إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

يوفر للقارة الإفريقية حوالي 5 مليار دولار سنويًا.. هل تنخرط تونس في نظام الدفع والتسوية"PAPSS" ؟

 

الرئيس التنفيذي لنظام "PAPSS" لـ"الصباح": نظام "بابس" سيتيح لبلدان إفريقيا التدفق الفعال للأموال عبر حدود القارة

 

مسؤول بوزارة التجارة لـ"الصباح": المحادثات في مراحلها الأخيرة ونرنو إلى إمضاء الاتفاقية

 

أعلن البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد "افركسيم بنك" وأمانة منطقة التجارة الحرة الإفريقية، منذ جانفي 2022 من العاصمة الغانية "أكرا" الانطلاق الرسمي لنظام الدفع والتسوية لعموم إفريقيا"PAPSS".

من جهته، أفاد "مايك أوجبالو  Mike Ogbalu" الرئيس التنفيذي لنظام المدفوعات والتسويات الإفريقية "PAPSS" في حوار مع "الصباح" أن هناك 9 دول انضمت إلى نظام الدفع والتسوية الأفريقي "PAPSS" ، وهي غانا ونيجيريا وغامبيا وغينيا وسيراليون وليبيريا ومن ثم زيمبابوي وزامبيا وجيبوتي، بالإضافة إلى وجود مناقشات مُتقدمة مع دول أخرى بما فيها تونس إذ تم تنظيم لقاء في الغرض مع الأطراف المعنية بتونس منذ أشهر، مُعبّرا عن رغبته في أن تنخرط بلادنا في هذه المنظومة.

وأضاف أن العمل جار في الغرض ومن المتوقع التحاق 20 دولة بنظام الدفع والتسوية الأفريقي "PAPSS" بحلول نهاية العام الجاري وذلك عبر العمل مع البنوك المركزية لتطوير آلية سعر الصرف من أجل أن تكون عملات إفريقيا البالغ عددها 42 عملة قابلة للتحويل فيما بينها، مُشيرا إلى أنّ إطلاق هذا النظام يوفر للقارة ما يقارب 5 مليار دولار سنويًا، وهو معدل مقدار تكاليف تحويل العملات الأجنبية لإفريقيا.

وواصل بالقول: "هناك شيء واحد نتفق حوله جميعا وهو أن هناك حاجة إلى خلق نظام يُمكّن أفريقيا بأن تحدد مصيرها بأيديها."

تعزيز التجارة بين البلدان الإفريقية

وفي سياق متصل، أفاد مُحدّثنا أنّ نظام PAPSS يُعدّ "جهدًا رائدًا" من أجل تحقيق نظام المدفوعات والتسويات لإفريقيا بهدف تخفيف الضغط على الحسابات الجارية وخفض سيولة صرف النقد الأجنبي وزيادة الشفافية، مما يؤدي إلى مزيد من الرقابة على المعاملات عبر الحدود، ويخلق مزيدًا من الثقة ويزيد من إمكانية توليد الإيرادات وتعزيز الشمول المالي وتحسين النمو الاقتصادي وسيعمل كمنصة على مستوى القارة من أجل تقليل تكلفة المدفوعات عبر الحدود وتعزيز التجارة بين البلدان الإفريقية والمدفوعات التجارية ويخلق بنية تحتية مشتركة للسوق الأفريقية تكون متاحة لجميع الأطراف الفاعلة من حكومات وبنوك ومُقدمي خدمات الدفع إلى الشركات والمؤسسات الصغيرة والأفراد، مُؤكدا أن تطوير البنية التحتية للمدفوعات في عموم إفريقيا أصبح ممكناً بفضل بعض المؤسسات الرائدة في القارة.

هذا ويجري تنفيذ البنية التحتية للنظام الجديد بالتعاون مع أمانة منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية بدعم من الاتحاد الإفريقي إضافة إلى أنه قد تمّ تشغيل نظام PAPSS  بعد مرحلة تجريبية ناجحة في بلدان المنطقة النقدية لغرب إفريقيا، وفق "مايك أوجبالوMike Ogbalu"

