غزت الكلاب السائبة والضالة العديد من المناطق والشوارع بمختلف ولايات وقرى الجمهورية فالمتجول ليلا وخاصة بالمناطق الريفية تعترض سبيله مجموعة من الكلاب السائبة التي يحلو لها التجوال ليلا تثير الرعب في صفوف المارة وخاصة في الطرقات التي تفتقر إلى التنوير العمومي.. فهذه الكلاب السائبة نجدها عموما تتجول ليلا في شكل مجموعات وعادة ما تنتشر دائما بالقرب من محلات بيع اللحوم والمسالخ والمذابح والأسواق.
وقد أعلن في هذا السياق، عميد الأطباء البياطرة، احمد رجب، في تصريحه لـ"الصباح" ان الوضع ينبئ بالخطر في علاقة بانتشار داء الكلب معلنا عن تسجيل 355 اصابة لدى الحيوان في سنة 2023 وما يقارب 30 حالة إصابة أخرى منذ بداية السنة الجارية ووفاة شخص.
تطور عدد حالات داء الكلب لدى الحيوان بين 2022 و2023
وفي وقت كنّا نظن فيه أننا في تونس لم نعد نعاني من الإصابة بداء الكلب وانتشاره فقد جاءت الأرقام لتفند هذه المعتقدات فوفقا لتصريحات إعلامية، الدكتورة مريم هندوس، المسؤولة عن مخبر داء الكلب بمعهد باستور فان الملاحظ بين سنتي 2022 و2023 هو تطور عدد حالات الإصابة بداء الكلب لدى الحيوان من 277 حالة إلى 355 حالة كما أن نسبة الإصابة بداء الكلب لدى الكلاب فقط طورت من 39 إلى 50 بالمائة في سنة واحدة أي بين 2022/2023.
المنستير في طليعة الولايات
وفقا لأخر إحصائيات معهد باستور فان ولايتي توزر وتطاوين هما الولايتين الوحيدتين اللتين لم تجسلا أية إصابة بداء الكلب عند الحيوان وفي المقابل تعتبر ولاية المنستير من أكثر الولايات التي تسجل إصابات فمنذ2021 ولمدة 3 سنوات متتالية تسجل هذه الولاية سنويا إصابات بداء الكلب عند الإنسان ووصل الأمر إلى تسجيل وفيات سنويا، وفق تصريح الدكتورة مريم هندوس مؤخرا لإذاعة المنستير.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية ففي حال تم تلقيح 70 بالمائة من عدد الكلاب الموجودة بالبلاد فيمكن القضاء على داء الكلب بالبلاد في فترة وجيزة الأمر الذي طبقته بلدان أمريكا اللاتينية.
ومن المعروف أيضا أن داء الكلب ليس له دواء وهو مرض قاتل وبالتالي لا خيار أمام المواطنين إلا تلقي التلاقيح والعلاج.
15 وفاة بالكلب منذ 3 سنوات
هذا وينتقد الأطباء البياطرة، قلة الوعي لدى المواطنين والتراخي عن تلقي التلاقيح حيث تم تسجيل إصابة 15 حالة وفاة لدى الإنسان خلال الثلاث سنوات الأخيرة بتونس جراء الإصابة بداء الكلب وبالتالي فان قلة الوعي بخطورة الإصابة بالكلب من مختلف الحيوانات فالأمر ليس حكرا فقط على الكلاب بل إن القطط والأرانب والأغنام يمكنها أن تنقل الاصابة، وبالتالي فان الوعي بضرورة اتخاذ الاسعافات الاولية اللازمة في حال التعرض الى العض او مجرد خدش او الاصابة بجروح حتى وان لم تكن عميقة فانه من الضروري ووفقا للتعليمات الطبية الاسراع اولا بغسل المنطقة بالماء والصابون لمدة 15 دقيقة لتفادي تعكر الوضع اضافة الى الالتزام بتواريخ تلقي التلاقيح اثر الاصابة بالمراكز الصحية.
اعتداءات بالجملة واغلب الضحايا اطفال
يشار إلى أن الطبيب البيطري ورئيس الغرفة الوطنية النقابية للأطباء البيطريين للممارسة الحرة نجيب بوسلامة اعلن سابقا في تصريح لـ"الصباح" ان تونس سجلت وفاة 6 اشخاص بداء الكلب خلال سنة 2023 وهناك اكثر من 300 حالة اصابة للحيوانات بداء الكلب مع حالة وفاة خلال 2024.
