أكدت رئيسة وحدة التصرف حسب الأهداف في إنجاز البرنامج المندمج لإزالة التلوث ببنزرت ذكرى الغربي، أمس، في حوار مع جريدة "الصباح" عن تقدم عدة أشغال لمعالجة المياه المستعملة ومد قنوات التطهير بمدينة بنزرت، والحد من التلوث القادم من المؤسسات الصناعية، ورصد تمويلات، ناهزت 90 مليون أورو، لتنفيذ عدة برامج بالجهة 50% منها موجهة نحو التطهير وتحسين جودة الحياة.
وفيما يلي نص الحوار :
* بداية السيدة ذكرى الغربي، ماهي المشاريع المبرمجة للحد من التلوث الصناعي بالجهة؟
هي برامج مندمجة تهدف لتحسين الوضع البيئي بمنطقة بحيرة بنزرت، ومكوناته تستهدف إزالة التلوث الصناعي (شركات الفولاذ واسمنت بنزرت والشركة التونسية لصناعات التكرير)، وتحسين منظومة التطهير، وتأهيل محطات التطهير ببنزرت وماطر ومنزل بورقيبة وإعادة التهيئة وتجديد الشبكات، بالإضافة الى تطهير 9 تجمعات ريفية بحوض البحيرة، وتهيئة ضفاف بحيرة بنزرت، وتوسعة ميناء الصيد البحري وتشييد كرنيش بمنزل عبد الرحمان، فضلا عن إرساء منظومة للتصرف في النفايات الصلبة وإعادة تهيئة مصب النفايات الصلبة الصناعية بمنزل بورقيبة.
* ماهي أهداف هذه المشاريع، والغاية منها؟
أولها تحسين الوضع البيئي بمنطقة بحيرة بنزرت، وصيانة منظومات التطهير ومدها، والحفاظ على الثروات الطبيعية، وكذلك تحسين جودة الحياة بالمنطقة لتتناغم مع تنمية والاجتماعية المستدامة بالجهة، كذلك من أهداف البرنامج تحسين الوضع البيئي ببحيرة بنزرت، علما وأن البحيرة بها الكثير من أنشطة الصيد البحري، وعدة أنشطة فلاحية مهمة، ومن المهم العمل على الحد من التلوث الصناعي بهذه المنطقة، خاصة مخلفات تلوث الصرف الصحي والتصرف في النفايات الصلبة وتوسعة أنشطة الصيد البحري، عبر إستراتيجية تهدف الى الحد قدر الإمكان من التلوث بمختلف أصنافه بالجهة.
* ماهي مصادر التلوث بالجهة وهل هناك برنامج للحد منها على المدى القصير؟
هناك التلوث الصناعي الذي يؤثر بشكل مباشر على الموارد المائية بالجهة، وتم رصد اعتمادات لفائدة 3 شركات، هي كل من الشركة التونسية للصناعات والتكرير، وشركة الفولاذ، وشركة اسمنت بنزرت، والأخيرة انطلقت في وضع برنامج متكامل للحد من التلوث الصادر عنها عبر تركيب مصافي الهواء للحد من الانبعاثات الصادرة عن المصنع، والتي تقلصت في الفترة الأخيرة، وتمت ملاحظتها حتى من أهالي الجهة، وهذه الخطوة تعد هامة، تزامنا مع خطوات أخرى بصدد العمل على إنجازها للحد من مصادر التلوث.
* وهل هناك اعتمادات مرصودة للحد من مخلفات التلوث الصادرة عن هذه المصانع؟
بالنسبة لشركة "ستير"، هي بصدد تنفيذ مشروع لتحسين معالجة المياه الصناعية الصادرة عن المصنع بقيمة 7 مليون دينار، وبالنسبة لشركة اسمنت بلغت الاعتمادات المرصودة 10.4 مليون أورو أي قرابة 30 مليون دينار، علما وأن كلفة هذه المشاريع تبلغ إجمالا 80 مليون أورو دون أداءات.
