إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

السابعة بتوقيت تونس.. الثامنة بتوقيت غزة!

الأجدر بنا ألاّ نبكي عذابات الفلسطينيّين وآلامهم فهم يصنعون تاريخهم ومجدهم

بقلم: مصدّق الشّريف

لا يمكننا إلاّ أن نرسل تحية تقدير وإكبار لوسائل الإعلام العموميّة والخاصة، أدام الله وفاءها وعزّها، إذ أعلنت مساندتها المطلقة للقضية الفلسطينيّة من خلال إشعارنا عند رأس كلّ ساعة من اليوم بأنّ التوقيت في غزة أو جنين أو القدس أو غيرها من المدن الفلسطينية يتقدّمنا بساعة.

 ولا يمكننا إلاّ أن ننحني إجلالا للفيف من الجهابذة الإعلاميين والإعلاميات الذين يسعون إلى أن يورونا الطريق الصحيحة لخوض معترك الحياة والانتصار على كلّ العقبات. لله درّهم ودرّ عبقريّتهم، يستضيفون لنا الساعة تلوى الأخرى علماء التنجيم وعالماته لاطلاعنا على كلّ ما سيقع في بلادنا وفي كامل أرجاء المعمورة من أحداث سياسية واجتماعية واقتصادية وإخبارنا بما ستشهده الطبيعة من تغيّرات وتقلبات منها ما سيأتي على الأخضر واليابس ومنها ما سيدكّ المباني ومنها ما سيخسف بنا وبديارنا الأرض.

ولا ننسى أن نشكر معشر الإعلاميّين القديرين الذين يستقبلون في برامجهم العرّافات والعرّافين أصحاب الرّأي السديد الذين لا يأتيهم الباطل من بين أيدهم ولا من خلفهم. فهم "يفكّون" مكتوب العزاب والعزباوات ويزوّدون العاطلات والعاطلين عن العمل بوصفات سحرية ما إن يتناولونها ويعقدون النية في صحتها حتى يجدوا الشغل على قارعة الطريق أو في انتظارهم أمام بيوتهم. والأجمل من ذلك أنّ حضرة "العزّامين" و"العزّامات" يوفّرون لمريديهم أصناف العمل وأجره ومكانه حسب الطلب. أما عن الأمراض العضوية والنّفسيّة وخاصة منها الجنسيّة، فإنّ ما أتاه معشر هؤلاء المنّجمين من علوم يفوق ما حصّله خرّيجو كلّيات الطبّ والصّيدلية في بلادنا وكلّ البلاد. فتراهم يقنعون صاحب البرنامج أولاّ والمشاهدات والمشاهدين ثانيا بأنّ أيديهم تجمّد الماء وبأنّهم يستنزلون الطير من السماء وبأنّهم قادرون على شفاء كلّ الأمراض والتغلب على نوائب الدّهر جميعها.

إنّنا في حيرة من أمرنا، لماذا يضنّ هؤلاء الاعلاميّون والاعلاميّات بما حباهم الله به والأقدار بهذا الاكتشاف العظيم على إخواننا في غزّة وكامل فلسطين؟ لماذا لا يطلبون من ضيوفهم العرّافين والعرّافات والمنجمين والمنجمات أن يحرّروا الفلسطينيّين في لمح البصر أو في ساعات معدودات أو في قليل من الأيام؟ لماذا لا يتوسطون لإخواننا في غزّة لدى هذا الرّهط من قارئات الفنجان والحظّ وقرّائه وعلماء مناجاة النّجوم والكواكب وعالماته للقضاء على المخطّط الصّهيونيّ وإحباط جرائمه بين عشيّة وضحاها؟

اعتقد أنّي والكثيرين من أمثالي نخجل ممّا يقدّمه أشباه الإعلاميّات والإعلاميّين الذين يصحّ أن نقول عنهم بكلّ مرارة إنّهم لا يشرّفون الإعلام. ألا ينظرون جيّدا إلى وجوههم في المرآة ويقارنون بين ما يقدّمه الصّحفي والإعلاميّ الفلسطينيّ من مادّة إعلاميّة آنيّة حيّة بالصوت والصّورة من قلب المعارك الضّارية فيقذفون بالحقّ على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق؟ ألا يستحون من أنفسهم وزملائهم في ساحة الوغى لا يأبهون بالموت يقدّمون أنفسهم وفلذات أكبادهم فداء للإعلام الحرّ والانتصار للحقيقة؟

الأجدر بنا ألاّ نبكي عذابات الفلسطينيّين وآلامهم فهم يصنعون تاريخهم ومجدهم، حتى إذا بلغ الفطام لهم صبيّ تخرّ له الجبابر ساجدين. ولكن الأجدر بنا أن نبكي واقعنا الإعلاميّ المدمر لكلّ لبنة تنويريّة وفكر واع سليم وقد موّله المشاهد من خلال دفع معلوم الإذاعة والتلفزة مضمنا بفاتورة الكهرباء والغاز.

