إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. ماذا انتم فاعلون الآن !

 

ابوبكر الصغير

ما هذا الخبر ..

قفصة ام الدنيا ، واصل الحضارة .

خبر يساوي كلّ دعايات وحملات التسويق والتعريف بوجهة سياحية اسمها تونس .

 خبر يوضع فوق كلّ متاحف العالم ، و معارض التراث ، و يتصدّر كتب التاريخ و الحضارة .

   يتّجه العمل "الحضاري" الحقيقي بنجاح، بأن يوفر للأجيال  مرة أخرى، معنى وعظمة الانتماء لوطن .

  بما يدعم اليقين بالقيمة الإيجابية للوجود والعيش في هذا الوطن .

 أننا بحاجة إلى "عقلانية" أوسع وأعمق، بحاجة الى رؤية أخرى للأشياء، يتم تصورها من خلال مجمل وظائف حياتنا. العقل وترجمة واضحة لمكسب حضاري و انجاز تاريخي .

   رؤية للهدف الإيجابي والعالمي لماضي بلاد وعظمتها في  أرقى جوانبها  ، مما يوفر للإنسان، في الوقت نفسه، القوة لتحقيق هذا الهدف السامي كما هو الحال في الارتباك العام للعقول في الوقت المحدد عند غياب مرجعية او أصول او روابط او انتماء لأن أي عمل حضاري مستوحى بالأساس من الفخر والتفاؤل ، وأي تراجع في الحضارة او غياب فيها  يفسر بإضعاف عامل أو آخر، إن لم يكن فهو كلاهما .

   صدر هذه الفترة في العدد الأخير من الرائد الرسمي قرار وزيرة الشؤون الثقافية، يتعلّق بحماية 91 من المعالم التاريخية والأثرية.

    وقع توزيع هذه المعالم المدرجة حديثًا بقرار الحماية، على 15 ولاية، وتتنوّع بين مساجد وزوايا وكنائس ومدارس وقصور صحراوية وجبلية ومنازل تاريخية ومعاصر زيت زيتون تقليدية.

وبموجب هذا القرار، باتت هذه المعالم الجديدة  خاضعة لحماية المعهد الوطني للتراث من أجل صيانتها والمحافظة عليها.

   الحضارة القبصية التونسية ، أم كلّ هذه المعالم ، و قبل ذلك أسّ كلّ الحضارات التي عرفها الإنسان عبر كلَ تاريخه ، حضارة  سيدة الأرض، بداية البداية ، 7100 سنة حضارة ، فخر كبير ومجد عظيم .

 نحن لم نهتم كثيرا بتاريخ وتراث هذه الحضارة التي لا تقلّ أهمية عن حضارة قرطاج ،  فالقبصيون هم أول الرعاة في تاريخ الإنسانية، إذ قاموا بتدجين الخرفان والماعز والثياثل (الأوعال) والرعي بها، فضلا عن مواصلتهم لصيد الحيوانات الأخرى، كما أظهرت بعض الأبحاث أن بعض المجتمعات القبصية قامت بنوع من الزراعة البدائية، بالإضافة إلى صناعة الأواني الفخارية.

  كان فريق من الباحثين التونسيين من المعهد الوطني للتراث  اكتشف موقعا أثريا يسمى بـ”كدّاس الرماد”، يعود تاريخه إلى أكثر من 6 آلاف سنة.

    عثر على الموقع الأثري في معتمدية فوسانة(القصرين) وتبيّن انه يعود تاريخه إلى فترة الحضارة القبصية .

  أظهرت الأبحاث الأولية التي قام بها فريق الباحثين تحت إشراف الدكتورة نبيهة عوادي رئيسة قسم ما قبل التاريخ، أهمية هذا الموقع من الناحية الأثرية، إذ أنه يعد واحدا من أفضل المواقع الأثرية التي تم اكتشافها في تونس، باعتباره يحتوي على بقايا أثرية لعدة ثقافات قبصية.

    انّ الشعوب التي لا تذكر  تاريخها لن يوجد لها مستقبل ولا ماض..

 نحن مدينون لتاريخنا ولماضينا ولحضارتنا لانّها هي التي قامت  بصنعنا ولسنا  نحن من قمنا بصناعتها  .

 التاريخ أثر والأثر لا نهاية له.

هؤلاء الرجال العظماء ، بناة أولى حضارات الإنسانية كانوا لا يطيعون الاّ شغفهم ونزواتهم. ما يريدونه هو العالمي .

 ليس من هوس يدفع بأفعالهم  الاّ العظمة  والرغبة بمزيد الفتوحات.

 بعد هذا الإعلان ، وهذا التتويج العالمي لحضارتنا ، ما ارتقبه سلسلة من القرارات و برمجة كاملة تشمل  :

-  إصدار  بيان رسمي من قبل وزارة الثقافة في سياق ندوة صحفية لإعطاء مزيد التفاصيل حول هذا الإعلان .

-  إعداد كتيب بأبرز اللغات العالمية يعرّف بالحضارة القبصية وتونس .

  -  برمجة ملتقى عالمي ينظم على عين المكان اي بقفصة حول تاريخ ومنجزات هذه الحضارة .

كلّ أمة تحفظ تاريخها تحفظ ذاتها.

فالتاريخ وحده  يعلم كل شيء بما في ذلك المستقبل.

