إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

"كوب 28 "للمناخ.. العالم يستنفر من أجل إنقاذ الأرض..

 

من مبعوثتنا الى دبي : منال حرزي

"العالم يستنفر من اجل إنقاذ الأرض"...شعار يلخص الوضع في الإمارات . فبحضور قرابة 70 الف شخص من مختلف دول العالم وبمشاركة وفود من 200 دولة أعطيت اول أمس بمدينة دبي ، وتحديدا في معرض "اكسبو دبي" إشارة انطلاق فعاليات مؤتمر اطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتغيير المناخي COP28-والذي يتواصل الى غاية 12 ديسمبر من الشهر الجاري- بحضور عدد من قادة دول العالم على غرار الرئيس المصري والفرنسي .. ووسط غياب لبعض القادة على غرار الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الصيني.

من هذا المنطلق التقى عدد من قادة العالم في دبي لمناقشة مسألة حارقة تهدد اليوم عرش اقوى الامبراطوريات الاقتصادية والتي تتعلق بالتغيرات المناخية ومدى تأثيرها على كبرى الدول المتقدمة اذ لا بديل اليوم عن الحوار كحل جوهري لبحث سبل التعايش مع تداعيات الكوارث المناخية التي تمثل خطرا يهدد اقتصاديات كبرى الدول المتقدمة كما النامية...

ولأنه يتعين اليوم التعايش والتكيف وخاصة التأقلم مع هذه المتغيرات التي قد تعصف بالنمو الاقتصادي للبلدان فانه من الضروري إيجاد سبل والبحث في اليات وميكانيزمات تخول ذلك...

انطلاقة واعدة

في هذا الخصوص جدير بالذكر ان الانطلاقة لــ"كوب 28 " ومن خلال يومها الأول تعتبر واعدة من وجهة نظر البعض ، وحتى ناجحة جدا من وجهة نظر البعض الاخر , استنادا الى ان القرارات التي تم إقرارها منذ اليوم الأول من القمة تعتبر واعدة ومهمة علاوة على كونها وصفت أيضا بالتاريخية بعد ان وافقت الوفود المشاركة اول امس على إعطاء إشارة انطلاق صندوق الخسائر والاضرار للتعويض على الدول الأكثر تضررا من مسالة التغيرات المناخية ..وهي خطوة يراها المختصون في المجال تاريخية و إيجابية من اجل تخفيف الضغط الحاصل في علاقة بتمويل دول الشمال والجنوب.

وفي هذا الخصوص اورد رئيس مؤتمر المناخ كوب 28 ووزير الصناعة والتكنولوجيا سلطان الجابر على هامش افتتاح المؤتمر :"لقد كتبنا صفحة من التاريخ اليوم... السرعة التي تم اعتمادها لتفعيل ذلك تعتبر تاريخية فهي هائلة وتاريخية" داعيا في السياق ذاته دول العالم الى الالتزام بتخفيضات اكبر لانبعاث الغازات والعمل معا من اجل مضاعفة قدراتها من الطاقات المتجددة ثلاث مرات مع مضاعفة فعالية الطاقة مرتين الامر الذي يبعث الامل في الوصول الى اتفاق بين الدول المشاركة في المؤتمر.

وأورد رئيس المؤتمر في الاتجاه ذاته ان المؤتمر لن يتجاهل أية إشكالية وسيقوم ببحث التحديات الخاصة بالمناخ بطريقة شمولية داعيا الى الوفاء بالعهود المتصلة بالتمويل المناخي معتبرا أيضا ان الوقت قد حان لإيجاد مسار جديد ارحب يهدف الى التغلب على التحديات وإيجاد الأدوات الكفيلة لذلك قائلا :"ملتزمون باطلاق العنان للتمويل حتى نضمن عدم اضطرار الجنوب العالمي الى الاختيار بين التنمية والعمل المناخي."

وأضاف في الاطار نفسه ان عددا من شركات النفط الكبرى ستعلن التزامها بتخفيض انبعاثات الميثان الى الصفر بحلول 2030 وهو ما يعتبرا امرا في غاية الأهمية لان الميثان يعتبر اكثر تأثيرا في ارتفاع حرارة الأرض 28 مرة من ثاني أكسيد الكربون.

