إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

خذ الحق من بغيض بعيد ودع الباطل من قريب حبيب

بقلم:مصدق الشريف

"سيقولون عنك: أنت إنسان عاقل وصالح فقط عندما توافق على ما يعتقدون، عندما تكون نسخة منهم، ‏الناس لا تتصالح مع من يريد أن يكون نفسه، ويملك مصيره بيده، لأنه يهدد ذلك الاستقرار وتلك السكينة التي صنعوها."

جان بول سارتر

نحن لم نكن ولن نكون بوقا لأحد مهما علا شأنه ومهما كان جاهه ومهما ابتسم له الحظ ودانت له السلطة ولكن هذا لا يمنعنا من أن نتساءل عن الذين سبحوا بحمد الرئيس الأسبق الباجي قائد السبسي رحمه الله ولاسيما من الإعلاميات والإعلاميين. وقد تأثر المشاهدون والمستمعون بكلام هؤلاء الصحافيين عنه صباحا مساء ويوم الأحد.

استساغ الكثير من التونسيين ما لقب به الرجل "البجبوج" فأضحوا يلهجون بكلمة "البجبوج". كان كثير من الصحافيين والصحافيات يتقربون إليه زلفى ويتملقونه حتى أصبح نفاقهم واضحا لا غبار عليه.

وبعد أن مات الرجل ولا سيما في هذه المدة وبعد سقوط حركة النهضة المدوي انهالوا عليه انتقادا واعتبروه المتسبب الرئيسي فيما تعاني منه بلادنا وما هي عليه من فوضى وانهيار اقتصادي وسياسي واجتماعي.

إن حجتهم في ذلك تعود إلى سبب التوافق المغشوش الذي أبرمه السبسي مع رئيس حكومة النهضة راشد الغنوشي وما دبر وخطط له سياسيا في الاجتماع الشهير بباريس.

هؤلاء يصح عليهم القول: "من مدح وذمّ كمن كذب مرتين".

نحن وبكل تواضع ولكن بشهادة للتاريخ وحتى يأخذ كل ذي حق حقه، قد قلنا في الرجل ما يجب أن يقال في مقال صدر بجريدة الصباح الغراء في صفحة المنتدى الأسبوعي يوم أعلن المرحوم السبسي عن ميلاد حزبه تحت عنوان نداء تونس فقلنا له وبصوت عال وقلم ملتزم لأننا لا نميل مع النعماء حيث تميل "تونس لم تنادكم".

وللأمانة وللحقوق المحفوظة فإن العبارة للخبير المحاسب التونسي والمحلل السياسي الأستاذ وليد الشريف.

كذلك نقول للكثير من الذين طبلوا للباجي وزكروا له رغم أن نفوسهم استيقنت يقينا مطلقا أن الرجل كان يسعى إلى السلطة بكل الطرق ويتخذ كل السبل لتحقيق مبتغاه. وأن النهاية أي قصر قرطاج تبرر كل الوسائل للوصول إليه.

إلا أننا نرى اليوم كثيرا من أصحاب الأفكار الدغمائية والمسبقة الحسابات التي تخدم أجندات أسيادهم مقابل متاع فيه القليل وفيه المجزى.

إنهم لا يرون في رئيس الدولة الحالي قيس سعيد إلا الرجل الفاشل والذي يقوم بالتفريط في سيادة بلادنا، مهما تبرأ مما يقولون عنه ومهما صدع ألف مرة ومرة أن تونس ذات سيادة ولا نقاش في ذلك أبدا وأنها لا تحمي إلا حدودها ولا سبيل إلى أن تكون شرطيا على حساب الدول الأخرى لحماية حدوده. والرجل لا يقبل الإملاءات ولا يخشى أحدا غير الله عز وجلّ حسب تعبيره.

وقد ذكّر رئيس الدولة بكون بلادنا لن تكون محتشدا لعديد الجنسيات وعلى رأسهم المهاجرون الأفارقة. إنه لا يصح عن هؤلاء إلا القولة الشهيرة: "معيز ولو طاروا".

وعلى العموم فإننا لا ندافع عن سياسة رئيس الجمهورية ولكننا نرفض أن يظل المرء يكيل بمكيالين إثنين ولا ينظر إلا بعين واحدة وأن يرتاح إلا ما يجد هوى في نفسه ويحقق برامج من أوكلوا إليه مهمة التصدي لرئيس الجمهورية في كل ما يقول وينجزه حتى ولو كان على صواب.

