السوبرانو نسرين مهبولي: مشاركتي في افتتاح مهرجان الجم فرصة هامة ومسؤولية
الجم- الصباح
من عاصمة الموسيقى فيانا، المدينة، التي منحت العالم روائع جوزيف هايدن، فولفغانغ أماديوس موزارت، لودفيغ فان بيتهوفن وفرانز شوبرت عزف موسيقيو الأوركستر السمفوني التونسي، بقيادة المايسترو النمساوي مانفريد موساور"الاختطاف من سيراجليو" لموزارت على ركح المسرح الأثري بالجم ليلة الأربعاء 5 جويلية معلنين مع هذه المقطوعة الفنية الخالدة افتتاح الدورة السادسة والثلاثين من المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية والذي تتواصل فعالياته إلى غاية 12 أوت القادم.
أوبرا "الاختطاف من سيراجليو" هي من أعمال موزارت القريبة من محبيه فقد ألف "الموسيقار العبقري" هذا العمل في أوج نجاحه وبفضلها استحوذ على قلوب فئة جديدة من الجمهور المحب لإيقاع المرح في كلاسيكيات الأوبرا ولم تستقطب "الاختطاف من سيراجليو" النخبة والطبقة الأرستقراطية للنمسا في ذاك الزمن (1728) وإنمّا حازت على اهتمام أكبر من جمهور السهرات الفنية في عاصمة الفن والموسيقى.
واختيار "الاختطاف من سيراجليو" في افتتاح المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية وعرضه الحامل لعنوان "تحية من فيينا" يحمل أكثر من رسالة عن علاقة الشرق والغرب فالمايسترو النمساوي مانفريد موساور أخذنا عبر مقطوعة موزارت إلى ورقات مصيرية من التاريخ الطويل بين تركيا والنمسا، مرحلة التأُثير العثماني الثقافي على المجتمع في فيانا في مشاهد لحكاية تروي اختطاف خطيبة رجل من النبلاء يدعى "بيلمونتي" من قبل أحد الشخصيات التركية النافذة ومحاولته استرجاعها ومنح موزارت هذا العمل الكثير من عاطفته حتى أن بطلة هذه الأوبرا المتكونة من ثلاث فصول تدعى على اسم حبيبته "كونستانزي" ..
بداية مميزة لحفل افتتاح الدورة السادسة والثلاثين من المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية بالجم، ترتقي لصيت هذه التظاهرة الاستثنائية في خصوصياتها وخياراتها الفنية خاصة مع المزيج الإبداعي لعازفي الأركستر السمفوني التونسي ومشاركة فنانين من النمسا وقيادة المايسترو مانفريد موساور الذي يعمل عبر استراتجيته الفنية على بناء الجسور وفتح المجال أمام العازفين والفنانين المنفردين والمجموعات الموسيقية من خارج أوروبا كما أن الحفاظ على المدونة الكلاسيكية للموسيقى من رهاناته الأساسية ويعمل على إعادة إحياء هذه الروائع الخالدة برؤية خاصة نابعة من تمكنه ودراساته وتعاونه مع كبار الفنانين على غرار هيربرت فون كارايان وجيمس لورانس ليفين.
والمايسترو مانفريد موساور قائد الأركستر السمفوني التونسي في حفل افتتاح مهرجان الجم الدولي هو حاليا المدير الموسيقي لأوركسترا دوناوفيلهارموني في فيينا والمدير الفني لمهرجان "موسيكفيلتن".
من المقطوعات المميزة والمختارة بعناية ودقة تتماشى وخصوصية فضاء العرض وانتمائه لتونس مقطوعة من "الافريقية" لمؤلف الفترة الرومانسية للموسيقى الكلاسيكية جياكومو مايربير وهي من أعمال مرحلة "الأوبرا الكبرى" وقدمها جياكومو سنة 1865 ومن أشهر أعمال عازف البيانو والملحن التشيكي الأمريكي أحد مؤسسي موسيقى الأفلام بهوليود إريك ولفجانجكورنجولد،سهر جمهور مسرح الجم الأثري مع مقطوعة من أوبرا المدينة الميتة "Die toteStadt".