ورحبت مادلين ضيوف سار رئيسة مجموعة الدول الأقلّ تقدمًا التي تضمّ 46 من الدول الأشدّ فقرًا، بالقرار معتبرةً أنه يحمل "معنى كبيرًا بالنسبة للعدالة المناخية". لكنها اشارت الى أن "صندوقا فارغا لا يمكن أن يساعد المواطنين"، في حين تسجّل خسائر بقيمة مئات المليارات جراء التغيّر المناخي..

قرار تفعيل صندوق الخسائر والتعويض الذي وصف بالقرار التاريخي والذي رحب به ممثلي نحو مائتي دولة مشاركة بالتصفيق وقوفا جدير بالذكر انه ثمرة مؤتمر كوب27 الذي التام السنة الماضية في مصر والذي أقرّ إنشاء الصندوق مبدئيا من غير أن يحدّد خطوطه العريضة. وفي هذا الاطار فان حجم التدفقات المالية المعلن عنها اول امس على هامش القمة تتلخص كالاتي : 225مليون اورو (نحو 245 مليون دولار) من الاتحاد الأوروبي (بما في ذلك مائة مليون دولار سبق أن أعلنت ألمانيا تقديمها)، مئة مليون دولار من الإمارات، عشرة ملايين من اليابان، و17,5 مليون من الولايات المتحدة، وأربعون مليون جنيه استرليني (نحو 50 مليون دولار) من بريطانيا..

من جهة أخرى وفي علاقة بالمواضيع المطروحة على طاولة المفاوضات في كوب 28 جدير بالذكر ان جملة من القضايا او المسائل الحارقة قد وضعت على طاولة المفاوضات خلال هذه القمة تتعلق أساسا بتقييم الطرح الذي يفضي الى ضرورة الحد من الانبعاثات لخفض ظاهرة الاحتباس الحراري الى 1,5 درجة مائوية مقارنة بمستويات ما بعد الصناعة . عروة على التأقلم مع الظواهر المناخية المتطرّفة، وتداول انبعاثات الكربون، وغيرها من المسائل المتعلقة بالاستدامة التي تٌعني بتلبية حاجيات الحاضر دون المساس بقدرات الأجيال المستقبلية على تلبية احتياجاتها الخاصة...

العالم يتفاوض من اجل المناخ

من جهة أخرى وبعيدا عن الجانب الرسمي لقمة المناخ كوب 28 وفي علاقة بالمفاوضات الجارية من اجل التوصل الى اتفاق يفضي الى الحد من تداعيات ومخاطر التغيرات المناخية جدير بالذكر ان اليوم الثاني من قمة المناخ او المشهد العام الذي واكبت "الصباح" فعالياته امس يتلخص في جملة واحدة وهي العالم يتفاوض من اجل المناخ ..

اسبانيا ... البرازيل... الارجنتين... الصين... الكوت ديفوار.. نيجيريا... إيطاليا.. فرنسا .. اندونيسا هي عينة من الاجنحة التي تنقلت بينها "الصباح" فعلى اختلاف الثقافات وتنوعها الا ان الهاجس كان واحدا وهو تجاوز تداعيات التغيرات المناخية بأخف الاضرار..

تونس سجلت حضورها في احد اجنحة قمة المناخ كوب 28 حيث انطلقت المفاوضات اول امس وتتلخص ابرز المواضيع المطروحة على طاولة التفاوض في التباحث حول مسالة دعم صندوق الخسائر والاضرار والتمويل المناخي على ان يكون الحضور او الافتتاح الرسمي لجناح تونس يوم 7 ديسمبر الجاري بمواكبة وزيرة البيئة لأشغال القمة.

وفي هذا السياق تجدر الإشارة الى ان تونس قد صادقت على اتفاق باريس للمناخ وذلك بموجب القانون الأساسي عدد 72 لسنة 2016 والمؤرخ في 31 أكتوبر 2016

 منال حرزي

 

 

"كوب 28 "للمناخ..   العالم يستنفر من أجل إنقاذ الأرض..

