غادر الكوميدي لطفي العبدلي أرض الوطن نحو فرنسا بعد اعتزامه وقف تقديم أعماله المسرحية الساخرة في كل المهرجانات التونسية، والتعبير عن خشيته على سلامته الجسدية التي باتت –حسب اعتقاده- مهددة من طرف بعض الأمنيين إثر العرض الشهير" بمهرجان صفاقس الدولي الذي أوقف وأحدث "بلبلة" وسط الحضور باعتبار أن العبدلي خصص جزءا من السيناريو لنقد سلوك رجال الأمن رأى من كان حاضرا منهم أنه أطنب في التهكم والسخرية والمغالطات..بينما كان لثلة من أهل القطاع توجه آخر، على أساس أن النص المسرحي وأي عمل فني عامة لا يمكن تقييده بالضوابط الأخلاقية، لأن القيمة الفنية تبقى أكثر اتساعا من المعايير الأخلاقية..
بعد آخر فيديو للطفي العبدلي شرح فيه أسباب مغادرة تونس والاستقرار في فرنسا، ظن كثيرون سواء من متابعي أعماله القديمة أو الحديثة، أن بوصلة "ستنداباته" و"سكاتشاته" ستتوجه نحو رؤية فنية جديدة تقطع مع الماضي، مع "الغشة" التي لا علاقة لها بـ"jeu de mot " أو تأويل المتفرج كما زعم سابقا..
لكن إثر الاطلاع على بعض اللقطات من أعماله الكوميدية بباريس على صفحته الرئيسية بالانستغرام تبين أن ما يقدمه من "نكات" أو "فكهجة" ظل خاليا من "الضمار" وفن الإضحاك والإبداع الى درجة أنك تستشعر أنك بصدد سماع "لكيسك" lexique أو مجموعة نصوص كوميدية مقتضبة بإحدى المقاهي..إذ يبدو أن لطفي العبدلي وقع مجددا في شرك الإسفاف والابتذال فضلا عن عدم تمكنه من النطق السليم pronociation française لمخارج الحروف، وكانت بعض "المقاطع الهزلية" محل تندر وسخرية من طرف المتابعين، والغريب أن ردود أفعاله غالبا ما كانت بالشتم والقذف والكلام البذيء إزاء أي نقد !
لطفي العبدلي، للأسف، الفنان الذي نجح في الأعمال الدرامية أكثر من الكوميدية- لم يع بعد أن تقديم الاعمال المبتذلة من شأنها أن تساهم في تدني الذوق العام، ولم يدرك أن كوميديا الكلام comique verbal ليس كوميديا المواقف وكوميديا تركيبة الشخصية..
ألم يقل ذات يوم أنه معجب بالكوميدي المغربي جاد المالح والجزائري "فلاق" ؟!..حينها ينبغي أن يدرك جيدا أن المسرحيين المذكورين يتمتعان بثقافة واسعة ولم يقعا أبدا في شرك الابتذال بل العكس صحيح، ذلك أن أعمالهما تتميز بتوظيف مقومات المسرح القائمة على عمق دلالات النص وفن الإضحاك، فكل منهما احترم جمهوره وحاول قدر الإمكان –الى جانب الإضحاك- توظيف رسائل هادفة معمقة وممتعة..
وليد عبداللاوي
تونس-الصباح
غادر الكوميدي لطفي العبدلي أرض الوطن نحو فرنسا بعد اعتزامه وقف تقديم أعماله المسرحية الساخرة في كل المهرجانات التونسية، والتعبير عن خشيته على سلامته الجسدية التي باتت –حسب اعتقاده- مهددة من طرف بعض الأمنيين إثر العرض الشهير" بمهرجان صفاقس الدولي الذي أوقف وأحدث "بلبلة" وسط الحضور باعتبار أن العبدلي خصص جزءا من السيناريو لنقد سلوك رجال الأمن رأى من كان حاضرا منهم أنه أطنب في التهكم والسخرية والمغالطات..بينما كان لثلة من أهل القطاع توجه آخر، على أساس أن النص المسرحي وأي عمل فني عامة لا يمكن تقييده بالضوابط الأخلاقية، لأن القيمة الفنية تبقى أكثر اتساعا من المعايير الأخلاقية..
بعد آخر فيديو للطفي العبدلي شرح فيه أسباب مغادرة تونس والاستقرار في فرنسا، ظن كثيرون سواء من متابعي أعماله القديمة أو الحديثة، أن بوصلة "ستنداباته" و"سكاتشاته" ستتوجه نحو رؤية فنية جديدة تقطع مع الماضي، مع "الغشة" التي لا علاقة لها بـ"jeu de mot " أو تأويل المتفرج كما زعم سابقا..
لكن إثر الاطلاع على بعض اللقطات من أعماله الكوميدية بباريس على صفحته الرئيسية بالانستغرام تبين أن ما يقدمه من "نكات" أو "فكهجة" ظل خاليا من "الضمار" وفن الإضحاك والإبداع الى درجة أنك تستشعر أنك بصدد سماع "لكيسك" lexique أو مجموعة نصوص كوميدية مقتضبة بإحدى المقاهي..إذ يبدو أن لطفي العبدلي وقع مجددا في شرك الإسفاف والابتذال فضلا عن عدم تمكنه من النطق السليم pronociation française لمخارج الحروف، وكانت بعض "المقاطع الهزلية" محل تندر وسخرية من طرف المتابعين، والغريب أن ردود أفعاله غالبا ما كانت بالشتم والقذف والكلام البذيء إزاء أي نقد !
لطفي العبدلي، للأسف، الفنان الذي نجح في الأعمال الدرامية أكثر من الكوميدية- لم يع بعد أن تقديم الاعمال المبتذلة من شأنها أن تساهم في تدني الذوق العام، ولم يدرك أن كوميديا الكلام comique verbal ليس كوميديا المواقف وكوميديا تركيبة الشخصية..
ألم يقل ذات يوم أنه معجب بالكوميدي المغربي جاد المالح والجزائري "فلاق" ؟!..حينها ينبغي أن يدرك جيدا أن المسرحيين المذكورين يتمتعان بثقافة واسعة ولم يقعا أبدا في شرك الابتذال بل العكس صحيح، ذلك أن أعمالهما تتميز بتوظيف مقومات المسرح القائمة على عمق دلالات النص وفن الإضحاك، فكل منهما احترم جمهوره وحاول قدر الإمكان –الى جانب الإضحاك- توظيف رسائل هادفة معمقة وممتعة..