كشفت حرب الإبادة الجماعية الجديدة التي تستهدف الشعب الفلسطيني منذ هجوم 7 اكتوبر الماضي عجزا كاملا من مجلس الأمن الدولي وكبار صناع القرار الدولي عن وقف إطلاق النار وفتح مفاوضات جدية تؤدي إلى معالجة الأسباب العميقة لازمات المنطقة وعلى رأسها الاحتلال وبناء المستعمرات ("المستوطنات") لفائدة حوالي 800 ألف مستوطن في كامل الضفة الغربية وحول قطاع غزة..
وإذ بلغت الانتهاكات لحقوق الإنسان الفلسطيني أقصاها بعد تشريد حوالي مليوني مواطن من سكان قطاع غزة وقتل عشرات الآلاف وإصابة حوالي مائة ألف بجراح فان المجتمع الدولي أصبح مطالبا بتدخل عاجل.. لان أنظار مليارات من أحرار العالم موجهة إلى فلسطين والقدس وغزة ولبنان..
لكن الغريب هو أن قادة الدول العظمى يتابعون مسلسل الاغتيالات للصحفيين والأطباء والأطفال والمدنيين والديبلوماسيين وموظفي الأمم المتحدة.. دون القيام بأي خطوة جدية لوقف إطلاق النار.. بل إن بعضهم قدم منذ أكتوبر ما قيمته مليارات من الأسلحة والقنابل والقذائف والدبابات.. فضلا عن المقاتلين والعسكريين من "حاملي الجنسية المزدوجة"..
وبصرف النظر عن الخلافات بين الدول يفترض أن تكون للقوانين والمعاهدات الدولية حرمة.. بما في ذلك فيما يتعلق بحقوق اللاجئين السياسيين وحرمة الديبلوماسيين...
لكن تهديد حكومة نتنياهو باغتيال نشطاء فلسطينيين، في عدة بلدان عربية وتركيا وإيران، تطور خطير جدا... بصرف النظر عن مبرراته..
ومن الناحية القانونية الدولية يعتبر اغتيال ديبلوماسي إيراني معتمد في سفارة بلاده في دمشق عملا مرفوضا وجريمة...
لذلك فان اغتيال الديبلوماسي رضا موسوي سابقة خطيرة جديدة.. قد تبرر مزيدا من العنف والعنف المضاد.. وهي ممارسة تشرع لـ"قانون الغاب" عوض الاحتكام للمؤسسات الدولية.. وبينها محكمة العدل الدولية ومؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات العالمية لحقوق الإنسان...
فحتى متى تتواصل هذه الممارسات؟
وحتى متى تغمض قيادات الدول العظمى عينيها عن اغتيال الصحفيين والأطباء والديبلوماسيين والأطفال والنساء والمرضى واللاجئين إلى مدارس الأمم المتحدة وهيئات الإغاثة؟
وحتى متى توظف بعض العواصم الغربية خلافاتها مع حكومات إيران وبعض الدول العربية والآسيوية والإفريقية لتبرير مصادرة أموالها في البنوك الأمريكية والأوربية؟
إن العنف يولد مزيدا من العنف...
وعلى الجميع الاستفادة من دروس المذابح والحروب المدمرة التي فرضت في العقود الماضية على العراق أفغانستان والصومال والسودان ولبنان وفلسطين.. الخ
فهل من وقفة حازمة.. من أجل عودة الوعي... والانتصار مجددا لقيم الحوار والتسامح والاعتدال والوسطية؟
بقلم: كمال بن يونس
كشفت حرب الإبادة الجماعية الجديدة التي تستهدف الشعب الفلسطيني منذ هجوم 7 اكتوبر الماضي عجزا كاملا من مجلس الأمن الدولي وكبار صناع القرار الدولي عن وقف إطلاق النار وفتح مفاوضات جدية تؤدي إلى معالجة الأسباب العميقة لازمات المنطقة وعلى رأسها الاحتلال وبناء المستعمرات ("المستوطنات") لفائدة حوالي 800 ألف مستوطن في كامل الضفة الغربية وحول قطاع غزة..
وإذ بلغت الانتهاكات لحقوق الإنسان الفلسطيني أقصاها بعد تشريد حوالي مليوني مواطن من سكان قطاع غزة وقتل عشرات الآلاف وإصابة حوالي مائة ألف بجراح فان المجتمع الدولي أصبح مطالبا بتدخل عاجل.. لان أنظار مليارات من أحرار العالم موجهة إلى فلسطين والقدس وغزة ولبنان..
لكن الغريب هو أن قادة الدول العظمى يتابعون مسلسل الاغتيالات للصحفيين والأطباء والأطفال والمدنيين والديبلوماسيين وموظفي الأمم المتحدة.. دون القيام بأي خطوة جدية لوقف إطلاق النار.. بل إن بعضهم قدم منذ أكتوبر ما قيمته مليارات من الأسلحة والقنابل والقذائف والدبابات.. فضلا عن المقاتلين والعسكريين من "حاملي الجنسية المزدوجة"..
وبصرف النظر عن الخلافات بين الدول يفترض أن تكون للقوانين والمعاهدات الدولية حرمة.. بما في ذلك فيما يتعلق بحقوق اللاجئين السياسيين وحرمة الديبلوماسيين...
لكن تهديد حكومة نتنياهو باغتيال نشطاء فلسطينيين، في عدة بلدان عربية وتركيا وإيران، تطور خطير جدا... بصرف النظر عن مبرراته..
ومن الناحية القانونية الدولية يعتبر اغتيال ديبلوماسي إيراني معتمد في سفارة بلاده في دمشق عملا مرفوضا وجريمة...
لذلك فان اغتيال الديبلوماسي رضا موسوي سابقة خطيرة جديدة.. قد تبرر مزيدا من العنف والعنف المضاد.. وهي ممارسة تشرع لـ"قانون الغاب" عوض الاحتكام للمؤسسات الدولية.. وبينها محكمة العدل الدولية ومؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات العالمية لحقوق الإنسان...
فحتى متى تتواصل هذه الممارسات؟
وحتى متى تغمض قيادات الدول العظمى عينيها عن اغتيال الصحفيين والأطباء والديبلوماسيين والأطفال والنساء والمرضى واللاجئين إلى مدارس الأمم المتحدة وهيئات الإغاثة؟
وحتى متى توظف بعض العواصم الغربية خلافاتها مع حكومات إيران وبعض الدول العربية والآسيوية والإفريقية لتبرير مصادرة أموالها في البنوك الأمريكية والأوربية؟
إن العنف يولد مزيدا من العنف...
وعلى الجميع الاستفادة من دروس المذابح والحروب المدمرة التي فرضت في العقود الماضية على العراق أفغانستان والصومال والسودان ولبنان وفلسطين.. الخ
فهل من وقفة حازمة.. من أجل عودة الوعي... والانتصار مجددا لقيم الحوار والتسامح والاعتدال والوسطية؟