تكمن المشكلة مع رجل السياسة الفاشل أنه لا يعترف بفشله، وأنه يُعدّ نفسه أنه ناجح وأنه المنقذ الذي يؤدي خدمة جليلة للشعب !!
هناك فئتان في الرجالات الفاشلين في السياسة من يؤيد إخفاقاته ويقبل بالهزيمة ويستخلص الدروس، ومن يحمّلها على الآخرين، كأنه معصوم من الخطإ وهو الوحيد حكيم عصره !.
" في بلدان أخرى وزراء يسهرون على الاستثمار وبرمجة المشاريع، وعندنا وزراء يتنافسون على إيذاء منظوريهم والاعتداء على الحق النقابي..، من أجل البقاء..! وسيعبرون في كلام عابر.."، هذا حرفيا دون أي تغيير ما دوّنه سامي الطاهري الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل في ردّ فعل على موقف رفيقه الوزير النقابي السابق محمد علي البوغديري.
كارثة منظومة التعليم بتونس، إنها غدت تحت سطوة النقابات والنقابيين المسيّسين، لا نضيف شيئا عندما نقول إنهم يحسبون على حركة سياسية معيّنة .
اللحظة الفارقة القاتلة في مصير المدرسة التونسية كانت من صنع وزير نقابي سابق هو الآخر، سيذكر التاريخ كيف وبقرار سياسوي أطرد بعد الثورة مئات من خيرة مديري المدارس العمومية، أولئك من تخرَجت على أيديهم أجيال ونخب هم ثروة تونس الحقيقية اليوم ليعوّضهم برفاق نقابيين ليسوا من ذوي المستوى العلمي أو المعرفي الكبير بقدر ما كانت "شهاداتهم" الوحيدة الانتماء النقابي والولاء لطرف معلوم!؟.
النتيجة واضحة، كارثة أخرى تكشفها النتائج المعلنة قبل يومين، إن عدد المتحصّلين على معدل دون 10 من 20 في مناظرة "السيزيام" 31625 من مجموع 49 ألف مترشح أي بنسبة 65 !!%
لم،كذلك بعد كلّ هذا نستغرب كيف يضرب مديرو المدارس أو يشاركون ويشجعون على الإضراب ويكون الولاء بالنسبة إليهم إلى النقابة أكثر من "مدرسة الجمهورية" ومصلحة أطفالنا وتلاميذنا .
لم استغرب شخصيا سلوك بعض مديري المدارس الذين اخلّوا بالواجب ولم ينضبطوا لقرارات الوزارة بتسلّم أعداد التلاميذ وهو الأمر الذي دفع بالوزير محمد علي البوغديري إلى اتهامهم بقطع العلاقة الشغلية وإقرار إعفاء أكثر من 150 مديرا إلى اليوم ، مضيفا أن هذا العدد قابل للارتفاع، وفق تعبيره .
إن وفاء هؤلاء المديرين كان للنقابة وللمشروع السياسي أكثر من الإخلاص والانضباط لواجب وطني تجاه طفل تلميذ وأسرة تسهر على تنشئته وتربيته وتعليمه ومجموعة وطنية تضحّي بإمكانياتها لكي لا تنهار منظومتنا التعليمية.
إن البذرة الصالحة تنمو بشكل جيد بطبيعتها، مهما كانت الأرض التي زرعت فيها، الأهم من يكون المزارع وكيف يفكر ويعمل ويخطط !
لا يوجد شيء أكثر ضررا من ذاك المعلم الذي تقود انتماءاته النقابية أو السياسية الأطفال إلى شعور كراهية التعليم والمدرسة، قبل حتى أن يتمكنوا من فهم سبب وجوب حبهم لهما .
القاعدة البديهية لكي يحب التلميذ مدرّسه، يجب على المعلم إعادة الطفل الذي بداخله إلى الحياة، أن يسكنه شعور بأن القراءة مثل النوم والطعام والشراب واللعب، شيء يتكرر كل يوم ..
صداقة طفل تلميذ لا تحمل مصلحة سياسية أو نقابية أو غرض، فهي فقط براءة وثقة وحب.
الشيء الوحيد الأكثر كلفة من التعليم هو الجهل بأهميته ودوره في نهضة الأمم وتقدّم الشعوب !
