عن دار "الوسام للنشر" بقصور الساف" صدرت رواية للكاتب المهدي عثمان، وهي روايته الرابعة من ضمن خمسة عشر إصدار في مجالات الشّعر والرّواية والنقد والمسرح وقصص الأطفال والمقال الحضاري.. وهو في انتظار صدور كتابه "التّحولات السّوسيو-ثقافيّة وإشكالية الهوية لدى الشّباب" الذي سيصدر عن نفس الدّار.
ورواية "غيلان" هي تمازج بين الرّعب والتّاريخ... تدور أحداثها في قرية صحراوية نائية تسمّى "غيلان" في بدايات القرن العشرين، حلّ بها ساحر يُدعى "عمروش"، للاستقرار بها مع سبعة من مريديه، وكانت بينهم السّاحرة "مسعودة" ، وهي المرأة الوحيدة ضمن المجموعة... وبعد طواف لمدة طويلة في الصّحراء، انتهى بالجميع المطاف في هذه القرية الموعودة كما سماها السّاحر "عمروش" الذي أراد أرض غيلان أن تكون مستقرّا لأتباعه. وأمرهم بالبحث عن المعبد المفقود. وهو من تنبّأ ـ قبل أن يغادر أتباعه خلسة ـ أن القرية سيظهر فيها مسخ كل ثلاثين عاما.. وبدأ أتباع السّاحر بالبحث عن المعبد وسط ذهول السكان الأصليين لقرية "غِيلان"... ومع نزولهم إلى البئر بحثا عن المعبد فُقدوا جميعا، إلا ّ "مسعودة" التي منعها حملها من مرافقتهم...
الساحرة مسعودة خلّفت بنتا لتمتهن السّحر والشّعوذة بعد أن هجم عليها الأهالي وألقوا بها في بئر "غيلان" مع كتبها وحشائشها لتصبح إبنتها ساحرة القرية والمتحكُمة في مصير سكانها.
أما المسخ الثاني فهو "سيدي الساق" الذي أنجبته أمّه بعد أن حبلت بجنّ كما يزعم أهل القرية، وتم دفنه واتخاذه وليّا صالحا ومزار الجمبع.
"سيدي الساق" جسده بحجم خروف، ولكنه بقائمتين من الخلف كقوائم الشاة، وقائمة أخرى في مستوى صدره كساق ذكر البط. يكسوه جلد رماديّ أقرب إلى السواد كجلد حمار.
أما المسخ الثالث فهو شخص مستذئب ولد نتيجة علاقة زناء محارمة. أمه اليهودية زنت بابن زوجها من زوجته الأولى. أمه فائقة الجمال التي لم يرض أحد الزواج بها لأنها يهودية، قد تُنزل شؤما على من يتزوجها.
المسخ المسذئب حين جاء إلى الدنيا كان يرى ويسمع ويجري. لذلك نط إلى سور البيت يوم ولادته واختفى عن الأنظار وظل يهاجم رجال القرية وينقض عليهم مستهدفا عوراتهم.
تجندت القرية للقبض عليه وصنعوا له الفخاخ في كل مكان، وحين سقط بين أيديهم صلبوه وقرروا حرقه. ولكنه أفلت منهم وهرب ليختفي في قبر الولي الصالح "سيدي الساق" الذي اكتشف لحظة نزوله إليه أن " سيدي الساق" ما زال حيا، ولكنه مختفي عن الأعين في قبره.
والد اليهودية ـ التي أنجبت المسخ ـ هو تاجر يهودي جاء إلى القرية هاربا من الحرب، وظل في القرية يكسب الأنصار ويدافع عن حقه في أرض "غِيلان".
حين اختلف الأهالي حول مطاردة المسخ المستأذب، تناحروا فيما بينهم حد التقاتل واتفقوا على تقسيم "غِيلان" إلى جزئين وإبقاء المسجد ملك مشاع للجميع. فيما اشترى التاجر اليهودي البئر القديمة التي لا ماء بها مقابل أن يساعد الأهالي بماله على تقسيم أرض غيلان.
المسخ المستأذب ظلّ محاصرا في قبر "سيدي الساق" حتى مات هذا الأخير وأوشك هو على أن يأكله الدود الذي صار ينهش كل شيء....
الرّواية مرّر فيها صاحبها جملة من القضايا الحضارية والتّاريخية لتُحيلنا إلى صراع الدّين والسّياسة وحول الهويّة والأرض وشتّى ما جاء به السّرد من حبكة و أناة مع تداخل للأحداث يشي بتلك الحِرفيّة التي عهدناها في كتابات المهدي عثمان الموزّعة من رصيد لغويّ ذي تسلسل مع الأحداث يشي بأنّ القادم... أفضل ...
