إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

منسق برنامج "من أجل حفظ أفضل وإدارة مستدامة" لـ"الصباح" : "سبخة سليمان" في قلب معركة الدفاع عن التنوع البيولوجي في تونس

 

- الفلاحون أول المتضررين.. والمشروع من تمويل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وهناك وعي متزايد في بخطورة المشاكل البيئية

تونس- الصباح

سبخة سليمان هي من المناطق الرطبة في تونس التي تكتسي أهمية لدورها في حماية البيئة. وللأراضي الرطبة عموما التي تكتسي وفق تعريف الأمم المتحدة "أهمية حيوية للناس وللطبيعة نظرا للقيمة الأصيلة لهذه النظُم الإيكولوجية والفوائد والخدمات المنبثقة منها، بما في ذلك مساهماتها على الصعيد البيئي والمناخي والإيكولوجي والاجتماعي والاقتصادي والعلمي والتعليمي والثقافي والترفيهي والجمالي في تحقيق التنمية المستدامة ورفاه الإنسان" مكانة خاصة اليوم بالذات في ظل ما نشهده من تغيرات مناخية تهدد الكوكب الأرضي بالكامل.

وإذا ما علمنا أن الأراضي الرطبة التي خصص لها يوم عالمي من كل سنة للاحتفاء بها (2 فيفري) والتي لا تغطي أكثر من 6 في المائة من سطح الأرض، تعيش بها حوالي 40 في المائة من جميع أنواع النباتات والحيوانات، فإننا ندرك لماذا يهرع نشطاء البيئة والمهتمون بالتنوع البيولوجي للدفاع عنها على غرار ما يحدث مع سبخة سليمان هذه الأيام.

فهذه المنطقة الرطبة هي اليوم في قلب المعركة من اجل الدفاع عن التنوع البيولوجي في تونس وهي محور اهتمام مشروع ممول من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (PNUD) وتسهر عليه جمعية البيئة والتنمية بسليمان في إطار برنامج "لنعمل معا من أجل حفظ أفضل وإدارة مستدامة للتنوع البيولوجي، الأراضي الرطبة وسبخة سليمان نموذجا". ويتولى الناشط البيئي (صاحب مشروع فلاحي أيضا) خليل عواني عملية تنسيق هذا البرنامج. وقد برمجت الجمعية نشاطا ليوم السبت (13 جانفي) بالمكان يتمثل في يوم إعلامي حول سبخة سليمان ومحيطها يركز بالخصوص على الزراعات البديلة في ظل التحولات المناخية التي يشهدها العالم.

وللتذكير فإن سبخة سليمان تقع بولاية نابل بالوطن القبلي وتبلغ مساحتها 880 هكتارا، ويصل ارتفاعها عن سطح البحر إلى 10 أمتار وتصب فيها المياه من عدة مجار مائية وخاصة منها وادي الباي المسمى أيضا بوادي المالح. وهي مثل جل المناطق الرطبة قبلة أنواع من الطيور من بينها بالخصوص طائر النورس. ولأن سبخة سليمان منطقة رطبة ذات أهمية عالمية مسجلة وطنيا وهي مصنفة منطقة عالمية لحماية الطيور وأيضا منطقة رئيسية لحماية التنوع البيولوجي، فإنها وكما سبق وذكرنا تعتبر اليوم في قلب معركة الحفاظ على التوازن البيئي ويمكن اعتبارها كذلك نموذجا هاما دالا على مدى وعي التونسيين بقيمة هذا المكسب الطبيعي وعن إرادتهم في حماية مثل هذه المناطق.

وقد أوضح منسق البرنامج في تصريحه لنا حول تقدم المشروع أن الفريق الذي يعمل على حماية السبخة ومحيطها متنوع ويضم باحثين وجامعيين وخبراء ومتطوعين وهو يعمل على عين المكان – عن قرب وفق تأكيده- من اجل حماية السبخة وبالخصوص حماية النباتات والحيوانات التي تعيش بها مشيرا إلى انه- وهو من بين المتطوعين -وكامل الفريق بإشراف مكتب الجمعية يقومون أيضا بعمل توجيهي للفلاحين بمحيط السبخة. فالأنشطة الفلاحية بمحيط المنطقة تضررت بسبب ملوحة الأرض وارتفاع درجة الملوحة في المائدة المائية لا يشجع كثيرا على التمادي في نفس الزراعات على غرار زراعة الخضر ومن بين الاقتراحات التي تم التوجه بها للفلاحين، نذكر دعوتهم للتعويل على الفلاحة المستدامة والقيام بزراعات لا تتأثر كثيرا بالملوحة على غرار "الملوخية" والقصبة ونباتات علفية وغيرها من الزراعات التي تتماشى مع خصوصية التربة.