كما ذكّر بما عاشته القارة الإفريقية على مدى العامين الماضيين تحت وطأة تحديات جائحة "كوفيد -19" التي أدت إلى غلق الحدود وفرض القيود إضافة إلى التبعات السلبية للنزاع الروسي-الأوكراني على سلاسل الإمداد عالميا (من السلع والمواد الخام) والتي دفعت "أفريكسيم بنك" إلى فتح آفاق جديدة بين الدول الأفريقية لتعزيز المصالح المشتركة تحسبا من وجود توترات عالمية جديدة وتفادي تبعاتها على القارة الأفريقية، ما يتطلب إيجاد حلول بديلة، حسب تعبيره. وعرّج بذلك إلى ما سعى إليه من وصفهم بـ"أبطال نضال التحرير في القارة الإفريقية منذ أكثر من 60 عامًا حتى تكون هنالك سوق مُتكاملة في إفريقيا"، وقال: "هذا اليوم سيتحول إلى حقيقة عبر الإطلاق التجاري لنظام الدفع والتسوية للبلدان الإفريقية  (PAPSS)   مما سيتيح للبلدان الأفريقية التدفق الفعال للأموال عبر الحدود الأفريقية، وسيقلل المخاطر ويساهم في التكامل المالي عبر المناطق".

إجراءات مُؤمنة ومضمونة

من جهة أخرى، أكّد "مايك أوجبالو  Mike Ogbalu" أنّ نظام (PAPSS) يُعدّ حلًا موثوقًا وفعالًا من حيث تكلفة المدفوعات الفورية، كما أنه نظام "مُؤمن ضدّ كلّ الاختراقات الممكنة" وقائم على بنية تحتية آمنة، تتضمن أنظمة الأمن السيبرني ومُحاربة الاحتيال المدعومة بالتحليلات السلوكية وقدرات التعلم الآلي. وأضاف أنّ الإجراءات مؤمنة ومضمونة للبنوك التجارية والبنوك الأخرى حيث تكون الأموال المطلوبة لإتمام الصفقة في عهدة (PAPSS) الى حين استكمال المعاملة، مما يوفر حماية أكبر للمشترين والبائعين الذين يتداولون بهذا النظام، وكذلك تنظيم المدفوعات.

ويعمل (PAPSS) بالتعاون مع البنوك المركزية في إفريقيا، إذْ تلعب هذه البنوك دورًا مزدوجًا في نظام" PAPSS"  من ناحية كوكيل تسوية وطني لكل بلد من خلال عضوية التسوية وأيضًا كمشارك مباشر مع تمتعها بجميع المزايا التي يتمتع بها المشاركون المباشرون في "PAPSS".

تمويل فوري

وهذا النظام، حسب "مايك أوجبالو  Mike Ogbalu" ، يتميز بتمويل فوري وغير قابل للإلغاء لحسابات العملاء مع تأكيد فوري لكل من الجهة المنشئة والمستفيد، حيث توفر الخدمة على مدار الساعة، طيلة أيام السنة، كما يتيح معيار الرسائل العالمي (ISO 20022) التوافقية ونقل مجموعات البيانات الكبيرة والبيانات الغنية لمعلومات الدفع والتحويلات.. كما يرتكز هذا النظام على تمكين البنوك والمؤسسات المالية الأخرى التي تقدم خدمات الدفع من الخصم المباشر عبر الحدود لعملائها (الشركات الكبيرة والجمعيات التعاونية ومقدمي الخدمات،...) ويسهل الفوترة وتحصيل الأموال في الوقت الفعلي بمرونة.

ويحتاج PAPSS إلى ضمان تسوية سريعة في غضون 24 ساعة ويتم إجراء صافي التسوية عبر جميع البنوك المركزية المشاركة في نفس التوقيت  11.00 يوميا، وفي نهاية اليوم (حاليًا 11 صباحًا بالتوقيت العالمي المنسق)، يحدد PAPSS صافي المركز المالي بالعملة المحلية لجميع البنوك المركزية المشاركة. كما هو الحال مع عملية التمويل المسبق، إذ يتم إرسال الإخطارات عبر نظام مراسلةISO 20022 ، لإخطار PAPSS والمعنيين بحالة كل مرحلة من مراحل المعاملة.

ويعمل نظام "PAPSS" من أجل تمكين المدفوعات الفورية عبر الحدود الأفريقية بالعملة المحلية، ويدعم ثلاث عمليات أساسية تتمثل في: الدفع الفوري حيث لم يعد المشاركون بحاجة إلى تحويل العملات المحلية إلى عملات صعبة مما يستلزم مغادرة الأموال من إفريقيا ليتم تحويلها قبل إرسالها مرة أخرى إلى البنك المستفيد – مما يضيف أيام إلى وقت المعاملة. بالإضافة إلى ذلك، يتم إجراء عمليات التحقق من الامتثال والقانون والعقوبات على الفور داخل النظام لتتم معالجة المدفوعات شبه الفورية في غضون 120 ثانية.

