كنت يومها تلميذا بالمعهد الثانوي طريق المهدية كم 2، صفاقس، المسمّى اليوم معهد محمد علي، حين تسرّبت لنا معشر التلاميذ مناشير تتحدّث عن حركة فيفري. كلّ ما فهمناه آنذاك بوعي جنينيّ عفويّ أنّ إخواننا الطّلبة مضطَهدون من قبل نظام بورقيبة. تجمهرنا داخل ساحة المعهد حين دقّ الجرس في الثانية بعد الزّوال إشعارا بالدّخول إلى قاعات الدّرس. رفعنا شعارات لا أذكرها. ارتفعت أصواتنا إلى عنان السّماء. هجنا في وجه المدير والقيّمين والعملة ومجنا. بقي في ذاكرتي إلى وقت بعيد شعاران لا ثالث لهما: "تحيا حركة فيفري المجيدة" و"لا حوار مع النّظام".
وبمناسبة الاحتفال بمرور اثنين وخمسين سنة على الملحمة التي عاشتها الحركة الطلاّبيّة وما كان لها من صدى لدى المنظّمات الوطنيّة وشرائح كثيرة من المجتمع آنذاك، ارتأينا أن نعود إلى كتاب "حركة فبفري 1972، الذكرى الخمسون، شهادات وتقييمات من تاريخ الاتحاد العام لطلبة تونس" الذي أشرف عليه الأستاذ العروسي عامري.
وقد صدر الكتاب عن دار محمد علي الحامي للنّشر بالشراكة مع مكتب التعاون الأكاديمي لمؤسّسة روزا لوكسمبورغ. قُسّم الكتاب إلى جزأين: جزء باللّغة العربية به مائتان وخمس وخمسون صفحة وجزء باللّغة الفرنسيّة يحتوي على مائة وأربع وثلاثين صفحة. ووثّقها المؤلّف بشهادات ووثائق وصور وقفت عند أبرز المحطّات التي عاشتها الجامعة التّونسيّة والحركة الطلابيّة قبل 1972 وبعده وبيّنت علاقتها بالحياة السياسيّة والنّظام الحاكم والمنظمات الوطنيّة والجمعيّات آنذاك وخاصّة منها جمعيّة برسبكتيف (آفاق)- العامل التّونسي.
وجاءت الشهادات والنّصوص والتحاليل المرفقة في الكتاب من الذين ساهموا من قريب أو من بعيد في نضالات الحركة الطلاّبيّة في ستّينات القرن الماضي فكانوا إما مناضلين داخلها أو طلبة مواكبين لتلك السيرورة مدافعين عنها متعاطفين معها. ولا يسمح المجال لأن نسرد كلّ الشهادات والتقييمات المنشورة بالكتاب إذ أنّها تعدّ بالعشرات. ولكن يمكن أن نقول إنّها حامت عموما حول الأحداث التي جدّت بالسّاحة الطلابيّة بكلّية 9 أفريل 1938 والمركب الجامعي على وجه الخصوص وما جدّ من عمليّات مدّ وجزر بين السّلطة ومناضلي الحركة. وقد رأينا حرص جلّ المتدخلين في الندوة التي أقيمت بمناسبة إحياء خمسينية حركة فيفري 1972 والتي تم نشر أعمالها في الكتاب المذكور على أن تكون قراءاتهم قريبة من الموضوعية لا تخلو من إبراز النقاط الإيجابية والسّلبية التي اتسمت بها نضالات الطلبة داخل البلاد وخارجها. وتم التّطرق إلى تصدّي الطلبة لشراسة آلات القمع وتسلّط النظام القائم آنذاك ومحاولاته احتواء الاتحاد العام لطلبة تونس ووضعه تحت إمرته. بالإضافة إلى التجاذبات بين الأطراف النقابية والسياسية صلب منظمة الاتحاد العام لطلبة تونس.
لقد اخترنا أن نقتطف جزءا من مداخلة الأستاذ مصطفى الكيلاني لأنّنا وجدنا فيه ملخصا لما شهده الحراك النضالي الطلابي منذ أواسط ستينات القرن الماضي إلى يوم الناس هذا. ونعتقد أنّ هذه القراءة كفيلة بأن يستلهم منها أبناؤنا الطلبة النّاشطون صلب الاتحاد العام لطلبة تونس، ولم لا النّاشطون السياسيّون أيضا، الدّروس. وهي تساعد أيضا، في رأينا، على بناء استراتيجية نضالية لصيقة بالواقع الطّلابي والوضع العام للبلاد.