وشدد محدثنا على أن سبخة سليمان تعاني من التلوث خاصة أن الجهة تضم مصانع منها من يصب في السبخة وفي البحر دون ان ننسى المشكل الكبير الذي تعاني منه الجهة وهو تلوث وادي الباي (عبارة عن مصب للفضلات) الذي يصب مباشرة في البحر. واعتبر خليل العواني أن حماية سبخة سليمان هي مسألة تتجاوز جهة سليمان والمنطقة ومن المفروض أنها تهم كل التونسيين لان الحفاظ على التنوع البيولوجي اليوم ينبغي أن يكون معركة الجميع لأن انحسار المناطق الرطبة في البلاد يهدد توازنها البيئي ويجعلها عرضة أكثر للفيضانات، كما أن انحسار الأراضي الرطبة يهدد النبات والحيوان وينعكس سلبا على الصحة وعلى الغذاء وطبعا على نوعية التربة والهواء وهو ما يعني ضرورة التجند للحفاظ على الأراضي الرطبة حفاظا بطبيعة الحال على التنوع البيولوجي.

وحول مدى وعي التونسيين بمخاطر البيئة، نوه محدثنا الذي شدد على انه يحاول من جهته وفي إطار مشروعه الفلاحي (زياتين وتربية الماشية) أن يتجنب الأسمدة والمواد التي يمكن أن تضر بالبيئة، بارتفاع عدد الجمعيات الناشطة في مجال البيئة وقال إن ذلك يمكن اعتباره مؤشرا على تنامي الوعي بالقضايا البيئية في تونس.

ولنا أن نشير في هذا السياق أن جمعية البيئة والتنمية بسليمان تعتبر من بين أنشط الجمعيات الناشطة في المجال وهي تقول بعمل تحسيسي مهم خاصة في صفوف التلاميذ ولديها في رصيدها العديد من المبادرات الهامة في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة والمشاريع بالتنسيق مع الهياكل المحلية بالجهة وبالشراكة مع مكونات المجتمع المدني ومع هياكل أممية ودولية داعمة لمشاريع البيئة والتنمية المستدامة على غرار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وغيره. مع العلم أن الهياكل الأممية والدولية المانحة تركز كثيرا في الأعوام الأخيرة على مشاريع البيئة والتنمية المستدامة مع ضرورة الإشارة الى أنها تفرض متابعة ومراقبة لكل مراحل تطور هذه المشاريع.

حياة السايب

 

 

 منسق برنامج "من أجل حفظ أفضل وإدارة مستدامة" لـ"الصباح" :  "سبخة سليمان" في قلب معركة الدفاع عن التنوع البيولوجي في تونس

 

- الفلاحون أول المتضررين.. والمشروع من تمويل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وهناك وعي متزايد في بخطورة المشاكل البيئية

تونس- الصباح

سبخة سليمان هي من المناطق الرطبة في تونس التي تكتسي أهمية لدورها في حماية البيئة. وللأراضي الرطبة عموما التي تكتسي وفق تعريف الأمم المتحدة "أهمية حيوية للناس وللطبيعة نظرا للقيمة الأصيلة لهذه النظُم الإيكولوجية والفوائد والخدمات المنبثقة منها، بما في ذلك مساهماتها على الصعيد البيئي والمناخي والإيكولوجي والاجتماعي والاقتصادي والعلمي والتعليمي والثقافي والترفيهي والجمالي في تحقيق التنمية المستدامة ورفاه الإنسان" مكانة خاصة اليوم بالذات في ظل ما نشهده من تغيرات مناخية تهدد الكوكب الأرضي بالكامل.

وإذا ما علمنا أن الأراضي الرطبة التي خصص لها يوم عالمي من كل سنة للاحتفاء بها (2 فيفري) والتي لا تغطي أكثر من 6 في المائة من سطح الأرض، تعيش بها حوالي 40 في المائة من جميع أنواع النباتات والحيوانات، فإننا ندرك لماذا يهرع نشطاء البيئة والمهتمون بالتنوع البيولوجي للدفاع عنها على غرار ما يحدث مع سبخة سليمان هذه الأيام.

فهذه المنطقة الرطبة هي اليوم في قلب المعركة من اجل الدفاع عن التنوع البيولوجي في تونس وهي محور اهتمام مشروع ممول من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (PNUD) وتسهر عليه جمعية البيئة والتنمية بسليمان في إطار برنامج "لنعمل معا من أجل حفظ أفضل وإدارة مستدامة للتنوع البيولوجي، الأراضي الرطبة وسبخة سليمان نموذجا". ويتولى الناشط البيئي (صاحب مشروع فلاحي أيضا) خليل عواني عملية تنسيق هذا البرنامج. وقد برمجت الجمعية نشاطا ليوم السبت (13 جانفي) بالمكان يتمثل في يوم إعلامي حول سبخة سليمان ومحيطها يركز بالخصوص على الزراعات البديلة في ظل التحولات المناخية التي يشهدها العالم.