وفي سياق آخر، أكّد "مايك أوجبالو  Mike Ogbalu" أنّ مجلس إدارة نظام "PAPSS" مستقل ويضمّ محافظي بنوك مركزية ويعتبر نوعا من الرقابة على النظام.

أين وصلت المُحادثات مع تونس؟

حول هذا الموضوع، تحدّثت "الصباح" مع مدير تنمية التجارة الالكترونية والاقتصاد اللامادي بوزارة التجارة وتنمية الصادرات خباب الحذري.

وقد اعتبر محدثنا أنّ مشروع المنطقة القارية الإفريقية للتبادل الحر "ZLECAF"  "مشروع طموح" من شأنه تنمية المبادلات بالقارة الإفريقية ومن ضمن نقاطه بروتوكول خاص بالتجارة الرقمية ضمن محاوره الرقمنة وتنمية قطاع التجارة الرقمية، سواء على مستوى الإدارة الالكترونية أو العلاقات بين المستهلك والمؤسسة أو عبر الفضاء الرقمي، إضافة إلى مسألة الدفع الالكتروني واستعمال المنظومات المُجددة في مجال الدفع ومن بينها نظام المدفوعات والتسويات الإفريقية "PAPSS".

وأوضح أن هذا النظام من بين الأنظمة التي من دورها تحويل المدفوعات الحدودية الإفريقية بهدف تنسيق تحويل الدفوعات بين الدول ومختلف المتداخلين.

وعن دعوة تونس للانخراط في نظام المدفوعات والتسويات الإفريقية "PAPSS"، أعلن أنّ المحادثات في مراحلها الأخيرة، مُشيرا إلى "وجود عديد المتداخلين في تونس من بينها وزارة تكنولوجيا الاتصال والبنك المركزي..".

وواصل الحذري بالقول: "إنشاء الله يكون البروتوكول هذا في صالح تونس على أن يُمكّن المؤسسات الناشئة من أن تكون السوق الإفريقية سوقا لترويج منتوجاتهم وخدماتهم خاصة وأنّ مؤسسات تونسية عدّة تستثمر في إفريقيا ونظام "PAPSS" من شأنه أن يُحفّزهم لتطوير مبيعاتهم بالقارة الإفريقية".

كما أعلن أن هذا النظام في إطار الدراسة مع البنك المركزي، مُضيفا أنّ الأمر يتطلب من البنوك اعتماد نظام المدفوعات والتسويات الإفريقية كغيره من المنظومات الأخرى على أن يكون حلقة وصل مع الخارج بهدف تسهيل الدفع سواء في مجال التجارة الدولية وحتى في مجال التجارة الالكترونية"

وختم الحذري بالقول: "نتمنى أن نصل إلى إمضاء اتفاقية في الغرض ليتم بذلك تفعيل نظام المدفوعات والتسويات الإفريقية "PAPSS" مثلما هو الشأن بالنسبة للانضمام لاتفاقية "زليكاف" والتي مكنت تونس من عديد الامتيازات.

"زليكاف"

وتضم المنطقة القارية الإفريقية للتبادل الحر "زليكاف" أكبر عدد من الدول الأعضاء في العالم منذ إنشاء المنظمة العالمية للتجارة إذ يبلغ عدد الدول المصادقة اليوم 30 بلدا. وتجدر الإشارة إلى أن الاتفاقية دخلت حيز التنفيذ رسميًا في 30 ماي سنة 2019، أما بالنسبة لتونس فبعد مفاوضات مكثفة، تم التوقيع على الاتفاقية في 21 مارس 2018 من قبل الحكومة التونسية في كيغالي، وتوجت بالمصادقة عليها من قبل مجلس نواب الشعب في 22 جويلية 2020.

وتركز المنطقة القاريّة الأفريقية للتبادل الحر على إزالة كافة الحواجز الجمركية بين دول القارة قصد تحرير حركة البضائع والخدمات مع منح الحكومات هامشا لتطبيق سياسات اقتصادية تتماشى مع ظروف كل دولة.

