إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد.. لا تصدقوا وعد بلير في غزة ..

 

لم تجانب السلطة الفلسطينية هذه المرة الصواب بإعلان رفضها تكليف توني بلير بمهمة إعادة إعمار القطاع بعد الحرب وهو العنوان الذي يخفي المهمة الحقيقة للمبعوث الجديد بتنفيذ ما بقي من وعد بلفور وتهجير أهالي غزة، وسيكون من المهم أن تلتزم السلطة الفلسطينية بموقفها وأن ترفض دخول بلير أراضي السلطة الفلسطينية..  صحيح أن بلير سارع بنفي ما نشرته مصادر إعلامية عبرية بشأن مهمته الجديدة في غزة والسعي لتنظيم تهجير الفلسطينيين الى دول عربية وأوروبية.. والأكيد أن توني بلير رئيس الوزراء البريطاني هو آخر من يمكن التعويل عليه في أي مهمة يمكن أن تخدم القضية الفلسطينية.. لا نقول هذا الكلام من فراغ أو تجنيا على المسؤول البريطاني السابق الذي يحظى بالقبول لدى الكثير من الأنظمة العربية التي لا تستغني عن استشارات وتقارير معهد بلير.. والأكيد أن بلير يعرف منطقة الشرق الأوسط جيدا ويعلم ما سببه في المنطقة من دمار وخراب لا تزال نتائجه واضحة المعالم حتى اليوم.. وإذا كان بلير نسي ما اقترفه في حق أجيال عراقية فإن التقارير الدولية تشهد على دوره في العراق وتدميره وانهياره كما أن تقرير تشيلكوت البريطاني يشهد على كمّ الجرائم التي اقترفها في حق العراق والتي لا يمكن أن تسقط بالتقادم وأن اختياره في هذا المنصب المشبوه لا يلغي مسؤوليته القانونية والسياسية والإنسانية والأخلاقية في العراق الذي سجل مقتل نحو مليون ضحية في حرب ظالمة استخدم فيها القانون الدولي والعدالة الدولية لإعادة هذا البلد الى عصور الانحطاط.. بلير وهو حفيد من خططوا ونفذوا وعد بلفور لا يمكن أن يكون مسؤولا نزيها في غزة وهو الذي قاد الى جانب الرئيس الأمريكي الأسبق بوش الابن جرائم الحرب في بلاد الرافدين.. ولا شك أن خطاب بلير في أروقة الأمم المتحدة وهو يساند وزير الخارجية الأمريكية كولن باول بأن العراق بات يمثل خطرا داهما على العالم وعلى بريطانيا بما لديه من أسلحة دمار شامل لا يزال عالقا في الأذهان ولا تزال تداعياته على الأرض متجلية.. سبق لبلير أن اعترف بخطئه في احتلال وغزو العراق ولكن دون أن يذهب الأمر إلى ـبعد من ذلك ورغم كل المطالب بسحب ما ناله من أوسمة فإن شيئا من ذلك لم يحدث ..

يعود بلير إلى المشهد معولا على ضعف الذاكرة العربية والإنسانية في زمن الزهايمر السياسي الشامل لمواصل الفصل الأخير من عمليات التهجير لأهالي غزة والبحث عن مجالات تسفيرهم وإخلاء القطاع لإعادة احتلاله و إعادة المستوطنين إليه.. أن يكون الإعلام العبري وراء ترويج الخبر فله أسبابه.. ولكن الحقيقة أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين والفلسطينيون لدغوا من الجحر ذاته بدل المرة مرات وانساقوا الى الوعود الوهمية والاتفاقات الكاذبة ولا يمكن السقوط في الفخ ذاته مجددا ...

أكثر من سبب يدعو الى رفض مهمة بلير بقوة, إذ وبالإضافة الى ماضي الرجل المشين يبقى في تصريحات المسؤولين الإسرائيليين لا سيما أكثر العناصر تطرفا في حكومة نتنياهو العنصرية بن غفير وسموريتش أنهما بدا عمليا على الارض ومن خلال جرائم القصف دفع اهالي غزة للهروب خارج القطاع بكل الطرق المتاحة بما في ذلك استعطاف المجتمع الدولي المخادع وفتح المجال أمام أهل القطاع للرحيل الى بلدان أوروبية أو عربية يمكن أن تحتضنهم كلاجئين ..

يدعي سموتريتش وهو طبعا كاذب أن "سكان غزة يريدون مغادرتها وأنهم  يعيشون في غيتو وضائقة منذ 75 عاما". وأن "الاستيطان في القطاع بات موضع إجماع عند المجتمع الإسرائيلي". والواقع أنه أكثر من يدرك أن أهل غزة كما أهل الضفة والقدس متمسكون بأرضهم كتمسكهم بالحياة وأنهم رغم كل ما يتعرضون له من جرائم حرب يرفضون المخطط الإسرائيلي ويتصدون له بما بقي لديهم من وسائل المقاومة ..

ومن هنا وجب الاعتراف أنه رغم حملة الإبادة الجماعية في حق الفلسطينيين في قطاع غزة فإن أهل القطاع ظلوا صامدين صابرين على التجويع والتشريد والملاحقة والتصفية العرقية ..

بلير وبدل تقديمه للجنائية الدولية يعود لمواصلة المهمة القذرة التي تم اختياره لها بعد كل المآسي والجرائم التي اشترك في صنعها ..

بلير في إسرائيل يواصل عقد اجتماعات للتوسط "بين أهداف إسرائيل في اليوم الموالي للحرب وبين دول عربية معتدلة، لبحث إمكانية استيعاب فلسطينيين من غزة في أنحاء العالم.. هو السيناريو القديم الجديد الذي يجب التصدي له وإجهاضه هذه المرة ..

