شعر :كمال قداوين
القلبُ في عَتَبَاتِهِ هَجَعَا
سَنَابِكُهُ طَوَاحِينُ الكلاَمِ
تَذُرُّ لَغْوَ الرُّوحِ
في مَلَكُوتِهاَ
وتُبِيحُ صفْوَ القَوْلِ
ما أزِفَتْ مواعِيدُ الوُصُولِ إلى الوُصُولِ..
إلى شَذَا الكَلِمَاتِ
تأبىَ القولَ مُضْطَجَعَا،،
أشْلاءُ هَذَا اللَّيْلِ مَوْعِظةٌ
لِكُلِّ الدَّاخِلينَ إلى سرَادِيبِ النُّبُوءَةِ
والمروءةِ والكمالْ
يَـمْضُونَ للريحِ البعيدَةِ
في مَفَازَاتِ السُّؤالْ
وتَطِيبُ في الخَلَوَاتِ مُنْتَجَعَا....
وأكادُ أخترق السَّرَابَ قمَاَقِمًا
وأكادُ أنْتَعِلُ الحروفَ مَجَامِرًا
وأكادُ أَرْتكِبُ المجَاَزَ قصائِدا
فأرُدُّهَا للفِتْنَة الأولى على وَجَلٍ
وخاصِرَةُ الفراغِ خَرِيطتي
لأَمُدَّ نَخْلَ القلبِ ما طَلَعَا...
وحْدِي أسِير على كُفُوفِ الجَمْرِ
ما أَفِلَ المدَى
لأَرَى طُيور الليلِ واقِفةً
على العتباتِ
أهْرَعُ للقَذَى المُنْهَالِ من أغْوَارِهِ
وأرَى فراغَ المُنْتَهَى
قد طاوَلَ الوَجَعَا...
ومُعَمَّدًا بتمَاَئِمِ الأسْحَارِ
سوْفَ أَجِيءُ أَغْسِلُ فِتْنَتي
وأَعُودُ :
لا جُرْحٌ بخاصِرَتي
ولا آياتُ مِحْرَابي القديمِ
تَرُدُّنِي
وتُبِيحُ شوقَ الماء ما هَجَعَا
وحدي أجِيئُنِي مُفْرَدًا
أحْدُو اللظَى الموْقُوتَ في وَجَلٍ
وأُبِيحُ فاكِهَةَ الحَيَاةِ لأهْلِهَا
وأَشدُّ أجْنِحةَ الضيَاِء إلى الضِيَاءْ
لتطْلَعَ الأنهارُ من كَفِّي
نخيلاً طابَ مُنْتَجَعَا...
أنا ماءُ هذا الحرفِ، سادِنُهُ
وسيِّدُهُ المُرَابِي
صَوْلجَانُ القولِ مَمْلَكَتِي
قمَـَرُ السَّديم مدائِنِي
ما طاوَعَ الأفْلاَكَ
أَوْ سَطَعَا....