يقول الأستاذ مصطفى الكيلاني:
"لذت بالكتابة عقب خيبة أمل في الجدوى من نضال حركة طلابية حادت آنذاك عن مبادئها الأولى وتنكرت لقيمة مرجعية كبرى هي الحق في الاختلاف. إلاّ أنّ للكتابة المستأنفة، بعد انقطاع أعوام، البعض الكثير من وهج التجربة الجامعيّة. وقد توغلت في حياتي الجديدة بعد مراجعة أشهر، حاملا في الذهن الكثير من الأسئلة، فأمكن الإجابة على بعضها إثر أعوام، وظلّ بعضها الآخر بلا أجوبة إلى اليوم: لماذا لم ينجز اليسار إلى الآن نقده الذاتيّ، وقراءته التاريخيّة المفاهيميّة العميقة؟ لماذا اقتصاره تأريخا على الأحداث والوقائع الظاهرة؟ ولماذا إصرار كل الأحزاب والحركات النقابية والسياسيّة في تونس على تحاشي النقد الذاتيّ؟ هل لأنّ الذهن (ذهننا العام) والثقافة (ثقافتنا الموروثة والحادثة) لا يسمحان بالاعتراف ولا يحرّضان عليه؟ ولماذا لم تحرص قوى اليسار على التوحّد والتحوّل من موقع المعارض الدائم إلى مركز تولّي الحكم؟ هل لغياب البرنامج أم لسبب أو أسباب بنيويّة عميقة، هي من ذات قوى اليسار الشتاتية؟ وكيف أثّرت صراعات الشتات اليساريّ طيلة أعوام في مآل الحياة الطلابية والحياة المجتمعيّة عامة، وإن بصفة غير ظاهرة مباشرة؟ ولماذا فرّط اليسار والقوى التقدميّة التونسيّة في فرصة تاريخية نادرة، من شبه المستحيل أن تتكرر في قادم الأعوام، ليحكم تونس إثر اغتيال كل من شكري بلعيد و محمّد البراهمي؟... (كما كان لليسار التونسي من قبل فرصة الانتقال من المعارضة إلى مركز الحكم يوم 7 نوفمبر 1987، لحظة الفراغ السياسي الحاصل، مؤثرا توظيفه لخدمة "منقذ الأمّة" بعد "زعيم الأمّة" ليظل في الهامش ويبرهن على أنّه لم يكتسب الخبرة اللاّزمة بعد ليحكم)". (1)
وفي التوجه نفسه تقريبا، يقول الأستاذ عبد العزيز المسعودي المناضل من الحزب الشيوعي:
" فيما بعد حركة فيفري طغى العمل السياسي على اتّحاد الطلبة، ورغم الظروف التي تبرّره لكنّه كان بعيدا عن أولويات منظّمة نقابية طلابية، فالكثير من الاطياف السياسية احتموا بمظلّة اتحاد الطلبة أو حتّى باتّحاد الشغل، لكن المشكل هو في تحويل المنظّمة النقابية بالكامل لخدمة طرف سياسي، وهذا ما أدّى الى عزلها عن الجماهير الطلاّبية، وإلى اليوم لم يستطع الاتّحاد استعادة طابعه الجماهيري الذي كان موجودا حتّى في فترة الاستبداد والتّسلط. فالنجاح الحقيقي لاتّحاد الطلبة في حشد الجماهير الطلاّبيّة وهو غير موجود اليوم فلا يجوز الحديث عن نجاحه". (2)
الأستاذ النوري عبيد كان هو الآخر من أبرز قياديي حركة فيفري ومناضليها. وفي رأيه أنّ الحركة الطلابية مازالت في حاجة ماسّة إلى تقييم ونقد ذاتيّ كبير، وحتّى الإسلاميون تمكّنوا من تقوية منظّمتهم التي تكاد تفوق الاتحاد العام لطلبة تونس جماهيريا، وهذه المراجعة التقييمية لتاريخ الحركة هي مسؤولية كل الأجيال، وهو يرجو أن تتمّ. (3)
وعلى العموم، فإنّنا نرى أنّ نشر هذا العمل الموثّق لنضالات حركة فيفري 1972 من خلال ما قدّمه رفاق الحركة الطلابية وأصدقاؤها من شهادات ونصوص هي فرصة لتنشيط النقاشات وإثراء التّحاليل والمقاربات وكتابة تاريخنا المعاصر.
(1) مصطفى الكيلاني، حلم الثّورة والحقّ في الاختلاف، شهادة شابّ تونسيّ من سبعينات القرن الماضي، اللّواذ بالكتابة استمرارا في حلم الثّورة والحقّ في الاختلاف، حركة فبفري 1972، الذكرى الخمسون، شهادات وتقييمات من تاريخ الاتحاد العام لطلبة تونس، ص.86.
عبد العزيز المسعودي، نقاش حول الفصل الثّالث، تجربة ما بعد مؤتمر 1988، حركة فبفري 1972، الذكرى الخمسون، شهادات وتقييمات من تاريخ الاتحاد العام لطلبة تونس، ص.125.
النّوري عبيد، المصدر المذكور سابقا نفسه.
