إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

المخرج السينمائي عبد الله شامخ لـ"الصباح": الدورة الثّالثة لسينما المخبر تتماهى والوجع الفلسطيني وتناقش تهديدات الصورة..

 

 

الثقافة حق وليست مجرد ترفيه ونحن اليوم في مرحلة تخدير

 

تونس - الصباح

 

افتتحت السبت 28 أكتوبر الحالي الدورة الثّالثة لسينما المخبر "Ciné Labo"بولاية باجة وتتواصل هذه التظاهرة السينمائية والتي كانت دورتها الأولى سنة 2017 إلى غاية 3 نوفمبر المقبل بدعم من المركز الوطني للسينما والصورة وبالشراكة مع جمعية البديل الشبابي والمندوبية الجهوية للشباب بباجة والفضاء الثّقافي "NOOS" والجامعة التّونسية للسينمائيين الهواة "FTCA".

 

وافتتح فيلم "عيد ميلاد ليلى"' للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الدورة الثالثة لسينما المخبرتماهيا مع الراهن الموجع للشعب الفلسطيني وهذا الخيار أراد من خلاله مؤسس سينما المخبر المخرج عبد الله شامخ التأكيد على دور هذه المبادرات الفنية من منطلق أنها أكثر أشكال المقاومة الثقافية تأُثيرا في ظل خطر الصورة والتكنولوجيات الحديثة وانعكاساتها السلبية في صورة توظيفها الخاطئ على أفكار فئة اليافعين والشباب. وهذه الرسالة الفنية تنسحب كذلك على دلالة المعلقة الرسمية للدورة الثالثة من سينما المخبر وحملت ملامحها خيوط الهوية الممزوجة بمعاني موجعة لراهننا مع الكثير من الشجاعة والأمل أداته المثلى التربية الفكرية والثقافية لجيل يخطو نحو المستقبل.

 

الافتتاح فلسطيني

 

"عيد ميلاد ليلى" خيار له أكثر من دلالة في افتتاح سينما المخبر فأبو ليلى وهو قاضي سابق يعمل سائق أجرة عاد لفلسطين وهو يحلم بالمساعدة في إعادة إعمار وطنه. يحاول في أحداث الفيلم العودة إلى بيته باكرا للاحتفال بعيد الميلاد السابع لابنته الوحيدة "ليلى" غير أن طريقه لتحقيق هذه الرغبة الأبوية البسيطة لم يكن سهلا لمواطن ينتهك بلده ويغتصب من المحتل الإسرائيلي الخاشم.

 

الدورة الثالثة من سينما المخبر من 28 أكتوبر إلى 3 نوفمبر 2023 بولاية باجة تشمل ورشات تكوينيّة في السينما والصورة، عروض أفلام في المقاهي الشعبية (سيني كافي)، مخيم الفوتوغرافيا وندوات فكرية مشفوعة بجلسات نقاش وحوار.

 

يقول المخرج عبد الله شامخ مؤسس هذه المبادرة والذي يتطلع لإنشاء 120 مشروع لسينما المخبر في كامل البلاد والوصول لأكثر من 14 ألف تلميذ في حديثه لـ"الصباح" أن اختيار ولاية باجة للدورة الثالثة من التظاهرة يدعم جوهر المبادرة القائم على اللامركزية الثقافية.

 

 فدورة 2017 كانت في ولايتي تطاوين ومدنين ثم سنة 2021 استقبلت ولايتي القصرين وسيدي بوزيد سينما المخبر في دورته الثانية وهذه النسخة الجديدة ستكون في باجة التي تفتقر لفضاءات وبرامج مخصصة للسينما مقارنة بفنون أخرى مشددا على أن الهدف الأساسي من سينما المخبر هو التفكير مع مختلف الأطراف المعنية في قطاعي الثقافة والتربية والتعليم في دور الصورة في بناء المعرفة عند الشباب ومن بينهم التّلميذ بالفضاء التربوي والطالب في الجامعة لذلك يعمل في هذه الدورة على انشاء نادي للسينما في باجة بالتعاون مع الجامعة التّونسية للسينمائيين الهواة "FTCA".

