قال الناطق الرسمي باسم التيار الشعبي محسن النابتي في تصريح لـ"الصباح" عن موقفهم من الوضع السياسي بالبلاد مؤكدا أن الوضع يعيش مرحلة تحول حادة وان الأمر يحتاج إلى وقت حتى يظهر توازن سياسي واضح في البلاد ومستقر على أنقاض القديم.
كما تحدث النابتي عن موقفهم من المعارضة الغائبة عن المشهد الحالي.
كما استبعد محدثنا فرضية تصفية الخصوم السياسيين عبر إيداعهم بالسجن مؤكدا ان اغلبهم لا يحاكمون من اجل رأي.
وفي ما يلي نص الحوار:
ما هو موقفكم من المشهد السياسي العام بتونس؟
المشهد السياسي يعيش مرحلة تحول حادة،لأن الانتخابات التشريعية 2019 في قراءتنا كانت بداية النهاية لكل أدوات "الربيع العربي" اخوانية وليبرالية وكل الدائرين في فلكهم فالقراءة المعمقة والموضوعية في النتائج لن تذهب في اتجاه ما أصطلح على وصفه بـ"العقاب الانتخابي للطبقة السياسية"، بل كانت عقاب لعناوين سياسية لا أكثر، أما المنظومة فقد أعادت الانتشار وأعادت الانتخابات التشريعية 2019 إنتاجها تحت عناوين جديدة.
في تلك الانتخابات التشريعية، تحقيق فوز تكتيكي للنهضة الاخوانية ولكل حلفائها المفترضين من على يمينها ومن على يسارها كما خسر جل خصومها الواضحين على غرار التيار الشعبي والتيار الوطني عموما، فقد تحول البرلمان إلى بؤرة لأغلب الإفرازات السيئة لمرحلة "الفوضى الخلاقة" والتمكين وكل أدواتهما فقد سيطر اليمين الشعبوي بل والفاشي منه بوجهيه، وجه ذو طابع إخواني تكفيري وآخر حداثوي مثل ذروة فساد وتعفن الحياة السياسية. وتورطت حتى قوى تحسب على التيار القومي والوطني في التحالف مع هذه المجاميع وهو ما جعل الجميع متهم في نظر الشعب، باختصار كانت انتخابات 2019 انتصارا انتخابيا تكتيكيا للاخوان وحلفائهم وهزيمة استراتيجية لمشروعهم بشكل عام ،وتجلت هذه الهزيمة في 25 جويلية 2021 لما تمت الإطاحة بهم وقد أطيح بتوازن كامل بني بعد 2011 ،إذن الأمر يحتاج وقت حتى يظهر توازن سياسي واضح في البلاد ومستقر على أنقاض القديم، ولذلك نحن نتعاطى بهدوء مع ما يحصل وان كان فيه ركود عام وعزوف كبير مقلق حاليا ولكنه على المدى المنظور سيفرز مشهدا جديدا ومغايرا وهو مرتبط على كل بمدى التغيير الذي سيحصل اقتصاديا لأنه لن يكون هناك تغيير في المشهد السياسي وبناء مشهد سليم دون تجريد شبكات المصالح ورعاتها في الخارج التي تحكمت في المشهد السابق من نفوذها لنتمكن كشعب ونخب وطنية من صياغة مشهد جديد وسليم من كل مشاكل الماضي.
ما هو مقترحكم لحلحلة الوضع بالبلاد والخروج من الركود السياسي ؟
المشهد سيتفاعل في المستقبل القريب والبعيد وستخلق ديناميكيات جديدة ستفرز مشهدا مختلفا، ليس بالأمر الهين ان يعاد بناء حياة سياسية بعد الدمار الذي لحق البلاد جراء المشهد القاتم في العشرية السابقة، لقد عرف التونسيون أحزاب الشركات والمافيات والجماعات وأحزاب الخارج وكل أنواع الفساد السياسي في وقت قصير وهذا ترك مخلفات كبيرة يصعب تجاوزها وإعادة بناء الثقة مع الناس، ومن يريد القفز على هذا لن يذهب بعيدا،وأول ما يجب ان تقر به القوى التقدمية هو خطؤها في القبول بقواعد اللعبة طيلة عشرة سنوات، رغم إدراكها أنه إفراز طبيعي لموازين القوى بين جناحي الليبرالية المتوحشة في ظرف معين، حيث اتخذت القوى الوطنية التقدمية موقع المعارضة البرلمانية والحقوقية وكأنها صدقت أن ذلك النظام الذي كان قائما بعد 2011 نظام ديمقراطي ليبرالي في حين كان تشكيلا من العصابات الوكيلة لدى قوى الهيمنة ووكلائها وأدواتها من الفئات والطبقات المستغلة والوكيلة. وبالتالي عليها أن تعيد بناء نفسها في رؤية واضحة وتموقع حاسم ضمن الخندق الوطني التحرري داخليا وضمن مشروع المقاومة عالميا ضد التوحش الليبرالي ومركزه الغرب والحركة الصهيونية .
