*أين أنتم من مخيم جنين؟ أين أنتم من أحداث صبرا وشاتيلا وكفر قاسم وغزة منذ عقود؟
فجر الاثنين 3 جويلية 2023، شن الجيش الإسرائيلي عملية واسعة النطاق في مخيم جنين، في أوسع تحرك عسكري في الضفة الغربية منذ عملية السور الواقي عام 2002، إبان انتفاضة الأقصى .وظلت العملية العسكرية مستمرة حتى ساعات المساء، وهي مدّة تزيد بكثير عن المعدّل العام لعمليات الاقتحام الإسرائيلية المتكررة في الضفة الغربية، والذي ينحصر في ساعات معدودة وفي ساعات الليل والصباح الباكر حينما تكون الحركة شبه معدومة في المناطق الفلسطينية حسب ما أفاد به موقع "سكاي نيوز عربية".
آه ومئات الآهات وآلاف الآهات وملايين الآهات لو ترحمونناǃ فجر يوم جديد بإعلانكم عن استقالتكم النهائية وتنحّيكم الأبديّ... المسرح انقلب على رؤوسكم.
مخيم جنين ما خطر لكم على بال. أين أنتم من مخيم جنين؟ أين أنتم من أحداث صبرا وشاتيلا وكفر قاسم وغزة منذ عقود؟
طوبى لكم ولاجتماعاتكم ولقممكمǃألف شكر لكم وأنتم تحتجونǃ وألف شكر لو ترحلونǃ غيابكم يثلج صدورنا. يخفف همومنا. كلّما اجتمعتم تجنيتم علينا. لا عزاء في رحيلكم... نحن ثوار لا نفنى.
فلتكونوا ولو لمرّة في حياتكم ذوي همّة شجعان، فتغادرون المكان. تسلّمون المكاتب مفاتيحها وما احتوت من كراس وأدوات ومكيفات ومظاهر زينة وبهرج ورفاهية، من نمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة وأكواب موضوعة... تسلمون ما في خزينة المقر من أموال عشتم بها في الحرير ترفلون وأشهى الطعام تأكلون وأفخر السيارات تركبون وأبهى الحلل تلبسون وأسرع الطائرات تسافرون...
تعبت حقائبكم من الأسفار وما تعبت أجسادكم من الترحال... تسافرون، تتجولون، تتفسّحون في كل أقطار العالم، تدخلون العواصم في الليل والنهار... لماذا؟ لتبيعوا في كل مرّة لأطفال فلسطين ونساء فلسطين وشيوخ فلسطين المغبونين الوعود... وعود هي كبعض الغيوم. فرُبّ قوّي الرّعود شحيح المطر... أرى أفئدتكم كفيفة البصر. أنتم كبعض الشجر، جميل القوام شحيح الثمر... خطبكم كثيرة الحروف قليلة القطوف عديمة الأثر...
آه ومئات الآهات وآلاف الآهات وملايين الآهات لو ترحموننا فترحلونǃ انقلب المسرح على رؤوسكم. ألم تعوا بعد؟ ألم تسمعوا يا أصحاب البيانات أن في الساحة الفلسطينية أطفالا في عمر الأزهار ما عرفوا لهو الصغار ولا أغراهم اللعب طلعوا من الخيام التي في الريح نازفة جراحهم وانتصبوا ليس لديهم من سلاح غير ما احتسبوه بالحجارة رجما؟ بالعصي يقاتلون وما كلّت سواعدهم يوما ولا دبّ فيها اليأس والتعب. كلّما رأوا الهول يلتهب مضوا على الدرب للتحرير غايتهم... وإن تخاذلتم وتخاذلت الدنيا بأجمعها معكم عن طريق الثورة فهم عكسكم تماما يقتربون.
تدين الدنيا لنيران الصهاينة وحلفائها الماكرين. ولكن يوما ما ينبت الزهر والحنّون، ستختفي الغربان طال الزمان أم قصر. وستشرق الشمس باسمة في كل مكان ولو كره الغاصبون الغاضبون أحباء الظلام أعداء الحياة.
