يحدد المؤلف الجماعي "الحق في المقاومة، حكايات الفلاحات والفلاحين التونسيين حول العدالة المناخية"، من الصفحة الأولى والمتمثلة في ملخص عن موضوع عمله أن "آثار تغير المناخ تمثل تهديدا كبيرا للقطاع الفلاحي التونسي الذي يشغل 14 % من القوى العاملة والنشطة.. ويساهم في 10.1% من الناتج المحلي الإجمالي".
ويكشف الكتاب الذي ينقسم إلى 7 أجزاء، تمحورت حول الفلاحات والفلاحين التونسيين وعلاقتهم بتغيرات المناخ، في الجزء الأول الذي كان بمثابة تاطير للمؤلف ككل، واشرف عليه الباحث هيثم القاسمي، تغير المناخ والتكنولوجيا في تونس"ثورة خضراء من جديد"؟، وخلص إلى أن التخطيط لمجابهة تغير المناخ لا يمكن أن يتم داخل مراكز البحث ووكالات التنمية والمجالس الاستشارية ومتعددة الجنسيات بل يجب سد الفجوة بين البحث العلمي المؤسسى والإبداع العامي من اجل تمهيد احد الطرق الرئيسية المؤدية إلى حل المسألة الفلاحية كركيزة للتعامل مع مسالة المناخ.. مشددا على ضرورة استيعاب كل ما هو مفيد لنا من الثقافات المختلفة الاشتراكية منها والديمقراطية وسابقاتها بالبلدان الرأسمالية المختلفة عبر العصور.
أما الأجزاء الستة المتبقية فكانت عبارة عن عرض لمجموعة القصص والحكايات لحياة فلاحات وفلاحين وصيادين، قدموا خلالها تجاربهم الشخصية والآليات التي اعتمدوها للبقاء والاستمرار مع كل ما نعيشه من تغيرات مناخية.
وتناولت القصص منطقة الرملي من معتمدية غار الملح في ولاية بنزرت، التي جاءت تحت عنوان:"الرملي، منظومة زراعة تقليدية تحدت التهديد، غار الملح في مواجهة تحديات التحول الزراعي وتغير المناخ" واعدتها الباحثة "كستنزا بيزو"، أما الجزء الثالث فتناول قصص الصيد في منطقة لقاطا بولاية قابس وجاءت تحت عنوان:"لقاطا، تحليل قائم على النوع الاجتماعي للروابط بين التلوث والاستغلال في قطاع الصيد البحري في خليج قابس من إعداد الباحثة سكينة طوبي. وتناول الجزء الرابع منطقة "شنني بيان التحولات البيئية في منظومة المنطقة الواحية"، للباحث بيزو، ليكون البحث الخامس الذي أعده أيمن عميد حول "واحة تمغزة ومأزق التنمية" في نفس التخصص.
أما الجزء السادس للباحث عميد فكان حول منطقة واد صبايحية أو مؤامرة المقاومة، والجزء الأخير تناول منطقة ملولة "البحارة يقاومون التغيرات المناخية ويخلقون فرص عمل النساء من خلال الحفاظ على طرق الصيد الساحلي التقليدي".
ويتنزل المؤلف الجماعي حسب رمزي عياري، مدير مشاريع بمرصد السيادة الغذائية والبيئية، صلب تخصص المرصد، وأهدافه التي من بينها تقديم عمل ميداني يستهدف الفلاحين والفلاحات.
ولا يصنف المؤلف كدراسة بقدر ما هو رصد لحكايات وتوثيق وتدوين لحكايات، وقناة تم من خلالها نقل أصوات الفلاحين والفلاحات، وترجمة الوعي المحلي للفلاحين والفلاحات بمفردات تقنية علمية ذات طابع أكاديمي.
وكشف أن صدور الكتاب سيتبع بصدور أفلام طويلة تجسد حكايات تم العمل عليها. سيقع التجميع خلالها بين الكتابات السينمائية والعمل الهادف حول التغيرات المناخية والسيادة الغذائية.
وانطلق العمل على المؤلف في جوان 2022، وهو عمل يبحث في مسألة التغير المناخي وتأثيرها على السيادة الغذائية في تونس، وأثار تلك التغيرات على الفلاحين والفلاحات. والسعي إلى معرفة تشكلات وتمثلات الديناميكية المحلية أو الوعي المحلي بما فيه من معرف.
