لابدّ من حلحلة التّوكيل الصحّي للحفاظ على أمننا القومي
سوسة - الصباح
يشهد عدد من ولايات ومناطق الجمهورية انتشارا لمرض الحمى القلاعيّة والحمى المالطية في صفوف قطيع الأبقار والماشية إلى جانب تسجيل إصابات بداء الكلب تسبّبت في نفوق أكثر من 400 حيوان فضلا عن وفاة 6 أشخاص خلال سنة 2023 كلّ ذلك في ظلّ تكتّم الجهات الرسمية المعنيّة وامتناع بعض المسؤولين من المندوبيات الجهويّة للتنمية الفلاحية عن الإدلاء بأي تصريح أو معلومة وفق ما عايشته "الصباح" ، وضع اعتبره عميد الأطباء البياطرة أحمد رجب في تصريح ل"الصباح " بالكارثي والحرج جدا.
الحمّى القلاعية تتربّص بالقطيع وتتسبّب في خسائر مُوجعة
إذ كشف أحمد رجب عميد الأطباء البياطرة لـ"الصباح" أنّ مرض الحمى القلاعية هو مرض شديد العدوى وهو مرض فيروسي خاضع لتراتيب حسب القانون التونسي عدد 95 المؤرّخ في 18 أكتوبر 2005 يتسبّب في خسائر اقتصادية كبيرة تمسّ مباشرة من منظومتيْ الحليب واللحوم الحمراء بسبب التداعيّات الخطيرة لهذا المرض الذي يتسبّب في تقرّحات على مستوى فم الحيوان من ماشية وأبقار وسيقانه وتمنعه من الأكل والشرب وتجعله عاجزا عن الحركة وبخصوص إمكانيّة انتقال العدوى من الحيوان المُصاب إلى الإنسان أوضح أحمد رجب أنّ الإمكانية واردة والإصابة لا تمثّل خطرا كبيرا إذ أنّ نسبة الوفيات جراء الإصابة تبلغ 50% لدى الصّغار غير أنّها أقلّ من 5% في صفوف البالغين مُشيرا إلى أنّ الحلّ يكمن فقط في تلقيح القطيع والمراهنة الجدية على ذلك.
الحمّى المالطيّة أكثر خطورة
وأكّد عميد الأطباء البياطرة أحمد رجب إصابة أكثر من 1000 شخص سنويّا بالحمّى المالطية التي تعتبر أكثر خطورة وأسرع انتقالا للعدوى والمتأتّية أصلا من استهلاك منتوجات غذائية من أصل حيوانيّ غير مراقبة أو بسبب التّعامل ومباشرة حيوانات مُصابة بالمرض وشدّد محدّثنا على أنّ الإصابة بالحمّى المالطية تتسبّب في العقم والإصابة بالشّلل لدى الإنسان .
60 % من الأمراض الجرثوميّة والطفيليّة من أصل حيوانيّ
وفي ذات السياق كشف عميد الأطباء البياطرة أنّه وفق المنظّمة العالميّة للصحة فإنّ 60% من الأمراض الجرثومية والطفيلية الخطيرة لدى الإنسان هي من أصل حيوانيّ ذلك أنّه من مجموع 1450 مرض جرثومي وطفيلي منتشر هناك 870 مرضا ناتجا عن انتقال العدوى من حيوان مريض إلى إنسان كما أنه ووفق ذات المصدر فإنّ 80% من الإرهاب البيولوجي هو من أصل حيوانيّ إذ تنتقل العدوى تحديدا من حيوان برّي إلى حيوان أليف عن طريق الطيور المهاجرة مثلا وبيّن أحمد رجب أنّ 80% من حالات الإصابة بالسلّ الذي يستهدف العقد اللامفاوية متأتّ من الأبقار مشيرا إلى تسجيل نحو 1200 إصابة في تونس سنويّا.
