- رئيس الجمعية التونسية لجودة التعليم لـ"الصباح":"يجب بعث هيكل مركزيّ موحّد صلب وزارة التّربية تُعهد إليه مهمّة تطوير الأنشطة الثّقافيّة والاجتماعيّة والرّياضيّة"
تونس – الصباح
مرة أخرى يعود الحديث عن إمكانية اعتماد نظام الحصة الواحدة في المدارس وذلك بعد أن أثار وزير التربية، محمد علي البوغديري، هذه المسالة منذ أيام قليلة قائلا:"إن الوزارة ستعمل على اعتماد نظام الحصة الواحدة للتلاميذ وذلك في إطار الإصلاح التربوي، وبعد تركيز المجلس الأعلى للتربية، وذلك خلال الزيارة التي أداها منذ أيام قليلة إلى إعدادية الحي الزيتوني بمدنين".
وهذه ليست المرة الأولى التي تطرح فيها مسالة اعتماد نظام الحصة الواحدة في المدارس العمومية، لكن يبقى السؤال الأبرز هو هل تتوفر الإمكانيات اللوجستية والبشرية لتطبيق هذه الإستراتيجية في الوضع الذي هي عليه مؤسساتنا التربوية؟
وفي هذا السياق اعتبر كاتب عام جامعة الثانوي محمد الصافي "إن التوجه نحو نظام الحصة الواحدة في المؤسسات التربوية يتطلب مؤسسات وانتدابات جديدة لمختلف أسلاك التربية"، مشيرا في يتدخل إذاعي أن" عدد القاعات لا يمكن أن يستوعب كل التلاميذ دفعة واحدة من الثامنة صباحا إلى الساعة الثانية بعد الزوال" .
وبين الصافي أن الجامعة ليست ضد أي تغيير في المنظومة التربوية وتصحيح ما يمكن تصحيحه، قائلا:"إن تصريح وزير التربية حول التوجه المستقبلي نحو نظام الحصة الواحدة ربما حلم يراود التونسيين، وأن إصلاح المنظومة التربوية لا يتعلق فقط بالزمن المدرسي وإنما أيضا بالمناهج والبرامج وصيانة المؤسسات ".
كما دعا كاتب عام جامعة الثانوي وزارة التربية إلى الجلوس على طاولة الحوار وتشريك الطرف النقابي الذي يملك تصورات عديدة لإيجاد نموذج ممكن أن يكون حلا لواقع المؤسسة التربوية أمام ما تعانيه من اكراهات وسياسة تقشفية، مبينا أن مشروع الإصلاح التربوي لا يمكن أن يتحقق دون العودة إلى أسلاك التربية والاتحاد العام التونسي للشغل.
من جانبه اعتبر رئيس الجمعية التونسية لجودة التعليم سليم قاسم أن تخصيص حيّز زمنيّ للأنشطة الثّقافيّة في الوسط المدرسيّ هو من البديهيّات التي تمّ تجاهلها على امتداد العقدين الأخيرين، رغم كلّ ما كان يُرفع من شعارات حول أهمّية هذه الأنشطة وضرورة العناية بها ودعمها، فأمسية يوم الجمعة التي كانت مخصّصة للنّوادي الثّقافيّة والرّياضيّة صارت مخصّصة فعليّا للتّعليم النّظاميّ أو للدّروس الخصوصيّة، وهو ما أدّى إلى اضمحلال تلك الأندية. وشدد رئيس الجمعية التونسية لجودة التعليم في تصريحه لـ"الصباح"، على انّه من الضّروريّ التّفكير في حلول مبتكرة ومستدامة أخرى قادرة على إعادة الرّوح والحياة إلى النّوادي الثّقافيّة والرّياضيّة، دون أن يكون لذلك انعكاسات على السّير العاديّ للدّروس ولا على الزّمن الأسريّ والاجتماعيّ، ودون أن تكون له كلفة ماليّة مجحفة تحول دون تنفيذه، ولن يكون ذلك ممكنا إلاّ بالقطع مع عقليّات الجمود والتّواكل التي تتخفّى، مع كلّ دعوة إلى تجديد المرفق العموميّ التّربويّ وتطويره، وراء المقولات العقيمة لغياب الإمكانيّات والحاجة إلى الانتدابات.
