وكأن الزعيم نيلسون مانديلا كان هناك يقف منتصرا لدماء أطفال غزة ونسائها وشهدائها في وجه تتار العصر، أحفاد مانديلا استجابوا لندائه الشهير أن حرية جنوب إفريقيا تكتمل بحرية فلسطين... طبعا ما حدث أمس خطوة أولى ستحتاج إلى خطوات كثيرة لتحقيق أهدافها في مواجهة خصم متمرد على القوانين الدولية ويحظى بحصانة الحليف الأمريكي الشريك فيما يحدث من جرائم في غزة ...
طبعا لا تزال المعركة طويلة ومضنية على الميدان كما أمام العدالة الدولية والمؤسسات الأممية... ولكنها بالتأكيد المرة الأولى خلال أكثر من سبعة عقود من الاحتلال البغيض التي يجد كيان الاحتلال نفسه في موضع الاتهام بارتكاب جرائم إبادة جماعية موثقة بالصور والخرائط والشهادات عرضت أمام العدل الدولية فيما كان فريق من القضاة وهم أساتذة ومراجع في اختصاصهم يتداولون على المنبر لتقديم ما لديهم من شهادات ووثائق تدين تل أبيب في حرب الإبادة الجماعية المستمرة في غزة ومعها الضفة منذ أكثر من ثلاثة أشهر والتي يتابع أطوارها كل العالم إلا إسرائيل وحلفائها ...
هي المرة الأولى أيضا التي يتابع فيها قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين ما يحدث في لاهاي وهم يشعرون في قرارة أنفسهم أن الحصانة الأمريكية لن تكون إلى ما لا نهاية.. وأن العدالة الدولية إن غفت أو تراجعت فقد تستعيد صحوتها في كل حين ...
الإعلام الإسرائيلي كما الشارع الإسرائيلي تابع جلسة الأمس ونظر لأول مرة إلى نفسه في المرآة ورأى تداعيات ما تقترفه إسرائيل من جرائم حرب ...
والفضل في هذه الجلسة الأولى لمحكمة العدل الدولية التي بدأت أمس في العاصمة الهولندية لاهاي يعود لحكومة جنوب إفريقيا والأمر من مأتاه لا يستغرب.. وفي ذلك وجب الاعتراف، أكثر من رسالة دعم وتضامن معنوي مع الشعب الفلسطيني الضحية التي خذلها القاصي والداني وتنكر لها الأقربون وباتت مجرد قضية إنسانية لشعب جائع يبحث عن دفن ضحاياه وإطعام أطفاله ..
جلسة استمرت نحو ثلاث ساعات تسمر لمتابعتها الملايين في العالم وهم يستمعون لفريق القضاة القادمين من جنوب إفريقيا وقد توشحوا علم بلادهم مذكرين بأن نضالاتهم ضد نظام الميز العنصري الابرتييد بزعامة الراحل نيلسون مانديلا ودسموند توتو في جنوب إفريقيا لم تذهب سدى وأن العدالة انتصرت لهم في نهاية المطاف ..
والأكيد أن الأمر يتجاوز حدود التضامن المعنوي والرسائل الرمزية لهذه اللحظة التي يصح وصفها بالتاريخية بالنظر إلى دقة وأسلوب تقديم الخرائط والتقارير والحجج وترابط الأحداث التي تثبت النوايا المسبقة في ارتكاب جرائم الإبادة.. بما جعلنا أمام درس في القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ..
طبعا لا نريد استباق الأحداث ولا يمكن التكهن بما يجري خلف الكواليس من اتفاقات أو صفقات أو ضغوطات أو مساومات على حساب الدم الفلسطيني.. تماما كما ندرك أن المحاكمة لن تنتهي غدا وأن إنصاف الشعب الفلسطيني مسألة قد تستمر سنوات ...