السابعة بتوقيت تونس.. الثامنة بتوقيت غزة!

الأجدر بنا ألاّ نبكي عذابات الفلسطينيّين وآلامهم فهم يصنعون تاريخهم ومجدهم

بقلم: مصدّق الشّريف

لا يمكننا إلاّ أن نرسل تحية تقدير وإكبار لوسائل الإعلام العموميّة والخاصة، أدام الله وفاءها وعزّها، إذ أعلنت مساندتها المطلقة للقضية الفلسطينيّة من خلال إشعارنا عند رأس كلّ ساعة من اليوم بأنّ التوقيت في غزة أو جنين أو القدس أو غيرها من المدن الفلسطينية يتقدّمنا بساعة.

 ولا يمكننا إلاّ أن ننحني إجلالا للفيف من الجهابذة الإعلاميين والإعلاميات الذين يسعون إلى أن يورونا الطريق الصحيحة لخوض معترك الحياة والانتصار على كلّ العقبات. لله درّهم ودرّ عبقريّتهم، يستضيفون لنا الساعة تلوى الأخرى علماء التنجيم وعالماته لاطلاعنا على كلّ ما سيقع في بلادنا وفي كامل أرجاء المعمورة من أحداث سياسية واجتماعية واقتصادية وإخبارنا بما ستشهده الطبيعة من تغيّرات وتقلبات منها ما سيأتي على الأخضر واليابس ومنها ما سيدكّ المباني ومنها ما سيخسف بنا وبديارنا الأرض.

ولا ننسى أن نشكر معشر الإعلاميّين القديرين الذين يستقبلون في برامجهم العرّافات والعرّافين أصحاب الرّأي السديد الذين لا يأتيهم الباطل من بين أيدهم ولا من خلفهم. فهم "يفكّون" مكتوب العزاب والعزباوات ويزوّدون العاطلات والعاطلين عن العمل بوصفات سحرية ما إن يتناولونها ويعقدون النية في صحتها حتى يجدوا الشغل على قارعة الطريق أو في انتظارهم أمام بيوتهم. والأجمل من ذلك أنّ حضرة "العزّامين" و"العزّامات" يوفّرون لمريديهم أصناف العمل وأجره ومكانه حسب الطلب. أما عن الأمراض العضوية والنّفسيّة وخاصة منها الجنسيّة، فإنّ ما أتاه معشر هؤلاء المنّجمين من علوم يفوق ما حصّله خرّيجو كلّيات الطبّ والصّيدلية في بلادنا وكلّ البلاد. فتراهم يقنعون صاحب البرنامج أولاّ والمشاهدات والمشاهدين ثانيا بأنّ أيديهم تجمّد الماء وبأنّهم يستنزلون الطير من السماء وبأنّهم قادرون على شفاء كلّ الأمراض والتغلب على نوائب الدّهر جميعها.

إنّنا في حيرة من أمرنا، لماذا يضنّ هؤلاء الاعلاميّون والاعلاميّات بما حباهم الله به والأقدار بهذا الاكتشاف العظيم على إخواننا في غزّة وكامل فلسطين؟ لماذا لا يطلبون من ضيوفهم العرّافين والعرّافات والمنجمين والمنجمات أن يحرّروا الفلسطينيّين في لمح البصر أو في ساعات معدودات أو في قليل من الأيام؟ لماذا لا يتوسطون لإخواننا في غزّة لدى هذا الرّهط من قارئات الفنجان والحظّ وقرّائه وعلماء مناجاة النّجوم والكواكب وعالماته للقضاء على المخطّط الصّهيونيّ وإحباط جرائمه بين عشيّة وضحاها؟

اعتقد أنّي والكثيرين من أمثالي نخجل ممّا يقدّمه أشباه الإعلاميّات والإعلاميّين الذين يصحّ أن نقول عنهم بكلّ مرارة إنّهم لا يشرّفون الإعلام. ألا ينظرون جيّدا إلى وجوههم في المرآة ويقارنون بين ما يقدّمه الصّحفي والإعلاميّ الفلسطينيّ من مادّة إعلاميّة آنيّة حيّة بالصوت والصّورة من قلب المعارك الضّارية فيقذفون بالحقّ على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق؟ ألا يستحون من أنفسهم وزملائهم في ساحة الوغى لا يأبهون بالموت يقدّمون أنفسهم وفلذات أكبادهم فداء للإعلام الحرّ والانتصار للحقيقة؟

الأجدر بنا ألاّ نبكي عذابات الفلسطينيّين وآلامهم فهم يصنعون تاريخهم ومجدهم، حتى إذا بلغ الفطام لهم صبيّ تخرّ له الجبابر ساجدين. ولكن الأجدر بنا أن نبكي واقعنا الإعلاميّ المدمر لكلّ لبنة تنويريّة وفكر واع سليم وقد موّله المشاهد من خلال دفع معلوم الإذاعة والتلفزة مضمنا بفاتورة الكهرباء والغاز.