لا ريب أن الأغنية التونسية مازالت تواجه منافسة كبيرة وشرسة من الإنتاجات الموسيقية العربية.. أغان عربية تمثل محط أنظار التونسيين ومحل انتقاد فنانين تونسيين غالبا ما تم تغييبهم في المهرجانات الكبرى وتغييب أسباب عدم مشاركتهم..
لكن الغريب أنّ أغلب الفنانين التونسيين وخاصة ممثلي الجيل القديم لم يعوا الى الٱن أن نجوم الصف الأول في الشرق يجتهدون يبحثون ويحرصون دائما على تقديم الإنتاجات الخاصة وإن كانت محل جدل من حيث القيمة الفنية...
"الصباح" التقت الفنان الشاب فادي فتحي الحديث عن سر فقدان الأغنية التونسية ألقها وعن محاولات الفنانين الشبان لتجاوز الانماط السائدة وضمان إنتاجات خاصة تليق بمسيرة أي فنان وتشرف الراية الوطنية عربيا..
فكان الحوار التالي:
- ما سر غيابك عن الساحة الفنية؟
- ٱخر انتاج خاص كان بداية 2023 من خلال أغنية"أنا ليك" ، وهو ما يؤكد اني لم أكن غائبا على الساحة الفنية، فضلا عن أعمال موسيقية أخرى على غرار "ببساطة".. سنة 2021 كانت لي اغنية أيضا بعنوان "لو كان ليك نولي" رفقة وليد الهيشري.. يعني كل سنة تقريبا كان لي انتاج خاص، لكن قررت مؤخرا العزوف عن الظهور إعلاميا -رغم أني كنت متواجدا مؤخرا في عشرات البلاتوهات سواء في الإذاعات أو التلفزات- لأني أصبحت عن قناعة بأن ظهوري في وسائل الإعلام يجب أن يحمل هدفا وأثرا في مسيرتي الفنية لا يتعلق بتقديم ٱخر الأعمال الفنية فحسب.. ذلك أني وصلت إلى مرحلة من النضج الكفيلة بأن تجعلني أميز بين الخطوات الثابتة وتلك التي لا طائل من ورائها، والحال أني أصبحت قادرا على رسم طريق خاص بي وبإنتاجاتي التي من شأنها أن تثري المخزون الغنائي التونسي ولم لا الأوساط العربية في مراحل متقدمة.
-أين نحن من استعادة مجد الأغنية التونسية، خاصة وأن الساحة تزخر بالعديد من الأصوات الغنائية القيمة والمتمكنة ؟
- المشكل أن الساحة الفنية التونسية تشمل عشرات الاسماء المعروفة لا إنتاجات معروفة، ناهيك اننا -طيلة السنوات الاخيرة- لم نستمع الى أغنية "ضاربة، مكسرة الدنيا".. وهنا أتحدث عن الفنانين المشهورين فما بالك باولائك الذين مازالوا في بداية الطريق يبحثون عن ضالتهم.. كما أنه لا توجد "recette" واضحة فيما يتعلق بالإنتاجات الجديدة، وهو أمر غير مشجع بالنسبة للفنانين الشبان.. بالنسبة لي يبقى الفنان الشاب مرتضى الاستثناء في هذا "الموندو" المعقد باعتبار أنه استطاع أن يخلق عالما خاصا من خلال إنتاجات متميزة من حيث الصوت والكلمة والنمط الموسيقي المختلف عن السائد، وهو ما أسعى الى تحقيقه مستقبلا، لأن الأغنية التونسية الكلاسيكية "المتعارف عليها" لم تعد قادرة على النجاح والبروز على المستوى المحلي كما الصعيد العربي، وعلى الفنانين الشبان أن يراهنوا على مشاريع فنية حديثة تتماشى مع الذائقة العامة وتستطيع أن تنافس الأعمال العربية ولنا من المؤهلات الفنية اللازمة لتحقيق ذلك..