 

ويتطلع عبد الله شامخ من خلال مشروعه سينما المخبر والذي يعمل على تفاصيله على امتداد خمس سنوات رغم الإمكانيات المالية واللوجستية المتواضعة إلى تمكين الشباب من كيفية صناعة الصورة وآليات تحليلها وذلك عبر تكوين عدد من المربيين والتلاميذ في إطار ورشات تعليمية وتطبيقية مخصصةللإنتاج السّينمائي الموجه لمربي وتلاميذ المدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية وهو مشروع يمنح اليافعين مساحة للخلق والابداع واستيعاب التطورات التكنولوجية وثقافة الصورة وإدراك دلالاتها.

 

وعن الواقع الثقافي الحالي والعقبات التي عرقلت مشروع سينما المخبر شدد المخرج السينمائي عبد الله شامخ على ضرورة أن تتبنى الدولة المبادرات الثقافية الخاصة في ظل غياب سياسة ثقافية واضحة المعالم للبلاد والتعامل مع الثقافة كحق لا مجرد ترفيه معتبرا المشهد الثقافي الراهن في حالة تخدير فمند سنة 2011 لم تتماه التعبيرات الفنية والثقافية مع التغيير السياسي والاجتماعي في البلاد ولم نعرف بعد ثورة ثقافية وبالتالي مازالت تحكمنا قوانين رجعية متكلسة وعلينا سريعا القطع مع ثقافة تقتلها البيروقراطية.

 

وأقر عبد الله شامخ صاحب مشروع سينما المخبر أنه يستعد لتأسيس جمعية

 

المنتدى التونسي للحقوق الثقافية وسيسعى من خلالها لاتفاقيات شراكة تدعم تحقيق أهدافه من نشر لثقافة الصورة في مختلف المدارس والمؤسسات التربوية داخل البلاد والعمل على أن يدرج تعليم الصورة في الاستشارة الوطنية للإصلاح التربوي فاليوم كل العالم أصبح يعتمد الصورة في تدريس الأطفال وأمام زحف التكنولوجيات الحديثة والتهديدات المتعلقة بكيفية تأثير الميديا والآخر على هويتنا وثقافتنا من المهم والعاجل التعامل بجدية أكبر مع علاقة أطفالنا بالصورة.

 

نجلاء قموع

المخرج السينمائي عبد الله شامخ لـ"الصباح":    الدورة الثّالثة لسينما المخبر تتماهى والوجع الفلسطيني وتناقش تهديدات الصورة..

 

 

الثقافة حق وليست مجرد ترفيه ونحن اليوم في مرحلة تخدير

 

تونس - الصباح

 

افتتحت السبت 28 أكتوبر الحالي الدورة الثّالثة لسينما المخبر "Ciné Labo"بولاية باجة وتتواصل هذه التظاهرة السينمائية والتي كانت دورتها الأولى سنة 2017 إلى غاية 3 نوفمبر المقبل بدعم من المركز الوطني للسينما والصورة وبالشراكة مع جمعية البديل الشبابي والمندوبية الجهوية للشباب بباجة والفضاء الثّقافي "NOOS" والجامعة التّونسية للسينمائيين الهواة "FTCA".

 

وافتتح فيلم "عيد ميلاد ليلى"' للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الدورة الثالثة لسينما المخبرتماهيا مع الراهن الموجع للشعب الفلسطيني وهذا الخيار أراد من خلاله مؤسس سينما المخبر المخرج عبد الله شامخ التأكيد على دور هذه المبادرات الفنية من منطلق أنها أكثر أشكال المقاومة الثقافية تأُثيرا في ظل خطر الصورة والتكنولوجيات الحديثة وانعكاساتها السلبية في صورة توظيفها الخاطئ على أفكار فئة اليافعين والشباب. وهذه الرسالة الفنية تنسحب كذلك على دلالة المعلقة الرسمية للدورة الثالثة من سينما المخبر وحملت ملامحها خيوط الهوية الممزوجة بمعاني موجعة لراهننا مع الكثير من الشجاعة والأمل أداته المثلى التربية الفكرية والثقافية لجيل يخطو نحو المستقبل.