ولكن الواضح من خلال ما تم الاستماع له أن الحجج والبيانات والحقائق كفيلة بإقناع المحكمة بوجود جريمة إبادة جماعية.. وليس من المستبعد أن يتم استصدار قائمة بمجرمي الحرب الذين سيتعرضون للملاحقة.. الأمل أن تتمكن جنوب إفريقيا من خلال الدعوى إلى قرار بإيقاف العدوان وأن تحقق ذلك سيكون خطوة أساسية لإيقاف النزيف الفلسطيني ..
يحسب لجنوب إفريقيا أن بادرت ولم تتردد في مقاضاة كيان الاحتلال رغم كل الدعم والحصانة التي يحظى بها من القوى الكبرى ورغم كل محاولات الإنكار التي سبقت الجلسة الأولى من واشنطن التي اعتبرت أنه لا وجود لإبادة جماعية في غزة كما تل أبيب التي هزأت بالدعوى وحمل مسؤولية الضحايا للمقاومة ...
اليوم سيكون دور كيان الاحتلال للرد على الاتهامات التي تلاحقه ونكاد نجزم إننا يمكن تحديد هذه المبررات في أن ما يقوم به الجيش الإسرائيلي يأتي في إطار الدفاع عن النفس وتحميل المقاوم وعملية طوفان الأقصى مسؤولية ما يجري..
من المفارقات أن هذه المحكمة التي أنشئت لمنع تكرار ما تعرض له اليهود من إبادة خلال الحرب العالمية الثانية تنتصب لمحاكمة الدولة العبرية التي جعلت من المحرقة اليهودية مطية للاحتلال وتهجير وإبادة الشعب الفلسطيني ...
اليوم قائمة الدول الداعمة لجنوب إفريقيا تتوسع من آسيا إلى أمريكا اللاتينية وإفريقيا والخطوة القادمة ستكون مهمة في رفع الحصانة عن الاحتلال والتوقف عن الهروب من المحاسبة والمساءلة التي تشجعه على اقتراف المزيد ...
اسياالعتروس
وكأن الزعيم نيلسون مانديلا كان هناك يقف منتصرا لدماء أطفال غزة ونسائها وشهدائها في وجه تتار العصر، أحفاد مانديلا استجابوا لندائه الشهير أن حرية جنوب إفريقيا تكتمل بحرية فلسطين... طبعا ما حدث أمس خطوة أولى ستحتاج إلى خطوات كثيرة لتحقيق أهدافها في مواجهة خصم متمرد على القوانين الدولية ويحظى بحصانة الحليف الأمريكي الشريك فيما يحدث من جرائم في غزة ...
طبعا لا تزال المعركة طويلة ومضنية على الميدان كما أمام العدالة الدولية والمؤسسات الأممية... ولكنها بالتأكيد المرة الأولى خلال أكثر من سبعة عقود من الاحتلال البغيض التي يجد كيان الاحتلال نفسه في موضع الاتهام بارتكاب جرائم إبادة جماعية موثقة بالصور والخرائط والشهادات عرضت أمام العدل الدولية فيما كان فريق من القضاة وهم أساتذة ومراجع في اختصاصهم يتداولون على المنبر لتقديم ما لديهم من شهادات ووثائق تدين تل أبيب في حرب الإبادة الجماعية المستمرة في غزة ومعها الضفة منذ أكثر من ثلاثة أشهر والتي يتابع أطوارها كل العالم إلا إسرائيل وحلفائها ...
هي المرة الأولى أيضا التي يتابع فيها قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين ما يحدث في لاهاي وهم يشعرون في قرارة أنفسهم أن الحصانة الأمريكية لن تكون إلى ما لا نهاية.. وأن العدالة الدولية إن غفت أو تراجعت فقد تستعيد صحوتها في كل حين ...
الإعلام الإسرائيلي كما الشارع الإسرائيلي تابع جلسة الأمس ونظر لأول مرة إلى نفسه في المرآة ورأى تداعيات ما تقترفه إسرائيل من جرائم حرب ...
