إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. قوة ناعمة.. هي من تحكم !

 

يرويها: ابو بكر الصغير

   هل لتونس قوة ناعمة تدافع عن مصالحها وتؤثر في صناعة القرار والانتصار له، داخليا وخارجيا !.

 هل لتونس منظمات وجمعيات ومراكز أبحاث ومفكرين قادرين على استعادة مكانتها ومواجهة التحديات الجديدة دون اللجوء إلى استخدام الأساليب التقليدية أو ما يعرف بالقوة الصلبة .

     تُترجم القوة الناعمة أحيانًا على أنها قوة "التأثير" و"الإشعاع"، وهي القوة التي ندين بحضورها القوي في سياسات بعض الدول والتي أصبحت على شفاه الجميع اليوم.

  إن قدرة الدولة، أي دولة على التأثير وتوجيه العلاقات الدولية لصالحها يبقى مرهونا بمدى تمكنها من هذه القوة الناعمة وأدواتها، ومن يوجهها وكيف؟.

   تنفذ الدولة إستراتيجية التأثير بما تعزز شرعية قراراتها وخياراتها وعملها والذي قد يشكل أيضاً عامل قوة لصالحها وما يخدم مصالحها.

  بمعنى التمكين من أدوات الجذب والإقناع بأنماط تفكيرها وعيشها أكثر مما توفره لها القوة الصلبة التي تعتمد على الاعتداد بمواقف ومبادئ قيمية كالسيادة والاستقلال في القرار والرفض لواقع دولي راهن.

  تقاس عادة القوة الناعمة للبلدان من خلال مؤشرات عديدة مثل، أفكارها وقيمها وتأثير ثقافتها ومنتجاتها وسمعتها وجاذبيتها ومكانتها في المنظمات الدولية وتجمعات الدول ولكن الأهم التاريخ وحضارة البلد ومستويات السكان .

  مثلا تاريخ وتراث الصين القديمة يوفر أساساً متينا لقوتها الناعمة، يتعلق هذا بشكل خاص بالتيارات الفلسفية التي لا تزال تشكل الفكر الصيني كالكونفوشيوسية .

 تضعف القوة الناعمة لأي بلد بسبب جوانب معينة من سياستها الوطنية فيما يتصل بإرساء الديمقراطية، أو حرية التعبير، أو احترام حقوق الإنسان.

 بإمكان تونس اليوم أن توفر لنفسها الكثير من عناصر القوة في سياساتها الناعمة وذلك بالاعتماد على عدة جوانب :

- الموقع الجغرافي، تونس منارة في حوض المتوسط ومسرحا لأهم الأحداث التي شهدتها المنطقة على مر الحقب التاريخية لتربط بذلك بين الفضاءات الأوروبية والعربية والإفريقية.

- الإرث الحضاري والتاريخي، يشمل كونها مهد أول حضارة عرفتها الإنسانية وهي الحضارة القبصية قبل أكثر من 7000 سنة وحضارات قرطاج وإعطاء اسمها لقارة كاملة (إفريقيا) ودورها في تأسيس عواصم ومدن من ذلك بغداد والقاهرة الخ.. وإشعاعها دينيا فهي عاصمة الإسلام الأولى (القيروان) في إفريقيا واحتضانها لأقدم معبد يهودي في العالم وتقديمها 3 باباوات لدولة الفاتيكان، إضافة إلى الإرث السياسي غير المسبوق عالميا من دساتير وقوانين موصولة بالحقوق الإنسانية.

- الانجاز المدني ، بما يتعلّق بمأسسة أول مجتمع مدني عربيا وإفريقيا وأول حركة نقابية وأول منظمة تدافع عن حقوق الإنسان .

- وجود نخبة متميّزة تعدّ الأفضل في محيطها الإقليمي والقاري من حيث الكفاءات وعدد المهندسين والأطباء والعلماء الخ ..

تشكّل كلّ هذه الموارد إضافة إلى أخرى أيضًا رافعة حضارية سياسية اقتصادية مهمة للبلاد بما يخدم صورتها ويدعم مكانتها ويعزّز الموارد الإبداعية لأبنائها سعياً إلى خلق قيمة مضافة من "علامة تونس".

لكل إنسان منا عظمة في مكان ما بداخله، فما بالأمر بالشعوب والأوطان .

 على المرء أن يفكر دائما كالملوك، فالملوك لا يخشون الفشل لأن الفشل يعني نهايتهم، فالتوق إلى بلوغ الأسمى، لدليل على عظمة .