آسيا العتروس

ممنوع من الحياد..   لا تصدقوا وعد بلير في غزة  ..

 

لم تجانب السلطة الفلسطينية هذه المرة الصواب بإعلان رفضها تكليف توني بلير بمهمة إعادة إعمار القطاع بعد الحرب وهو العنوان الذي يخفي المهمة الحقيقة للمبعوث الجديد بتنفيذ ما بقي من وعد بلفور وتهجير أهالي غزة، وسيكون من المهم أن تلتزم السلطة الفلسطينية بموقفها وأن ترفض دخول بلير أراضي السلطة الفلسطينية..  صحيح أن بلير سارع بنفي ما نشرته مصادر إعلامية عبرية بشأن مهمته الجديدة في غزة والسعي لتنظيم تهجير الفلسطينيين الى دول عربية وأوروبية.. والأكيد أن توني بلير رئيس الوزراء البريطاني هو آخر من يمكن التعويل عليه في أي مهمة يمكن أن تخدم القضية الفلسطينية.. لا نقول هذا الكلام من فراغ أو تجنيا على المسؤول البريطاني السابق الذي يحظى بالقبول لدى الكثير من الأنظمة العربية التي لا تستغني عن استشارات وتقارير معهد بلير.. والأكيد أن بلير يعرف منطقة الشرق الأوسط جيدا ويعلم ما سببه في المنطقة من دمار وخراب لا تزال نتائجه واضحة المعالم حتى اليوم.. وإذا كان بلير نسي ما اقترفه في حق أجيال عراقية فإن التقارير الدولية تشهد على دوره في العراق وتدميره وانهياره كما أن تقرير تشيلكوت البريطاني يشهد على كمّ الجرائم التي اقترفها في حق العراق والتي لا يمكن أن تسقط بالتقادم وأن اختياره في هذا المنصب المشبوه لا يلغي مسؤوليته القانونية والسياسية والإنسانية والأخلاقية في العراق الذي سجل مقتل نحو مليون ضحية في حرب ظالمة استخدم فيها القانون الدولي والعدالة الدولية لإعادة هذا البلد الى عصور الانحطاط.. بلير وهو حفيد من خططوا ونفذوا وعد بلفور لا يمكن أن يكون مسؤولا نزيها في غزة وهو الذي قاد الى جانب الرئيس الأمريكي الأسبق بوش الابن جرائم الحرب في بلاد الرافدين.. ولا شك أن خطاب بلير في أروقة الأمم المتحدة وهو يساند وزير الخارجية الأمريكية كولن باول بأن العراق بات يمثل خطرا داهما على العالم وعلى بريطانيا بما لديه من أسلحة دمار شامل لا يزال عالقا في الأذهان ولا تزال تداعياته على الأرض متجلية.. سبق لبلير أن اعترف بخطئه في احتلال وغزو العراق ولكن دون أن يذهب الأمر إلى ـبعد من ذلك ورغم كل المطالب بسحب ما ناله من أوسمة فإن شيئا من ذلك لم يحدث ..

يعود بلير إلى المشهد معولا على ضعف الذاكرة العربية والإنسانية في زمن الزهايمر السياسي الشامل لمواصل الفصل الأخير من عمليات التهجير لأهالي غزة والبحث عن مجالات تسفيرهم وإخلاء القطاع لإعادة احتلاله و إعادة المستوطنين إليه.. أن يكون الإعلام العبري وراء ترويج الخبر فله أسبابه.. ولكن الحقيقة أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين والفلسطينيون لدغوا من الجحر ذاته بدل المرة مرات وانساقوا الى الوعود الوهمية والاتفاقات الكاذبة ولا يمكن السقوط في الفخ ذاته مجددا ...

أكثر من سبب يدعو الى رفض مهمة بلير بقوة, إذ وبالإضافة الى ماضي الرجل المشين يبقى في تصريحات المسؤولين الإسرائيليين لا سيما أكثر العناصر تطرفا في حكومة نتنياهو العنصرية بن غفير وسموريتش أنهما بدا عمليا على الارض ومن خلال جرائم القصف دفع اهالي غزة للهروب خارج القطاع بكل الطرق المتاحة بما في ذلك استعطاف المجتمع الدولي المخادع وفتح المجال أمام أهل القطاع للرحيل الى بلدان أوروبية أو عربية يمكن أن تحتضنهم كلاجئين ..

يدعي سموتريتش وهو طبعا كاذب أن "سكان غزة يريدون مغادرتها وأنهم  يعيشون في غيتو وضائقة منذ 75 عاما". وأن "الاستيطان في القطاع بات موضع إجماع عند المجتمع الإسرائيلي". والواقع أنه أكثر من يدرك أن أهل غزة كما أهل الضفة والقدس متمسكون بأرضهم كتمسكهم بالحياة وأنهم رغم كل ما يتعرضون له من جرائم حرب يرفضون المخطط الإسرائيلي ويتصدون له بما بقي لديهم من وسائل المقاومة ..

ومن هنا وجب الاعتراف أنه رغم حملة الإبادة الجماعية في حق الفلسطينيين في قطاع غزة فإن أهل القطاع ظلوا صامدين صابرين على التجويع والتشريد والملاحقة والتصفية العرقية ..

بلير وبدل تقديمه للجنائية الدولية يعود لمواصلة المهمة القذرة التي تم اختياره لها بعد كل المآسي والجرائم التي اشترك في صنعها ..

بلير في إسرائيل يواصل عقد اجتماعات للتوسط "بين أهداف إسرائيل في اليوم الموالي للحرب وبين دول عربية معتدلة، لبحث إمكانية استيعاب فلسطينيين من غزة في أنحاء العالم.. هو السيناريو القديم الجديد الذي يجب التصدي له وإجهاضه هذه المرة ..

آسيا العتروس