إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ممنوع من الحياد: قف.. أقوى جيوش العالم تحارب غزة...

لا نعرف كيف ستدرس الحرب الراهنة بين الكيان الإسرائيلي مدعوما بالقوى الكبرى التي تواصل تعزيزاتها شرق المتوسط وبين حركة حماس احد الفصائل الفلسطينية المسلحة للمقاومة ضد آخر احتلال في عالم اليوم... ولكن ما نعلمه ونقرأه بين الأحداث إنها حرب ككل الحروب الإسرائيلية السابقة غير متكافئة ولا يمكن أن تكون متكافئة مع اختلاف مهم وخطير أن الكيان الإسرائيلي النووي وحلفاءه من الغرب لا يواجهون اليوم جيوشا عربية نظامية بدفاعاتها وإمكانياتها ومشاتها وقواتها الجوية، ولكن يواجهون حركة مسلحة لا يعرف لها موقع فهي خارج رادارات التجسس الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني وهي لا تظهر للأقمار الصناعية و لا احد يعرف عددها وإمكانياتها وحدود انتشارها أو ما لديها من سلاح...، ولكنها حركة استطاعت أن تلحق بإسرائيل واستخباراتها وجيشها اكبر صفعة في تاريخها منذ تأسيسها وهذا احد أسباب الرغبة الجارفة في الانتقام البربري من قطاع غزة بكل ما فيه من أطفال ونساء ورجال.. وأول واهم أهداف حكومة نتنياهو اليمينية الأمنية هو دفع أهالي غزة إلى النقمة على حماس وتحميلها مسؤولية الجحيم الذي يواجهونه.. ومن هنا أيضا تم إسقاط المناشير على غزة لدفع الأهالي للتعاون مع الاحتلال وتقديم أي معلومة يمكن أن تقود إلى تحرير الرهان بمقابل.. وكما كان متوقعا فشل الرهان الإسرائيلي ولم يستجب أهالي غزة المنكوبين إلى إغراءات الاحتلال الوضيعة وهم يواجهون القصف والموت ليلا نهارا .. والأرجح أن جيش الاحتلال كان يدرك مسبقا هذه النتيجة ولكنه كان فقط يريد أن يقول للغرب تحديدا انظروا إلى إنسانية الجيش الإسرائيلي وهي مسألة في الحقيقة ابعد ما تكون عن الحقيقة بعد أن كشف جيش الاحتلال عن كم الحقد والتعطش للدم والقتل في حق أهالي غزة.. النقطة التالية وقناعتنا هي الأهم في هذه الحرب غير المكافئة فترتبط بالسباق الحاصل بين القوى الغربية الكبرى لإرسال السفن الحربية والبوارج والطائرات الحربية وطائرات التجسس... وبعد حاملة الطائرات الأميركية.. يو اس إيزنهاور وقرار البنتاغون إرسال 900 من المشاة الأمريكية وتزويد تل أبيب بنظام دفاع صاروخي القبة الحديدية وبطاريات ثاد وباتريوت وغيرها أعلن ريشي سوناك، رئيس الوزراء البريطاني قرار لندن إرسال سفينتين تابعتين للبحرية الملكية وطائرات هليكوبتر ومراقبة لإسرائيل، وتقديم ألمانيا لطائرتين مسيّرتين... بدورها كشفت صحيفة التايمز البريطانية، إن لندن ستبدأ طلعات جوية للمراقبة والاستطلاع فوق إسرائيل، إظهارا لدعم المملكة المتحدة العسكري لتل أبيب، وبهدف طمأنتها ولتعزيز الاستقرار الإقليمي... والأمر ذاته ينسحب على ألمانيا التي أرسلت بتعزيزات عسكرية لإسرائيل... وهي تستعد لسن قانون يمنع منح الجنسية لكل من يتعاطف مع القضية الفلسطينية.. وتبقى عقدة الذنب من المحرقة اليهودية بوصلة ألمانيا في انتصارها لدموية إسرائيل.. مساعدات لا محدودة وغير مشروطة وهي مساعدات بلا قيد ولا شرط في كيفية استعمالها، واشنطن تتذرع بان هذه التعزيزات لمنع وردع أطراف إقليمية عن الانخراط في الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة... ولكن ما لم تقله ولن تقوله واشنطن أن هذه التعزيزات جاءت لتبقى وأن هدفها لا يمكن أن يكون لمحاربة حركة حماس والقضاء عليها.. ولا شك أن واشنطن التي خرجت من فيتنام مهزومة تماما كما خرجت من العراق بعد عشرين عاما من الفشل وهربت من أفغانستان وأعادت البلد إلى حركة طالبان التي أعلنت عليها الحرب واعتبرتها عدوها الأول تدرك جيدا أن الجيوش النظامية مهما بلغت قدراتهم العسكرية وإمكانياتها لم تكسب حربا على الجماعات المسلحة، ناهيك عندما يتعلق الأمر بالحديث عن استعادة حق تاريخي مسلوب يصر كل من واشنطن والغرب على إنكاره.. الحقيقة التالية التي لا تريد واشنطن أن تراها أن حماس التي أرادت إسرائيل تصوريها كعدو للشعب الفلسطيني تزداد شعبية اليوم في الضفة قبل القطاع والسبب بؤس السلطة وفشلها الذريع في تبني خطاب جامع لمختلف القوى الفلسطينية ولكن أيضا همجية ووحشية رد فعل الاحتلال وسياسة حرق الأخضر واليابس التي يمارسها لمشاركة علنية للغرب والتي تجعل أهالي غزة وهم الحقيقة الأسرى في القطاع المحاصر برا وبحرا وجوا والذين باتوا على قناعة أنهم أحياء أموات وأنه تستوي عندهم الموت والحياة وهم الذين فقدوا كل أمل في العيش الكريم... أخيرا وليس آخرا كشفت وول ستريت جورنال عن البنتاغون، أن سربا من طائرات A-10 وصل لقاعدة الظفرة في الإمارات لدعم إسرائيل وردع أي هجمات... وفي ذلك ما يعزز القناعة أكثر فأكثر أن العالم بكل جيوشه وعتاده يحارب غزة ويتجه إلى إلغاء القطاع من الخارطة إرضاء لأطماع وظلم الاحتلال الذي يخطط سرا وعلانية لإقامة دولة دينية وهو ما كشف عنه نتنياهو قبل أيام عندما كشف عن اعتزامه تحقيق حلم يشاع.. وهو الحلم الذي يمتد من النيل إلى الفرات... أخيرا وليس آخرا فكل المؤشرات تؤكد أن المعركة الراهنة ستكون طويلة ودموية ومدمرة.. والشيء الوحيد الواضح انه مهما كانت قوة إسرائيل فان القضاء على حماس حتى آخر عنصر فيها وهم.. والغرب يعلم انه وهم ولكنه يعطي إسرائيل فرصة الانتقام ومحو الهزيمة التي لحقتها بعد7 أكتوبر الجاري...، وهو وهم أيضا لان هذا الجيل الذي عاش محرقة غزة وشاهد عائلات بأكملها تباد عن بكرة أبيها ورأى بعينيه أهله يقتلون ويقصفون أحياء ويحاصرون في المساجد والكنائس ويحرم الأحياء فيه من الماء والدواء فيما يحرم الأموات حتى من الكفن والدفن..، لن ينسى وسيأتي جيل قد يتفوق على حماس جيل لا يمكن لا لناتنياهو ولا لبايدن ولا لبلينكن أو ماكرون التنبؤ بما يمكنه القيام به..

