إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

وضعهم هش وظروفهم صعبة.. 6890 مصابا بالسيدا في تونس.. منهم 412 حالة جديدة

 

- أقل من 50 بالمائة من المصابين يعرفون أنهم حاملون للفيروس.. و26 بالمائة من الحالات المقدرة يتلقون العلاج

- رئيسة الجمعية التونسية للوقاية الإيجابية سهيلة بن سعيد لـ"الصباح" " فيروس فقدان المناعة المكتسبة غير موجود بقائمة الأمراض المزمنة وهو ما يُمثل إشكالية كبرى في الحصول على الدواء أو الولوج للعلاج"

تونس – الصباح

أحيت يوم أمس سائر الدول، اليوم العالمي لمكافحة السيدا الموافق لغرة ديسمبر من كل سنة، مُتبنية في هذا السياق الإعلان السياسي "إنهاء أوجه اللامساواة وسلك المسار الصحيح للقضاء على السيدا بحلول 2030" خلال اجتماع عالي المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة المخصصة للسيدا معتبرة مكافحة فيروس نقص المناعة المكتسب والقضاء عليه من أولوياتها الصحية.

إيمان عبد اللطيف

في تونس، تُبين المعطيات الصحية المتعلقة بفيروس فقدان المناعة المكتسبة التي نشرتها إدارة الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة أنّ عدد المتعايشين مع هذا الفيروس يبلغ 6890 حالة إلى حدود سنة 2022، أقل من 50 بالمائة منهم يعرفون أنهم حاملون له، و26 بالمائة من الحالات المقدرة يتلقون العلاج، إضافة إلى أنّ 24 بالمائة نسبة الفيروس في الدم سلبية.

ووفق ذات الإحصائيات تم تسجيل 412 حالة جديدة منها 5 حالات لأطفال يتراوح سنهم بين 0 و4 سنوات، كما أن عدد المتعايشين مع الفيروس يُقدر بـ 1847 حالة وينتفع جميعهم بالعلاج الثلاثي المجاني منها 36 حالة لأطفال و 1114 ذكور و697 إناث.

تضمن هذه الإحصائيات أيضا عدد الأجانب الحاملين لفيروس فقدان المناعة المكتسبة (وهو 306 حالة ) ينتفع جميعهم بالعلاج الثلاثي المجاني منها 116 ذكور و 190 إناثا.

أما على مستوى العالم، ووفق آخر التقارير العالمية، فإنه في سنة 2022 تمّ تسجيل 39 مليون شخص متعايش مع الفيروس منهم 29.8 مليون يتلقون العلاج، كما أنّ 86 بالمائة يعرفون أنهم حاملين للفيروس، 89 بالمائة تلقوا العلاج و93 بالمائة حمولة فيروسية سلبية.

تسبّب هذا الفيروس في 630 ألف حالة وفاة، وفي 1.3 مليون إصابة جديدة. كما أنّ 53 بالمائة من المصابين هم نساء وفتيات إلى جانب إصابة 1.7 مليون طفل و130 ألف إصابة جديدة لديهم.

في هذا السياق، يتساءل كثيرون ماذا أعدت تونس في هذا المجال لمكافحة انتشار فيروس فقدان المناعة المكتسبة؟

اختارت تونس هذه السنة في إطار البرنامج الوطني لمكافحة السيدا والتعفنات المنقولة جنسيا بإدارة الرعاية الصحية الأساسية شعار "بتمكين المجتمعات من القيادة يمكن القضاء على السيدا".

ووفق نشرية إدارة الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة، فإنّ تونس كانت من بين الدول التي أعربت عن التزامها بالإعلان السياسي العالمي الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في جوان 2016 من أجل تبني منهج المسار السريع للقضاء على السيدا.

كما أنّ تونس تعتمد حاليا على المخطط الاستراتيجي 2021 – 2025 والذي تمت مراجعته ليصبح المخطط الإستراتيجي 2021 – 2026 لتحقيق الأهداف العالمية 95 أي 95 بالمائة من المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسب يعرفون إصابتهم بالفيروس، 95 بالمائة من الأشخاص الذين تم تشخيصهم سيتلقون العلاج المضاد للفيروسات القهرية و95 بالمائة (لا يمكن الكشف عن الحمل الفيروسي لديهم) من الذين يتلقون العلاج كمحاور أساسية.

