أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية أمس الخميس عن برنامج زيارة عضو المكتب السياسى للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى وزير الخارجية "وانغ يى" الى عدد من دول القارة الإفريقية والتي من المنتظر أن تشمل 4 دول وهي تونس، مصر، الطوغو والكوت ديفوار، في جولة تمتد على مدى 5 أيام خلال الفترة من 13 إلى 18 جانفي الجاري.
وتأتي زيارة الضيف الصيني الى بلادنا بعد نحو شهر من زيارة وزير الخارجية الروسي سيرڤي لافروف يوم 21 ديسمبر الماضي بما دفع بالعديد من المتابعين للتساؤل عن جدوى هذه الزيارات اقتصاديا والغاية السياسية منها..؟
تساؤلات تراوحت بين من يرى فيها فرصة للبحث عن شركاء وحلفاء سياسيين واقتصاديين جدد لدعم موقع البلاد في علاقة بالمجالين الأوروبي والأمريكي في الشأن الوطني منذ إعلان قيس سعيد عن تدابير 25 جويلية 2021 إضافة إلى الخلاف التونسي "المزمن" مع صندوق النقد الدولي.
وبين من يرى في زيارات قوى الشرق الى تونس محاولة منها للضغط على الدول الغربية على أن تكون تونس لاحقا بوابة الامتداد الروسي الصيني بالقارة الإفريقية والتي ستشكل محور الصراع العالمي القادم وفق التقاطعات والقراءات الإستراتيجية المتوفرة على شبكة الانترنت.
تونس تفك "الحصار" الأمريكي الأوروبي
لا خلاف بأن العلاقات التونسية الروسية الصينية قد شهدت في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا عكسته بالأساس أرقام ونسب التبادل التجاري الآخذة في الارتفاع مع الجانبين بالإضافة الى رسائل الود والحرص المتواصل بين قيادات الحكم على مزيد الاستثمار في العلاقات.
فقد بادر الرئيس قيس سعيد يوم 10 جانفي الجاري وبمناسبة، الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية بالتوجه الى الرئيس الصيني شي جينبينغ عبر رسالة تهنئة .
وأعرب سعيد "عن اعتزازه بإحياء هذه الذّكرى التاريخية وعن ارتياحه لمستوى علاقات التعاون المثمر بين البلدين، والتي تعزّزت خلال السنوات القليلة الماضية لا فقط على المستوى الثنائي ولكن أيضا في أطر إقليمية ودولية، وذلك بفضل ما يجمع تونس والصين من إدراك قوي بأهمية مزيد تطوير هذه الأواصر وتنويعها.
كما أكّد رئيس الجمهورية حرص تونس على تقوية "وشائج الصداقة مع الصين والتأسيس لشراكات جديدة وواعدة في عدّة قطاعات مما سيساهم في الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى أرفع المراتب."
ولاحظ الخبير الاقتصادي بسام النيفر " أن العلاقات التونسية الروسية شهدت تطورا ملحوظا في السنة الأخيرة، وهي تتزامن مع نوع من النفور على مستوى العلاقات التونسية الأوروبية."
وأضاف النيفر"المساعدات الأوروبية عادة ما ترافقها ضغوطات سياسية على عكس الجانب الروسي الذي لا يبدي تدخلا في السياسات الداخلية ويركز على علاقات التعاون الخارجية، وهو بالضبط ما تبحث عنه تونس التي ترفض قيادتها السياسية التدخل في شؤونها الداخلية".
وحتى لا تترك نفسها بين "فكي" الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا سارعت تونس للبحث عن شركاء جدد شرقا تتقدمهم الصين وروسيا اللتين تشكلان مظلة العالم الجديد في مواجهة الامبريالية والنفوذ الغربي المتغطرس.
ولم تكن العلاقة الصينية الروسية مع تونس على مستوى الديبلوماسية الرسمية فحسب بل تجاوزته الى الديبلوماسية البرلمانية والحزبية أيضا.
فبتاريخ 31 ماي 2023 استقبل رئيس مجلس نواب الشعب إبراهيم بودربالة، بقصر باردو، وفدا رفيع المستوى من الحزب الشيوعي الصيني يتقدّمه السيد Qu Qingshan، عضو اللجنة المركزية ورئيس معهد تاريخ وأدبيات الحزب .
وكان لذات الوفد زيارة حزبية لمقر حركة الشعب بالعاصمة وبجهة المنستير حيث أكد الأمين العام للحركة زهير المغزاوي حينها على ضرورة الانفتاح أكثر على الصين وتوطيد العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية معها.
تنويع الشركاء الدوليين
دعوات الانفتاح على الشرق حيث روسيا والصين كانت واحدة من المطالب الأساسية للأحزاب المساندة للمسار وحتى من الأطراف المحسوبة على الرئيس قيس سعيد بعد ان نادت بعدم المجازفة ووضع كل "البيض التونسي "في السلة الأوروبية بالأساس.