كما افاد نجيب بوسلامة ان اغلب الاصابات التي يتم تسجيلها تكون عند الاطفال وهو امر مفزع.
كما صنف بوسلامة داء الكلب في تونس بانه وباء منتشر بمختلف ولايات الجمهورية حيث تسجل بلادنا بين 3 الى 6 وفيات كما تسجل 50000 اعتداء على الانسان من الحيوانات واغلب الضحايا من الاطفال.
غياب إستراتيجية وبرنامج وطني واضح لمواجهة هذا الداء
وأوضح نجيب بوسلامة ان تسجيل 6 حالات في سنة واحدة يعتبر رقما كبيرا موضحا أن الحملات التوعوية والتلاقيح ليس لها يا معنى في غياب إستراتيجية وبرنامج وطني واضح لمواجهة هذا الداء.
كما دعا نجيب بوسلامة الى صياغة برنامج واضح المعالم لمواجهة داء الكلب والقضاء عليه نهائيا لإيصال المعلومة للمواطنين حتى يكونوا واعين بخطورة داء الكلب ونفس هذه البرامج يجب ان تنطبق على جميع الامراض السارية والمعدية والتي تنتقل اساسا عبر الحيوانات كالسل وحمى غرب النيل والحمى المالطية وهي كلها امراض تهدد صحة الانسان.
مقاطعة التوكيل الصحي يزيد الطيّن بلّة
وما زاد الطيّن بلة، وفق بوسلامة فان ايقاف التعامل بالتوكيل الصحي حيث ان التوكيل الصحي هو مهام تتعلق بتلقيح الحيوانات الموجودة بالبلاد التونسية ومن بينها الكلب والحمى القلاعية والحمى المالطية وجدري الأغنام.. وغيرها من الأمراض التي تصيب الحيوانات.. وقد كانت هذه الحملات تتكفل بها الدولة وفي ظل نقص الانتدابات والصعوبات اللوجيستية على مستوى الادارات الجهوية والمؤسسات العمومية ومع انطلاق الشراكة بين القطاع العام والخاص بين المؤسسات العمومية والأطباء البياطرة في القطاع الخاص منذ سنة 2006 تم الاتفاق على انجازها بصفة مشتركة مع الاطباء البيطريين الخواص ولكن الموضوع اصبح صعبا منذ 2018 ولم تعد هناك شراكة حقيقة بين القطاعين وربما يكون ذلك وفق تعبير محدثنا بعد ان اصيب القطاع العام بنوع من الغرور ويرى انه تمكن من القضاء على بعض الامراض ولكن ذلك لم يتم الا بفضل مجهودات الأطباء في القطاع الخاص.
تحيين التسعيرة الخاصة بالتلاقيح
وفي هذا السياق علق عميد الأطباء البياطرة احمد رجب في تصريح لـ"الصباح" بان التوكيل الصحي هو تلقيح وبالتالي هو وقاية والمقاطعة تؤدي إلى انتشار الأمراض وقلة الإنتاج وتهديد الأمن والسيادة الغذائية.. مضيفا ان داء الكلب والحمى المالطية ينتقلان الى الانسان الامر الذي يتسبب في انتشار الإصابات بهما باعتبار انها أمراض منقولة من الحيوان الى الإنسان.
وطالب محدثنا بضرورة تحيين ومراجعة منظوم التوكيل الصحي وتحيين التسعيرة الخاصة بالتلاقيح للحفاظ على الأمن القومي.
القنص أم القتل الرحيم
وفي ظل مختلف هذه المعطيات، فان الآراء تختلف بين من يدعوا إلى القضاء على الكلاب السائبة ومن يدعوا إلى الرفق بالحيوان والعمل على تعقيم الكلاب الضالة وإنشاء ملاجئ لهذه الحيوانات بدلا من قتلها وقنصها.
وفي هذا السياق، دعا عميد الأطباء البياطرة الى تحيين القوانين عبر القتل الرحيم والرفق بالحيوان وان تقوم الجهات المختصة من بلديات مثلا بدورها في القضاء على هذه الظاهرة في إطار صحة واحدة عبر نظافة المحيط وتلقيح الحيوانات لمنع انتشار الإصابات للإنسان.