* ماهي الجهات المستفيدة من هذه التمويلات، ومصادر تمويلها؟
* حتى أكون معك أكثر دقة، فإن 50% من هذه المشاريع هي موجهة للتطهير وتحسين جودة الحياة بالجهة، وجزء واسع منها موجه لفائدة "onas" ، ويتعلق الأمر بمد قنوات التطهير ومعالجة ثلاثية للموارد المائية بالجهة، وإعادة استعمال المياه في أنشطة أخرى مثل الري، خصوصا وأن الجهة تشهد تغييرات مناخية لم تشهدها من قبل، وبات من الضروري العمل على تأمين الموارد المائية بها، والعمل ضمن إستراتيجية، على توفير المياه، لكافة الأنشطة، وأولها النشاط الفلاحي، أما بالنسبة للتمويلات المرصودة فهي تتوزع كالتالي 40 مليون أورو قرض من البنك الأوروبي للاستثمار، 20 مليون أورو قرض من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، و15 مليون أورو هبة من الاتحاد الأوروبي، و5 مليون أورو مساهمة من الدولة، وتتعلق المساهمة الأخيرة بربط الثكنات العسكرية بقنوات تطهير ومعالجة مياه الصرف.
* كم يبلغ عدد الشركات التي تحتاج إلى تمويلات للحد من التلوث الصادر عنها بالجهة؟
هناك 8 مؤسسات جزء واسع منها تسبب بشكل مباشر في تلويث بحيرة بنزرت، وبعضها قامت بجهود لإرساء محطات لمعالجة المياه الصادرة عنها، لكن هناك بعض المؤسسات، مازالت لم تنخرط بعد في دينامكية الحد من التلوث بالجهة، والمفاوضات معها مستمرة، للوصول الى مؤشرات جيد تستهدف الحد من التلوث البيئي الصادر عنها، علما وأن بعض المشاريع لإزالة التلوث مكلفة، لكن هناك منظومة بيئية وجب احترامها، ونعمل عبر المفاوضات معها للوصول إلى مستوى جيد يحد من التلوث البيئي بالجهة.
* وهل هناك مشاريع أخرى بصدد الانجاز للحد من التلوث البيئي بجعة بنزرت؟
بقية مكونات المشروع في مرحلة إعداد ملفات طلب العروض سواء للدراسات أو للأشغال، ومرحلة الدراسات في المشروع قد انتهت بعد انطلاقها منذ سنة 2018، وانطلق الانجاز الفعلي للعدة مشاريع وهي تشهد تقدما مطردا، من بينها تأهيل وانجاز 15 كلم من قنوات التطهير إضافة إلى الانطلاق في إنجاز مشروع تحسين جودة المياه الصناعية المعالجة المتأتية من مصانع الشركة التونسية لصناعات التكرير بكلفة 7 مليون دينار، وإصدار عدد من طلبات العروض لانجاز ما لا يقل عن 17 مشروعا في إطار مشروع إزالة التلوث ببحيرة بنزرت على أن تنطلق الأشغال في أغلب المشاريع خلال النصف الثاني من العام الجاري ليتواصل إنجازها إلى موفى 2026، وهذه المشاريع تشمل ميناء منزل عبد الرحمان والفسحة الشاطئية، كما يوجد11 مشروعا بمشاركة المجتمع المدني على غرار التوعية والتربية البيئة وبرنامج التنمية المستدامة لكامل بحيرة بنزرت وبحيرة "إشكل" حتى لا تعود الى التلوث الذي كانت عليه في المرحلة السابقة.
* وهل هناك برامج تتعلق بالتوعية للحد من التلوث البيئي؟
بالتأكيد، هناك تدخل مهم للمجتمع المدني، ونرغب في توسعة الدائرة لتشمل أيضا جميع الفاعلين بجهة بنزرت، وهذا الأمر يحتاج إلى تمويلات جديدة، ونحن نعول على مساهمات صندوق التوعية والتربية البيئية، وصندوق الاستدامة، وصندوق البحث العلمي، وتم الوصول الى قرابة 1000 تلميذ عبر مشاريع التوعية والتي بلغت 800 ألف أورو استهدفت توعية المؤطرين والأساتذة والمؤسسات التربوية بالجهة، وهدفها التوعية بأهمية الحد من التلوث عبر تغيير السلوكيات، والعمل على احترام البيئة، بالإضافة إلى وضع منوال تنموي متوازن، خصوصا وأن مدينة بنزرت هي قطب من الأقطاب الصناعية بالبلاد، ومن الضروري أن تكون التنمية فيها متوازنة تحترم البيئة، ونحن نسعى إلى الوصول إلى تمويلات إضافية، لوضع برنامج بيئي متكامل ومتوازن يعيد بريق الجهة، ويحافظ على جماليتها، بالإضافة إلى وضع برنامج متكامل للحد من التغييرات المناخية، والحفاظ على الدائرة المائية بالجهة، والتي تقلصت بسبب التغييرات المناخية الأخيرة.