 

من مبعوثتنا الى دبي : منال حرزي

"العالم يستنفر من اجل إنقاذ الأرض"...شعار يلخص الوضع في الإمارات . فبحضور قرابة 70 الف شخص من مختلف دول العالم وبمشاركة وفود من 200 دولة أعطيت اول أمس بمدينة دبي ، وتحديدا في معرض "اكسبو دبي" إشارة انطلاق فعاليات مؤتمر اطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتغيير المناخي COP28-والذي يتواصل الى غاية 12 ديسمبر من الشهر الجاري- بحضور عدد من قادة دول العالم على غرار الرئيس المصري والفرنسي .. ووسط غياب لبعض القادة على غرار الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الصيني.

من هذا المنطلق التقى عدد من قادة العالم في دبي لمناقشة مسألة حارقة تهدد اليوم عرش اقوى الامبراطوريات الاقتصادية والتي تتعلق بالتغيرات المناخية ومدى تأثيرها على كبرى الدول المتقدمة اذ لا بديل اليوم عن الحوار كحل جوهري لبحث سبل التعايش مع تداعيات الكوارث المناخية التي تمثل خطرا يهدد اقتصاديات كبرى الدول المتقدمة كما النامية...

ولأنه يتعين اليوم التعايش والتكيف وخاصة التأقلم مع هذه المتغيرات التي قد تعصف بالنمو الاقتصادي للبلدان فانه من الضروري إيجاد سبل والبحث في اليات وميكانيزمات تخول ذلك...

انطلاقة واعدة

في هذا الخصوص جدير بالذكر ان الانطلاقة لــ"كوب 28 " ومن خلال يومها الأول تعتبر واعدة من وجهة نظر البعض ، وحتى ناجحة جدا من وجهة نظر البعض الاخر , استنادا الى ان القرارات التي تم إقرارها منذ اليوم الأول من القمة تعتبر واعدة ومهمة علاوة على كونها وصفت أيضا بالتاريخية بعد ان وافقت الوفود المشاركة اول امس على إعطاء إشارة انطلاق صندوق الخسائر والاضرار للتعويض على الدول الأكثر تضررا من مسالة التغيرات المناخية ..وهي خطوة يراها المختصون في المجال تاريخية و إيجابية من اجل تخفيف الضغط الحاصل في علاقة بتمويل دول الشمال والجنوب.

وفي هذا الخصوص اورد رئيس مؤتمر المناخ كوب 28 ووزير الصناعة والتكنولوجيا سلطان الجابر على هامش افتتاح المؤتمر :"لقد كتبنا صفحة من التاريخ اليوم... السرعة التي تم اعتمادها لتفعيل ذلك تعتبر تاريخية فهي هائلة وتاريخية" داعيا في السياق ذاته دول العالم الى الالتزام بتخفيضات اكبر لانبعاث الغازات والعمل معا من اجل مضاعفة قدراتها من الطاقات المتجددة ثلاث مرات مع مضاعفة فعالية الطاقة مرتين الامر الذي يبعث الامل في الوصول الى اتفاق بين الدول المشاركة في المؤتمر.

وأورد رئيس المؤتمر في الاتجاه ذاته ان المؤتمر لن يتجاهل أية إشكالية وسيقوم ببحث التحديات الخاصة بالمناخ بطريقة شمولية داعيا الى الوفاء بالعهود المتصلة بالتمويل المناخي معتبرا أيضا ان الوقت قد حان لإيجاد مسار جديد ارحب يهدف الى التغلب على التحديات وإيجاد الأدوات الكفيلة لذلك قائلا :"ملتزمون باطلاق العنان للتمويل حتى نضمن عدم اضطرار الجنوب العالمي الى الاختيار بين التنمية والعمل المناخي."

وأضاف في الاطار نفسه ان عددا من شركات النفط الكبرى ستعلن التزامها بتخفيض انبعاثات الميثان الى الصفر بحلول 2030 وهو ما يعتبرا امرا في غاية الأهمية لان الميثان يعتبر اكثر تأثيرا في ارتفاع حرارة الأرض 28 مرة من ثاني أكسيد الكربون.