أميرة الدريدي
-وفاة شخص.. و30 إصابة لدى الحيوان منذ بداية السنة
غزت الكلاب السائبة والضالة العديد من المناطق والشوارع بمختلف ولايات وقرى الجمهورية فالمتجول ليلا وخاصة بالمناطق الريفية تعترض سبيله مجموعة من الكلاب السائبة التي يحلو لها التجوال ليلا تثير الرعب في صفوف المارة وخاصة في الطرقات التي تفتقر إلى التنوير العمومي.. فهذه الكلاب السائبة نجدها عموما تتجول ليلا في شكل مجموعات وعادة ما تنتشر دائما بالقرب من محلات بيع اللحوم والمسالخ والمذابح والأسواق.
وقد أعلن في هذا السياق، عميد الأطباء البياطرة، احمد رجب، في تصريحه لـ"الصباح" ان الوضع ينبئ بالخطر في علاقة بانتشار داء الكلب معلنا عن تسجيل 355 اصابة لدى الحيوان في سنة 2023 وما يقارب 30 حالة إصابة أخرى منذ بداية السنة الجارية ووفاة شخص.
تطور عدد حالات داء الكلب لدى الحيوان بين 2022 و2023
وفي وقت كنّا نظن فيه أننا في تونس لم نعد نعاني من الإصابة بداء الكلب وانتشاره فقد جاءت الأرقام لتفند هذه المعتقدات فوفقا لتصريحات إعلامية، الدكتورة مريم هندوس، المسؤولة عن مخبر داء الكلب بمعهد باستور فان الملاحظ بين سنتي 2022 و2023 هو تطور عدد حالات الإصابة بداء الكلب لدى الحيوان من 277 حالة إلى 355 حالة كما أن نسبة الإصابة بداء الكلب لدى الكلاب فقط طورت من 39 إلى 50 بالمائة في سنة واحدة أي بين 2022/2023.
المنستير في طليعة الولايات
وفقا لأخر إحصائيات معهد باستور فان ولايتي توزر وتطاوين هما الولايتين الوحيدتين اللتين لم تجسلا أية إصابة بداء الكلب عند الحيوان وفي المقابل تعتبر ولاية المنستير من أكثر الولايات التي تسجل إصابات فمنذ2021 ولمدة 3 سنوات متتالية تسجل هذه الولاية سنويا إصابات بداء الكلب عند الإنسان ووصل الأمر إلى تسجيل وفيات سنويا، وفق تصريح الدكتورة مريم هندوس مؤخرا لإذاعة المنستير.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية ففي حال تم تلقيح 70 بالمائة من عدد الكلاب الموجودة بالبلاد فيمكن القضاء على داء الكلب بالبلاد في فترة وجيزة الأمر الذي طبقته بلدان أمريكا اللاتينية.
ومن المعروف أيضا أن داء الكلب ليس له دواء وهو مرض قاتل وبالتالي لا خيار أمام المواطنين إلا تلقي التلاقيح والعلاج.
15 وفاة بالكلب منذ 3 سنوات
هذا وينتقد الأطباء البياطرة، قلة الوعي لدى المواطنين والتراخي عن تلقي التلاقيح حيث تم تسجيل إصابة 15 حالة وفاة لدى الإنسان خلال الثلاث سنوات الأخيرة بتونس جراء الإصابة بداء الكلب وبالتالي فان قلة الوعي بخطورة الإصابة بالكلب من مختلف الحيوانات فالأمر ليس حكرا فقط على الكلاب بل إن القطط والأرانب والأغنام يمكنها أن تنقل الاصابة، وبالتالي فان الوعي بضرورة اتخاذ الاسعافات الاولية اللازمة في حال التعرض الى العض او مجرد خدش او الاصابة بجروح حتى وان لم تكن عميقة فانه من الضروري ووفقا للتعليمات الطبية الاسراع اولا بغسل المنطقة بالماء والصابون لمدة 15 دقيقة لتفادي تعكر الوضع اضافة الى الالتزام بتواريخ تلقي التلاقيح اثر الاصابة بالمراكز الصحية.
اعتداءات بالجملة واغلب الضحايا اطفال
يشار إلى أن الطبيب البيطري ورئيس الغرفة الوطنية النقابية للأطباء البيطريين للممارسة الحرة نجيب بوسلامة اعلن سابقا في تصريح لـ"الصباح" ان تونس سجلت وفاة 6 اشخاص بداء الكلب خلال سنة 2023 وهناك اكثر من 300 حالة اصابة للحيوانات بداء الكلب مع حالة وفاة خلال 2024.