كما أشار قاسم إلى أن مشروع تخصيص الفترة المسائيّة للأنشطة الثّقافيّة والرّياضيّة الذي أعلنت عنه وزارة التّربية مؤخّرا يمكن أن يكون أحد العناوين المميّزة والنّاجحة لإصلاح المنظومة التّربويّة إذا ما تمّت فيه مراعاة قواعد الحوكمة والجودة تخطيطا وتنفيذا ومتابعة وتقييما، ولعلّ ممّا يمكن أن يساعد على ذلك جملة من المقترحات التي يمكن أن نختزلها في دراسة إمكانيّة تدريس جملة من المواد التّعليميّة الحاليّة بصورة كلّيّة في شكل نوادٍ، ونذكر من هذه الموادّ التّربية التّشكيليّة والتّربية الموسيقيّة والتّربية البدنيّة واللّغات الاختياريّة (ألمانيّة، إسبانيّة...)، مع اعتماد نظام الفرق كلّما كان ذلك ممكنا إلى جانب تدريس جملة من المواد التّعليميّة الحاليّة بصورة جزئيّة في شكل نوادٍ، ونذكر من هذه الموادّ التّربية المدنيّة (يمكن أيضا أن تُدَرَّسَ بشكل كامل في إطار النّوادي)، العربيّة والانجليزيّة والفرنسيّة (أنشطة المطالعة، المسائل الحضاريّة...)، الموادّ العلميّة (الأشغال التّطبيقيّة، البحوث الميدانيّة...)، مع اعتماد نظام الفرق كلّما كان ذلك ممكنا.
كما أكد محدثنا في سياق حديثه على ضرورة اعتماد بيداغوجيا المشروع عند تدريس بعض الموادّ في إطار النّوادي إلى جانب بناء شراكات مع باقي المؤسّسات والهياكل العموميّة ذات الطّابع الثّقافيّ والشّبابيّ والرّياضي، ومع منظّمات المجتمع المدني ذات المرجعيّات الوطنيّة الواضحة، بهدف التّنشيط المشترك لعدد من النّوادي المدرسيّة، والاستثمار الأمثل للفضاءات والموارد البشريّة والماليّة المتاحة، وفسح المجال، عند تطبيق هذا المشروع، للاجتهادات على المستويات الإقليميّة والجهويّة وخاصّة المحلّيّة (مستوى المؤسّسة التّربويّة)، بحيث تتمّ مراعاة خصوصيّات كلّ جهة واحتياجاتها والموارد المتاحة لها، مع ضرورة إحاطة ذلك بالتّأطير اللاّزم ووضع المؤشّرات الملائمة لضمان المتابعة والتّقييم جهويّا ومركزيّا.
وفي نفس الإطار دعا رئيس الجمعية التونسية لجودة التعليم إلى بعث هيكل مركزيّ موحّد صلب وزارة التّربية تُعهد إليه مهمّة تطوير الأنشطة الثّقافيّة والاجتماعيّة والرّياضيّة في الوسط المدرسيّ، حيث أضرّ تعدّد الإدارات المشرفة والأطراف المتدخّلة كثيرا بهذا القطاع الهامّ والحيويّ.
كما أكد قاسم على أن عودة الأنشطة الثّقافيّة والاجتماعيّة والرّياضيّة على هذا النّحو سوف تمثّل بكلّ تأكيد علامة بارزة على عودة الحياة المدرسيّة إلى ما كانت عليه من بريق وتوهّج، كما أنّ من شأنها أن تلغي عزلة هذه الأنشطة وتهميشها، وذلك بفضل إزالة الفواصل بينها وبين الأنشطة التّعليميّة التّعلّميّة المألوف، وعلى صعيد آخر، ولعلّ هذا هو الأهم، فإنّ النّوادي المدرسيّة سوف تمثّل إطارا مثاليّا لتطوير التّعليم المدرسيّ ككلّ، من خلال دعم بيداغوجيا المشروع والطّرق النّشيطة القريبة إلى نفوس بناتنا وأبنائنا، كما ستمنحهم فرصة حقيقيّة لاكتساب مهارات الحياة وترسيخها، بما يؤهّلهم لتحقيق النّجاح المأمول في حياتهم الدّراسيّة ثمّ في حياتهم المهنيّة والاجتماعيّة، وللمساهمة في المشروع الحضاريّ الوطنيّ وتعزيز أركانه.