في سياق متّصل، أوضحت رئيسة الجمعية التونسية للوقاية الإيجابية سهيلة بن سعيد في تصريح لـ"الصباح" "تونس كالبلدان الأخرى الدولية والإقليمية تطبق الإستراتيجية العالمية إلى جانب استراتيجيتها الوطنية لسنوات 2021 – 2026 والتي تتمحور حول مكافحة الوصم والتمييز والتقليل من نسبة الوفيات".

وأوضحت "بالنسبة لنا نعتبر أن هناك الكثير من المسائل التي يجب الاهتمام بها من ذلك أن تكون هناك مجموعات قيادة من المتعايشين والمتعايشات مع الفيروس والفئات الأكثر عرضة للإصابات، هي من تقوم بمتابعة الوضعيات والحالات بنفسها وأن يتمّ تشريكها في أخذ وتطبيق البرامج والقرارات".

وأضافت "المسألة الثانية تتعلق بضرورة التكثيف من التحليل "اللاإسمي" والمجاني لهذه المجموعات وتحسينه وتكثيفه حتى تتمكن هي بدورها من القيام بهذه التحاليل إلى جانب الأطباء وغيرهم من القطاع الطبي والشبه الطبي وبالتالي تخفيف الأعباء عن الوزارة إلى جانب قيامهم بالتأطير والمرافقة للمصابين والمتعايشين والمتعايشات الجدد".

وقالت "من المهم جدّا أن نفهم أيضا أنه عندما تقوم هذه المجموعات بنفسها بالتحاليل تصبح موجهة للفئات المعنية بالإصابات بفيروس السيدا والتي نعلم من هي مسبقا ".

وفي ذات الإطار، أوضحت سهيلة بن سعيد أنّ "هناك العديد من الإشكاليات، في مقدمتها أنّ هذه المجموعات تُعد من الفئات الأكثر هشاشة. والنساء اللاتي تعشن جميع أنواع العنف هنّ الأكثر عُرضة للإصابة بفيروس فقدان المناعة المكتسبة من ذلك المهاجرات".

من بين الإشكاليات أيضا "التهميش والنقص الكبير في التمويل بالرغم من أنّ وزارة الصحة والجمعيات المهتمة بهذا المجال تقومان بواجباتهما، فلا يمكن في وضعية الهشاشة التي يتعايشون معها أن يكون عمل هذه المجموعات في إطار التطوع وإنما يجب أن تكون لديهم أجور شهرية قارة تُمكنهم من العيش بكرامة وهي تُعتبر من الأولويات".

في سياق متصل، أكّدت محدثتنا أنّ "العديد من المصابين والمصابات بهذا الفيروس عاجزون حتى على تسديد معاليم الكراء، والكثير منهم توقفوا عن العمل في العديد من المجالات ما جعلهم في وضع أكثر هشاشة".

أما بالنسبة للأدوية، أوضحت أنّه "صحيح أن وزارة الصحة وفرت الأدوية خاصة للأطفال في إطار البرنامج الوطني ولكن بقي دواء أو اثنين غير متوفرين ما يدفع بالوالدين إلى التقشف في استعمال الأدوية".

لا يتوقف الأمر عند هذه الإشكاليات فحسب، وفق قولها، "فالمتعايشون والمتعايشات يمرون بظروف اقتصادية صعبة أثرت على نسق علاجهم في ظل عجزهم حتى عن التنقل والالتزام بمواعيدهم الطبية مما سيؤثر حتما على تجاوز مرحلة العدوى لديهم وتخطي مرحلة نقل الفيروس من شخص إلى آخر".

وأضافت سهيلة بن سعيد "في ما يخص الأشخاص المتمتعين بالضمان الاجتماعي، فإن هذا الفيروس غير موجود بقائمة الأمراض المزمنة وهو ما يشكل عائقا لديهم للحصول على الدواء أو العلاج من هذا الفيروس أو حتى من الأمراض الأخرى".