والفضل في هذه الجلسة الأولى لمحكمة العدل الدولية التي بدأت أمس في العاصمة الهولندية لاهاي يعود لحكومة جنوب إفريقيا والأمر من مأتاه لا يستغرب.. وفي ذلك وجب الاعتراف، أكثر من رسالة دعم وتضامن معنوي مع الشعب الفلسطيني الضحية التي خذلها القاصي والداني وتنكر لها الأقربون وباتت مجرد قضية إنسانية لشعب جائع يبحث عن دفن ضحاياه وإطعام أطفاله ..
جلسة استمرت نحو ثلاث ساعات تسمر لمتابعتها الملايين في العالم وهم يستمعون لفريق القضاة القادمين من جنوب إفريقيا وقد توشحوا علم بلادهم مذكرين بأن نضالاتهم ضد نظام الميز العنصري الابرتييد بزعامة الراحل نيلسون مانديلا ودسموند توتو في جنوب إفريقيا لم تذهب سدى وأن العدالة انتصرت لهم في نهاية المطاف ..
والأكيد أن الأمر يتجاوز حدود التضامن المعنوي والرسائل الرمزية لهذه اللحظة التي يصح وصفها بالتاريخية بالنظر إلى دقة وأسلوب تقديم الخرائط والتقارير والحجج وترابط الأحداث التي تثبت النوايا المسبقة في ارتكاب جرائم الإبادة.. بما جعلنا أمام درس في القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ..
طبعا لا نريد استباق الأحداث ولا يمكن التكهن بما يجري خلف الكواليس من اتفاقات أو صفقات أو ضغوطات أو مساومات على حساب الدم الفلسطيني.. تماما كما ندرك أن المحاكمة لن تنتهي غدا وأن إنصاف الشعب الفلسطيني مسألة قد تستمر سنوات ...
ولكن الواضح من خلال ما تم الاستماع له أن الحجج والبيانات والحقائق كفيلة بإقناع المحكمة بوجود جريمة إبادة جماعية.. وليس من المستبعد أن يتم استصدار قائمة بمجرمي الحرب الذين سيتعرضون للملاحقة.. الأمل أن تتمكن جنوب إفريقيا من خلال الدعوى إلى قرار بإيقاف العدوان وأن تحقق ذلك سيكون خطوة أساسية لإيقاف النزيف الفلسطيني ..
يحسب لجنوب إفريقيا أن بادرت ولم تتردد في مقاضاة كيان الاحتلال رغم كل الدعم والحصانة التي يحظى بها من القوى الكبرى ورغم كل محاولات الإنكار التي سبقت الجلسة الأولى من واشنطن التي اعتبرت أنه لا وجود لإبادة جماعية في غزة كما تل أبيب التي هزأت بالدعوى وحمل مسؤولية الضحايا للمقاومة ...
اليوم سيكون دور كيان الاحتلال للرد على الاتهامات التي تلاحقه ونكاد نجزم إننا يمكن تحديد هذه المبررات في أن ما يقوم به الجيش الإسرائيلي يأتي في إطار الدفاع عن النفس وتحميل المقاوم وعملية طوفان الأقصى مسؤولية ما يجري..
من المفارقات أن هذه المحكمة التي أنشئت لمنع تكرار ما تعرض له اليهود من إبادة خلال الحرب العالمية الثانية تنتصب لمحاكمة الدولة العبرية التي جعلت من المحرقة اليهودية مطية للاحتلال وتهجير وإبادة الشعب الفلسطيني ...
اليوم قائمة الدول الداعمة لجنوب إفريقيا تتوسع من آسيا إلى أمريكا اللاتينية وإفريقيا والخطوة القادمة ستكون مهمة في رفع الحصانة عن الاحتلال والتوقف عن الهروب من المحاسبة والمساءلة التي تشجعه على اقتراف المزيد ...