 

 

 

حكاياتهم  ..   قوة ناعمة.. هي من تحكم !

 

يرويها: ابو بكر الصغير

   هل لتونس قوة ناعمة تدافع عن مصالحها وتؤثر في صناعة القرار والانتصار له، داخليا وخارجيا !.

 هل لتونس منظمات وجمعيات ومراكز أبحاث ومفكرين قادرين على استعادة مكانتها ومواجهة التحديات الجديدة دون اللجوء إلى استخدام الأساليب التقليدية أو ما يعرف بالقوة الصلبة .

     تُترجم القوة الناعمة أحيانًا على أنها قوة "التأثير" و"الإشعاع"، وهي القوة التي ندين بحضورها القوي في سياسات بعض الدول والتي أصبحت على شفاه الجميع اليوم.

  إن قدرة الدولة، أي دولة على التأثير وتوجيه العلاقات الدولية لصالحها يبقى مرهونا بمدى تمكنها من هذه القوة الناعمة وأدواتها، ومن يوجهها وكيف؟.

   تنفذ الدولة إستراتيجية التأثير بما تعزز شرعية قراراتها وخياراتها وعملها والذي قد يشكل أيضاً عامل قوة لصالحها وما يخدم مصالحها.

  بمعنى التمكين من أدوات الجذب والإقناع بأنماط تفكيرها وعيشها أكثر مما توفره لها القوة الصلبة التي تعتمد على الاعتداد بمواقف ومبادئ قيمية كالسيادة والاستقلال في القرار والرفض لواقع دولي راهن.

  تقاس عادة القوة الناعمة للبلدان من خلال مؤشرات عديدة مثل، أفكارها وقيمها وتأثير ثقافتها ومنتجاتها وسمعتها وجاذبيتها ومكانتها في المنظمات الدولية وتجمعات الدول ولكن الأهم التاريخ وحضارة البلد ومستويات السكان .

  مثلا تاريخ وتراث الصين القديمة يوفر أساساً متينا لقوتها الناعمة، يتعلق هذا بشكل خاص بالتيارات الفلسفية التي لا تزال تشكل الفكر الصيني كالكونفوشيوسية .

 تضعف القوة الناعمة لأي بلد بسبب جوانب معينة من سياستها الوطنية فيما يتصل بإرساء الديمقراطية، أو حرية التعبير، أو احترام حقوق الإنسان.

 بإمكان تونس اليوم أن توفر لنفسها الكثير من عناصر القوة في سياساتها الناعمة وذلك بالاعتماد على عدة جوانب :

- الموقع الجغرافي، تونس منارة في حوض المتوسط ومسرحا لأهم الأحداث التي شهدتها المنطقة على مر الحقب التاريخية لتربط بذلك بين الفضاءات الأوروبية والعربية والإفريقية.

- الإرث الحضاري والتاريخي، يشمل كونها مهد أول حضارة عرفتها الإنسانية وهي الحضارة القبصية قبل أكثر من 7000 سنة وحضارات قرطاج وإعطاء اسمها لقارة كاملة (إفريقيا) ودورها في تأسيس عواصم ومدن من ذلك بغداد والقاهرة الخ.. وإشعاعها دينيا فهي عاصمة الإسلام الأولى (القيروان) في إفريقيا واحتضانها لأقدم معبد يهودي في العالم وتقديمها 3 باباوات لدولة الفاتيكان، إضافة إلى الإرث السياسي غير المسبوق عالميا من دساتير وقوانين موصولة بالحقوق الإنسانية.

- الانجاز المدني ، بما يتعلّق بمأسسة أول مجتمع مدني عربيا وإفريقيا وأول حركة نقابية وأول منظمة تدافع عن حقوق الإنسان .

- وجود نخبة متميّزة تعدّ الأفضل في محيطها الإقليمي والقاري من حيث الكفاءات وعدد المهندسين والأطباء والعلماء الخ ..

تشكّل كلّ هذه الموارد إضافة إلى أخرى أيضًا رافعة حضارية سياسية اقتصادية مهمة للبلاد بما يخدم صورتها ويدعم مكانتها ويعزّز الموارد الإبداعية لأبنائها سعياً إلى خلق قيمة مضافة من "علامة تونس".

لكل إنسان منا عظمة في مكان ما بداخله، فما بالأمر بالشعوب والأوطان .

 على المرء أن يفكر دائما كالملوك، فالملوك لا يخشون الفشل لأن الفشل يعني نهايتهم، فالتوق إلى بلوغ الأسمى، لدليل على عظمة .