وأفاد رمزي عياري أن العمل قد انبنى، على عمل ميداني، وورشات مع الفلاحين والفلاحات وكان عبارة عن تأصيل نظري للحكايات تم إعداده من قبل بالباحث هيثم القاسمي و6 فصول كانت عبارة على حكايات ذات طابع قصصي تتضمن ما هو علمي أكاديمي. "خرافة" فيها الأسماء والأماكن والأحداث والشخصيات.. وأكد أنه في ما يتعلق بالترجمة لم تكن ترجمة حرفية بل بالعكس اتسمت بالسلاسة.
وبين في حديثه لـ"الصباح" أن الكتاب قد انطلق بفرضيات، وهي أن الفلاحين والفلاحات لديهم وعي اكبر بكثير من سكان المدن وحتى الأكاديميين، وتغير المناخ هي مسألة وواقع يعيشونه، وتفاعلهم مع ذلك يكون بطريقة اتوماتيكية، كما أنهم تجاوزوا مرحلة الوعي وانتقلوا إلى مرحلة الحلول في إطار تفاعلهم العضوي.
وتم تأكيد تلك المقاربة عن طريق الدراسات الميدانية التي تم انجازها في كتاب "الحق في المقاومة"، وكان ذلك بالتوازي مع عرضنا للمقاربة الجندرية قائمة على النوع الاجتماعي، الفلاحات والعاملات الفلاحيات، اللاتي يعانين من استغلال، ودرجات في الهشاشة، فالفلاحين الصغار في وضعية هشة والعامل الفلاحي في وضعية أكثر هشاشة والمرأة الفلاحة وعاملات الفلاحة هن الأكثر هشاشة منهم جميعا.
وكشف البحث انه بقدر هشاشة المرأة الفلاحة وعاملات الفلاحة، تكون قوة مقاومة ومعرفة محلية فهي العنصر الذي يحفظ تقليد العمل الفلاحي في الريف وتحميه بطريقة تصبح معها المرأة المركب الأساسي الاجتماعي في المناطق الريفية.
ريم سوودي
تونس- الصباح
يحدد المؤلف الجماعي "الحق في المقاومة، حكايات الفلاحات والفلاحين التونسيين حول العدالة المناخية"، من الصفحة الأولى والمتمثلة في ملخص عن موضوع عمله أن "آثار تغير المناخ تمثل تهديدا كبيرا للقطاع الفلاحي التونسي الذي يشغل 14 % من القوى العاملة والنشطة.. ويساهم في 10.1% من الناتج المحلي الإجمالي".
ويكشف الكتاب الذي ينقسم إلى 7 أجزاء، تمحورت حول الفلاحات والفلاحين التونسيين وعلاقتهم بتغيرات المناخ، في الجزء الأول الذي كان بمثابة تاطير للمؤلف ككل، واشرف عليه الباحث هيثم القاسمي، تغير المناخ والتكنولوجيا في تونس"ثورة خضراء من جديد"؟، وخلص إلى أن التخطيط لمجابهة تغير المناخ لا يمكن أن يتم داخل مراكز البحث ووكالات التنمية والمجالس الاستشارية ومتعددة الجنسيات بل يجب سد الفجوة بين البحث العلمي المؤسسى والإبداع العامي من اجل تمهيد احد الطرق الرئيسية المؤدية إلى حل المسألة الفلاحية كركيزة للتعامل مع مسالة المناخ.. مشددا على ضرورة استيعاب كل ما هو مفيد لنا من الثقافات المختلفة الاشتراكية منها والديمقراطية وسابقاتها بالبلدان الرأسمالية المختلفة عبر العصور.
أما الأجزاء الستة المتبقية فكانت عبارة عن عرض لمجموعة القصص والحكايات لحياة فلاحات وفلاحين وصيادين، قدموا خلالها تجاربهم الشخصية والآليات التي اعتمدوها للبقاء والاستمرار مع كل ما نعيشه من تغيرات مناخية.
