنما أيضا في بكل التطورات الحاصلة ومن هنا يأتي الاهتمام بالرقمنة في مجال التربية، موضحا أن وباء كورونا كان بمثابة امتحان اختبر طريقة تعاملنا مع التجربة الرقمية التي نستخلص منها التجارب هذا بالتوازي مع تبادل الخبرات في هذا المجال...
منال حرزي
تونس-الصباح
التّعليم زمن الذكاء الاصطناعي والتطوّر الرّقمي السريع.. هل من حلول يتعين توخّيها؟ وأيّ إستراتيجية يفترض أن تتبنّاها دول المغرب العربي حتى يتسنّى لها مواكبة التطور التكنولوجي السريع من ذلك السعي نحو الرّقمنة كضرورة ملحة؟ وما مدى نجاعة النهوض بواقع التربية في ظل التحديات والرهانات الموجودة من ذلك هل من توجه نحو مناهج تعليمية نسبيا موحدة في ظل الاكتساح التكنولوجي؟
سؤال طرحته "الصباح" على بعض وزراء تربية وممثلي وزراء التربية في دول المغرب العربي (ليبيا، الجزائر، موريتانيا، المغرب) وذلك على هامش الملتقى الإقليمي المغاربي رفيع المستوى تحت عنوان:"التحول الرقمي للتعليم لدعم الهدف الرابع للتنمية المستدامة"، والذي اختتمت أمس فعالياته .
وتفاعلا مع الأسئلة المطروحة سلفا أورد الدكتور محمد موسى المقريف وزير التربية والتعليم بدولة ليبيا أن رقمنة التعليم أصبحت ضرورة مٌلحّة في ظل التحوّل الالكتروني للتعليم نظرا لما مرّت به دول العالم من جوائح وكوارث الطبيعية والتي كان لزاما أن تفرض وجود منصات التعليم الالكتروني تطلق وتساعد التلاميذ والطلاب في التحصيل العلمي. وأشار وزير التربية والتعليم بدولة ليبيا إلى أن المشاركة في الملتقى الإقليمي المغاربي رفيع المستوى تندرج في إطار التحول الرقمي وهو الهدف الرابع من التنمية المستدامة، والمتمثل في رقمنة التعليم، مشيرا إلى دول المغرب العربي ومن خلال الاجتماعات الملتئمة أول أمس أطلقت عديد المنصات وهنالك بعض الدول التي تعمل عملا حثيثا في الاهتمام بهذا الجانب الذي يسهم بشكل كبير في التحصيل العلمي والرفع من كفاءة الطلاب. وأضاف محدثنا انه لا شك أن هنالك العديد من التحديات التي تواجه هذا الملف يتمثل في الجانب التكنولوجي والرقمي لدى المعلمين والمتعلمين ولكن هنالك خطط موازية في حلحلة هذه الإشكاليات، موضحا أن الحضور في هذا الملتقى يهدف إلى وضع إطار موحد داخل المغرب العربي للاهتمام بالهدف الرابع وخلق منظومة موحدة وتقاسم الهموم وحتى التجارب والحلول للنهوض بالعملية التعليمية .
من جانب آخر وفي نفس الإطار أورد مدير الإستراتيجية والإحصاء والتخطيط عادل بجا بوزارة التربية المغربية ومنسق الهدف الرابع على المستوى الوطني، أن الرقمنة تنقسم إلى مستويين اثنين: يتعلق الأول برقمنة التعليم والثاني يتمثل في رقمنة الإدارة التربوية، مشيرا إلى وجود بعض الخطوات الجدية والجريئة في هذا المجال فيما يتعلق برقمنة التعليم، في بعض دول في العالم، وقد تم التراجع عنها لان نتائج رقمنة التعليم بنسبة مائة بالمائة لم تعط النتائج المرجوة في بعض دول شمال شرق أوروبا قائلا:"لا يمكن أن نتصور التعليم دون أستاذ داخل قاعة قسم"، مشيرا إلى أن تجربة الأقسام الافتراضية قد أثبتت نجاعتها زمن تفشي فيروس كورونا لكن في العملية التعليمية يبقى حضور الأستاذ أساسيا جدا وبالتالي لا يٌمكن من خلال وجهة نظري تصور العملية التعليمية دون ثنائية الأستاذ والتلميذ داخل القسم.
اما فيما يتعلق بمجال رقمنة الإدارة التربوية فان هنالك حاجة ملحة جدا للرقمنة من خلال رقمنة المصادر ورقمنة الإدارة والإحصائيات لكن على ان تحتكم هذه العملية إلى ضوابط أخلاقية ومهنية لا سيما فيما يهم حفظ جميع المعطيات الشخصية التي تتعلق بالمدرسة.
من جهة أخرى وفي نفس السياق وفي إطار أهمية الرقمنة وتوحيد الجهود على مستوى دول المغرب العربي، ثمن وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي بالجمهورية الإسلامية الموريتانية مختار ولد داهي في البداية الملتقى الإقليمي المغاربي رفيع المستوى لتقاسم التجارب بين دول المغرب العربي في مجال تطوير التعليم عموما وخصوصا تطوير التعليم الرقمي في خدمة تحقيق الهدف الرابع للتنمية مشيرا إلى أن موريتانيا حققت في هذا المجال بعض الخطوات ومازالت أيضا تبرمج بعض الخطوات في هذا المجال خاصة فيما يتعلق بتطوير المنظومة التربوية بركائزها الخمس والتي من أهمها الترفيع من مكانة المدرس وتأهيله فضلا عن زيادة المخصصات المالية الوزارية للتعليم في الدولة، مشيرا إلى أن موريتانيا قطعت أشواطا في هذا المجال وتعول على تقاسم التجارب الناجحة مع دول المغرب العربي ومع مكاتب الخبرة كاليونسكو من اجل تصحيح المسار وتسريع الخطوات حتى يتسنى تحقيق الأهداف المرجوة في آجالها.
من جانب آخر ثمن أيضا جودي بلغيث وزير مستشار بسفارة الجزائر بتونس أهمية المشاركة في هذا اللقاء، مشيرا إلى أن قطاع التعليم بالجزائر هو قطاع استراتيجي تخصص له كل الإمكانيات وترصد له جميع الأولويات في توفير الموارد المالية والبشرية، موضحا أن قطاع التربية في الجزائر يعتمد على سياسة اجتماعية تتمثل في ديمقراطية التعليم ومجانيته وإجباريته، مشيرا إلى أن الاهتمام بالتعليم في الجزائر لا ينحصر فقط في الجانب المادي وإنما أيضا في بكل التطورات الحاصلة ومن هنا يأتي الاهتمام بالرقمنة في مجال التربية، موضحا أن وباء كورونا كان بمثابة امتحان اختبر طريقة تعاملنا مع التجربة الرقمية التي نستخلص منها التجارب هذا بالتوازي مع تبادل الخبرات في هذا المجال...