ما هو مقترحكم للمعارضة من اجل العودة إلى الحياة السياسية المقبلة؟
المعارضة معارضات كما المساندة جميعها لا تلتقي إلا على الاختلاف ولا احد يستمع، لذلك الرهان على المستقبل وان الشعب قادر على الفرز من جهة وعلى خلق مشهد مختلف وهذا أملنا نحن وما نعمل عليه بهدوء ودون وصاية فقد استوعبنا دروس السنوات الماضية برغم ان الله والتاريخ أنقذنا من المشاركة مع تلك المجاميع في غنيمة الحكم بل دفعنا الدم مع شعبنا باستشهاد المؤسس الحاج محمد براهمي وثقتنا في شعبنا كبيرة وثقتنا في المستقبل أيضا ان بلادنا ستنهض ان شاء الله .
الدور الثاني من الانتخابات المحلية شارك فيه 12.53 بالمائة ، ما هو تقييمكم لهذه الانتخابات؟ وموقفكم من غياب دور المرأة في المشهد السياسي بتونس؟
نتيجة منتظرة قياسا على نسبة مشاركة التشريعية والدور الأول من المحليات ومنتظرة أيضا قياسا على المناخ العام للانتخابات فالأزمات أحيانا تكون دافعا لمشاركة واسعة في بعض الدول وأحيانا تكون مصدر يأس وعزوف وعموما الناس فقدوا الثقة في التغيير بالصندوق في تونس والوطن العربي عموما بعد الذي جرى، الى جانب غياب ديناميكية سياسية ليست بالضرورة حزبية حتى شعبية غير موجودة وبالتالي غابت الدافعية وهذا مكمن الخطر هو تخلي الشعب لذلك كنا نقول أي نظام مطلوب منه إيجاد محاور التعبئة الشعبية خاصة في ظل التحولات الكبرى داخليا وخارجيا والا فإن الأمور محفوفة بالمخاطر نحن قلنا ان الشعب هو حاضنة المشروع الوطني التحرري لكن الشعب يحتاج رؤية وفعلا منظما وعملا تعبويا لدفعه للمشاركة واحتضان المشروع وهذا غائب، ولكن ستتغير المعطيات في المستقبل. دور المرأة ليس غائب تماما وإنما ما يحصل إفراز طبيعي لمجتمع كشف القانون الانتخابي انه مازال في كثير من الأوساط تعاني فيها المرأة ولكن يجب ان تفتك الحقوق أفضل من الهدايا التي لا تعمر طويلا.
الانتخابات الرئاسية لم يحدد موعدها، هل لديكم نية المشاركة في الرئاسية أو لديكم مرشح للرئاسية؟
الانتخابات الرئاسية أهم استحقاق سياسي خاصة في ظل نظام رئاسي والموقف يعلن في وقته المناسب.
ترجح بعض الأطراف وجود "تصفية للخصوم " من اجل الانتخابات الرئاسية ..والمنصري نفى وأكد أن الموقوف يمكنه الترشح.. ما رأيكم ؟
لا اعتقد أن هناك تصفية خصوم ،هناك قضايا فساد وإرهاب، باستثناء بعض الوجوه المدنية المتهمة فيما يعرف بقضية التآمر ونحن ننتظر نتائج التحقيقات ولا نملك الإدانة ولا البراءة ..أما البقية رجال أعمال ومسؤولون سابقون هؤلاء لا يحاكمون من اجل رأي.
نحن في خضم إحياء الذكرى 11 لاستشهاد شكري بلعيد لتعلموا أن بعض كبار قادة جبهة الخلاص من كان يقول ان الداخلية تقاد من غرفة عمليات في مقر النهضة والوزارة اخترقت واليوم تنصل من كلامه وهناك من قال النهضة هي الإرهاب وليست داعمة واليوم حليفها نحن لم نقل يوما هذا الكلام برغم خصومتنا معها فكيف تريد ان يصدقهم الشعب.
في المقابل هناك تجاوزات نتيجة المرسوم 54 والتوسع في تطبيقه ويجب التنبيه للأمر والمعالجة بتنقيحه مثلا حتى لا يكون مدخلا لتكميم الأفواه ،وهذا ليس في صالح النظام قبل معارضيه إذا أراد الاتعاظ من دروس الماضي.