كما افاد نجيب بوسلامة ان اغلب الاصابات التي يتم تسجيلها تكون عند الاطفال وهو امر مفزع.
كما صنف بوسلامة داء الكلب في تونس بانه وباء منتشر بمختلف ولايات الجمهورية حيث تسجل بلادنا بين 3 الى 6 وفيات كما تسجل 50000 اعتداء على الانسان من الحيوانات واغلب الضحايا من الاطفال.
غياب إستراتيجية وبرنامج وطني واضح لمواجهة هذا الداء
وأوضح نجيب بوسلامة ان تسجيل 6 حالات في سنة واحدة يعتبر رقما كبيرا موضحا أن الحملات التوعوية والتلاقيح ليس لها يا معنى في غياب إستراتيجية وبرنامج وطني واضح لمواجهة هذا الداء.
كما دعا نجيب بوسلامة الى صياغة برنامج واضح المعالم لمواجهة داء الكلب والقضاء عليه نهائيا لإيصال المعلومة للمواطنين حتى يكونوا واعين بخطورة داء الكلب ونفس هذه البرامج يجب ان تنطبق على جميع الامراض السارية والمعدية والتي تنتقل اساسا عبر الحيوانات كالسل وحمى غرب النيل والحمى المالطية وهي كلها امراض تهدد صحة الانسان.
مقاطعة التوكيل الصحي يزيد الطيّن بلّة
وما زاد الطيّن بلة، وفق بوسلامة فان ايقاف التعامل بالتوكيل الصحي حيث ان التوكيل الصحي هو مهام تتعلق بتلقيح الحيوانات الموجودة بالبلاد التونسية ومن بينها الكلب والحمى القلاعية والحمى المالطية وجدري الأغنام.. وغيرها من الأمراض التي تصيب الحيوانات.. وقد كانت هذه الحملات تتكفل بها الدولة وفي ظل نقص الانتدابات والصعوبات اللوجيستية على مستوى الادارات الجهوية والمؤسسات العمومية ومع انطلاق الشراكة بين القطاع العام والخاص بين المؤسسات العمومية والأطباء البياطرة في القطاع الخاص منذ سنة 2006 تم الاتفاق على انجازها بصفة مشتركة مع الاطباء البيطريين الخواص ولكن الموضوع اصبح صعبا منذ 2018 ولم تعد هناك شراكة حقيقة بين القطاعين وربما يكون ذلك وفق تعبير محدثنا بعد ان اصيب القطاع العام بنوع من الغرور ويرى انه تمكن من القضاء على بعض الامراض ولكن ذلك لم يتم الا بفضل مجهودات الأطباء في القطاع الخاص.
تحيين التسعيرة الخاصة بالتلاقيح
وفي هذا السياق علق عميد الأطباء البياطرة احمد رجب في تصريح لـ"الصباح" بان التوكيل الصحي هو تلقيح وبالتالي هو وقاية والمقاطعة تؤدي إلى انتشار الأمراض وقلة الإنتاج وتهديد الأمن والسيادة الغذائية.. مضيفا ان داء الكلب والحمى المالطية ينتقلان الى الانسان الامر الذي يتسبب في انتشار الإصابات بهما باعتبار انها أمراض منقولة من الحيوان الى الإنسان.
وطالب محدثنا بضرورة تحيين ومراجعة منظوم التوكيل الصحي وتحيين التسعيرة الخاصة بالتلاقيح للحفاظ على الأمن القومي.
القنص أم القتل الرحيم
وفي ظل مختلف هذه المعطيات، فان الآراء تختلف بين من يدعوا إلى القضاء على الكلاب السائبة ومن يدعوا إلى الرفق بالحيوان والعمل على تعقيم الكلاب الضالة وإنشاء ملاجئ لهذه الحيوانات بدلا من قتلها وقنصها.
وفي هذا السياق، دعا عميد الأطباء البياطرة الى تحيين القوانين عبر القتل الرحيم والرفق بالحيوان وان تقوم الجهات المختصة من بلديات مثلا بدورها في القضاء على هذه الظاهرة في إطار صحة واحدة عبر نظافة المحيط وتلقيح الحيوانات لمنع انتشار الإصابات للإنسان.