خطر الاستعمالات العشوائيّة للأدوية والمبيدات
من جهة أخرى اعتبر أحمد رجب أنّ استفحال ظاهرة الاستعمال العشوائيّ للأدوية والمبيدات الخاصة بالحيوانات والمزروعات دون وصفة إلى جانب استعمال أدوية مهرّبة غير مراقبة وغير مطابقة للمواصفات من قبل عدد من المربين والفلاحين ينعكس سلبيا بشكل واضح على سلامة المستهلك بسبب تداعيّات هذه السلوكات غير المسؤولة ما يتسبّب في إفراز جراثيم مقاومة للمضادات الحيوية إلى جانب إفراز رواسب تمرّ إلى الإنسان عبر حليب أو لحوم حيوان مُصاب ما ينتج عنه حصول اضطرابات في الغدد الصمّاء للإنسان نتيجة عدم احترام فترة الانتظار المستوجبة بعد استعمال كل دواء والتأكّد من زوال وانتهاء مفعوله ما ينتج عنه وفق دراسة جامعية أمريكية في آثار جانبيّة وحصول خصوبة مبكّرة لدى الإناث وتشوّه في الخصيتيْن عند الذكور كما أكّد رجب أنّ الاستعمال العشوائي للأدوية والمبيدات يُمثّل أحد عوامل الإصابة بالعقم والسرطان وبمرض التوحّد المنتشرة بشكل ملفت .
صحّة واحدة وإعلام مبكّر
وأكّد أحمد رجب على أهمية العمل التشاركي بين عديد الجهات والاختصاصات محليا وجهويا ووطنيا ودوليا بهدف حماية صحة الإنسان والحيوان والبيئة والمحيط ضمن ما يُعرف ب"صحة واحدة'" كما طالب بوجوب إرساء نظام إعلام مبكّر يضمن النجاعة وسرعة التدخّل للحيلولة دون تحويل حالات منعزلة إلى أزمة مشدّدا في الوقت ذاته على أهمية تعزيز المنظومة الوقائية الاستباقية التي توفّر أكثر من 10 مرات المصاريف التي يستوجبها العلاج وهو ما يستوجب المضيّ قدما نحو توسيع حملات التلقيح وتعزيز عدد الأطباء البياطرة وحلّ مشكل التّوكيل الصحّي.
انفراج الوضع رهين حلحلة التّوكيل الصحّي
وابرز محدثنا ان التّوكيل الصحّي هو جملة من المهام التي تُعطيها وزارة الفلاحة للأطباء البياطرة الخواص للقيام بحملات تلقيح مجانية ضد عدد من الأمراض نتيجة التّواضع الشديد في عدد البياطرة العموميين وعدم قدرتهم على تأمين العملية باعتبار عدد القطيع وصعوبة بلوغ عديد النّقاط الوعرة، قائلا أنه خلافا لما ينصّ عليه القانون لم يتم تحيين تسعيرة العمل رغم أن القانون يشير إلى تعديلها كل خمس سنوات حيث بقيت التسعيرة نفسها منذ سنة 2013 (450 مي عن الرأس بالنسبة للتلقيح ضد الحمة القلاعية و500 مي على الرأس ضد الحمى المالطية ) ، تعريفة وصفها الدكتور أحمد رجب بالمخجلة في ظل ارتفاع تكلفة التنقّل إلى الجبال والمسالك الوعرة وارتفاع أسعار المحروقات والسيارات رباعية الدفع وشدّد رجب على وجود تعطيلات إدارية تحول وتحيين التسعيرة رغم عديد محاضر الجلسات والتعهّدات بترفيع المنحة أول سنة 2023 لتصير 600 مي بدل 450 مي ورُغم تجاوب وانخراط الأطباء البياطرة مع دعوة العمادة لإتمام عمليات التلقيح على أن يتم تسوية الوضعية غير أنّ شيئا من ذلك لم يحصل وفق تصريح عميد الأطباء البياطرة الذي رأى أنّه وفي حال عدم تجاوب سلطة الإشراف مع مطالب العمادة فإنّ 350 طبيبا بيطريا منتشرين بمختلف ولايات الجمهورية يعملون بنظام التوكيل الصحي ويؤمّن الواحد منهم تلقيح نحو 18 ألف رأس سيقاطعون عمليّات التلقيح وهو ما سيجعل الوضع الصحي للقطيع كارثيّا ويتسبّب في مشكلة أمن قومي يصعب تجاوز تداعيّاته معتبرا أن "سلامة الإنسان في سلامة القطيع "
أنور قلالة
لابدّ من حلحلة التّوكيل الصحّي للحفاظ على أمننا القومي
سوسة - الصباح
يشهد عدد من ولايات ومناطق الجمهورية انتشارا لمرض الحمى القلاعيّة والحمى المالطية في صفوف قطيع الأبقار والماشية إلى جانب تسجيل إصابات بداء الكلب تسبّبت في نفوق أكثر من 400 حيوان فضلا عن وفاة 6 أشخاص خلال سنة 2023 كلّ ذلك في ظلّ تكتّم الجهات الرسمية المعنيّة وامتناع بعض المسؤولين من المندوبيات الجهويّة للتنمية الفلاحية عن الإدلاء بأي تصريح أو معلومة وفق ما عايشته "الصباح" ، وضع اعتبره عميد الأطباء البياطرة أحمد رجب في تصريح ل"الصباح " بالكارثي والحرج جدا.
