إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

راضية الجربي لـ"الصباح" : نعمل على استعادة هيبة إتحاد المرأة.. وهذا ما يحز في نفسي

 

-وزيرة المرأة حققت نتائج لكن هناك "شوانط عديدة" لم يتم التقدم فيها..

تونس-الصباح

بعد تجديد الثقة في شخصها على رأس الاتحاد الوطني للمرأة التونسية اعتبرت راضية الجريبي أن التشكيك في المؤتمر مردود على أصحابه مؤكدة نجاح المؤتمر الأخير في تثبيت استقلالية المنظمة .

واعتبرت في حديث لـ"الصباح" أن المرأة في تونس مازالت بحاجة للتمييز الإيجابي في ظل مجتمع ذكوري يقصي الكفاءات النسائية.

وفيما يلي نص الحوار :

*بعد التهاني بإعادة تجديد الثقة في شخصكم على رأس الاتحاد الوطني للمرأة التونسية.. ما هي أبرز التحديات المطروحة خلال العهدة الجديدة وهل تعتبر راضية الجريبي أن الاتحاد بخير اليوم؟

شكرا.. نجاحنا كان باهرا في انجاز مؤتمر بالشكل الذي تابعه الجميع وفق المعايير الدولية في مجال الشفافية واحترام قواعد الديمقراطية وبحضور مراقبين وملاحظين وعدول إشهاد وذلك سيكون دون شك دفعا إيجابيا ومؤشرا مهما على أن المنظمة تتعافى وهي قادرة على مواصلة مسيرتها.

والتحديات المحمولة علينا اليوم ليست أكبر ثقلا من التحديات التي سبقت المؤتمر والتي أعاقت انجازه المفترض منذ سنة.

أنا أرى أن هذه الخطوة الإيجابية الأولى التي قمنا بها هي دفع لنا كإدارة هياكل ونحن الآن منكبون على تنظيم عملنا للفترة القادمة .

من التحديات المستقبلية مواصلة الإصلاحات فقد قمنا بأشواط مهمة لفرض استقلالية المنظمة ونجحنا في ذلك. وانجاز المؤتمر كان خطوة لفرض الاستقلالية رغم التنوع ورغم الاختلاف في التصورات ووجهات النظر.. لكن تظل مصلحة المنظمة ونساء تونس فوق أي حسابات شخصية أو حسابات ضيقة وحزبية.. وهذا النجاح من المهم المواصلة في تثبيته .

ثانيا من الضروري العمل على استعادة هيبة المنظمة من خلال العمل وفق روزنامة واضحة وبانضباط أكبر لقانوننا لكن أيضا لميثاق الشرف الذي وضعناه في هذا المؤتمر لتنقيح نظامنا الداخلي والتنصيص على وحدتنا وتماسكنا وعدم المساس من كرامة الأشخاص والهياكل أو القيام بكل ما من شأنه زعزعة المنظمة.. وهذا كان شعارا يردد فأصبح نصا قانونيا موجودا في النظام الداخلي من أجل لملمة بيتنا الداخلي.

كذلك عندما يربطنا ميثاق شرف سيكون العمل بأريحية للنضال من أجل قضايا المرأة.

*يحيلنا حديثك الى موضوع الخلافات داخل المنظمة، والتي برزت بكل وضوح خلال المؤتمر الأخير في ظل وجود اتهامات لشخصك بالمماطلة في صياغة قانون داخلي وصولا إلى اعتبار مؤتمركم الأخير غير قانوني على غرار ما ورد على لسان عضو المكتب التنفيذي وصال الجعيدي.. كيف تردون على هذه التصريحات ..وهل سيؤثر ذلك على المنظمة مستقبلا؟

الحقيقة لم اطلع على تصريحاتها ولا أعتقد أنها تستحق الرد لأن المؤتمر لم تنجزه راضية الجربي، أنجزته هياكل الاتحاد وقواعد المنظمة ومن يشككون اليوم حضروا المؤتمر وترشحوا وصادقوا على كل حيثيات المؤتمر ...اليوم عندما نقول أن ما تم لا يعجبك فهذا أمر يخصك .