اسيا العتروس

 

 

ممنوع من الحياد: قف.. أقوى جيوش العالم تحارب غزة...

لا نعرف كيف ستدرس الحرب الراهنة بين الكيان الإسرائيلي مدعوما بالقوى الكبرى التي تواصل تعزيزاتها شرق المتوسط وبين حركة حماس احد الفصائل الفلسطينية المسلحة للمقاومة ضد آخر احتلال في عالم اليوم... ولكن ما نعلمه ونقرأه بين الأحداث إنها حرب ككل الحروب الإسرائيلية السابقة غير متكافئة ولا يمكن أن تكون متكافئة مع اختلاف مهم وخطير أن الكيان الإسرائيلي النووي وحلفاءه من الغرب لا يواجهون اليوم جيوشا عربية نظامية بدفاعاتها وإمكانياتها ومشاتها وقواتها الجوية، ولكن يواجهون حركة مسلحة لا يعرف لها موقع فهي خارج رادارات التجسس الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني وهي لا تظهر للأقمار الصناعية و لا احد يعرف عددها وإمكانياتها وحدود انتشارها أو ما لديها من سلاح...، ولكنها حركة استطاعت أن تلحق بإسرائيل واستخباراتها وجيشها اكبر صفعة في تاريخها منذ تأسيسها وهذا احد أسباب الرغبة الجارفة في الانتقام البربري من قطاع غزة بكل ما فيه من أطفال ونساء ورجال.. وأول واهم أهداف حكومة نتنياهو اليمينية الأمنية هو دفع أهالي غزة إلى النقمة على حماس وتحميلها مسؤولية الجحيم الذي يواجهونه.. ومن هنا أيضا تم إسقاط المناشير على غزة لدفع الأهالي للتعاون مع الاحتلال وتقديم أي معلومة يمكن أن تقود إلى تحرير الرهان بمقابل.. وكما كان متوقعا فشل الرهان الإسرائيلي ولم يستجب أهالي غزة المنكوبين إلى إغراءات الاحتلال الوضيعة وهم يواجهون القصف والموت ليلا نهارا .. والأرجح أن جيش الاحتلال كان يدرك مسبقا هذه النتيجة ولكنه كان فقط يريد أن يقول للغرب تحديدا انظروا إلى إنسانية الجيش الإسرائيلي وهي مسألة في الحقيقة ابعد ما تكون عن الحقيقة بعد أن كشف جيش الاحتلال عن كم الحقد والتعطش للدم والقتل في حق أهالي غزة.. النقطة التالية وقناعتنا هي الأهم في هذه الحرب غير المكافئة فترتبط بالسباق الحاصل بين القوى الغربية الكبرى لإرسال السفن الحربية والبوارج والطائرات الحربية وطائرات التجسس... وبعد حاملة الطائرات الأميركية.. يو اس إيزنهاور وقرار البنتاغون إرسال 900 من المشاة الأمريكية وتزويد تل أبيب بنظام دفاع صاروخي القبة الحديدية وبطاريات ثاد وباتريوت وغيرها أعلن ريشي سوناك، رئيس الوزراء البريطاني قرار لندن إرسال سفينتين تابعتين للبحرية الملكية وطائرات هليكوبتر ومراقبة لإسرائيل، وتقديم ألمانيا لطائرتين مسيّرتين... بدورها كشفت صحيفة التايمز البريطانية، إن لندن ستبدأ طلعات جوية للمراقبة والاستطلاع فوق إسرائيل، إظهارا لدعم المملكة المتحدة العسكري لتل أبيب، وبهدف طمأنتها ولتعزيز الاستقرار الإقليمي... والأمر ذاته ينسحب على ألمانيا التي أرسلت بتعزيزات عسكرية لإسرائيل... وهي تستعد لسن قانون يمنع منح الجنسية لكل من يتعاطف مع القضية الفلسطينية.. وتبقى عقدة