مصدّق الشّريف
كنت يومها تلميذا بالمعهد الثانوي طريق المهدية كم 2، صفاقس، المسمّى اليوم معهد محمد علي، حين تسرّبت لنا معشر التلاميذ مناشير تتحدّث عن حركة فيفري. كلّ ما فهمناه آنذاك بوعي جنينيّ عفويّ أنّ إخواننا الطّلبة مضطَهدون من قبل نظام بورقيبة. تجمهرنا داخل ساحة المعهد حين دقّ الجرس في الثانية بعد الزّوال إشعارا بالدّخول إلى قاعات الدّرس. رفعنا شعارات لا أذكرها. ارتفعت أصواتنا إلى عنان السّماء. هجنا في وجه المدير والقيّمين والعملة ومجنا. بقي في ذاكرتي إلى وقت بعيد شعاران لا ثالث لهما: "تحيا حركة فيفري المجيدة" و"لا حوار مع النّظام".
وبمناسبة الاحتفال بمرور اثنين وخمسين سنة على الملحمة التي عاشتها الحركة الطلاّبيّة وما كان لها من صدى لدى المنظّمات الوطنيّة وشرائح كثيرة من المجتمع آنذاك، ارتأينا أن نعود إلى كتاب "حركة فبفري 1972، الذكرى الخمسون، شهادات وتقييمات من تاريخ الاتحاد العام لطلبة تونس" الذي أشرف عليه الأستاذ العروسي عامري.
وقد صدر الكتاب عن دار محمد علي الحامي للنّشر بالشراكة مع مكتب التعاون الأكاديمي لمؤسّسة روزا لوكسمبورغ. قُسّم الكتاب إلى جزأين: جزء باللّغة العربية به مائتان وخمس وخمسون صفحة وجزء باللّغة الفرنسيّة يحتوي على مائة وأربع وثلاثين صفحة. ووثّقها المؤلّف بشهادات ووثائق وصور وقفت عند أبرز المحطّات التي عاشتها الجامعة التّونسيّة والحركة الطلابيّة قبل 1972 وبعده وبيّنت علاقتها بالحياة السياسيّة والنّظام الحاكم والمنظمات الوطنيّة والجمعيّات آنذاك وخاصّة منها جمعيّة برسبكتيف (آفاق)- العامل التّونسي.
وجاءت الشهادات والنّصوص والتحاليل المرفقة في الكتاب من الذين ساهموا من قريب أو من بعيد في نضالات الحركة الطلاّبيّة في ستّينات القرن الماضي فكانوا إما مناضلين داخلها أو طلبة مواكبين لتلك السيرورة مدافعين عنها متعاطفين معها. ولا يسمح المجال لأن نسرد كلّ الشهادات والتقييمات المنشورة بالكتاب إذ أنّها تعدّ بالعشرات. ولكن يمكن أن نقول إنّها حامت عموما حول الأحداث التي جدّت بالسّاحة الطلابيّة بكلّية 9 أفريل 1938 والمركب الجامعي على وجه الخصوص وما جدّ من عمليّات مدّ وجزر بين السّلطة ومناضلي الحركة. وقد رأينا حرص جلّ المتدخلين في الندوة التي أقيمت بمناسبة إحياء خمسينية حركة فيفري 1972 والتي تم نشر أعمالها في الكتاب المذكور على أن تكون قراءاتهم قريبة من الموضوعية لا تخلو من إبراز النقاط الإيجابية والسّلبية التي اتسمت بها نضالات الطلبة داخل البلاد وخارجها. وتم التّطرق إلى تصدّي الطلبة لشراسة آلات القمع وتسلّط النظام القائم آنذاك ومحاولاته احتواء الاتحاد العام لطلبة تونس ووضعه تحت إمرته. بالإضافة إلى التجاذبات بين الأطراف النقابية والسياسية صلب منظمة الاتحاد العام لطلبة تونس.
لقد اخترنا أن نقتطف جزءا من مداخلة الأستاذ مصطفى الكيلاني لأنّنا وجدنا فيه ملخصا لما شهده الحراك النضالي الطلابي منذ أواسط ستينات القرن الماضي إلى يوم الناس هذا. ونعتقد أنّ هذه القراءة كفيلة بأن يستلهم منها أبناؤنا الطلبة النّاشطون صلب الاتحاد العام لطلبة تونس، ولم لا النّاشطون السياسيّون أيضا، الدّروس. وهي تساعد أيضا، في رأينا، على بناء استراتيجية نضالية لصيقة بالواقع الطّلابي والوضع العام للبلاد.
