للضياع رمزية في المعتقدات الشرقية، فهي تمثل الخيانة والغباء. وكثيراً ما نجد ذلك في الرمزية الأفريقية، متمثلاً في ركوب السحرة للذهاب إلى موعد سحري ما..، والصورة السيئة المنسوبة إليه تجعل من الضبع حيوانا مضطهدا ومسموما، تترك الضباع عدداً من العظام عند مدخل وكرها، يُعتقد أنها سارقة الجثث، ترتاد المقابر ! كما يُعتقد خطأً أنها تهاجم الماشية، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى ذبحها من قبل المزارعين. لكن في بعض القرى يتساهل السكان معها فتأكل قمامتهم. وبالتالي فهم بمثابة جامع القمامة الطبيعي.لهذا تعدّ الضباع أكثر الثدييات التي يكرهها الإنسان. فهي ليست حيوانًا أليفًا مثاليًا. تخلق هالة من الغموض والقوة، لكن تشترك مع الإنسان الذي لا تحب التعاون معه في فكرة "العصابة" إذ تشكل تحالفات للقبض على الفرائس السريعة، والفوز في المعارك ضد الأسود، والدفاع عن غنائمها ضد الحيوانات آكلة اللحوم الأخرى. وقد تم إثبات قدرة الضباع على التعاون من خلال تجربة تم فيها منح مكافأة فقط عندما يقوم حيوانان بسحب حبلين منفصلين في نفس الوقت، وهو ما تمّ فعلا. بخلاف ما يتّجه إليه البعض إلى الاعتقاد، ليس الإنسان وحده الذي يرث ويورث، إذ أظهرت دراسة علمية حديثة تتحدى هذه الفكرة وتلفت الانتباه إلى وجود انتقال للتراث المادي والثقافي في العديد من الحيوانات مثل الضباع .إذ تبين إن التراث ليس فطريًا، حكرا على الإنسان.إنه في الواقع ليس منقوشًا في الجسد، لكنه يبني عالم السلوكيات والطبائع والطقوس والمعالم، التي تسبق دائمًا السليل ويتم الترحيب بالأخير فيها. بالتالي فإن هذا التراث، المادي والثقافي، أكثر مرونة بكثير. لكنه أيضاً أكثر هشاشة، لأن الميراث لا يبقى إلا إذا اعتنت به "الأجيال" اللاحقة.
تابعت على إذاعة "اكسبريس اف ام" مساء يوم الأربعاء برنامجا بيئيا مهما، تطرّق إلى ظاهرة عودة الضباع في تونس بعد غياب سنوات. قدّم احد الناشطين في المجتمع المدني في جمعية تعتني بالبيئة وهو السيد سهيل العريف عرضا مفصّلا عن هذا "الحدث" البيئي، أضاف جملة مهمة إن مخيّلة التونسيين ظلمت كثيرا الثروة الحيوانية ببلادهم بما في ذلك الضباع. .فعلا لقد ظلمنا ضباعنا، تجاهلنا ما لها من مزايا وعليها من خصال، رغم قناعتي أن الضبع يبقى حيوانا حقيرا فيه صفتان: الخيانة وأكل الجيفة، ليس له صديق أو عزيز، يمكن أن يغدر ويأكل صديقه بأي لحظة ودون مقدمات! لذلك يحتقره الجميع مهما حقق من انتصارات مؤقتة!. ومادام الأصل في الأشياء الإباحة ما لَم يأت دليل بتحريمها، كانت العرب تأكل الضباع وتسميها أم عامر انطلاقا من مبدا تحليل (حلال) كل ما لا يعدو على الناس بنابه أي لا يعتدي عليهم أو يبتدئهم بالأذى، أما ذوات الناب التي تعدو على الناس كالأسد والنمر والفهد، فجاء فيها تحريم في السنة واضحا . من المؤسف حقا انّنا غدونا نعيش في مجتمع لم يعد فيه من الأسود ما يكفي لإشاعة قيم النفوس الحرة والقبول بوجود الأقوياء، بما أدى إلى شيوع لدى البعض ثقافة الضباع القائمة على الغدر والدسيسة والخيانة، بطباع الحسد والنميمة والوشاية بالآخرين. اخطر هؤلاء هم ضباع السياسة الذين يحفرون ويدفنون ضحاياهم ثم يقنعونك بأنهم هم الضحية. بعد أنْ غدرت به حبيبته.. في عيد الحب قال له أصدقاؤه : كيف لم تكتشف أنّها كاذبة، مخادعة، خائنة ؟ قال لهم: كُنت أُبصر ولا أرى.