ناجي العجمي
تونس-الصباح
عن دار "الوسام للنشر" بقصور الساف" صدرت رواية للكاتب المهدي عثمان، وهي روايته الرابعة من ضمن خمسة عشر إصدار في مجالات الشّعر والرّواية والنقد والمسرح وقصص الأطفال والمقال الحضاري.. وهو في انتظار صدور كتابه "التّحولات السّوسيو-ثقافيّة وإشكالية الهوية لدى الشّباب" الذي سيصدر عن نفس الدّار.
ورواية "غيلان" هي تمازج بين الرّعب والتّاريخ... تدور أحداثها في قرية صحراوية نائية تسمّى "غيلان" في بدايات القرن العشرين، حلّ بها ساحر يُدعى "عمروش"، للاستقرار بها مع سبعة من مريديه، وكانت بينهم السّاحرة "مسعودة" ، وهي المرأة الوحيدة ضمن المجموعة... وبعد طواف لمدة طويلة في الصّحراء، انتهى بالجميع المطاف في هذه القرية الموعودة كما سماها السّاحر "عمروش" الذي أراد أرض غيلان أن تكون مستقرّا لأتباعه. وأمرهم بالبحث عن المعبد المفقود. وهو من تنبّأ ـ قبل أن يغادر أتباعه خلسة ـ أن القرية سيظهر فيها مسخ كل ثلاثين عاما.. وبدأ أتباع السّاحر بالبحث عن المعبد وسط ذهول السكان الأصليين لقرية "غِيلان"... ومع نزولهم إلى البئر بحثا عن المعبد فُقدوا جميعا، إلا ّ "مسعودة" التي منعها حملها من مرافقتهم...
الساحرة مسعودة خلّفت بنتا لتمتهن السّحر والشّعوذة بعد أن هجم عليها الأهالي وألقوا بها في بئر "غيلان" مع كتبها وحشائشها لتصبح إبنتها ساحرة القرية والمتحكُمة في مصير سكانها.
أما المسخ الثاني فهو "سيدي الساق" الذي أنجبته أمّه بعد أن حبلت بجنّ كما يزعم أهل القرية، وتم دفنه واتخاذه وليّا صالحا ومزار الجمبع.
"سيدي الساق" جسده بحجم خروف، ولكنه بقائمتين من الخلف كقوائم الشاة، وقائمة أخرى في مستوى صدره كساق ذكر البط. يكسوه جلد رماديّ أقرب إلى السواد كجلد حمار.
أما المسخ الثالث فهو شخص مستذئب ولد نتيجة علاقة زناء محارمة. أمه اليهودية زنت بابن زوجها من زوجته الأولى. أمه فائقة الجمال التي لم يرض أحد الزواج بها لأنها يهودية، قد تُنزل شؤما على من يتزوجها.
المسخ المسذئب حين جاء إلى الدنيا كان يرى ويسمع ويجري. لذلك نط إلى سور البيت يوم ولادته واختفى عن الأنظار وظل يهاجم رجال القرية وينقض عليهم مستهدفا عوراتهم.
تجندت القرية للقبض عليه وصنعوا له الفخاخ في كل مكان، وحين سقط بين أيديهم صلبوه وقرروا حرقه. ولكنه أفلت منهم وهرب ليختفي في قبر الولي الصالح "سيدي الساق" الذي اكتشف لحظة نزوله إليه أن " سيدي الساق" ما زال حيا، ولكنه مختفي عن الأعين في قبره.
والد اليهودية ـ التي أنجبت المسخ ـ هو تاجر يهودي جاء إلى القرية هاربا من الحرب، وظل في القرية يكسب الأنصار ويدافع عن حقه في أرض "غِيلان".
حين اختلف الأهالي حول مطاردة المسخ المستأذب، تناحروا فيما بينهم حد التقاتل واتفقوا على تقسيم "غِيلان" إلى جزئين وإبقاء المسجد ملك مشاع للجميع. فيما اشترى التاجر اليهودي البئر القديمة التي لا ماء بها مقابل أن يساعد الأهالي بماله على تقسيم أرض غيلان.
المسخ المستأذب ظلّ محاصرا في قبر "سيدي الساق" حتى مات هذا الأخير وأوشك هو على أن يأكله الدود الذي صار ينهش كل شيء....
الرّواية مرّر فيها صاحبها جملة من القضايا الحضارية والتّاريخية لتُحيلنا إلى صراع الدّين والسّياسة وحول الهويّة والأرض وشتّى ما جاء به السّرد من حبكة و أناة مع تداخل للأحداث يشي بتلك الحِرفيّة التي عهدناها في كتابات المهدي عثمان الموزّعة من رصيد لغويّ ذي تسلسل مع الأحداث يشي بأنّ القادم... أفضل ...