ثانيا النظام الداخلي لا تصوغه راضية ولا مكتب المؤتمر لأن المؤتمر سيد نفسه وبإمكانه قبول بنود وقد تقدم لوائح متفق عليها من الأغلبية لكن تعاد مناقشتها داخل المؤتمر وعليه فاللجان التي تشكلت من أجل تنقيح النظام الداخلي عرضت الفصول فصلا.. فصلا وتمت المناقشة في العلن على امتداد يومين.

اليوم كل الأقاويل مردودة على أصحابها في الوقت ذاته يحز في نفسي قول هذا الكلام لكن للأسف تبين أن هناك البعض غير متشبعين بالديمقراطية ولا يقبلون الالتزام بمخرجات المؤتمر الذي من الطبيعي أن يفرز أناس نالوا الثقة من المؤتمرين وآخرون لم يحالفهم الحظ.

من يخرج اثر المؤتمر للتشكيك لأنه تحصل على صوتين أو 4 أصوات فهذا لا يتمتع بالروح الديمقراطية ونحن لم نحرم أحدا من الترشح حتى الأخت وصال الجعيدي كانت من بين المترشحات وتم التصويت على شخصها ولم يكن هناك إجماع حولها.

علما أنه خلال المؤتمر كان هناك 3 شقوق وتوجهات مختلفة وفازت الأغلبية.. ومثلما تمت الإشارة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر نحن نؤمن بان الديمقراطية ليست صوت الأغلبية فقط بل أيضا الأغلبية التي تحترم الأقلية لذلك أنا اليوم لا أجرّح في الأخوات ولا في الأخت وصال فقط أقول أنه عليهن الاحتكام للديمقراطية واحترام ذلك .

*كيف تجدون تراجع الحضور السياسي للمرأة على مستوى مواقع القرار وأيضا من خلال المشاركة في الانتخابات ترشحا وانتخابا؟

قلت سابقا وأعيد مرة أخرى للأسف أحيانا لا يتم الأخذ بعين الاعتبار واقع التونسي فهناك عدم رغبة في التعامل مع حقيقة أننا مجتمع ذكوري وأن المرأة مازالت ترزح تحت عتبة الفقر ومهمشة وتشتغل في قطاعات هامشية وضحية الأمية وعليه في ظل هذه الظروف كيف تريدون من المرأة أن تكون مشاركة في الحياة السياسية بنسبة هامة أو تشارك في عملية الاقتراع بشكل أكبر.

اليوم المرأة التونسية مازالت بحاجة إلى دعم وتمييز إيجابي على المستوى التشريعي والقانوني من أجل تحفيزها وتمثيلها على مستوى الهيئات الانتخابية أو الارتقاء في السلم الوظيفي وهذا لا يحصل اليوم للأسف ..

نعم مهم أن تتحصل المرأة على نتائج بمبدأ الجدارة والندية لكن هذا في ظل مجتمع ذكوري يقصي للأسف الكفاءات النسائية لأن المرأة في تونس مازالت ضحية عنف الجندرة والنوع الاجتماعي .

نتمنى أن يتم في المستقبل العودة إلى نظام الحصة في الانتخابات من أجل دعم حظوظ المرأة في المجالس المنتخبة.

*ماهي علاقتكم مع وزيرة المرأة الحالية وكيف تقيمون عملها إلى حد الآن؟

وزيرة المرأة الحالية من أكثر الوزيرات التي عرفت استقرارا وظلت وقتا طويلا على رأس الوزارة مقارنة بمن سبقها في المنصب لذلك ظهرت نتائج عملها فقد فتحت العديد من مراكز الإيواء في مختلف الجهات قامت أيضا ببذل مجهود في مجال العناية بالطفولة وبرامج التمكين الاقتصادي للنساء لكن هناك "شوانط عديدة" لم يتم التقدم فيها بالشكل المطلوب على غرار موضوع العنف ضد المرأة بل أصبحنا نتحدث عن تقتيل النساء إلى جانب موضوع نقل العاملات في القطاع الفلاحي الذي لم يتم إيجاد حل جذري لتلك الحوادث والمآسي المتكررة .