يرويها: أبو بكر الصغير
للضياع رمزية في المعتقدات الشرقية، فهي تمثل الخيانة والغباء. وكثيراً ما نجد ذلك في الرمزية الأفريقية، متمثلاً في ركوب السحرة للذهاب إلى موعد سحري ما..، والصورة السيئة المنسوبة إليه تجعل من الضبع حيوانا مضطهدا ومسموما، تترك الضباع عدداً من العظام عند مدخل وكرها، يُعتقد أنها سارقة الجثث، ترتاد المقابر ! كما يُعتقد خطأً أنها تهاجم الماشية، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى ذبحها من قبل المزارعين. لكن في بعض القرى يتساهل السكان معها فتأكل قمامتهم. وبالتالي فهم بمثابة جامع القمامة الطبيعي.لهذا تعدّ الضباع أكثر الثدييات التي يكرهها الإنسان. فهي ليست حيوانًا أليفًا مثاليًا. تخلق هالة من الغموض والقوة، لكن تشترك مع الإنسان الذي لا تحب التعاون معه في فكرة "العصابة" إذ تشكل تحالفات للقبض على الفرائس السريعة، والفوز في المعارك ضد الأسود، والدفاع عن غنائمها ضد الحيوانات آكلة اللحوم الأخرى. وقد تم إثبات قدرة الضباع على التعاون من خلال تجربة تم فيها منح مكافأة فقط عندما يقوم حيوانان بسحب حبلين منفصلين في نفس الوقت، وهو ما تمّ فعلا. بخلاف ما يتّجه إليه البعض إلى الاعتقاد، ليس الإنسان وحده الذي يرث ويورث، إذ أظهرت دراسة علمية حديثة تتحدى هذه الفكرة وتلفت الانتباه إلى وجود انتقال للتراث المادي والثقافي في العديد من الحيوانات مثل الضباع .إذ تبين إن التراث ليس فطريًا، حكرا على الإنسان.إنه في الواقع ليس منقوشًا في الجسد، لكنه يبني عالم السلوكيات والطبائع والطقوس والمعالم، التي تسبق دائمًا السليل ويتم الترحيب بالأخير فيها. بالتالي فإن هذا التراث، المادي والثقافي، أكثر مرونة بكثير. لكنه أيضاً أكثر هشاشة، لأن الميراث لا يبقى إلا إذا اعتنت به "الأجيال" اللاحقة.
تابعت على إذاعة "اكسبريس اف ام" مساء يوم الأربعاء برنامجا بيئيا مهما، تطرّق إلى ظاهرة عودة الضباع في تونس بعد غياب سنوات. قدّم احد الناشطين في المجتمع المدني في جمعية تعتني بالبيئة وهو السيد سهيل العريف عرضا مفصّلا عن هذا "الحدث" البيئي، أضاف جملة مهمة إن مخيّلة التونسيين ظلمت كثيرا الثروة الحيوانية ببلادهم بما في ذلك الضباع. .فعلا لقد ظلمنا ضباعنا، تجاهلنا ما لها من مزايا وعليها من خصال، رغم قناعتي أن الضبع يبقى حيوانا حقيرا فيه صفتان: الخيانة وأكل الجيفة، ليس له صديق أو عزيز، يمكن أن يغدر ويأكل صديقه بأي لحظة ودون مقدمات! لذلك يحتقره الجميع مهما حقق من انتصارات مؤقتة!. ومادام الأصل في الأشياء الإباحة ما لَم يأت دليل بتحريمها، كانت العرب تأكل الضباع وتسميها أم عامر انطلاقا من مبدا تحليل (حلال) كل ما لا يعدو على الناس بنابه أي لا يعتدي عليهم أو يبتدئهم بالأذى، أما ذوات الناب التي تعدو على الناس كالأسد والنمر والفهد، فجاء فيها تحريم في السنة واضحا . من المؤسف حقا انّنا غدونا نعيش في مجتمع لم يعد فيه من الأسود ما يكفي لإشاعة قيم النفوس الحرة والقبول بوجود الأقوياء، بما أدى إلى شيوع لدى البعض ثقافة الضباع القائمة على الغدر والدسيسة والخيانة، بطباع الحسد والنميمة والوشاية بالآخرين. اخطر هؤلاء هم ضباع السياسة الذين يحفرون ويدفنون ضحاياهم ثم يقنعونك بأنهم هم الضحية. بعد أنْ غدرت به حبيبته.. في عيد الحب قال له أصدقاؤه : كيف لم تكتشف أنّها كاذبة، مخادعة، خائنة ؟ قال لهم: كُنت أُبصر ولا أرى.