 

الافتتاح فلسطيني

 

"عيد ميلاد ليلى" خيار له أكثر من دلالة في افتتاح سينما المخبر فأبو ليلى وهو قاضي سابق يعمل سائق أجرة عاد لفلسطين وهو يحلم بالمساعدة في إعادة إعمار وطنه. يحاول في أحداث الفيلم العودة إلى بيته باكرا للاحتفال بعيد الميلاد السابع لابنته الوحيدة "ليلى" غير أن طريقه لتحقيق هذه الرغبة الأبوية البسيطة لم يكن سهلا لمواطن ينتهك بلده ويغتصب من المحتل الإسرائيلي الخاشم.

 

الدورة الثالثة من سينما المخبر من 28 أكتوبر إلى 3 نوفمبر 2023 بولاية باجة تشمل ورشات تكوينيّة في السينما والصورة، عروض أفلام في المقاهي الشعبية (سيني كافي)، مخيم الفوتوغرافيا وندوات فكرية مشفوعة بجلسات نقاش وحوار.

 

يقول المخرج عبد الله شامخ مؤسس هذه المبادرة والذي يتطلع لإنشاء 120 مشروع لسينما المخبر في كامل البلاد والوصول لأكثر من 14 ألف تلميذ في حديثه لـ"الصباح" أن اختيار ولاية باجة للدورة الثالثة من التظاهرة يدعم جوهر المبادرة القائم على اللامركزية الثقافية.

 

 فدورة 2017 كانت في ولايتي تطاوين ومدنين ثم سنة 2021 استقبلت ولايتي القصرين وسيدي بوزيد سينما المخبر في دورته الثانية وهذه النسخة الجديدة ستكون في باجة التي تفتقر لفضاءات وبرامج مخصصة للسينما مقارنة بفنون أخرى مشددا على أن الهدف الأساسي من سينما المخبر هو التفكير مع مختلف الأطراف المعنية في قطاعي الثقافة والتربية والتعليم في دور الصورة في بناء المعرفة عند الشباب ومن بينهم التّلميذ بالفضاء التربوي والطالب في الجامعة لذلك يعمل في هذه الدورة على انشاء نادي للسينما في باجة بالتعاون مع الجامعة التّونسية للسينمائيين الهواة "FTCA".

 

ويتطلع عبد الله شامخ من خلال مشروعه سينما المخبر والذي يعمل على تفاصيله على امتداد خمس سنوات رغم الإمكانيات المالية واللوجستية المتواضعة إلى تمكين الشباب من كيفية صناعة الصورة وآليات تحليلها وذلك عبر تكوين عدد من المربيين والتلاميذ في إطار ورشات تعليمية وتطبيقية مخصصةللإنتاج السّينمائي الموجه لمربي وتلاميذ المدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية وهو مشروع يمنح اليافعين مساحة للخلق والابداع واستيعاب التطورات التكنولوجية وثقافة الصورة وإدراك دلالاتها.

 

وعن الواقع الثقافي الحالي والعقبات التي عرقلت مشروع سينما المخبر شدد المخرج السينمائي عبد الله شامخ على ضرورة أن تتبنى الدولة المبادرات الثقافية الخاصة في ظل غياب سياسة ثقافية واضحة المعالم للبلاد والتعامل مع الثقافة كحق لا مجرد ترفيه معتبرا المشهد الثقافي الراهن في حالة تخدير فمند سنة 2011 لم تتماه التعبيرات الفنية والثقافية مع التغيير السياسي والاجتماعي في البلاد ولم نعرف بعد ثورة ثقافية وبالتالي مازالت تحكمنا قوانين رجعية متكلسة وعلينا سريعا القطع مع ثقافة تقتلها البيروقراطية.

 

وأقر عبد الله شامخ صاحب مشروع سينما المخبر أنه يستعد لتأسيس جمعية

 

المنتدى التونسي للحقوق الثقافية وسيسعى من خلالها لاتفاقيات شراكة تدعم تحقيق أهدافه من نشر لثقافة الصورة في مختلف المدارس والمؤسسات التربوية داخل البلاد والعمل على أن يدرج تعليم الصورة في الاستشارة الوطنية للإصلاح التربوي فاليوم كل العالم أصبح يعتمد الصورة في تدريس الأطفال وأمام زحف التكنولوجيات الحديثة والتهديدات المتعلقة بكيفية تأثير الميديا والآخر على هويتنا وثقافتنا من المهم والعاجل التعامل بجدية أكبر مع علاقة أطفالنا بالصورة.

 

نجلاء قموع