بقلم:مصدّق الشّريف
*أين أنتم من مخيم جنين؟ أين أنتم من أحداث صبرا وشاتيلا وكفر قاسم وغزة منذ عقود؟
فجر الاثنين 3 جويلية 2023، شن الجيش الإسرائيلي عملية واسعة النطاق في مخيم جنين، في أوسع تحرك عسكري في الضفة الغربية منذ عملية السور الواقي عام 2002، إبان انتفاضة الأقصى .وظلت العملية العسكرية مستمرة حتى ساعات المساء، وهي مدّة تزيد بكثير عن المعدّل العام لعمليات الاقتحام الإسرائيلية المتكررة في الضفة الغربية، والذي ينحصر في ساعات معدودة وفي ساعات الليل والصباح الباكر حينما تكون الحركة شبه معدومة في المناطق الفلسطينية حسب ما أفاد به موقع "سكاي نيوز عربية".
آه ومئات الآهات وآلاف الآهات وملايين الآهات لو ترحمونناǃ فجر يوم جديد بإعلانكم عن استقالتكم النهائية وتنحّيكم الأبديّ... المسرح انقلب على رؤوسكم.
مخيم جنين ما خطر لكم على بال. أين أنتم من مخيم جنين؟ أين أنتم من أحداث صبرا وشاتيلا وكفر قاسم وغزة منذ عقود؟
طوبى لكم ولاجتماعاتكم ولقممكمǃألف شكر لكم وأنتم تحتجونǃ وألف شكر لو ترحلونǃ غيابكم يثلج صدورنا. يخفف همومنا. كلّما اجتمعتم تجنيتم علينا. لا عزاء في رحيلكم... نحن ثوار لا نفنى.
فلتكونوا ولو لمرّة في حياتكم ذوي همّة شجعان، فتغادرون المكان. تسلّمون المكاتب مفاتيحها وما احتوت من كراس وأدوات ومكيفات ومظاهر زينة وبهرج ورفاهية، من نمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة وأكواب موضوعة... تسلمون ما في خزينة المقر من أموال عشتم بها في الحرير ترفلون وأشهى الطعام تأكلون وأفخر السيارات تركبون وأبهى الحلل تلبسون وأسرع الطائرات تسافرون...
تعبت حقائبكم من الأسفار وما تعبت أجسادكم من الترحال... تسافرون، تتجولون، تتفسّحون في كل أقطار العالم، تدخلون العواصم في الليل والنهار... لماذا؟ لتبيعوا في كل مرّة لأطفال فلسطين ونساء فلسطين وشيوخ فلسطين المغبونين الوعود... وعود هي كبعض الغيوم. فرُبّ قوّي الرّعود شحيح المطر... أرى أفئدتكم كفيفة البصر. أنتم كبعض الشجر، جميل القوام شحيح الثمر... خطبكم كثيرة الحروف قليلة القطوف عديمة الأثر...
آه ومئات الآهات وآلاف الآهات وملايين الآهات لو ترحموننا فترحلونǃ انقلب المسرح على رؤوسكم. ألم تعوا بعد؟ ألم تسمعوا يا أصحاب البيانات أن في الساحة الفلسطينية أطفالا في عمر الأزهار ما عرفوا لهو الصغار ولا أغراهم اللعب طلعوا من الخيام التي في الريح نازفة جراحهم وانتصبوا ليس لديهم من سلاح غير ما احتسبوه بالحجارة رجما؟ بالعصي يقاتلون وما كلّت سواعدهم يوما ولا دبّ فيها اليأس والتعب. كلّما رأوا الهول يلتهب مضوا على الدرب للتحرير غايتهم... وإن تخاذلتم وتخاذلت الدنيا بأجمعها معكم عن طريق الثورة فهم عكسكم تماما يقتربون.
تدين الدنيا لنيران الصهاينة وحلفائها الماكرين. ولكن يوما ما ينبت الزهر والحنّون، ستختفي الغربان طال الزمان أم قصر. وستشرق الشمس باسمة في كل مكان ولو كره الغاصبون الغاضبون أحباء الظلام أعداء الحياة.