اميرة الدريدي
- المرسوم 54 لا يجب أن يكون مدخلا لتكميم الأفواه
قال الناطق الرسمي باسم التيار الشعبي محسن النابتي في تصريح لـ"الصباح" عن موقفهم من الوضع السياسي بالبلاد مؤكدا أن الوضع يعيش مرحلة تحول حادة وان الأمر يحتاج إلى وقت حتى يظهر توازن سياسي واضح في البلاد ومستقر على أنقاض القديم.
كما تحدث النابتي عن موقفهم من المعارضة الغائبة عن المشهد الحالي.
كما استبعد محدثنا فرضية تصفية الخصوم السياسيين عبر إيداعهم بالسجن مؤكدا ان اغلبهم لا يحاكمون من اجل رأي.
وفي ما يلي نص الحوار:
ما هو موقفكم من المشهد السياسي العام بتونس؟
المشهد السياسي يعيش مرحلة تحول حادة،لأن الانتخابات التشريعية 2019 في قراءتنا كانت بداية النهاية لكل أدوات "الربيع العربي" اخوانية وليبرالية وكل الدائرين في فلكهم فالقراءة المعمقة والموضوعية في النتائج لن تذهب في اتجاه ما أصطلح على وصفه بـ"العقاب الانتخابي للطبقة السياسية"، بل كانت عقاب لعناوين سياسية لا أكثر، أما المنظومة فقد أعادت الانتشار وأعادت الانتخابات التشريعية 2019 إنتاجها تحت عناوين جديدة.
في تلك الانتخابات التشريعية، تحقيق فوز تكتيكي للنهضة الاخوانية ولكل حلفائها المفترضين من على يمينها ومن على يسارها كما خسر جل خصومها الواضحين على غرار التيار الشعبي والتيار الوطني عموما، فقد تحول البرلمان إلى بؤرة لأغلب الإفرازات السيئة لمرحلة "الفوضى الخلاقة" والتمكين وكل أدواتهما فقد سيطر اليمين الشعبوي بل والفاشي منه بوجهيه، وجه ذو طابع إخواني تكفيري وآخر حداثوي مثل ذروة فساد وتعفن الحياة السياسية. وتورطت حتى قوى تحسب على التيار القومي والوطني في التحالف مع هذه المجاميع وهو ما جعل الجميع متهم في نظر الشعب، باختصار كانت انتخابات 2019 انتصارا انتخابيا تكتيكيا للاخوان وحلفائهم وهزيمة استراتيجية لمشروعهم بشكل عام ،وتجلت هذه الهزيمة في 25 جويلية 2021 لما تمت الإطاحة بهم وقد أطيح بتوازن كامل بني بعد 2011 ،إذن الأمر يحتاج وقت حتى يظهر توازن سياسي واضح في البلاد ومستقر على أنقاض القديم، ولذلك نحن نتعاطى بهدوء مع ما يحصل وان كان فيه ركود عام وعزوف كبير مقلق حاليا ولكنه على المدى المنظور سيفرز مشهدا جديدا ومغايرا وهو مرتبط على كل بمدى التغيير الذي سيحصل اقتصاديا لأنه لن يكون هناك تغيير في المشهد السياسي وبناء مشهد سليم دون تجريد شبكات المصالح ورعاتها في الخارج التي تحكمت في المشهد السابق من نفوذها لنتمكن كشعب ونخب وطنية من صياغة مشهد جديد وسليم من كل مشاكل الماضي.
ما هو مقترحكم لحلحلة الوضع بالبلاد والخروج من الركود السياسي ؟
المشهد سيتفاعل في المستقبل القريب والبعيد وستخلق ديناميكيات جديدة ستفرز مشهدا مختلفا، ليس بالأمر الهين ان يعاد بناء حياة سياسية بعد الدمار الذي لحق البلاد جراء المشهد القاتم في العشرية السابقة، لقد عرف التونسيون أحزاب الشركات والمافيات والجماعات وأحزاب الخارج وكل أنواع الفساد السياسي في وقت قصير وهذا ترك مخلفات كبيرة يصعب تجاوزها وإعادة بناء الثقة مع الناس، ومن يريد القفز على هذا لن يذهب بعيدا،وأول ما يجب ان تقر به القوى التقدمية هو خطؤها في القبول بقواعد اللعبة طيلة عشرة سنوات، رغم إدراكها أنه إفراز طبيعي لموازين القوى بين جناحي الليبرالية المتوحشة في ظرف معين، حيث اتخذت القوى الوطنية التقدمية موقع المعارضة البرلمانية والحقوقية وكأنها صدقت أن ذلك النظام الذي كان قائما بعد 2011 نظام ديمقراطي ليبرالي في حين كان تشكيلا من العصابات الوكيلة لدى قوى الهيمنة ووكلائها وأدواتها من الفئات والطبقات المستغلة والوكيلة. وبالتالي عليها أن تعيد بناء نفسها في رؤية واضحة وتموقع حاسم ضمن الخندق الوطني التحرري داخليا وضمن مشروع المقاومة عالميا ضد التوحش الليبرالي ومركزه الغرب والحركة الصهيونية .