عبير الطرابلسي

يوفر للقارة الإفريقية حوالي 5 مليار دولار سنويًا..   هل تنخرط تونس في نظام الدفع والتسوية"PAPSS" ؟

 

الرئيس التنفيذي لنظام "PAPSS" لـ"الصباح": نظام "بابس" سيتيح لبلدان إفريقيا التدفق الفعال للأموال عبر حدود القارة

 

مسؤول بوزارة التجارة لـ"الصباح": المحادثات في مراحلها الأخيرة ونرنو إلى إمضاء الاتفاقية

 

أعلن البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد "افركسيم بنك" وأمانة منطقة التجارة الحرة الإفريقية، منذ جانفي 2022 من العاصمة الغانية "أكرا" الانطلاق الرسمي لنظام الدفع والتسوية لعموم إفريقيا"PAPSS".

من جهته، أفاد "مايك أوجبالو  Mike Ogbalu" الرئيس التنفيذي لنظام المدفوعات والتسويات الإفريقية "PAPSS" في حوار مع "الصباح" أن هناك 9 دول انضمت إلى نظام الدفع والتسوية الأفريقي "PAPSS" ، وهي غانا ونيجيريا وغامبيا وغينيا وسيراليون وليبيريا ومن ثم زيمبابوي وزامبيا وجيبوتي، بالإضافة إلى وجود مناقشات مُتقدمة مع دول أخرى بما فيها تونس إذ تم تنظيم لقاء في الغرض مع الأطراف المعنية بتونس منذ أشهر، مُعبّرا عن رغبته في أن تنخرط بلادنا في هذه المنظومة.

وأضاف أن العمل جار في الغرض ومن المتوقع التحاق 20 دولة بنظام الدفع والتسوية الأفريقي "PAPSS" بحلول نهاية العام الجاري وذلك عبر العمل مع البنوك المركزية لتطوير آلية سعر الصرف من أجل أن تكون عملات إفريقيا البالغ عددها 42 عملة قابلة للتحويل فيما بينها، مُشيرا إلى أنّ إطلاق هذا النظام يوفر للقارة ما يقارب 5 مليار دولار سنويًا، وهو معدل مقدار تكاليف تحويل العملات الأجنبية لإفريقيا.

وواصل بالقول: "هناك شيء واحد نتفق حوله جميعا وهو أن هناك حاجة إلى خلق نظام يُمكّن أفريقيا بأن تحدد مصيرها بأيديها."

تعزيز التجارة بين البلدان الإفريقية

وفي سياق متصل، أفاد مُحدّثنا أنّ نظام PAPSS يُعدّ "جهدًا رائدًا" من أجل تحقيق نظام المدفوعات والتسويات لإفريقيا بهدف تخفيف الضغط على الحسابات الجارية وخفض سيولة صرف النقد الأجنبي وزيادة الشفافية، مما يؤدي إلى مزيد من الرقابة على المعاملات عبر الحدود، ويخلق مزيدًا من الثقة ويزيد من إمكانية توليد الإيرادات وتعزيز الشمول المالي وتحسين النمو الاقتصادي وسيعمل كمنصة على مستوى القارة من أجل تقليل تكلفة المدفوعات عبر الحدود وتعزيز التجارة بين البلدان الإفريقية والمدفوعات التجارية ويخلق بنية تحتية مشتركة للسوق الأفريقية تكون متاحة لجميع الأطراف الفاعلة من حكومات وبنوك ومُقدمي خدمات الدفع إلى الشركات والمؤسسات الصغيرة والأفراد، مُؤكدا أن تطوير البنية التحتية للمدفوعات في عموم إفريقيا أصبح ممكناً بفضل بعض المؤسسات الرائدة في القارة.

هذا ويجري تنفيذ البنية التحتية للنظام الجديد بالتعاون مع أمانة منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية بدعم من الاتحاد الإفريقي إضافة إلى أنه قد تمّ تشغيل نظام PAPSS  بعد مرحلة تجريبية ناجحة في بلدان المنطقة النقدية لغرب إفريقيا، وفق "مايك أوجبالوMike Ogbalu"