حكاياتهم  .. ماذا انتم فاعلون الآن !

 

ابوبكر الصغير

ما هذا الخبر ..

قفصة ام الدنيا ، واصل الحضارة .

خبر يساوي كلّ دعايات وحملات التسويق والتعريف بوجهة سياحية اسمها تونس .

 خبر يوضع فوق كلّ متاحف العالم ، و معارض التراث ، و يتصدّر كتب التاريخ و الحضارة .

   يتّجه العمل "الحضاري" الحقيقي بنجاح، بأن يوفر للأجيال  مرة أخرى، معنى وعظمة الانتماء لوطن .

  بما يدعم اليقين بالقيمة الإيجابية للوجود والعيش في هذا الوطن .

 أننا بحاجة إلى "عقلانية" أوسع وأعمق، بحاجة الى رؤية أخرى للأشياء، يتم تصورها من خلال مجمل وظائف حياتنا. العقل وترجمة واضحة لمكسب حضاري و انجاز تاريخي .

   رؤية للهدف الإيجابي والعالمي لماضي بلاد وعظمتها في  أرقى جوانبها  ، مما يوفر للإنسان، في الوقت نفسه، القوة لتحقيق هذا الهدف السامي كما هو الحال في الارتباك العام للعقول في الوقت المحدد عند غياب مرجعية او أصول او روابط او انتماء لأن أي عمل حضاري مستوحى بالأساس من الفخر والتفاؤل ، وأي تراجع في الحضارة او غياب فيها  يفسر بإضعاف عامل أو آخر، إن لم يكن فهو كلاهما .

   صدر هذه الفترة في العدد الأخير من الرائد الرسمي قرار وزيرة الشؤون الثقافية، يتعلّق بحماية 91 من المعالم التاريخية والأثرية.

    وقع توزيع هذه المعالم المدرجة حديثًا بقرار الحماية، على 15 ولاية، وتتنوّع بين مساجد وزوايا وكنائس ومدارس وقصور صحراوية وجبلية ومنازل تاريخية ومعاصر زيت زيتون تقليدية.

وبموجب هذا القرار، باتت هذه المعالم الجديدة  خاضعة لحماية المعهد الوطني للتراث من أجل صيانتها والمحافظة عليها.

   الحضارة القبصية التونسية ، أم كلّ هذه المعالم ، و قبل ذلك أسّ كلّ الحضارات التي عرفها الإنسان عبر كلَ تاريخه ، حضارة  سيدة الأرض، بداية البداية ، 7100 سنة حضارة ، فخر كبير ومجد عظيم .

 نحن لم نهتم كثيرا بتاريخ وتراث هذه الحضارة التي لا تقلّ أهمية عن حضارة قرطاج ،  فالقبصيون هم أول الرعاة في تاريخ الإنسانية، إذ قاموا بتدجين الخرفان والماعز والثياثل (الأوعال) والرعي بها، فضلا عن مواصلتهم لصيد الحيوانات الأخرى، كما أظهرت بعض الأبحاث أن بعض المجتمعات القبصية قامت بنوع من الزراعة البدائية، بالإضافة إلى صناعة الأواني الفخارية.

  كان فريق من الباحثين التونسيين من المعهد الوطني للتراث  اكتشف موقعا أثريا يسمى بـ”كدّاس الرماد”، يعود تاريخه إلى أكثر من 6 آلاف سنة.

    عثر على الموقع الأثري في معتمدية فوسانة(القصرين) وتبيّن انه يعود تاريخه إلى فترة الحضارة القبصية .

  أظهرت الأبحاث الأولية التي قام بها فريق الباحثين تحت إشراف الدكتورة نبيهة عوادي رئيسة قسم ما قبل التاريخ، أهمية هذا الموقع من الناحية الأثرية، إذ أنه يعد واحدا من أفضل المواقع الأثرية التي تم اكتشافها في تونس، باعتباره يحتوي على بقايا أثرية لعدة ثقافات قبصية.

    انّ الشعوب التي لا تذكر  تاريخها لن يوجد لها مستقبل ولا ماض..

 نحن مدينون لتاريخنا ولماضينا ولحضارتنا لانّها هي التي قامت  بصنعنا ولسنا  نحن من قمنا بصناعتها  .

 التاريخ أثر والأثر لا نهاية له.

هؤلاء الرجال العظماء ، بناة أولى حضارات الإنسانية كانوا لا يطيعون الاّ شغفهم ونزواتهم. ما يريدونه هو العالمي .

 ليس من هوس يدفع بأفعالهم  الاّ العظمة  والرغبة بمزيد الفتوحات.

 بعد هذا الإعلان ، وهذا التتويج العالمي لحضارتنا ، ما ارتقبه سلسلة من القرارات و برمجة كاملة تشمل  :

-  إصدار  بيان رسمي من قبل وزارة الثقافة في سياق ندوة صحفية لإعطاء مزيد التفاصيل حول هذا الإعلان .

-  إعداد كتيب بأبرز اللغات العالمية يعرّف بالحضارة القبصية وتونس .

  -  برمجة ملتقى عالمي ينظم على عين المكان اي بقفصة حول تاريخ ومنجزات هذه الحضارة .

كلّ أمة تحفظ تاريخها تحفظ ذاتها.

فالتاريخ وحده  يعلم كل شيء بما في ذلك المستقبل.