ويعيدنا الملحن النمساوي ليو فال لعوالم شرقية ساحرة بموسيقاه إلى إسطنبول في مقطوعة "Die Rose vonStambul" لتختتم السهرة السمفونية الراقية مع مقطوعة "ماريا تيريزا" للمؤلف الموسيقي والمايستروالنمساوي "جوزيف فرانز فاغنر".
هذه المعزوفات والمقطوعات الأوبرالية للأركستر السمفوني التونسي بقيادة المايسترو النمساوي مانفريد موساور صاحبها حضور مميز لصوت السوبرانو التونسية نسرين مهبولي و"التينور" النمساوي هانس جورج بريز وهو من أهم الفنانين في مجاله فقد جسد دور "سيد" في العرض العالمي لتيودور غوفي، ورشح عنه لجائزة "مغني السنة" في "أوبرنفيلت" كما تميز في أدوار التينور الجناحية ليانيتشيك والعديد من الشخصيات على غرار ماكس في "جوني سبيلت أوف" للمؤلف الشهير إرنستكرينيك وفي السنوات الأخيرة، يعمل هانسجورج بريز على تحديد ملامح صوته كتينور بطولي ذو أساس باريتوني.
من جهتها، كشفت السوبرانو التونسية نسرين مهبولي لـ"الصباح" فخرها باعتلاء ركح مسرح الجم الأُثري مجددا وفي افتتاح المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية معتبرة المشاركة مسؤولية وفي الان نفسه فرصة جديدة للاكتشاف والتعلم وممارسة شغفها بكلاسيكيات الموسيقى وشددت نسرين مهبولي على أهمية برمجة موسيقى الأوبرا في العروض الفنية حتى يكتشف الجمهور هذا العالم مبينة أن تجربتها الخاصة جعلتها تدرك أن التونسيين شغوفون بهذا الفن لكن الفرص المتوفرة للاستماع بهذه الموسيقى قليلة وحين تتوفر يحضر الجمهور.
للتذكير فإن الدورة 36 للمهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية بالجم (من 5 جويلية إلى 12 أوت 2023) تقترح عددا هاما من العروض التونسية والأجنبية القادمة من إيطاليا، النمسا، اسبانيا، فرنسا ولأول مرة جمهورية التشيك.
برمجة الدورة 36 للمهرجان الدولي للموسيقى السمفونية بالجم
12 جويلية:
أكاديمية مسرح أوبرا تونس
حفل الأوتار (موزارت، بارتوك، جريج، براهمز) بقيادة المايسترو التونسي فادي بن عثمان.
15 جويلية:
الموسيقى والدراما:
تكريم ماريا كالاسوإنريكوكاروسو، حفل الأوبرا بقيادة لينيما كيشافارزي من إيطاليا.
19 جويلية:
المعاهد الموسيقية بالمنستير وفويرون تقدم ألحان الصداقة (موسيقى الأفلام العالمية وموسيقى شرقية).
22 جويلية:
الأوركسترا السيمفوني الأوروبي، أوركسترا مقرين، عازفون منفردون تونسيون وأصوات غنائية لبن عروس. من كارمن إلى لالاند (بيزيت، أوفنباخ، جونود، هورويتز، برنشتاين) بقيادة بيير إيف جرونييه.
24 جويلية:
برنامج مزدوج: جزء أول: براغ فيلهارمونيك رياح الخماسية (موزارت ميلهود، فاركاس، جيليسبي).
جزء ثان: مزج خبرات في زيجات ثقافية: براسينز، أزنافور، بياف، والأغاني الشرقية بقيادة جان مارك بيلينجيه، وغيثارة شباب الفنانين التونسيين، بمعية تخت شرقي.
أمسية فيينا (شتراوس، أوفنباخ، ديليبس، ستولتز). غناء وقيادة: قائد الفرقة الموسيقية لازلوجيكر، إيلوناسوبرانو، مارثاهيرشمان، ميزوسوبرانو.