جهاد الكلبوسي
- رئيس الجمعية التونسية لجودة التعليم لـ"الصباح":"يجب بعث هيكل مركزيّ موحّد صلب وزارة التّربية تُعهد إليه مهمّة تطوير الأنشطة الثّقافيّة والاجتماعيّة والرّياضيّة"
تونس – الصباح
مرة أخرى يعود الحديث عن إمكانية اعتماد نظام الحصة الواحدة في المدارس وذلك بعد أن أثار وزير التربية، محمد علي البوغديري، هذه المسالة منذ أيام قليلة قائلا:"إن الوزارة ستعمل على اعتماد نظام الحصة الواحدة للتلاميذ وذلك في إطار الإصلاح التربوي، وبعد تركيز المجلس الأعلى للتربية، وذلك خلال الزيارة التي أداها منذ أيام قليلة إلى إعدادية الحي الزيتوني بمدنين".
وهذه ليست المرة الأولى التي تطرح فيها مسالة اعتماد نظام الحصة الواحدة في المدارس العمومية، لكن يبقى السؤال الأبرز هو هل تتوفر الإمكانيات اللوجستية والبشرية لتطبيق هذه الإستراتيجية في الوضع الذي هي عليه مؤسساتنا التربوية؟
وفي هذا السياق اعتبر كاتب عام جامعة الثانوي محمد الصافي "إن التوجه نحو نظام الحصة الواحدة في المؤسسات التربوية يتطلب مؤسسات وانتدابات جديدة لمختلف أسلاك التربية"، مشيرا في يتدخل إذاعي أن" عدد القاعات لا يمكن أن يستوعب كل التلاميذ دفعة واحدة من الثامنة صباحا إلى الساعة الثانية بعد الزوال" .
وبين الصافي أن الجامعة ليست ضد أي تغيير في المنظومة التربوية وتصحيح ما يمكن تصحيحه، قائلا:"إن تصريح وزير التربية حول التوجه المستقبلي نحو نظام الحصة الواحدة ربما حلم يراود التونسيين، وأن إصلاح المنظومة التربوية لا يتعلق فقط بالزمن المدرسي وإنما أيضا بالمناهج والبرامج وصيانة المؤسسات ".
كما دعا كاتب عام جامعة الثانوي وزارة التربية إلى الجلوس على طاولة الحوار وتشريك الطرف النقابي الذي يملك تصورات عديدة لإيجاد نموذج ممكن أن يكون حلا لواقع المؤسسة التربوية أمام ما تعانيه من اكراهات وسياسة تقشفية، مبينا أن مشروع الإصلاح التربوي لا يمكن أن يتحقق دون العودة إلى أسلاك التربية والاتحاد العام التونسي للشغل.
من جانبه اعتبر رئيس الجمعية التونسية لجودة التعليم سليم قاسم أن تخصيص حيّز زمنيّ للأنشطة الثّقافيّة في الوسط المدرسيّ هو من البديهيّات التي تمّ تجاهلها على امتداد العقدين الأخيرين، رغم كلّ ما كان يُرفع من شعارات حول أهمّية هذه الأنشطة وضرورة العناية بها ودعمها، فأمسية يوم الجمعة التي كانت مخصّصة للنّوادي الثّقافيّة والرّياضيّة صارت مخصّصة فعليّا للتّعليم النّظاميّ أو للدّروس الخصوصيّة، وهو ما أدّى إلى اضمحلال تلك الأندية. وشدد رئيس الجمعية التونسية لجودة التعليم في تصريحه لـ"الصباح"، على انّه من الضّروريّ التّفكير في حلول مبتكرة ومستدامة أخرى قادرة على إعادة الرّوح والحياة إلى النّوادي الثّقافيّة والرّياضيّة، دون أن يكون لذلك انعكاسات على السّير العاديّ للدّروس ولا على الزّمن الأسريّ والاجتماعيّ، ودون أن تكون له كلفة ماليّة مجحفة تحول دون تنفيذه، ولن يكون ذلك ممكنا إلاّ بالقطع مع عقليّات الجمود والتّواكل التي تتخفّى، مع كلّ دعوة إلى تجديد المرفق العموميّ التّربويّ وتطويره، وراء المقولات العقيمة لغياب الإمكانيّات والحاجة إلى الانتدابات.