م.ي

 

 

 

 

 

 

راضية الجربي لـ"الصباح" :  نعمل على استعادة هيبة إتحاد المرأة.. وهذا ما يحز في نفسي

 

-وزيرة المرأة حققت نتائج لكن هناك "شوانط عديدة" لم يتم التقدم فيها..

تونس-الصباح

بعد تجديد الثقة في شخصها على رأس الاتحاد الوطني للمرأة التونسية اعتبرت راضية الجريبي أن التشكيك في المؤتمر مردود على أصحابه مؤكدة نجاح المؤتمر الأخير في تثبيت استقلالية المنظمة .

واعتبرت في حديث لـ"الصباح" أن المرأة في تونس مازالت بحاجة للتمييز الإيجابي في ظل مجتمع ذكوري يقصي الكفاءات النسائية.

وفيما يلي نص الحوار :

*بعد التهاني بإعادة تجديد الثقة في شخصكم على رأس الاتحاد الوطني للمرأة التونسية.. ما هي أبرز التحديات المطروحة خلال العهدة الجديدة وهل تعتبر راضية الجريبي أن الاتحاد بخير اليوم؟

شكرا.. نجاحنا كان باهرا في انجاز مؤتمر بالشكل الذي تابعه الجميع وفق المعايير الدولية في مجال الشفافية واحترام قواعد الديمقراطية وبحضور مراقبين وملاحظين وعدول إشهاد وذلك سيكون دون شك دفعا إيجابيا ومؤشرا مهما على أن المنظمة تتعافى وهي قادرة على مواصلة مسيرتها.

والتحديات المحمولة علينا اليوم ليست أكبر ثقلا من التحديات التي سبقت المؤتمر والتي أعاقت انجازه المفترض منذ سنة.

أنا أرى أن هذه الخطوة الإيجابية الأولى التي قمنا بها هي دفع لنا كإدارة هياكل ونحن الآن منكبون على تنظيم عملنا للفترة القادمة .

من التحديات المستقبلية مواصلة الإصلاحات فقد قمنا بأشواط مهمة لفرض استقلالية المنظمة ونجحنا في ذلك. وانجاز المؤتمر كان خطوة لفرض الاستقلالية رغم التنوع ورغم الاختلاف في التصورات ووجهات النظر.. لكن تظل مصلحة المنظمة ونساء تونس فوق أي حسابات شخصية أو حسابات ضيقة وحزبية.. وهذا النجاح من المهم المواصلة في تثبيته .

ثانيا من الضروري العمل على استعادة هيبة المنظمة من خلال العمل وفق روزنامة واضحة وبانضباط أكبر لقانوننا لكن أيضا لميثاق الشرف الذي وضعناه في هذا المؤتمر لتنقيح نظامنا الداخلي والتنصيص على وحدتنا وتماسكنا وعدم المساس من كرامة الأشخاص والهياكل أو القيام بكل ما من شأنه زعزعة المنظمة.. وهذا كان شعارا يردد فأصبح نصا قانونيا موجودا في النظام الداخلي من أجل لملمة بيتنا الداخلي.

كذلك عندما يربطنا ميثاق شرف سيكون العمل بأريحية للنضال من أجل قضايا المرأة.

*يحيلنا حديثك الى موضوع الخلافات داخل المنظمة، والتي برزت بكل وضوح خلال المؤتمر الأخير في ظل وجود اتهامات لشخصك بالمماطلة في صياغة قانون داخلي وصولا إلى اعتبار مؤتمركم الأخير غير قانوني على غرار ما ورد على لسان عضو المكتب التنفيذي وصال الجعيدي.. كيف تردون على هذه التصريحات ..وهل سيؤثر ذلك على المنظمة مستقبلا؟

الحقيقة لم اطلع على تصريحاتها ولا أعتقد أنها تستحق الرد لأن المؤتمر لم تنجزه راضية الجربي، أنجزته هياكل الاتحاد وقواعد المنظمة ومن يشككون اليوم حضروا المؤتمر وترشحوا وصادقوا على كل حيثيات المؤتمر ...اليوم عندما نقول أن ما تم لا يعجبك فهذا أمر يخصك .