سفيان المهداوي
تونس- الصباح
أكدت رئيسة وحدة التصرف حسب الأهداف في إنجاز البرنامج المندمج لإزالة التلوث ببنزرت ذكرى الغربي، أمس، في حوار مع جريدة "الصباح" عن تقدم عدة أشغال لمعالجة المياه المستعملة ومد قنوات التطهير بمدينة بنزرت، والحد من التلوث القادم من المؤسسات الصناعية، ورصد تمويلات، ناهزت 90 مليون أورو، لتنفيذ عدة برامج بالجهة 50% منها موجهة نحو التطهير وتحسين جودة الحياة.
وفيما يلي نص الحوار :
* بداية السيدة ذكرى الغربي، ماهي المشاريع المبرمجة للحد من التلوث الصناعي بالجهة؟
هي برامج مندمجة تهدف لتحسين الوضع البيئي بمنطقة بحيرة بنزرت، ومكوناته تستهدف إزالة التلوث الصناعي (شركات الفولاذ واسمنت بنزرت والشركة التونسية لصناعات التكرير)، وتحسين منظومة التطهير، وتأهيل محطات التطهير ببنزرت وماطر ومنزل بورقيبة وإعادة التهيئة وتجديد الشبكات، بالإضافة الى تطهير 9 تجمعات ريفية بحوض البحيرة، وتهيئة ضفاف بحيرة بنزرت، وتوسعة ميناء الصيد البحري وتشييد كرنيش بمنزل عبد الرحمان، فضلا عن إرساء منظومة للتصرف في النفايات الصلبة وإعادة تهيئة مصب النفايات الصلبة الصناعية بمنزل بورقيبة.
* ماهي أهداف هذه المشاريع، والغاية منها؟
أولها تحسين الوضع البيئي بمنطقة بحيرة بنزرت، وصيانة منظومات التطهير ومدها، والحفاظ على الثروات الطبيعية، وكذلك تحسين جودة الحياة بالمنطقة لتتناغم مع تنمية والاجتماعية المستدامة بالجهة، كذلك من أهداف البرنامج تحسين الوضع البيئي ببحيرة بنزرت، علما وأن البحيرة بها الكثير من أنشطة الصيد البحري، وعدة أنشطة فلاحية مهمة، ومن المهم العمل على الحد من التلوث الصناعي بهذه المنطقة، خاصة مخلفات تلوث الصرف الصحي والتصرف في النفايات الصلبة وتوسعة أنشطة الصيد البحري، عبر إستراتيجية تهدف الى الحد قدر الإمكان من التلوث بمختلف أصنافه بالجهة.
* ماهي مصادر التلوث بالجهة وهل هناك برنامج للحد منها على المدى القصير؟
هناك التلوث الصناعي الذي يؤثر بشكل مباشر على الموارد المائية بالجهة، وتم رصد اعتمادات لفائدة 3 شركات، هي كل من الشركة التونسية للصناعات والتكرير، وشركة الفولاذ، وشركة اسمنت بنزرت، والأخيرة انطلقت في وضع برنامج متكامل للحد من التلوث الصادر عنها عبر تركيب مصافي الهواء للحد من الانبعاثات الصادرة عن المصنع، والتي تقلصت في الفترة الأخيرة، وتمت ملاحظتها حتى من أهالي الجهة، وهذه الخطوة تعد هامة، تزامنا مع خطوات أخرى بصدد العمل على إنجازها للحد من مصادر التلوث.
* وهل هناك اعتمادات مرصودة للحد من مخلفات التلوث الصادرة عن هذه المصانع؟
بالنسبة لشركة "ستير"، هي بصدد تنفيذ مشروع لتحسين معالجة المياه الصناعية الصادرة عن المصنع بقيمة 7 مليون دينار، وبالنسبة لشركة اسمنت بلغت الاعتمادات المرصودة 10.4 مليون أورو أي قرابة 30 مليون دينار، علما وأن كلفة هذه المشاريع تبلغ إجمالا 80 مليون أورو دون أداءات.