كما أشار قاسم إلى أن مشروع تخصيص الفترة المسائيّة للأنشطة الثّقافيّة والرّياضيّة الذي أعلنت عنه وزارة التّربية مؤخّرا يمكن أن يكون أحد العناوين المميّزة والنّاجحة لإصلاح المنظومة التّربويّة إذا ما تمّت فيه مراعاة قواعد الحوكمة والجودة تخطيطا وتنفيذا ومتابعة وتقييما، ولعلّ ممّا يمكن أن يساعد على ذلك جملة من المقترحات التي يمكن أن نختزلها في دراسة إمكانيّة تدريس جملة من المواد التّعليميّة الحاليّة بصورة كلّيّة في شكل نوادٍ، ونذكر من هذه الموادّ التّربية التّشكيليّة والتّربية الموسيقيّة والتّربية البدنيّة واللّغات الاختياريّة (ألمانيّة، إسبانيّة...)، مع اعتماد نظام الفرق كلّما كان ذلك ممكنا إلى جانب تدريس جملة من المواد التّعليميّة الحاليّة بصورة جزئيّة في شكل نوادٍ، ونذكر من هذه الموادّ التّربية المدنيّة (يمكن أيضا أن تُدَرَّسَ بشكل كامل في إطار النّوادي)، العربيّة والانجليزيّة والفرنسيّة (أنشطة المطالعة، المسائل الحضاريّة...)، الموادّ العلميّة (الأشغال التّطبيقيّة، البحوث الميدانيّة...)، مع اعتماد نظام الفرق كلّما كان ذلك ممكنا.
كما أكد محدثنا في سياق حديثه على ضرورة اعتماد بيداغوجيا المشروع عند تدريس بعض الموادّ في إطار النّوادي إلى جانب بناء شراكات مع باقي المؤسّسات والهياكل العموميّة ذات الطّابع الثّقافيّ والشّبابيّ والرّياضي، ومع منظّمات المجتمع المدني ذات المرجعيّات الوطنيّة الواضحة، بهدف التّنشيط المشترك لعدد من النّوادي المدرسيّة، والاستثمار الأمثل للفضاءات والموارد البشريّة والماليّة المتاحة، وفسح المجال، عند تطبيق هذا المشروع، للاجتهادات على المستويات الإقليميّة والجهويّة وخاصّة المحلّيّة (مستوى المؤسّسة التّربويّة)، بحيث تتمّ مراعاة خصوصيّات كلّ جهة واحتياجاتها والموارد المتاحة لها، مع ضرورة إحاطة ذلك بالتّأطير اللاّزم ووضع المؤشّرات الملائمة لضمان المتابعة والتّقييم جهويّا ومركزيّا.
وفي نفس الإطار دعا رئيس الجمعية التونسية لجودة التعليم إلى بعث هيكل مركزيّ موحّد صلب وزارة التّربية تُعهد إليه مهمّة تطوير الأنشطة الثّقافيّة والاجتماعيّة والرّياضيّة في الوسط المدرسيّ، حيث أضرّ تعدّد الإدارات المشرفة والأطراف المتدخّلة كثيرا بهذا القطاع الهامّ والحيويّ.
كما أكد قاسم على أن عودة الأنشطة الثّقافيّة والاجتماعيّة والرّياضيّة على هذا النّحو سوف تمثّل بكلّ تأكيد علامة بارزة على عودة الحياة المدرسيّة إلى ما كانت عليه من بريق وتوهّج، كما أنّ من شأنها أن تلغي عزلة هذه الأنشطة وتهميشها، وذلك بفضل إزالة الفواصل بينها وبين الأنشطة التّعليميّة التّعلّميّة المألوف، وعلى صعيد آخر، ولعلّ هذا هو الأهم، فإنّ النّوادي المدرسيّة سوف تمثّل إطارا مثاليّا لتطوير التّعليم المدرسيّ ككلّ، من خلال دعم بيداغوجيا المشروع والطّرق النّشيطة القريبة إلى نفوس بناتنا وأبنائنا، كما ستمنحهم فرصة حقيقيّة لاكتساب مهارات الحياة وترسيخها، بما يؤهّلهم لتحقيق النّجاح المأمول في حياتهم الدّراسيّة ثمّ في حياتهم المهنيّة والاجتماعيّة، وللمساهمة في المشروع الحضاريّ الوطنيّ وتعزيز أركانه.