ورحبت مادلين ضيوف سار رئيسة مجموعة الدول الأقلّ تقدمًا التي تضمّ 46 من الدول الأشدّ فقرًا، بالقرار معتبرةً أنه يحمل "معنى كبيرًا بالنسبة للعدالة المناخية". لكنها اشارت الى أن "صندوقا فارغا لا يمكن أن يساعد المواطنين"، في حين تسجّل خسائر بقيمة مئات المليارات جراء التغيّر المناخي..

قرار تفعيل صندوق الخسائر والتعويض الذي وصف بالقرار التاريخي والذي رحب به ممثلي نحو مائتي دولة مشاركة بالتصفيق وقوفا جدير بالذكر انه ثمرة مؤتمر كوب27 الذي التام السنة الماضية في مصر والذي أقرّ إنشاء الصندوق مبدئيا من غير أن يحدّد خطوطه العريضة. وفي هذا الاطار فان حجم التدفقات المالية المعلن عنها اول امس على هامش القمة تتلخص كالاتي : 225مليون اورو (نحو 245 مليون دولار) من الاتحاد الأوروبي (بما في ذلك مائة مليون دولار سبق أن أعلنت ألمانيا تقديمها)، مئة مليون دولار من الإمارات، عشرة ملايين من اليابان، و17,5 مليون من الولايات المتحدة، وأربعون مليون جنيه استرليني (نحو 50 مليون دولار) من بريطانيا..

من جهة أخرى وفي علاقة بالمواضيع المطروحة على طاولة المفاوضات في كوب 28 جدير بالذكر ان جملة من القضايا او المسائل الحارقة قد وضعت على طاولة المفاوضات خلال هذه القمة تتعلق أساسا بتقييم الطرح الذي يفضي الى ضرورة الحد من الانبعاثات لخفض ظاهرة الاحتباس الحراري الى 1,5 درجة مائوية مقارنة بمستويات ما بعد الصناعة . عروة على التأقلم مع الظواهر المناخية المتطرّفة، وتداول انبعاثات الكربون، وغيرها من المسائل المتعلقة بالاستدامة التي تٌعني بتلبية حاجيات الحاضر دون المساس بقدرات الأجيال المستقبلية على تلبية احتياجاتها الخاصة...

العالم يتفاوض من اجل المناخ

من جهة أخرى وبعيدا عن الجانب الرسمي لقمة المناخ كوب 28 وفي علاقة بالمفاوضات الجارية من اجل التوصل الى اتفاق يفضي الى الحد من تداعيات ومخاطر التغيرات المناخية جدير بالذكر ان اليوم الثاني من قمة المناخ او المشهد العام الذي واكبت "الصباح" فعالياته امس يتلخص في جملة واحدة وهي العالم يتفاوض من اجل المناخ ..

اسبانيا ... البرازيل... الارجنتين... الصين... الكوت ديفوار.. نيجيريا... إيطاليا.. فرنسا .. اندونيسا هي عينة من الاجنحة التي تنقلت بينها "الصباح" فعلى اختلاف الثقافات وتنوعها الا ان الهاجس كان واحدا وهو تجاوز تداعيات التغيرات المناخية بأخف الاضرار..

تونس سجلت حضورها في احد اجنحة قمة المناخ كوب 28 حيث انطلقت المفاوضات اول امس وتتلخص ابرز المواضيع المطروحة على طاولة التفاوض في التباحث حول مسالة دعم صندوق الخسائر والاضرار والتمويل المناخي على ان يكون الحضور او الافتتاح الرسمي لجناح تونس يوم 7 ديسمبر الجاري بمواكبة وزيرة البيئة لأشغال القمة.

وفي هذا السياق تجدر الإشارة الى ان تونس قد صادقت على اتفاق باريس للمناخ وذلك بموجب القانون الأساسي عدد 72 لسنة 2016 والمؤرخ في 31 أكتوبر 2016

 منال حرزي