-وأنت تطمح إلى خلق "ستيل" style خاص بك، في ظل "الجمود" الفني، ماذا عن فلسفتك في التعامل مع الملحنين والموزعين ؟
- أتمنى أن أجد ضالتي مع ملحن قادر على ابتكار "هبلة" فنية قادرة على نشأة بصمة خاصة بفادي فتحي، ولم لا الانتشار عربيا مع ثلة من الفنانين الشبان شرط أن نتمحص في اختياراتنا الكلمة واللحن، وأن نضع نصب اعيننا تحدي إعادة الوهج السابق بنفس الروح الإبداعية التي شهدتها الأغنية التونسية في سنوات الثمانينات والتسعينات، بشهادة النقاد الدوليين، في زمن تغير جمهور الراديو والتلفزة وأصبح فيه الفنانون منفتحين على جميع الانماط الموسيقية من خلال وسائط إعلامية جديدة..
وعن تبني شركات الإنتاج العربية أصواتا شابة، علينا أن نسعى إلى تطوير إمكانيتنا الفنية وتكثيف المنتوج حتى يتسنى للفنانين الشبان اقتحام العالم العربي من الباب الكبير.
حاليا الهدف انتاج تونسي مائة بالمائة بأسلوب مختلف وببصمة خاصة من شانها أن تحدد لي هوية استطيع من خلالها أن أستمر في الانتاج الخاص..
- كيف ترى الإنتاجات الموسيقية التونسية؟
-"النجوم" التونسيون الذين يتمتعون بأغان خاصة وناجحة من حيث نسب الإقبال والمشاهدة، للأسف أرى أن أعمالهم متواضعة جدا، لان قيمة ونجاح الفنان الحقيقي في اعتقادي ليسا رهين الاعلان عن أغنية جديدة، وانا شخصيا أرى الموضوع من زاوية مختلفة خاصة وأن مسيرتي الفنية بإمكانها أن تبلغ عشرات السنوات القادمة ويجب أن تحسن رسم معالم طريقك الفنية على غرار اجتهاد كل من أحمد الرباعي ومرتضى وحمودة فلاح وغيرهم من الفنانين الشبان الذين يسعون إلى خلق نمط موسيقي تونسي عصري، وأتصور أن هؤلاء هم من سيحملون المشعل في قادم الأيام.. ذلك أن الأسماء السالف ذكرها وغيرها لمغنين أصحاب شهائد عليا في الموسيقى لهم من الإمكانيات والمؤهلات التي يستطيعون من خلالها إحداث "ثورة" في المجال الفني...
وليد عبداللاوي
تونس -الصباح
لا ريب أن الأغنية التونسية مازالت تواجه منافسة كبيرة وشرسة من الإنتاجات الموسيقية العربية.. أغان عربية تمثل محط أنظار التونسيين ومحل انتقاد فنانين تونسيين غالبا ما تم تغييبهم في المهرجانات الكبرى وتغييب أسباب عدم مشاركتهم..
لكن الغريب أنّ أغلب الفنانين التونسيين وخاصة ممثلي الجيل القديم لم يعوا الى الٱن أن نجوم الصف الأول في الشرق يجتهدون يبحثون ويحرصون دائما على تقديم الإنتاجات الخاصة وإن كانت محل جدل من حيث القيمة الفنية...
"الصباح" التقت الفنان الشاب فادي فتحي الحديث عن سر فقدان الأغنية التونسية ألقها وعن محاولات الفنانين الشبان لتجاوز الانماط السائدة وضمان إنتاجات خاصة تليق بمسيرة أي فنان وتشرف الراية الوطنية عربيا..
فكان الحوار التالي:
- ما سر غيابك عن الساحة الفنية؟
- ٱخر انتاج خاص كان بداية 2023 من خلال أغنية"أنا ليك" ، وهو ما يؤكد اني لم أكن غائبا على الساحة الفنية، فضلا عن أعمال موسيقية أخرى على غرار "ببساطة".. سنة 2021 كانت لي اغنية أيضا بعنوان "لو كان ليك نولي" رفقة وليد الهيشري.. يعني كل سنة تقريبا كان لي انتاج خاص، لكن قررت مؤخرا العزوف عن الظهور إعلاميا -رغم أني كنت متواجدا مؤخرا في عشرات البلاتوهات سواء في الإذاعات أو التلفزات- لأني أصبحت عن قناعة بأن ظهوري في وسائل الإعلام يجب أن يحمل هدفا وأثرا في مسيرتي الفنية لا يتعلق بتقديم ٱخر الأعمال الفنية فحسب.. ذلك أني وصلت إلى مرحلة من النضج الكفيلة بأن تجعلني أميز بين الخطوات الثابتة وتلك التي لا طائل من ورائها، والحال أني أصبحت قادرا على رسم طريق خاص بي وبإنتاجاتي التي من شأنها أن تثري المخزون الغنائي التونسي ولم لا الأوساط العربية في مراحل متقدمة.