كما ذكّر بما عاشته القارة الإفريقية على مدى العامين الماضيين تحت وطأة تحديات جائحة "كوفيد -19" التي أدت إلى غلق الحدود وفرض القيود إضافة إلى التبعات السلبية للنزاع الروسي-الأوكراني على سلاسل الإمداد عالميا (من السلع والمواد الخام) والتي دفعت "أفريكسيم بنك" إلى فتح آفاق جديدة بين الدول الأفريقية لتعزيز المصالح المشتركة تحسبا من وجود توترات عالمية جديدة وتفادي تبعاتها على القارة الأفريقية، ما يتطلب إيجاد حلول بديلة، حسب تعبيره. وعرّج بذلك إلى ما سعى إليه من وصفهم بـ"أبطال نضال التحرير في القارة الإفريقية منذ أكثر من 60 عامًا حتى تكون هنالك سوق مُتكاملة في إفريقيا"، وقال: "هذا اليوم سيتحول إلى حقيقة عبر الإطلاق التجاري لنظام الدفع والتسوية للبلدان الإفريقية  (PAPSS)   مما سيتيح للبلدان الأفريقية التدفق الفعال للأموال عبر الحدود الأفريقية، وسيقلل المخاطر ويساهم في التكامل المالي عبر المناطق".

إجراءات مُؤمنة ومضمونة

من جهة أخرى، أكّد "مايك أوجبالو  Mike Ogbalu" أنّ نظام (PAPSS) يُعدّ حلًا موثوقًا وفعالًا من حيث تكلفة المدفوعات الفورية، كما أنه نظام "مُؤمن ضدّ كلّ الاختراقات الممكنة" وقائم على بنية تحتية آمنة، تتضمن أنظمة الأمن السيبرني ومُحاربة الاحتيال المدعومة بالتحليلات السلوكية وقدرات التعلم الآلي. وأضاف أنّ الإجراءات مؤمنة ومضمونة للبنوك التجارية والبنوك الأخرى حيث تكون الأموال المطلوبة لإتمام الصفقة في عهدة (PAPSS) الى حين استكمال المعاملة، مما يوفر حماية أكبر للمشترين والبائعين الذين يتداولون بهذا النظام، وكذلك تنظيم المدفوعات.

ويعمل (PAPSS) بالتعاون مع البنوك المركزية في إفريقيا، إذْ تلعب هذه البنوك دورًا مزدوجًا في نظام" PAPSS"  من ناحية كوكيل تسوية وطني لكل بلد من خلال عضوية التسوية وأيضًا كمشارك مباشر مع تمتعها بجميع المزايا التي يتمتع بها المشاركون المباشرون في "PAPSS".

تمويل فوري

وهذا النظام، حسب "مايك أوجبالو  Mike Ogbalu" ، يتميز بتمويل فوري وغير قابل للإلغاء لحسابات العملاء مع تأكيد فوري لكل من الجهة المنشئة والمستفيد، حيث توفر الخدمة على مدار الساعة، طيلة أيام السنة، كما يتيح معيار الرسائل العالمي (ISO 20022) التوافقية ونقل مجموعات البيانات الكبيرة والبيانات الغنية لمعلومات الدفع والتحويلات.. كما يرتكز هذا النظام على تمكين البنوك والمؤسسات المالية الأخرى التي تقدم خدمات الدفع من الخصم المباشر عبر الحدود لعملائها (الشركات الكبيرة والجمعيات التعاونية ومقدمي الخدمات،...) ويسهل الفوترة وتحصيل الأموال في الوقت الفعلي بمرونة.

ويحتاج PAPSS إلى ضمان تسوية سريعة في غضون 24 ساعة ويتم إجراء صافي التسوية عبر جميع البنوك المركزية المشاركة في نفس التوقيت  11.00 يوميا، وفي نهاية اليوم (حاليًا 11 صباحًا بالتوقيت العالمي المنسق)، يحدد PAPSS صافي المركز المالي بالعملة المحلية لجميع البنوك المركزية المشاركة. كما هو الحال مع عملية التمويل المسبق، إذ يتم إرسال الإخطارات عبر نظام مراسلةISO 20022 ، لإخطار PAPSS والمعنيين بحالة كل مرحلة من مراحل المعاملة.

ويعمل نظام "PAPSS" من أجل تمكين المدفوعات الفورية عبر الحدود الأفريقية بالعملة المحلية، ويدعم ثلاث عمليات أساسية تتمثل في: الدفع الفوري حيث لم يعد المشاركون بحاجة إلى تحويل العملات المحلية إلى عملات صعبة مما يستلزم مغادرة الأموال من إفريقيا ليتم تحويلها قبل إرسالها مرة أخرى إلى البنك المستفيد – مما يضيف أيام إلى وقت المعاملة. بالإضافة إلى ذلك، يتم إجراء عمليات التحقق من الامتثال والقانون والعقوبات على الفور داخل النظام لتتم معالجة المدفوعات شبه الفورية في غضون 120 ثانية.