الحمّى القلاعية تتربّص بالقطيع وتتسبّب في خسائر مُوجعة
إذ كشف أحمد رجب عميد الأطباء البياطرة لـ"الصباح" أنّ مرض الحمى القلاعية هو مرض شديد العدوى وهو مرض فيروسي خاضع لتراتيب حسب القانون التونسي عدد 95 المؤرّخ في 18 أكتوبر 2005 يتسبّب في خسائر اقتصادية كبيرة تمسّ مباشرة من منظومتيْ الحليب واللحوم الحمراء بسبب التداعيّات الخطيرة لهذا المرض الذي يتسبّب في تقرّحات على مستوى فم الحيوان من ماشية وأبقار وسيقانه وتمنعه من الأكل والشرب وتجعله عاجزا عن الحركة وبخصوص إمكانيّة انتقال العدوى من الحيوان المُصاب إلى الإنسان أوضح أحمد رجب أنّ الإمكانية واردة والإصابة لا تمثّل خطرا كبيرا إذ أنّ نسبة الوفيات جراء الإصابة تبلغ 50% لدى الصّغار غير أنّها أقلّ من 5% في صفوف البالغين مُشيرا إلى أنّ الحلّ يكمن فقط في تلقيح القطيع والمراهنة الجدية على ذلك.
الحمّى المالطيّة أكثر خطورة
وأكّد عميد الأطباء البياطرة أحمد رجب إصابة أكثر من 1000 شخص سنويّا بالحمّى المالطية التي تعتبر أكثر خطورة وأسرع انتقالا للعدوى والمتأتّية أصلا من استهلاك منتوجات غذائية من أصل حيوانيّ غير مراقبة أو بسبب التّعامل ومباشرة حيوانات مُصابة بالمرض وشدّد محدّثنا على أنّ الإصابة بالحمّى المالطية تتسبّب في العقم والإصابة بالشّلل لدى الإنسان .
60 % من الأمراض الجرثوميّة والطفيليّة من أصل حيوانيّ
وفي ذات السياق كشف عميد الأطباء البياطرة أنّه وفق المنظّمة العالميّة للصحة فإنّ 60% من الأمراض الجرثومية والطفيلية الخطيرة لدى الإنسان هي من أصل حيوانيّ ذلك أنّه من مجموع 1450 مرض جرثومي وطفيلي منتشر هناك 870 مرضا ناتجا عن انتقال العدوى من حيوان مريض إلى إنسان كما أنه ووفق ذات المصدر فإنّ 80% من الإرهاب البيولوجي هو من أصل حيوانيّ إذ تنتقل العدوى تحديدا من حيوان برّي إلى حيوان أليف عن طريق الطيور المهاجرة مثلا وبيّن أحمد رجب أنّ 80% من حالات الإصابة بالسلّ الذي يستهدف العقد اللامفاوية متأتّ من الأبقار مشيرا إلى تسجيل نحو 1200 إصابة في تونس سنويّا.