ثانيا النظام الداخلي لا تصوغه راضية ولا مكتب المؤتمر لأن المؤتمر سيد نفسه وبإمكانه قبول بنود وقد تقدم لوائح متفق عليها من الأغلبية لكن تعاد مناقشتها داخل المؤتمر وعليه فاللجان التي تشكلت من أجل تنقيح النظام الداخلي عرضت الفصول فصلا.. فصلا وتمت المناقشة في العلن على امتداد يومين.

اليوم كل الأقاويل مردودة على أصحابها في الوقت ذاته يحز في نفسي قول هذا الكلام لكن للأسف تبين أن هناك البعض غير متشبعين بالديمقراطية ولا يقبلون الالتزام بمخرجات المؤتمر الذي من الطبيعي أن يفرز أناس نالوا الثقة من المؤتمرين وآخرون لم يحالفهم الحظ.

من يخرج اثر المؤتمر للتشكيك لأنه تحصل على صوتين أو 4 أصوات فهذا لا يتمتع بالروح الديمقراطية ونحن لم نحرم أحدا من الترشح حتى الأخت وصال الجعيدي كانت من بين المترشحات وتم التصويت على شخصها ولم يكن هناك إجماع حولها.

علما أنه خلال المؤتمر كان هناك 3 شقوق وتوجهات مختلفة وفازت الأغلبية.. ومثلما تمت الإشارة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر نحن نؤمن بان الديمقراطية ليست صوت الأغلبية فقط بل أيضا الأغلبية التي تحترم الأقلية لذلك أنا اليوم لا أجرّح في الأخوات ولا في الأخت وصال فقط أقول أنه عليهن الاحتكام للديمقراطية واحترام ذلك .

*كيف تجدون تراجع الحضور السياسي للمرأة على مستوى مواقع القرار وأيضا من خلال المشاركة في الانتخابات ترشحا وانتخابا؟

قلت سابقا وأعيد مرة أخرى للأسف أحيانا لا يتم الأخذ بعين الاعتبار واقع التونسي فهناك عدم رغبة في التعامل مع حقيقة أننا مجتمع ذكوري وأن المرأة مازالت ترزح تحت عتبة الفقر ومهمشة وتشتغل في قطاعات هامشية وضحية الأمية وعليه في ظل هذه الظروف كيف تريدون من المرأة أن تكون مشاركة في الحياة السياسية بنسبة هامة أو تشارك في عملية الاقتراع بشكل أكبر.

اليوم المرأة التونسية مازالت بحاجة إلى دعم وتمييز إيجابي على المستوى التشريعي والقانوني من أجل تحفيزها وتمثيلها على مستوى الهيئات الانتخابية أو الارتقاء في السلم الوظيفي وهذا لا يحصل اليوم للأسف ..

نعم مهم أن تتحصل المرأة على نتائج بمبدأ الجدارة والندية لكن هذا في ظل مجتمع ذكوري يقصي للأسف الكفاءات النسائية لأن المرأة في تونس مازالت ضحية عنف الجندرة والنوع الاجتماعي .

نتمنى أن يتم في المستقبل العودة إلى نظام الحصة في الانتخابات من أجل دعم حظوظ المرأة في المجالس المنتخبة.

*ماهي علاقتكم مع وزيرة المرأة الحالية وكيف تقيمون عملها إلى حد الآن؟

وزيرة المرأة الحالية من أكثر الوزيرات التي عرفت استقرارا وظلت وقتا طويلا على رأس الوزارة مقارنة بمن سبقها في المنصب لذلك ظهرت نتائج عملها فقد فتحت العديد من مراكز الإيواء في مختلف الجهات قامت أيضا ببذل مجهود في مجال العناية بالطفولة وبرامج التمكين الاقتصادي للنساء لكن هناك "شوانط عديدة" لم يتم التقدم فيها بالشكل المطلوب على غرار موضوع العنف ضد المرأة بل أصبحنا نتحدث عن تقتيل النساء إلى جانب موضوع نقل العاملات في القطاع الفلاحي الذي لم يتم إيجاد حل جذري لتلك الحوادث والمآسي المتكررة .

م.ي