 

 

 

 

 

وضعهم هش وظروفهم صعبة..    6890 مصابا بالسيدا في تونس.. منهم 412 حالة جديدة

 

- أقل من 50 بالمائة من المصابين يعرفون أنهم حاملون للفيروس.. و26 بالمائة من الحالات المقدرة يتلقون العلاج

- رئيسة الجمعية التونسية للوقاية الإيجابية سهيلة بن سعيد لـ"الصباح" " فيروس فقدان المناعة المكتسبة غير موجود بقائمة الأمراض المزمنة وهو ما يُمثل إشكالية كبرى في الحصول على الدواء أو الولوج للعلاج"

تونس – الصباح

أحيت يوم أمس سائر الدول، اليوم العالمي لمكافحة السيدا الموافق لغرة ديسمبر من كل سنة، مُتبنية في هذا السياق الإعلان السياسي "إنهاء أوجه اللامساواة وسلك المسار الصحيح للقضاء على السيدا بحلول 2030" خلال اجتماع عالي المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة المخصصة للسيدا معتبرة مكافحة فيروس نقص المناعة المكتسب والقضاء عليه من أولوياتها الصحية.

إيمان عبد اللطيف

في تونس، تُبين المعطيات الصحية المتعلقة بفيروس فقدان المناعة المكتسبة التي نشرتها إدارة الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة أنّ عدد المتعايشين مع هذا الفيروس يبلغ 6890 حالة إلى حدود سنة 2022، أقل من 50 بالمائة منهم يعرفون أنهم حاملون له، و26 بالمائة من الحالات المقدرة يتلقون العلاج، إضافة إلى أنّ 24 بالمائة نسبة الفيروس في الدم سلبية.

ووفق ذات الإحصائيات تم تسجيل 412 حالة جديدة منها 5 حالات لأطفال يتراوح سنهم بين 0 و4 سنوات، كما أن عدد المتعايشين مع الفيروس يُقدر بـ 1847 حالة وينتفع جميعهم بالعلاج الثلاثي المجاني منها 36 حالة لأطفال و 1114 ذكور و697 إناث.

تضمن هذه الإحصائيات أيضا عدد الأجانب الحاملين لفيروس فقدان المناعة المكتسبة (وهو 306 حالة ) ينتفع جميعهم بالعلاج الثلاثي المجاني منها 116 ذكور و 190 إناثا.

أما على مستوى العالم، ووفق آخر التقارير العالمية، فإنه في سنة 2022 تمّ تسجيل 39 مليون شخص متعايش مع الفيروس منهم 29.8 مليون يتلقون العلاج، كما أنّ 86 بالمائة يعرفون أنهم حاملين للفيروس، 89 بالمائة تلقوا العلاج و93 بالمائة حمولة فيروسية سلبية.

تسبّب هذا الفيروس في 630 ألف حالة وفاة، وفي 1.3 مليون إصابة جديدة. كما أنّ 53 بالمائة من المصابين هم نساء وفتيات إلى جانب إصابة 1.7 مليون طفل و130 ألف إصابة جديدة لديهم.

في هذا السياق، يتساءل كثيرون ماذا أعدت تونس في هذا المجال لمكافحة انتشار فيروس فقدان المناعة المكتسبة؟

اختارت تونس هذه السنة في إطار البرنامج الوطني لمكافحة السيدا والتعفنات المنقولة جنسيا بإدارة الرعاية الصحية الأساسية شعار "بتمكين المجتمعات من القيادة يمكن القضاء على السيدا".

ووفق نشرية إدارة الرعاية الصحية الأساسية بوزارة الصحة، فإنّ تونس كانت من بين الدول التي أعربت عن التزامها بالإعلان السياسي العالمي الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في جوان 2016 من أجل تبني منهج المسار السريع للقضاء على السيدا.

كما أنّ تونس تعتمد حاليا على المخطط الاستراتيجي 2021 – 2025 والذي تمت مراجعته ليصبح المخطط الإستراتيجي 2021 – 2026 لتحقيق الأهداف العالمية 95 أي 95 بالمائة من المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسب يعرفون إصابتهم بالفيروس، 95 بالمائة من الأشخاص الذين تم تشخيصهم سيتلقون العلاج المضاد للفيروسات القهرية و95 بالمائة (لا يمكن الكشف عن الحمل الفيروسي لديهم) من الذين يتلقون العلاج كمحاور أساسية.