وتناولت القصص منطقة الرملي من معتمدية غار الملح في ولاية بنزرت، التي جاءت تحت عنوان:"الرملي، منظومة زراعة تقليدية تحدت التهديد، غار الملح في مواجهة تحديات التحول الزراعي وتغير المناخ" واعدتها الباحثة "كستنزا بيزو"، أما الجزء الثالث فتناول قصص الصيد في منطقة لقاطا بولاية قابس وجاءت تحت عنوان:"لقاطا، تحليل قائم على النوع الاجتماعي للروابط بين التلوث والاستغلال في قطاع الصيد البحري في خليج قابس من إعداد الباحثة سكينة طوبي. وتناول الجزء الرابع منطقة "شنني بيان التحولات البيئية في منظومة المنطقة الواحية"، للباحث بيزو، ليكون البحث الخامس الذي أعده أيمن عميد حول "واحة تمغزة ومأزق التنمية" في نفس التخصص.
أما الجزء السادس للباحث عميد فكان حول منطقة واد صبايحية أو مؤامرة المقاومة، والجزء الأخير تناول منطقة ملولة "البحارة يقاومون التغيرات المناخية ويخلقون فرص عمل النساء من خلال الحفاظ على طرق الصيد الساحلي التقليدي".
ويتنزل المؤلف الجماعي حسب رمزي عياري، مدير مشاريع بمرصد السيادة الغذائية والبيئية، صلب تخصص المرصد، وأهدافه التي من بينها تقديم عمل ميداني يستهدف الفلاحين والفلاحات.
ولا يصنف المؤلف كدراسة بقدر ما هو رصد لحكايات وتوثيق وتدوين لحكايات، وقناة تم من خلالها نقل أصوات الفلاحين والفلاحات، وترجمة الوعي المحلي للفلاحين والفلاحات بمفردات تقنية علمية ذات طابع أكاديمي.
وكشف أن صدور الكتاب سيتبع بصدور أفلام طويلة تجسد حكايات تم العمل عليها. سيقع التجميع خلالها بين الكتابات السينمائية والعمل الهادف حول التغيرات المناخية والسيادة الغذائية.
وانطلق العمل على المؤلف في جوان 2022، وهو عمل يبحث في مسألة التغير المناخي وتأثيرها على السيادة الغذائية في تونس، وأثار تلك التغيرات على الفلاحين والفلاحات. والسعي إلى معرفة تشكلات وتمثلات الديناميكية المحلية أو الوعي المحلي بما فيه من معرف.
وأفاد رمزي عياري أن العمل قد انبنى، على عمل ميداني، وورشات مع الفلاحين والفلاحات وكان عبارة عن تأصيل نظري للحكايات تم إعداده من قبل بالباحث هيثم القاسمي و6 فصول كانت عبارة على حكايات ذات طابع قصصي تتضمن ما هو علمي أكاديمي. "خرافة" فيها الأسماء والأماكن والأحداث والشخصيات.. وأكد أنه في ما يتعلق بالترجمة لم تكن ترجمة حرفية بل بالعكس اتسمت بالسلاسة.
وبين في حديثه لـ"الصباح" أن الكتاب قد انطلق بفرضيات، وهي أن الفلاحين والفلاحات لديهم وعي اكبر بكثير من سكان المدن وحتى الأكاديميين، وتغير المناخ هي مسألة وواقع يعيشونه، وتفاعلهم مع ذلك يكون بطريقة اتوماتيكية، كما أنهم تجاوزوا مرحلة الوعي وانتقلوا إلى مرحلة الحلول في إطار تفاعلهم العضوي.
وتم تأكيد تلك المقاربة عن طريق الدراسات الميدانية التي تم انجازها في كتاب "الحق في المقاومة"، وكان ذلك بالتوازي مع عرضنا للمقاربة الجندرية قائمة على النوع الاجتماعي، الفلاحات والعاملات الفلاحيات، اللاتي يعانين من استغلال، ودرجات في الهشاشة، فالفلاحين الصغار في وضعية هشة والعامل الفلاحي في وضعية أكثر هشاشة والمرأة الفلاحة وعاملات الفلاحة هن الأكثر هشاشة منهم جميعا.
وكشف البحث انه بقدر هشاشة المرأة الفلاحة وعاملات الفلاحة، تكون قوة مقاومة ومعرفة محلية فهي العنصر الذي يحفظ تقليد العمل الفلاحي في الريف وتحميه بطريقة تصبح معها المرأة المركب الأساسي الاجتماعي في المناطق الريفية.