12 أوت: (الاختتام)
أوركسترا برشلونة الباروكية.
نجلاء قموع
السوبرانو نسرين مهبولي: مشاركتي في افتتاح مهرجان الجم فرصة هامة ومسؤولية
الجم- الصباح
من عاصمة الموسيقى فيانا، المدينة، التي منحت العالم روائع جوزيف هايدن، فولفغانغ أماديوس موزارت، لودفيغ فان بيتهوفن وفرانز شوبرت عزف موسيقيو الأوركستر السمفوني التونسي، بقيادة المايسترو النمساوي مانفريد موساور"الاختطاف من سيراجليو" لموزارت على ركح المسرح الأثري بالجم ليلة الأربعاء 5 جويلية معلنين مع هذه المقطوعة الفنية الخالدة افتتاح الدورة السادسة والثلاثين من المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية والذي تتواصل فعالياته إلى غاية 12 أوت القادم.
أوبرا "الاختطاف من سيراجليو" هي من أعمال موزارت القريبة من محبيه فقد ألف "الموسيقار العبقري" هذا العمل في أوج نجاحه وبفضلها استحوذ على قلوب فئة جديدة من الجمهور المحب لإيقاع المرح في كلاسيكيات الأوبرا ولم تستقطب "الاختطاف من سيراجليو" النخبة والطبقة الأرستقراطية للنمسا في ذاك الزمن (1728) وإنمّا حازت على اهتمام أكبر من جمهور السهرات الفنية في عاصمة الفن والموسيقى.
واختيار "الاختطاف من سيراجليو" في افتتاح المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية وعرضه الحامل لعنوان "تحية من فيينا" يحمل أكثر من رسالة عن علاقة الشرق والغرب فالمايسترو النمساوي مانفريد موساور أخذنا عبر مقطوعة موزارت إلى ورقات مصيرية من التاريخ الطويل بين تركيا والنمسا، مرحلة التأُثير العثماني الثقافي على المجتمع في فيانا في مشاهد لحكاية تروي اختطاف خطيبة رجل من النبلاء يدعى "بيلمونتي" من قبل أحد الشخصيات التركية النافذة ومحاولته استرجاعها ومنح موزارت هذا العمل الكثير من عاطفته حتى أن بطلة هذه الأوبرا المتكونة من ثلاث فصول تدعى على اسم حبيبته "كونستانزي" ..
بداية مميزة لحفل افتتاح الدورة السادسة والثلاثين من المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية بالجم، ترتقي لصيت هذه التظاهرة الاستثنائية في خصوصياتها وخياراتها الفنية خاصة مع المزيج الإبداعي لعازفي الأركستر السمفوني التونسي ومشاركة فنانين من النمسا وقيادة المايسترو مانفريد موساور الذي يعمل عبر استراتجيته الفنية على بناء الجسور وفتح المجال أمام العازفين والفنانين المنفردين والمجموعات الموسيقية من خارج أوروبا كما أن الحفاظ على المدونة الكلاسيكية للموسيقى من رهاناته الأساسية ويعمل على إعادة إحياء هذه الروائع الخالدة برؤية خاصة نابعة من تمكنه ودراساته وتعاونه مع كبار الفنانين على غرار هيربرت فون كارايان وجيمس لورانس ليفين.
والمايسترو مانفريد موساور قائد الأركستر السمفوني التونسي في حفل افتتاح مهرجان الجم الدولي هو حاليا المدير الموسيقي لأوركسترا دوناوفيلهارموني في فيينا والمدير الفني لمهرجان "موسيكفيلتن".
من المقطوعات المميزة والمختارة بعناية ودقة تتماشى وخصوصية فضاء العرض وانتمائه لتونس مقطوعة من "الافريقية" لمؤلف الفترة الرومانسية للموسيقى الكلاسيكية جياكومو مايربير وهي من أعمال مرحلة "الأوبرا الكبرى" وقدمها جياكومو سنة 1865 ومن أشهر أعمال عازف البيانو والملحن التشيكي الأمريكي أحد مؤسسي موسيقى الأفلام بهوليود إريك ولفجانجكورنجولد،سهر جمهور مسرح الجم الأثري مع مقطوعة من أوبرا المدينة الميتة "Die toteStadt".