ما هو مقترحكم للمعارضة من اجل العودة إلى الحياة السياسية المقبلة؟
المعارضة معارضات كما المساندة جميعها لا تلتقي إلا على الاختلاف ولا احد يستمع، لذلك الرهان على المستقبل وان الشعب قادر على الفرز من جهة وعلى خلق مشهد مختلف وهذا أملنا نحن وما نعمل عليه بهدوء ودون وصاية فقد استوعبنا دروس السنوات الماضية برغم ان الله والتاريخ أنقذنا من المشاركة مع تلك المجاميع في غنيمة الحكم بل دفعنا الدم مع شعبنا باستشهاد المؤسس الحاج محمد براهمي وثقتنا في شعبنا كبيرة وثقتنا في المستقبل أيضا ان بلادنا ستنهض ان شاء الله .
الدور الثاني من الانتخابات المحلية شارك فيه 12.53 بالمائة ، ما هو تقييمكم لهذه الانتخابات؟ وموقفكم من غياب دور المرأة في المشهد السياسي بتونس؟
نتيجة منتظرة قياسا على نسبة مشاركة التشريعية والدور الأول من المحليات ومنتظرة أيضا قياسا على المناخ العام للانتخابات فالأزمات أحيانا تكون دافعا لمشاركة واسعة في بعض الدول وأحيانا تكون مصدر يأس وعزوف وعموما الناس فقدوا الثقة في التغيير بالصندوق في تونس والوطن العربي عموما بعد الذي جرى، الى جانب غياب ديناميكية سياسية ليست بالضرورة حزبية حتى شعبية غير موجودة وبالتالي غابت الدافعية وهذا مكمن الخطر هو تخلي الشعب لذلك كنا نقول أي نظام مطلوب منه إيجاد محاور التعبئة الشعبية خاصة في ظل التحولات الكبرى داخليا وخارجيا والا فإن الأمور محفوفة بالمخاطر نحن قلنا ان الشعب هو حاضنة المشروع الوطني التحرري لكن الشعب يحتاج رؤية وفعلا منظما وعملا تعبويا لدفعه للمشاركة واحتضان المشروع وهذا غائب، ولكن ستتغير المعطيات في المستقبل. دور المرأة ليس غائب تماما وإنما ما يحصل إفراز طبيعي لمجتمع كشف القانون الانتخابي انه مازال في كثير من الأوساط تعاني فيها المرأة ولكن يجب ان تفتك الحقوق أفضل من الهدايا التي لا تعمر طويلا.
الانتخابات الرئاسية لم يحدد موعدها، هل لديكم نية المشاركة في الرئاسية أو لديكم مرشح للرئاسية؟
الانتخابات الرئاسية أهم استحقاق سياسي خاصة في ظل نظام رئاسي والموقف يعلن في وقته المناسب.
ترجح بعض الأطراف وجود "تصفية للخصوم " من اجل الانتخابات الرئاسية ..والمنصري نفى وأكد أن الموقوف يمكنه الترشح.. ما رأيكم ؟
لا اعتقد أن هناك تصفية خصوم ،هناك قضايا فساد وإرهاب، باستثناء بعض الوجوه المدنية المتهمة فيما يعرف بقضية التآمر ونحن ننتظر نتائج التحقيقات ولا نملك الإدانة ولا البراءة ..أما البقية رجال أعمال ومسؤولون سابقون هؤلاء لا يحاكمون من اجل رأي.
نحن في خضم إحياء الذكرى 11 لاستشهاد شكري بلعيد لتعلموا أن بعض كبار قادة جبهة الخلاص من كان يقول ان الداخلية تقاد من غرفة عمليات في مقر النهضة والوزارة اخترقت واليوم تنصل من كلامه وهناك من قال النهضة هي الإرهاب وليست داعمة واليوم حليفها نحن لم نقل يوما هذا الكلام برغم خصومتنا معها فكيف تريد ان يصدقهم الشعب.
في المقابل هناك تجاوزات نتيجة المرسوم 54 والتوسع في تطبيقه ويجب التنبيه للأمر والمعالجة بتنقيحه مثلا حتى لا يكون مدخلا لتكميم الأفواه ،وهذا ليس في صالح النظام قبل معارضيه إذا أراد الاتعاظ من دروس الماضي.