* ماهي الجهات المستفيدة من هذه التمويلات، ومصادر تمويلها؟
* حتى أكون معك أكثر دقة، فإن 50% من هذه المشاريع هي موجهة للتطهير وتحسين جودة الحياة بالجهة، وجزء واسع منها موجه لفائدة "onas" ، ويتعلق الأمر بمد قنوات التطهير ومعالجة ثلاثية للموارد المائية بالجهة، وإعادة استعمال المياه في أنشطة أخرى مثل الري، خصوصا وأن الجهة تشهد تغييرات مناخية لم تشهدها من قبل، وبات من الضروري العمل على تأمين الموارد المائية بها، والعمل ضمن إستراتيجية، على توفير المياه، لكافة الأنشطة، وأولها النشاط الفلاحي، أما بالنسبة للتمويلات المرصودة فهي تتوزع كالتالي 40 مليون أورو قرض من البنك الأوروبي للاستثمار، 20 مليون أورو قرض من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، و15 مليون أورو هبة من الاتحاد الأوروبي، و5 مليون أورو مساهمة من الدولة، وتتعلق المساهمة الأخيرة بربط الثكنات العسكرية بقنوات تطهير ومعالجة مياه الصرف.
* كم يبلغ عدد الشركات التي تحتاج إلى تمويلات للحد من التلوث الصادر عنها بالجهة؟
هناك 8 مؤسسات جزء واسع منها تسبب بشكل مباشر في تلويث بحيرة بنزرت، وبعضها قامت بجهود لإرساء محطات لمعالجة المياه الصادرة عنها، لكن هناك بعض المؤسسات، مازالت لم تنخرط بعد في دينامكية الحد من التلوث بالجهة، والمفاوضات معها مستمرة، للوصول الى مؤشرات جيد تستهدف الحد من التلوث البيئي الصادر عنها، علما وأن بعض المشاريع لإزالة التلوث مكلفة، لكن هناك منظومة بيئية وجب احترامها، ونعمل عبر المفاوضات معها للوصول إلى مستوى جيد يحد من التلوث البيئي بالجهة.
* وهل هناك مشاريع أخرى بصدد الانجاز للحد من التلوث البيئي بجعة بنزرت؟
بقية مكونات المشروع في مرحلة إعداد ملفات طلب العروض سواء للدراسات أو للأشغال، ومرحلة الدراسات في المشروع قد انتهت بعد انطلاقها منذ سنة 2018، وانطلق الانجاز الفعلي للعدة مشاريع وهي تشهد تقدما مطردا، من بينها تأهيل وانجاز 15 كلم من قنوات التطهير إضافة إلى الانطلاق في إنجاز مشروع تحسين جودة المياه الصناعية المعالجة المتأتية من مصانع الشركة التونسية لصناعات التكرير بكلفة 7 مليون دينار، وإصدار عدد من طلبات العروض لانجاز ما لا يقل عن 17 مشروعا في إطار مشروع إزالة التلوث ببحيرة بنزرت على أن تنطلق الأشغال في أغلب المشاريع خلال النصف الثاني من العام الجاري ليتواصل إنجازها إلى موفى 2026، وهذه المشاريع تشمل ميناء منزل عبد الرحمان والفسحة الشاطئية، كما يوجد11 مشروعا بمشاركة المجتمع المدني على غرار التوعية والتربية البيئة وبرنامج التنمية المستدامة لكامل بحيرة بنزرت وبحيرة "إشكل" حتى لا تعود الى التلوث الذي كانت عليه في المرحلة السابقة.
* وهل هناك برامج تتعلق بالتوعية للحد من التلوث البيئي؟
بالتأكيد، هناك تدخل مهم للمجتمع المدني، ونرغب في توسعة الدائرة لتشمل أيضا جميع الفاعلين بجهة بنزرت، وهذا الأمر يحتاج إلى تمويلات جديدة، ونحن نعول على مساهمات صندوق التوعية والتربية البيئية، وصندوق الاستدامة، وصندوق البحث العلمي، وتم الوصول الى قرابة 1000 تلميذ عبر مشاريع التوعية والتي بلغت 800 ألف أورو استهدفت توعية المؤطرين والأساتذة والمؤسسات التربوية بالجهة، وهدفها التوعية بأهمية الحد من التلوث عبر تغيير السلوكيات، والعمل على احترام البيئة، بالإضافة إلى وضع منوال تنموي متوازن، خصوصا وأن مدينة بنزرت هي قطب من الأقطاب الصناعية بالبلاد، ومن الضروري أن تكون التنمية فيها متوازنة تحترم البيئة، ونحن نسعى إلى الوصول إلى تمويلات إضافية، لوضع برنامج بيئي متكامل ومتوازن يعيد بريق الجهة، ويحافظ على جماليتها، بالإضافة إلى وضع برنامج متكامل للحد من التغييرات المناخية، والحفاظ على الدائرة المائية بالجهة، والتي تقلصت بسبب التغييرات المناخية الأخيرة.