يقول الأستاذ مصطفى الكيلاني:
"لذت بالكتابة عقب خيبة أمل في الجدوى من نضال حركة طلابية حادت آنذاك عن مبادئها الأولى وتنكرت لقيمة مرجعية كبرى هي الحق في الاختلاف. إلاّ أنّ للكتابة المستأنفة، بعد انقطاع أعوام، البعض الكثير من وهج التجربة الجامعيّة. وقد توغلت في حياتي الجديدة بعد مراجعة أشهر، حاملا في الذهن الكثير من الأسئلة، فأمكن الإجابة على بعضها إثر أعوام، وظلّ بعضها الآخر بلا أجوبة إلى اليوم: لماذا لم ينجز اليسار إلى الآن نقده الذاتيّ، وقراءته التاريخيّة المفاهيميّة العميقة؟ لماذا اقتصاره تأريخا على الأحداث والوقائع الظاهرة؟ ولماذا إصرار كل الأحزاب والحركات النقابية والسياسيّة في تونس على تحاشي النقد الذاتيّ؟ هل لأنّ الذهن (ذهننا العام) والثقافة (ثقافتنا الموروثة والحادثة) لا يسمحان بالاعتراف ولا يحرّضان عليه؟ ولماذا لم تحرص قوى اليسار على التوحّد والتحوّل من موقع المعارض الدائم إلى مركز تولّي الحكم؟ هل لغياب البرنامج أم لسبب أو أسباب بنيويّة عميقة، هي من ذات قوى اليسار الشتاتية؟ وكيف أثّرت صراعات الشتات اليساريّ طيلة أعوام في مآل الحياة الطلابية والحياة المجتمعيّة عامة، وإن بصفة غير ظاهرة مباشرة؟ ولماذا فرّط اليسار والقوى التقدميّة التونسيّة في فرصة تاريخية نادرة، من شبه المستحيل أن تتكرر في قادم الأعوام، ليحكم تونس إثر اغتيال كل من شكري بلعيد و محمّد البراهمي؟... (كما كان لليسار التونسي من قبل فرصة الانتقال من المعارضة إلى مركز الحكم يوم 7 نوفمبر 1987، لحظة الفراغ السياسي الحاصل، مؤثرا توظيفه لخدمة "منقذ الأمّة" بعد "زعيم الأمّة" ليظل في الهامش ويبرهن على أنّه لم يكتسب الخبرة اللاّزمة بعد ليحكم)". (1)
وفي التوجه نفسه تقريبا، يقول الأستاذ عبد العزيز المسعودي المناضل من الحزب الشيوعي:
" فيما بعد حركة فيفري طغى العمل السياسي على اتّحاد الطلبة، ورغم الظروف التي تبرّره لكنّه كان بعيدا عن أولويات منظّمة نقابية طلابية، فالكثير من الاطياف السياسية احتموا بمظلّة اتحاد الطلبة أو حتّى باتّحاد الشغل، لكن المشكل هو في تحويل المنظّمة النقابية بالكامل لخدمة طرف سياسي، وهذا ما أدّى الى عزلها عن الجماهير الطلاّبية، وإلى اليوم لم يستطع الاتّحاد استعادة طابعه الجماهيري الذي كان موجودا حتّى في فترة الاستبداد والتّسلط. فالنجاح الحقيقي لاتّحاد الطلبة في حشد الجماهير الطلاّبيّة وهو غير موجود اليوم فلا يجوز الحديث عن نجاحه". (2)
الأستاذ النوري عبيد كان هو الآخر من أبرز قياديي حركة فيفري ومناضليها. وفي رأيه أنّ الحركة الطلابية مازالت في حاجة ماسّة إلى تقييم ونقد ذاتيّ كبير، وحتّى الإسلاميون تمكّنوا من تقوية منظّمتهم التي تكاد تفوق الاتحاد العام لطلبة تونس جماهيريا، وهذه المراجعة التقييمية لتاريخ الحركة هي مسؤولية كل الأجيال، وهو يرجو أن تتمّ. (3)
وعلى العموم، فإنّنا نرى أنّ نشر هذا العمل الموثّق لنضالات حركة فيفري 1972 من خلال ما قدّمه رفاق الحركة الطلابية وأصدقاؤها من شهادات ونصوص هي فرصة لتنشيط النقاشات وإثراء التّحاليل والمقاربات وكتابة تاريخنا المعاصر.
(1) مصطفى الكيلاني، حلم الثّورة والحقّ في الاختلاف، شهادة شابّ تونسيّ من سبعينات القرن الماضي، اللّواذ بالكتابة استمرارا في حلم الثّورة والحقّ في الاختلاف، حركة فبفري 1972، الذكرى الخمسون، شهادات وتقييمات من تاريخ الاتحاد العام لطلبة تونس، ص.86.
عبد العزيز المسعودي، نقاش حول الفصل الثّالث، تجربة ما بعد مؤتمر 1988، حركة فبفري 1972، الذكرى الخمسون، شهادات وتقييمات من تاريخ الاتحاد العام لطلبة تونس، ص.125.