-أين نحن من استعادة مجد الأغنية التونسية، خاصة وأن الساحة تزخر بالعديد من الأصوات الغنائية القيمة والمتمكنة ؟
- المشكل أن الساحة الفنية التونسية تشمل عشرات الاسماء المعروفة لا إنتاجات معروفة، ناهيك اننا -طيلة السنوات الاخيرة- لم نستمع الى أغنية "ضاربة، مكسرة الدنيا".. وهنا أتحدث عن الفنانين المشهورين فما بالك باولائك الذين مازالوا في بداية الطريق يبحثون عن ضالتهم.. كما أنه لا توجد "recette" واضحة فيما يتعلق بالإنتاجات الجديدة، وهو أمر غير مشجع بالنسبة للفنانين الشبان.. بالنسبة لي يبقى الفنان الشاب مرتضى الاستثناء في هذا "الموندو" المعقد باعتبار أنه استطاع أن يخلق عالما خاصا من خلال إنتاجات متميزة من حيث الصوت والكلمة والنمط الموسيقي المختلف عن السائد، وهو ما أسعى الى تحقيقه مستقبلا، لأن الأغنية التونسية الكلاسيكية "المتعارف عليها" لم تعد قادرة على النجاح والبروز على المستوى المحلي كما الصعيد العربي، وعلى الفنانين الشبان أن يراهنوا على مشاريع فنية حديثة تتماشى مع الذائقة العامة وتستطيع أن تنافس الأعمال العربية ولنا من المؤهلات الفنية اللازمة لتحقيق ذلك..
-وأنت تطمح إلى خلق "ستيل" style خاص بك، في ظل "الجمود" الفني، ماذا عن فلسفتك في التعامل مع الملحنين والموزعين ؟
- أتمنى أن أجد ضالتي مع ملحن قادر على ابتكار "هبلة" فنية قادرة على نشأة بصمة خاصة بفادي فتحي، ولم لا الانتشار عربيا مع ثلة من الفنانين الشبان شرط أن نتمحص في اختياراتنا الكلمة واللحن، وأن نضع نصب اعيننا تحدي إعادة الوهج السابق بنفس الروح الإبداعية التي شهدتها الأغنية التونسية في سنوات الثمانينات والتسعينات، بشهادة النقاد الدوليين، في زمن تغير جمهور الراديو والتلفزة وأصبح فيه الفنانون منفتحين على جميع الانماط الموسيقية من خلال وسائط إعلامية جديدة..
وعن تبني شركات الإنتاج العربية أصواتا شابة، علينا أن نسعى إلى تطوير إمكانيتنا الفنية وتكثيف المنتوج حتى يتسنى للفنانين الشبان اقتحام العالم العربي من الباب الكبير.
حاليا الهدف انتاج تونسي مائة بالمائة بأسلوب مختلف وببصمة خاصة من شانها أن تحدد لي هوية استطيع من خلالها أن أستمر في الانتاج الخاص..
- كيف ترى الإنتاجات الموسيقية التونسية؟
-"النجوم" التونسيون الذين يتمتعون بأغان خاصة وناجحة من حيث نسب الإقبال والمشاهدة، للأسف أرى أن أعمالهم متواضعة جدا، لان قيمة ونجاح الفنان الحقيقي في اعتقادي ليسا رهين الاعلان عن أغنية جديدة، وانا شخصيا أرى الموضوع من زاوية مختلفة خاصة وأن مسيرتي الفنية بإمكانها أن تبلغ عشرات السنوات القادمة ويجب أن تحسن رسم معالم طريقك الفنية على غرار اجتهاد كل من أحمد الرباعي ومرتضى وحمودة فلاح وغيرهم من الفنانين الشبان الذين يسعون إلى خلق نمط موسيقي تونسي عصري، وأتصور أن هؤلاء هم من سيحملون المشعل في قادم الأيام.. ذلك أن الأسماء السالف ذكرها وغيرها لمغنين أصحاب شهائد عليا في الموسيقى لهم من الإمكانيات والمؤهلات التي يستطيعون من خلالها إحداث "ثورة" في المجال الفني...