في سياق متّصل، أوضحت رئيسة الجمعية التونسية للوقاية الإيجابية سهيلة بن سعيد في تصريح لـ"الصباح" "تونس كالبلدان الأخرى الدولية والإقليمية تطبق الإستراتيجية العالمية إلى جانب استراتيجيتها الوطنية لسنوات 2021 – 2026 والتي تتمحور حول مكافحة الوصم والتمييز والتقليل من نسبة الوفيات".

وأوضحت "بالنسبة لنا نعتبر أن هناك الكثير من المسائل التي يجب الاهتمام بها من ذلك أن تكون هناك مجموعات قيادة من المتعايشين والمتعايشات مع الفيروس والفئات الأكثر عرضة للإصابات، هي من تقوم بمتابعة الوضعيات والحالات بنفسها وأن يتمّ تشريكها في أخذ وتطبيق البرامج والقرارات".

وأضافت "المسألة الثانية تتعلق بضرورة التكثيف من التحليل "اللاإسمي" والمجاني لهذه المجموعات وتحسينه وتكثيفه حتى تتمكن هي بدورها من القيام بهذه التحاليل إلى جانب الأطباء وغيرهم من القطاع الطبي والشبه الطبي وبالتالي تخفيف الأعباء عن الوزارة إلى جانب قيامهم بالتأطير والمرافقة للمصابين والمتعايشين والمتعايشات الجدد".

وقالت "من المهم جدّا أن نفهم أيضا أنه عندما تقوم هذه المجموعات بنفسها بالتحاليل تصبح موجهة للفئات المعنية بالإصابات بفيروس السيدا والتي نعلم من هي مسبقا ".

وفي ذات الإطار، أوضحت سهيلة بن سعيد أنّ "هناك العديد من الإشكاليات، في مقدمتها أنّ هذه المجموعات تُعد من الفئات الأكثر هشاشة. والنساء اللاتي تعشن جميع أنواع العنف هنّ الأكثر عُرضة للإصابة بفيروس فقدان المناعة المكتسبة من ذلك المهاجرات".

من بين الإشكاليات أيضا "التهميش والنقص الكبير في التمويل بالرغم من أنّ وزارة الصحة والجمعيات المهتمة بهذا المجال تقومان بواجباتهما، فلا يمكن في وضعية الهشاشة التي يتعايشون معها أن يكون عمل هذه المجموعات في إطار التطوع وإنما يجب أن تكون لديهم أجور شهرية قارة تُمكنهم من العيش بكرامة وهي تُعتبر من الأولويات".

في سياق متصل، أكّدت محدثتنا أنّ "العديد من المصابين والمصابات بهذا الفيروس عاجزون حتى على تسديد معاليم الكراء، والكثير منهم توقفوا عن العمل في العديد من المجالات ما جعلهم في وضع أكثر هشاشة".

أما بالنسبة للأدوية، أوضحت أنّه "صحيح أن وزارة الصحة وفرت الأدوية خاصة للأطفال في إطار البرنامج الوطني ولكن بقي دواء أو اثنين غير متوفرين ما يدفع بالوالدين إلى التقشف في استعمال الأدوية".

لا يتوقف الأمر عند هذه الإشكاليات فحسب، وفق قولها، "فالمتعايشون والمتعايشات يمرون بظروف اقتصادية صعبة أثرت على نسق علاجهم في ظل عجزهم حتى عن التنقل والالتزام بمواعيدهم الطبية مما سيؤثر حتما على تجاوز مرحلة العدوى لديهم وتخطي مرحلة نقل الفيروس من شخص إلى آخر".

وأضافت سهيلة بن سعيد "في ما يخص الأشخاص المتمتعين بالضمان الاجتماعي، فإن هذا الفيروس غير موجود بقائمة الأمراض المزمنة وهو ما يشكل عائقا لديهم للحصول على الدواء أو العلاج من هذا الفيروس أو حتى من الأمراض الأخرى".