خطر الاستعمالات العشوائيّة للأدوية والمبيدات
من جهة أخرى اعتبر أحمد رجب أنّ استفحال ظاهرة الاستعمال العشوائيّ للأدوية والمبيدات الخاصة بالحيوانات والمزروعات دون وصفة إلى جانب استعمال أدوية مهرّبة غير مراقبة وغير مطابقة للمواصفات من قبل عدد من المربين والفلاحين ينعكس سلبيا بشكل واضح على سلامة المستهلك بسبب تداعيّات هذه السلوكات غير المسؤولة ما يتسبّب في إفراز جراثيم مقاومة للمضادات الحيوية إلى جانب إفراز رواسب تمرّ إلى الإنسان عبر حليب أو لحوم حيوان مُصاب ما ينتج عنه حصول اضطرابات في الغدد الصمّاء للإنسان نتيجة عدم احترام فترة الانتظار المستوجبة بعد استعمال كل دواء والتأكّد من زوال وانتهاء مفعوله ما ينتج عنه وفق دراسة جامعية أمريكية في آثار جانبيّة وحصول خصوبة مبكّرة لدى الإناث وتشوّه في الخصيتيْن عند الذكور كما أكّد رجب أنّ الاستعمال العشوائي للأدوية والمبيدات يُمثّل أحد عوامل الإصابة بالعقم والسرطان وبمرض التوحّد المنتشرة بشكل ملفت .
صحّة واحدة وإعلام مبكّر
وأكّد أحمد رجب على أهمية العمل التشاركي بين عديد الجهات والاختصاصات محليا وجهويا ووطنيا ودوليا بهدف حماية صحة الإنسان والحيوان والبيئة والمحيط ضمن ما يُعرف ب"صحة واحدة'" كما طالب بوجوب إرساء نظام إعلام مبكّر يضمن النجاعة وسرعة التدخّل للحيلولة دون تحويل حالات منعزلة إلى أزمة مشدّدا في الوقت ذاته على أهمية تعزيز المنظومة الوقائية الاستباقية التي توفّر أكثر من 10 مرات المصاريف التي يستوجبها العلاج وهو ما يستوجب المضيّ قدما نحو توسيع حملات التلقيح وتعزيز عدد الأطباء البياطرة وحلّ مشكل التّوكيل الصحّي.
انفراج الوضع رهين حلحلة التّوكيل الصحّي
وابرز محدثنا ان التّوكيل الصحّي هو جملة من المهام التي تُعطيها وزارة الفلاحة للأطباء البياطرة الخواص للقيام بحملات تلقيح مجانية ضد عدد من الأمراض نتيجة التّواضع الشديد في عدد البياطرة العموميين وعدم قدرتهم على تأمين العملية باعتبار عدد القطيع وصعوبة بلوغ عديد النّقاط الوعرة، قائلا أنه خلافا لما ينصّ عليه القانون لم يتم تحيين تسعيرة العمل رغم أن القانون يشير إلى تعديلها كل خمس سنوات حيث بقيت التسعيرة نفسها منذ سنة 2013 (450 مي عن الرأس بالنسبة للتلقيح ضد الحمة القلاعية و500 مي على الرأس ضد الحمى المالطية ) ، تعريفة وصفها الدكتور أحمد رجب بالمخجلة في ظل ارتفاع تكلفة التنقّل إلى الجبال والمسالك الوعرة وارتفاع أسعار المحروقات والسيارات رباعية الدفع وشدّد رجب على وجود تعطيلات إدارية تحول وتحيين التسعيرة رغم عديد محاضر الجلسات والتعهّدات بترفيع المنحة أول سنة 2023 لتصير 600 مي بدل 450 مي ورُغم تجاوب وانخراط الأطباء البياطرة مع دعوة العمادة لإتمام عمليات التلقيح على أن يتم تسوية الوضعية غير أنّ شيئا من ذلك لم يحصل وفق تصريح عميد الأطباء البياطرة الذي رأى أنّه وفي حال عدم تجاوب سلطة الإشراف مع مطالب العمادة فإنّ 350 طبيبا بيطريا منتشرين بمختلف ولايات الجمهورية يعملون بنظام التوكيل الصحي ويؤمّن الواحد منهم تلقيح نحو 18 ألف رأس سيقاطعون عمليّات التلقيح وهو ما سيجعل الوضع الصحي للقطيع كارثيّا ويتسبّب في مشكلة أمن قومي يصعب تجاوز تداعيّاته معتبرا أن "سلامة الإنسان في سلامة القطيع "