وإذ ستستفيد بلادنا من إمدادات القمح الروسية والتبادل التجاري بين البلدين بالإضافة الى الخبرات العلمية فان السؤال الأهم ماذا ستحمل زيارة وزير الخارجية الصيني الى تونس؟
خليل الحناشي
تونس-الصباح
أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية أمس الخميس عن برنامج زيارة عضو المكتب السياسى للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى وزير الخارجية "وانغ يى" الى عدد من دول القارة الإفريقية والتي من المنتظر أن تشمل 4 دول وهي تونس، مصر، الطوغو والكوت ديفوار، في جولة تمتد على مدى 5 أيام خلال الفترة من 13 إلى 18 جانفي الجاري.
وتأتي زيارة الضيف الصيني الى بلادنا بعد نحو شهر من زيارة وزير الخارجية الروسي سيرڤي لافروف يوم 21 ديسمبر الماضي بما دفع بالعديد من المتابعين للتساؤل عن جدوى هذه الزيارات اقتصاديا والغاية السياسية منها..؟
تساؤلات تراوحت بين من يرى فيها فرصة للبحث عن شركاء وحلفاء سياسيين واقتصاديين جدد لدعم موقع البلاد في علاقة بالمجالين الأوروبي والأمريكي في الشأن الوطني منذ إعلان قيس سعيد عن تدابير 25 جويلية 2021 إضافة إلى الخلاف التونسي "المزمن" مع صندوق النقد الدولي.
وبين من يرى في زيارات قوى الشرق الى تونس محاولة منها للضغط على الدول الغربية على أن تكون تونس لاحقا بوابة الامتداد الروسي الصيني بالقارة الإفريقية والتي ستشكل محور الصراع العالمي القادم وفق التقاطعات والقراءات الإستراتيجية المتوفرة على شبكة الانترنت.
تونس تفك "الحصار" الأمريكي الأوروبي
لا خلاف بأن العلاقات التونسية الروسية الصينية قد شهدت في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا عكسته بالأساس أرقام ونسب التبادل التجاري الآخذة في الارتفاع مع الجانبين بالإضافة الى رسائل الود والحرص المتواصل بين قيادات الحكم على مزيد الاستثمار في العلاقات.
فقد بادر الرئيس قيس سعيد يوم 10 جانفي الجاري وبمناسبة، الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية بالتوجه الى الرئيس الصيني شي جينبينغ عبر رسالة تهنئة .
وأعرب سعيد "عن اعتزازه بإحياء هذه الذّكرى التاريخية وعن ارتياحه لمستوى علاقات التعاون المثمر بين البلدين، والتي تعزّزت خلال السنوات القليلة الماضية لا فقط على المستوى الثنائي ولكن أيضا في أطر إقليمية ودولية، وذلك بفضل ما يجمع تونس والصين من إدراك قوي بأهمية مزيد تطوير هذه الأواصر وتنويعها.
كما أكّد رئيس الجمهورية حرص تونس على تقوية "وشائج الصداقة مع الصين والتأسيس لشراكات جديدة وواعدة في عدّة قطاعات مما سيساهم في الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى أرفع المراتب."
ولاحظ الخبير الاقتصادي بسام النيفر " أن العلاقات التونسية الروسية شهدت تطورا ملحوظا في السنة الأخيرة، وهي تتزامن مع نوع من النفور على مستوى العلاقات التونسية الأوروبية."
وأضاف النيفر"المساعدات الأوروبية عادة ما ترافقها ضغوطات سياسية على عكس الجانب الروسي الذي لا يبدي تدخلا في السياسات الداخلية ويركز على علاقات التعاون الخارجية، وهو بالضبط ما تبحث عنه تونس التي ترفض قيادتها السياسية التدخل في شؤونها الداخلية".
وحتى لا تترك نفسها بين "فكي" الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا سارعت تونس للبحث عن شركاء جدد شرقا تتقدمهم الصين وروسيا اللتين تشكلان مظلة العالم الجديد في مواجهة الامبريالية والنفوذ الغربي المتغطرس.
ولم تكن العلاقة الصينية الروسية مع تونس على مستوى الديبلوماسية الرسمية فحسب بل تجاوزته الى الديبلوماسية البرلمانية والحزبية أيضا.
فبتاريخ 31 ماي 2023 استقبل رئيس مجلس نواب الشعب إبراهيم بودربالة، بقصر باردو، وفدا رفيع المستوى من الحزب الشيوعي الصيني يتقدّمه السيد Qu Qingshan، عضو اللجنة المركزية ورئيس معهد تاريخ وأدبيات الحزب .
وكان لذات الوفد زيارة حزبية لمقر حركة الشعب بالعاصمة وبجهة المنستير حيث أكد الأمين العام للحركة زهير المغزاوي حينها على ضرورة الانفتاح أكثر على الصين وتوطيد العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية معها.
تنويع الشركاء الدوليين
دعوات الانفتاح على الشرق حيث روسيا والصين كانت واحدة من المطالب الأساسية للأحزاب المساندة للمسار وحتى من الأطراف المحسوبة على الرئيس قيس سعيد بعد ان نادت بعدم المجازفة ووضع كل "البيض التونسي "في السلة الأوروبية بالأساس.
وإذ ستستفيد بلادنا من إمدادات القمح الروسية والتبادل التجاري بين البلدين بالإضافة الى الخبرات العلمية فان السؤال الأهم ماذا ستحمل زيارة وزير الخارجية الصيني الى تونس؟