ويعيدنا الملحن النمساوي ليو فال لعوالم شرقية ساحرة بموسيقاه إلى إسطنبول في مقطوعة "Die Rose vonStambul" لتختتم السهرة السمفونية الراقية مع مقطوعة "ماريا تيريزا" للمؤلف الموسيقي والمايستروالنمساوي "جوزيف فرانز فاغنر".
هذه المعزوفات والمقطوعات الأوبرالية للأركستر السمفوني التونسي بقيادة المايسترو النمساوي مانفريد موساور صاحبها حضور مميز لصوت السوبرانو التونسية نسرين مهبولي و"التينور" النمساوي هانس جورج بريز وهو من أهم الفنانين في مجاله فقد جسد دور "سيد" في العرض العالمي لتيودور غوفي، ورشح عنه لجائزة "مغني السنة" في "أوبرنفيلت" كما تميز في أدوار التينور الجناحية ليانيتشيك والعديد من الشخصيات على غرار ماكس في "جوني سبيلت أوف" للمؤلف الشهير إرنستكرينيك وفي السنوات الأخيرة، يعمل هانسجورج بريز على تحديد ملامح صوته كتينور بطولي ذو أساس باريتوني.
من جهتها، كشفت السوبرانو التونسية نسرين مهبولي لـ"الصباح" فخرها باعتلاء ركح مسرح الجم الأُثري مجددا وفي افتتاح المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية معتبرة المشاركة مسؤولية وفي الان نفسه فرصة جديدة للاكتشاف والتعلم وممارسة شغفها بكلاسيكيات الموسيقى وشددت نسرين مهبولي على أهمية برمجة موسيقى الأوبرا في العروض الفنية حتى يكتشف الجمهور هذا العالم مبينة أن تجربتها الخاصة جعلتها تدرك أن التونسيين شغوفون بهذا الفن لكن الفرص المتوفرة للاستماع بهذه الموسيقى قليلة وحين تتوفر يحضر الجمهور.
للتذكير فإن الدورة 36 للمهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية بالجم (من 5 جويلية إلى 12 أوت 2023) تقترح عددا هاما من العروض التونسية والأجنبية القادمة من إيطاليا، النمسا، اسبانيا، فرنسا ولأول مرة جمهورية التشيك.
برمجة الدورة 36 للمهرجان الدولي للموسيقى السمفونية بالجم
12 جويلية:
أكاديمية مسرح أوبرا تونس
حفل الأوتار (موزارت، بارتوك، جريج، براهمز) بقيادة المايسترو التونسي فادي بن عثمان.
15 جويلية:
الموسيقى والدراما:
تكريم ماريا كالاسوإنريكوكاروسو، حفل الأوبرا بقيادة لينيما كيشافارزي من إيطاليا.
19 جويلية:
المعاهد الموسيقية بالمنستير وفويرون تقدم ألحان الصداقة (موسيقى الأفلام العالمية وموسيقى شرقية).
22 جويلية:
الأوركسترا السيمفوني الأوروبي، أوركسترا مقرين، عازفون منفردون تونسيون وأصوات غنائية لبن عروس. من كارمن إلى لالاند (بيزيت، أوفنباخ، جونود، هورويتز، برنشتاين) بقيادة بيير إيف جرونييه.
24 جويلية:
برنامج مزدوج: جزء أول: براغ فيلهارمونيك رياح الخماسية (موزارت ميلهود، فاركاس، جيليسبي).
جزء ثان: مزج خبرات في زيجات ثقافية: براسينز، أزنافور، بياف، والأغاني الشرقية بقيادة جان مارك بيلينجيه، وغيثارة شباب الفنانين التونسيين، بمعية تخت شرقي.