يرويها: أبو بكر الصغير
تكمن المشكلة مع رجل السياسة الفاشل أنه لا يعترف بفشله، وأنه يُعدّ نفسه أنه ناجح وأنه المنقذ الذي يؤدي خدمة جليلة للشعب !!
هناك فئتان في الرجالات الفاشلين في السياسة من يؤيد إخفاقاته ويقبل بالهزيمة ويستخلص الدروس، ومن يحمّلها على الآخرين، كأنه معصوم من الخطإ وهو الوحيد حكيم عصره !.
" في بلدان أخرى وزراء يسهرون على الاستثمار وبرمجة المشاريع، وعندنا وزراء يتنافسون على إيذاء منظوريهم والاعتداء على الحق النقابي..، من أجل البقاء..! وسيعبرون في كلام عابر.."، هذا حرفيا دون أي تغيير ما دوّنه سامي الطاهري الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل في ردّ فعل على موقف رفيقه الوزير النقابي السابق محمد علي البوغديري.
كارثة منظومة التعليم بتونس، إنها غدت تحت سطوة النقابات والنقابيين المسيّسين، لا نضيف شيئا عندما نقول إنهم يحسبون على حركة سياسية معيّنة .
اللحظة الفارقة القاتلة في مصير المدرسة التونسية كانت من صنع وزير نقابي سابق هو الآخر، سيذكر التاريخ كيف وبقرار سياسوي أطرد بعد الثورة مئات من خيرة مديري المدارس العمومية، أولئك من تخرَجت على أيديهم أجيال ونخب هم ثروة تونس الحقيقية اليوم ليعوّضهم برفاق نقابيين ليسوا من ذوي المستوى العلمي أو المعرفي الكبير بقدر ما كانت "شهاداتهم" الوحيدة الانتماء النقابي والولاء لطرف معلوم!؟.
النتيجة واضحة، كارثة أخرى تكشفها النتائج المعلنة قبل يومين، إن عدد المتحصّلين على معدل دون 10 من 20 في مناظرة "السيزيام" 31625 من مجموع 49 ألف مترشح أي بنسبة 65 !!%
لم،كذلك بعد كلّ هذا نستغرب كيف يضرب مديرو المدارس أو يشاركون ويشجعون على الإضراب ويكون الولاء بالنسبة إليهم إلى النقابة أكثر من "مدرسة الجمهورية" ومصلحة أطفالنا وتلاميذنا .
لم استغرب شخصيا سلوك بعض مديري المدارس الذين اخلّوا بالواجب ولم ينضبطوا لقرارات الوزارة بتسلّم أعداد التلاميذ وهو الأمر الذي دفع بالوزير محمد علي البوغديري إلى اتهامهم بقطع العلاقة الشغلية وإقرار إعفاء أكثر من 150 مديرا إلى اليوم ، مضيفا أن هذا العدد قابل للارتفاع، وفق تعبيره .
إن وفاء هؤلاء المديرين كان للنقابة وللمشروع السياسي أكثر من الإخلاص والانضباط لواجب وطني تجاه طفل تلميذ وأسرة تسهر على تنشئته وتربيته وتعليمه ومجموعة وطنية تضحّي بإمكانياتها لكي لا تنهار منظومتنا التعليمية.
إن البذرة الصالحة تنمو بشكل جيد بطبيعتها، مهما كانت الأرض التي زرعت فيها، الأهم من يكون المزارع وكيف يفكر ويعمل ويخطط !
لا يوجد شيء أكثر ضررا من ذاك المعلم الذي تقود انتماءاته النقابية أو السياسية الأطفال إلى شعور كراهية التعليم والمدرسة، قبل حتى أن يتمكنوا من فهم سبب وجوب حبهم لهما .
القاعدة البديهية لكي يحب التلميذ مدرّسه، يجب على المعلم إعادة الطفل الذي بداخله إلى الحياة، أن يسكنه شعور بأن القراءة مثل النوم والطعام والشراب واللعب، شيء يتكرر كل يوم ..
صداقة طفل تلميذ لا تحمل مصلحة سياسية أو نقابية أو غرض، فهي فقط براءة وثقة وحب.
الشيء الوحيد الأكثر كلفة من التعليم هو الجهل بأهميته ودوره في نهضة الأمم وتقدّم الشعوب !