خذ الحق من بغيض بعيد ودع الباطل من قريب حبيب

بقلم:مصدق الشريف

"سيقولون عنك: أنت إنسان عاقل وصالح فقط عندما توافق على ما يعتقدون، عندما تكون نسخة منهم، ‏الناس لا تتصالح مع من يريد أن يكون نفسه، ويملك مصيره بيده، لأنه يهدد ذلك الاستقرار وتلك السكينة التي صنعوها."

جان بول سارتر

نحن لم نكن ولن نكون بوقا لأحد مهما علا شأنه ومهما كان جاهه ومهما ابتسم له الحظ ودانت له السلطة ولكن هذا لا يمنعنا من أن نتساءل عن الذين سبحوا بحمد الرئيس الأسبق الباجي قائد السبسي رحمه الله ولاسيما من الإعلاميات والإعلاميين. وقد تأثر المشاهدون والمستمعون بكلام هؤلاء الصحافيين عنه صباحا مساء ويوم الأحد.

استساغ الكثير من التونسيين ما لقب به الرجل "البجبوج" فأضحوا يلهجون بكلمة "البجبوج". كان كثير من الصحافيين والصحافيات يتقربون إليه زلفى ويتملقونه حتى أصبح نفاقهم واضحا لا غبار عليه.

وبعد أن مات الرجل ولا سيما في هذه المدة وبعد سقوط حركة النهضة المدوي انهالوا عليه انتقادا واعتبروه المتسبب الرئيسي فيما تعاني منه بلادنا وما هي عليه من فوضى وانهيار اقتصادي وسياسي واجتماعي.

إن حجتهم في ذلك تعود إلى سبب التوافق المغشوش الذي أبرمه السبسي مع رئيس حكومة النهضة راشد الغنوشي وما دبر وخطط له سياسيا في الاجتماع الشهير بباريس.

هؤلاء يصح عليهم القول: "من مدح وذمّ كمن كذب مرتين".

نحن وبكل تواضع ولكن بشهادة للتاريخ وحتى يأخذ كل ذي حق حقه، قد قلنا في الرجل ما يجب أن يقال في مقال صدر بجريدة الصباح الغراء في صفحة المنتدى الأسبوعي يوم أعلن المرحوم السبسي عن ميلاد حزبه تحت عنوان نداء تونس فقلنا له وبصوت عال وقلم ملتزم لأننا لا نميل مع النعماء حيث تميل "تونس لم تنادكم".

وللأمانة وللحقوق المحفوظة فإن العبارة للخبير المحاسب التونسي والمحلل السياسي الأستاذ وليد الشريف.

كذلك نقول للكثير من الذين طبلوا للباجي وزكروا له رغم أن نفوسهم استيقنت يقينا مطلقا أن الرجل كان يسعى إلى السلطة بكل الطرق ويتخذ كل السبل لتحقيق مبتغاه. وأن النهاية أي قصر قرطاج تبرر كل الوسائل للوصول إليه.

إلا أننا نرى اليوم كثيرا من أصحاب الأفكار الدغمائية والمسبقة الحسابات التي تخدم أجندات أسيادهم مقابل متاع فيه القليل وفيه المجزى.

إنهم لا يرون في رئيس الدولة الحالي قيس سعيد إلا الرجل الفاشل والذي يقوم بالتفريط في سيادة بلادنا، مهما تبرأ مما يقولون عنه ومهما صدع ألف مرة ومرة أن تونس ذات سيادة ولا نقاش في ذلك أبدا وأنها لا تحمي إلا حدودها ولا سبيل إلى أن تكون شرطيا على حساب الدول الأخرى لحماية حدوده. والرجل لا يقبل الإملاءات ولا يخشى أحدا غير الله عز وجلّ حسب تعبيره.

وقد ذكّر رئيس الدولة بكون بلادنا لن تكون محتشدا لعديد الجنسيات وعلى رأسهم المهاجرون الأفارقة. إنه لا يصح عن هؤلاء إلا القولة الشهيرة: "معيز ولو طاروا".

وعلى العموم فإننا لا ندافع عن سياسة رئيس الجمهورية ولكننا نرفض أن يظل المرء يكيل بمكيالين إثنين ولا ينظر إلا بعين واحدة وأن يرتاح إلا ما يجد هوى في نفسه ويحقق برامج من أوكلوا إليه مهمة التصدي لرئيس الجمهورية في كل ما يقول وينجزه حتى ولو كان على صواب.