وفي سياق آخر، أكّد "مايك أوجبالو  Mike Ogbalu" أنّ مجلس إدارة نظام "PAPSS" مستقل ويضمّ محافظي بنوك مركزية ويعتبر نوعا من الرقابة على النظام.

أين وصلت المُحادثات مع تونس؟

حول هذا الموضوع، تحدّثت "الصباح" مع مدير تنمية التجارة الالكترونية والاقتصاد اللامادي بوزارة التجارة وتنمية الصادرات خباب الحذري.

وقد اعتبر محدثنا أنّ مشروع المنطقة القارية الإفريقية للتبادل الحر "ZLECAF"  "مشروع طموح" من شأنه تنمية المبادلات بالقارة الإفريقية ومن ضمن نقاطه بروتوكول خاص بالتجارة الرقمية ضمن محاوره الرقمنة وتنمية قطاع التجارة الرقمية، سواء على مستوى الإدارة الالكترونية أو العلاقات بين المستهلك والمؤسسة أو عبر الفضاء الرقمي، إضافة إلى مسألة الدفع الالكتروني واستعمال المنظومات المُجددة في مجال الدفع ومن بينها نظام المدفوعات والتسويات الإفريقية "PAPSS".

وأوضح أن هذا النظام من بين الأنظمة التي من دورها تحويل المدفوعات الحدودية الإفريقية بهدف تنسيق تحويل الدفوعات بين الدول ومختلف المتداخلين.

وعن دعوة تونس للانخراط في نظام المدفوعات والتسويات الإفريقية "PAPSS"، أعلن أنّ المحادثات في مراحلها الأخيرة، مُشيرا إلى "وجود عديد المتداخلين في تونس من بينها وزارة تكنولوجيا الاتصال والبنك المركزي..".

وواصل الحذري بالقول: "إنشاء الله يكون البروتوكول هذا في صالح تونس على أن يُمكّن المؤسسات الناشئة من أن تكون السوق الإفريقية سوقا لترويج منتوجاتهم وخدماتهم خاصة وأنّ مؤسسات تونسية عدّة تستثمر في إفريقيا ونظام "PAPSS" من شأنه أن يُحفّزهم لتطوير مبيعاتهم بالقارة الإفريقية".

كما أعلن أن هذا النظام في إطار الدراسة مع البنك المركزي، مُضيفا أنّ الأمر يتطلب من البنوك اعتماد نظام المدفوعات والتسويات الإفريقية كغيره من المنظومات الأخرى على أن يكون حلقة وصل مع الخارج بهدف تسهيل الدفع سواء في مجال التجارة الدولية وحتى في مجال التجارة الالكترونية"

وختم الحذري بالقول: "نتمنى أن نصل إلى إمضاء اتفاقية في الغرض ليتم بذلك تفعيل نظام المدفوعات والتسويات الإفريقية "PAPSS" مثلما هو الشأن بالنسبة للانضمام لاتفاقية "زليكاف" والتي مكنت تونس من عديد الامتيازات.

"زليكاف"

وتضم المنطقة القارية الإفريقية للتبادل الحر "زليكاف" أكبر عدد من الدول الأعضاء في العالم منذ إنشاء المنظمة العالمية للتجارة إذ يبلغ عدد الدول المصادقة اليوم 30 بلدا. وتجدر الإشارة إلى أن الاتفاقية دخلت حيز التنفيذ رسميًا في 30 ماي سنة 2019، أما بالنسبة لتونس فبعد مفاوضات مكثفة، تم التوقيع على الاتفاقية في 21 مارس 2018 من قبل الحكومة التونسية في كيغالي، وتوجت بالمصادقة عليها من قبل مجلس نواب الشعب في 22 جويلية 2020.

وتركز المنطقة القاريّة الأفريقية للتبادل الحر على إزالة كافة الحواجز الجمركية بين دول القارة قصد تحرير حركة البضائع والخدمات مع منح الحكومات هامشا لتطبيق سياسات اقتصادية تتماشى مع ظروف كل دولة.

عبير الطرابلسي