وللتذكير فإن سبخة سليمان تقع بولاية نابل بالوطن القبلي وتبلغ مساحتها 880 هكتارا، ويصل ارتفاعها عن سطح البحر إلى 10 أمتار وتصب فيها المياه من عدة مجار مائية وخاصة منها وادي الباي المسمى أيضا بوادي المالح. وهي مثل جل المناطق الرطبة قبلة أنواع من الطيور من بينها بالخصوص طائر النورس. ولأن سبخة سليمان منطقة رطبة ذات أهمية عالمية مسجلة وطنيا وهي مصنفة منطقة عالمية لحماية الطيور وأيضا منطقة رئيسية لحماية التنوع البيولوجي، فإنها وكما سبق وذكرنا تعتبر اليوم في قلب معركة الحفاظ على التوازن البيئي ويمكن اعتبارها كذلك نموذجا هاما دالا على مدى وعي التونسيين بقيمة هذا المكسب الطبيعي وعن إرادتهم في حماية مثل هذه المناطق.

وقد أوضح منسق البرنامج في تصريحه لنا حول تقدم المشروع أن الفريق الذي يعمل على حماية السبخة ومحيطها متنوع ويضم باحثين وجامعيين وخبراء ومتطوعين وهو يعمل على عين المكان – عن قرب وفق تأكيده- من اجل حماية السبخة وبالخصوص حماية النباتات والحيوانات التي تعيش بها مشيرا إلى انه- وهو من بين المتطوعين -وكامل الفريق بإشراف مكتب الجمعية يقومون أيضا بعمل توجيهي للفلاحين بمحيط السبخة. فالأنشطة الفلاحية بمحيط المنطقة تضررت بسبب ملوحة الأرض وارتفاع درجة الملوحة في المائدة المائية لا يشجع كثيرا على التمادي في نفس الزراعات على غرار زراعة الخضر ومن بين الاقتراحات التي تم التوجه بها للفلاحين، نذكر دعوتهم للتعويل على الفلاحة المستدامة والقيام بزراعات لا تتأثر كثيرا بالملوحة على غرار "الملوخية" والقصبة ونباتات علفية وغيرها من الزراعات التي تتماشى مع خصوصية التربة.

وشدد محدثنا على أن سبخة سليمان تعاني من التلوث خاصة أن الجهة تضم مصانع منها من يصب في السبخة وفي البحر دون ان ننسى المشكل الكبير الذي تعاني منه الجهة وهو تلوث وادي الباي (عبارة عن مصب للفضلات) الذي يصب مباشرة في البحر. واعتبر خليل العواني أن حماية سبخة سليمان هي مسألة تتجاوز جهة سليمان والمنطقة ومن المفروض أنها تهم كل التونسيين لان الحفاظ على التنوع البيولوجي اليوم ينبغي أن يكون معركة الجميع لأن انحسار المناطق الرطبة في البلاد يهدد توازنها البيئي ويجعلها عرضة أكثر للفيضانات، كما أن انحسار الأراضي الرطبة يهدد النبات والحيوان وينعكس سلبا على الصحة وعلى الغذاء وطبعا على نوعية التربة والهواء وهو ما يعني ضرورة التجند للحفاظ على الأراضي الرطبة حفاظا بطبيعة الحال على التنوع البيولوجي.

وحول مدى وعي التونسيين بمخاطر البيئة، نوه محدثنا الذي شدد على انه يحاول من جهته وفي إطار مشروعه الفلاحي (زياتين وتربية الماشية) أن يتجنب الأسمدة والمواد التي يمكن أن تضر بالبيئة، بارتفاع عدد الجمعيات الناشطة في مجال البيئة وقال إن ذلك يمكن اعتباره مؤشرا على تنامي الوعي بالقضايا البيئية في تونس.

ولنا أن نشير في هذا السياق أن جمعية البيئة والتنمية بسليمان تعتبر من بين أنشط الجمعيات الناشطة في المجال وهي تقول بعمل تحسيسي مهم خاصة في صفوف التلاميذ ولديها في رصيدها العديد من المبادرات الهامة في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة والمشاريع بالتنسيق مع الهياكل المحلية بالجهة وبالشراكة مع مكونات المجتمع المدني ومع هياكل أممية ودولية داعمة لمشاريع البيئة والتنمية المستدامة على غرار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وغيره. مع العلم أن الهياكل الأممية والدولية المانحة تركز كثيرا في الأعوام الأخيرة على مشاريع البيئة والتنمية المستدامة مع ضرورة الإشارة الى أنها تفرض متابعة ومراقبة لكل مراحل تطور هذه المشاريع.

حياة السايب