الذنب من المحرقة اليهودية بوصلة ألمانيا في انتصارها لدموية إسرائيل.. مساعدات لا محدودة وغير مشروطة وهي مساعدات بلا قيد ولا شرط في كيفية استعمالها، واشنطن تتذرع بان هذه التعزيزات لمنع وردع أطراف إقليمية عن الانخراط في الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة... ولكن ما لم تقله ولن تقوله واشنطن أن هذه التعزيزات جاءت لتبقى وأن هدفها لا يمكن أن يكون لمحاربة حركة حماس والقضاء عليها.. ولا شك أن واشنطن التي خرجت من فيتنام مهزومة تماما كما خرجت من العراق بعد عشرين عاما من الفشل وهربت من أفغانستان وأعادت البلد إلى حركة طالبان التي أعلنت عليها الحرب واعتبرتها عدوها الأول تدرك جيدا أن الجيوش النظامية مهما بلغت قدراتهم العسكرية وإمكانياتها لم تكسب حربا على الجماعات المسلحة، ناهيك عندما يتعلق الأمر بالحديث عن استعادة حق تاريخي مسلوب يصر كل من واشنطن والغرب على إنكاره.. الحقيقة التالية التي لا تريد واشنطن أن تراها أن حماس التي أرادت إسرائيل تصوريها كعدو للشعب الفلسطيني تزداد شعبية اليوم في الضفة قبل القطاع والسبب بؤس السلطة وفشلها الذريع في تبني خطاب جامع لمختلف القوى الفلسطينية ولكن أيضا همجية ووحشية رد فعل الاحتلال وسياسة حرق الأخضر واليابس التي يمارسها لمشاركة علنية للغرب والتي تجعل أهالي غزة وهم الحقيقة الأسرى في القطاع المحاصر برا وبحرا وجوا والذين باتوا على قناعة أنهم أحياء أموات وأنه تستوي عندهم الموت والحياة وهم الذين فقدوا كل أمل في العيش الكريم... أخيرا وليس آخرا كشفت وول ستريت جورنال عن البنتاغون، أن سربا من طائرات A-10 وصل لقاعدة الظفرة في الإمارات لدعم إسرائيل وردع أي هجمات... وفي ذلك ما يعزز القناعة أكثر فأكثر أن العالم بكل جيوشه وعتاده يحارب غزة ويتجه إلى إلغاء القطاع من الخارطة إرضاء لأطماع وظلم الاحتلال الذي يخطط سرا وعلانية لإقامة دولة دينية وهو ما كشف عنه نتنياهو قبل أيام عندما كشف عن اعتزامه تحقيق حلم يشاع.. وهو الحلم الذي يمتد من النيل إلى الفرات... أخيرا وليس آخرا فكل المؤشرات تؤكد أن المعركة الراهنة ستكون طويلة ودموية ومدمرة.. والشيء الوحيد الواضح انه مهما كانت قوة إسرائيل فان القضاء على حماس حتى آخر عنصر فيها وهم.. والغرب يعلم انه وهم ولكنه يعطي إسرائيل فرصة الانتقام ومحو الهزيمة التي لحقتها بعد7 أكتوبر الجاري...، وهو وهم أيضا لان هذا الجيل الذي عاش محرقة غزة وشاهد عائلات بأكملها تباد عن بكرة أبيها ورأى بعينيه أهله يقتلون ويقصفون أحياء ويحاصرون في المساجد والكنائس ويحرم الأحياء فيه من الماء والدواء فيما يحرم الأموات حتى من الكفن والدفن..، لن ينسى وسيأتي جيل قد يتفوق على حماس جيل لا يمكن لا لناتنياهو ولا لبايدن ولا لبلينكن أو ماكرون التنبؤ بما يمكنه القيام به..

اسيا العتروس

 

 

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews