أجلت أمس الأول الدائرة القضائية المختصة بالنظر في قضايا العدالة الانتقالية البت في ملف اغتيال الزعيم صالح بن يوسف رميا بالرصاص منذ ما يزيد عن 62 عاما الى جلسة 2 نوفمبر 2023.
مفيدة القيزاني
وفي جلسة أمس الأول حضر نجل صالح بن يوسف كما حضر محامي الدفاع الأستاذ عفيف بن يوسف واتضح ان المكاتبات التي تم إرسالها الى المنايا حول ملف الاغتيال لم ترد بعد على المحكمة ولذلك وقع تأجيل البت في الملف.
وبالمناداة على المنسوب لهم الانتهاك عبد الله الورتاني ومحمد بن خليفة محرزي وحميدة بن تربوت تبين أن جميعهم فارقوا الحياة وتمت إضافة مضامين وفاتهم.
وفي القضية الثانية التي لها علاقة بملف صالح بن يوسف تمت المناداة على إسماعيل بوعين والذي تبين انه توفي وهو سائق صالح بن يوسف وحارسه الشخصي وحضر حفيده ولاحظ أن القاصي والداني يعرف جده علي بوعين الحارس الشخصي وسائق صالح بن يوسف ويمجدون تاريخه ونضالا ته وقد تمت تسمية نهج يحمل اسمه تخليدا لذكراه مضيفا انه وقع استقطابه من قبل أطراف لها صلة بالنظام البورقيبي لم يحدد هوياتهم لاستدراج صالح بن يوسف الذي انشق عن الحزب الدستوري قصد اغتياله وأمام رفض هذا الطلب من قبل علي بوعين تمت تصفيته حتى لا يكشف عنهم وذلك بتاريخ 1 ديسمبر 1955 موضحا أن أرملة صالح بن يوسف وإثر عودتها الى تونس بعد إزاحة بورقيبة كان أول طلب لها مقابلة أحفاد المرحوم بوعين وحسب ما بلغه أن خاله حسن قد تقابل مع أرملة بن يوسف.
وبسؤاله إن كان بالإمكان استدعاء خاله حسن كونه سبق له أن كتب مقالات صحفية حول حادثة الاغتيال وحاول العثور على القاتل أفاد أن خاله لديه فعلا معلومات متعلقة بقضية اغتيال جده إلا أنه مصاب بجلطة وقد يتعذر استقاء معلومات منه نظرا لعدم تركيزه ونتيجة الاضطرابات المصاب بها جراء عديد العمليات التي أجراها.
وبمزيد التحرير عليه لاحظ أنه حسبما بلغه فإنه بوفاة جده علي بوعين فقدت العائلة سندها الوحيد خاصة وأن أبناءه كانوا قصرا آنذاك وأصبحت العائلة موصومة بالخيانة لتصنيفهم "يوسفيين."
وطلب في الأخير إماطة اللثام عن قتلة جده ورد الاعتبار له وهو طلب ملح لجميع أفراد العائلة وأحفاده ومحاسبة كل من تورط في هذه الجريمة.
شهادة نجل صالح بن يوسف..
وللإشارة فإن نجل صالح بن يوسف لطفي بن يوسف كان متواجدا بقاعة الجلسة طلب سماعه كشاهد في قضية مقتل علي بوعين فقررت المحكمة سماعه على سبيل الاسترشاد.
وبالتحرير عليه لاحظ أنه زمن اغتيال علي بوعين كان عمره 4 سنوات ولا يتذكر الحادثة ولا يستحضر ملامح علي بوعين الحارس الشخصي والسائق الشخصي لوالده وحسب ما بلغه فإنه على إثر الخلاف بين الديوان السياسي بزعامة البورقيبيين والأمانة العامة بزعامة صالح بن يوسف وأمام احتدام الصراع بين الشقين البورقيبي واليوسفي في علاقة بمعاهدة الاستقلال قرر الديوان السياسي الشق البورقيبي تمكين والده من حارس شخصي وسائق ووكلت الديوان السياسي المرحوم علي إسماعيل بوعين بتلك المسؤولية وذلك قصد استقاء أخبار والده وتيسير عملية اغتياله عند الضرورة وذلك على إثر رجوعه من الخارج يوم 13 سبتمبر 1955 وأمام رفض علي بوعين المهمة القذرة تم تصفية الأخير يوم 1 ديسمبر 1955 وكانت بداية سلسلة الاغتيالات السياسية بعد قتل الصحبي بن عمار وبعدها مهاجمة "دار الصباح" واغتيال مختار عطية يوم 3 ديسمبر 1955 وتوالت تصفية بقية المناضلين ضد الاستعمار لكل من يشتم عنه رائحة اليوسفيين.
ملاحظا في الأخير أن علي بوعين أصبح واحدا من العائلة ويشرف على قضاء شؤونها ورفض رفضا قطعيا تسهيل عملية اغتيال بن يوسف نظرا لتوطد علاقته بالعائلة.
وأوضح الأستاذ عفيف بن يوسف محامي عائلة صالح بن يوسف أنه وفي إطار شهادة المناضل محمد الصالح بن الهادئ غرس في ملف اغتيال المناضل صالح بن يوسف أتت شهادته على عملية اغتيال علي بوعين وطلب من المحكمة العودة لها.
الاغتيال..
تعود أطوار قضية اغتيال صالح بن يوسف إلى يوم 12 أوت 1961، حيث يذكر أن بورقيبة أرسل فريقًا تمكّن من استدراج صالح بن يوسف إلى نزل رويال الكائن وسط مدينة فرنكفورت بألمانيا.
وقام فريق الاغتيال في إطار التحضير للتصفية بالتنقل عدة مرات عام 1961 بين سويسرا وألمانيا لرصد ومتابعة تحركات بن يوسف الذي كانت تصفه الصحف الوطنية زمن الاستعمار بـ"الزعيم الأكبر ."
وفي الصباح الباكر من يوم 12 أوت 1961، غادر حميدة بنتربوت فندق "فالدورف" مع المنفذين الاثنين، عبد الله بن مبروك ومحمد بن خليفة محرز، واقتنوا تذاكر ذهابا وإيابا من مطار زيورخ إلى فرانكفورت فيما ظلّ زرق العيون في المدينة السويسرية.
في فرانكفورت، حجز بنتربوت غرفة في فندق "رويال" الواقع قبالة محطة قطارات المدينة، باسم المنفذين الاثنين، وعلى الساعة الرابعة بعد الزوال من نفس اليوم، هاتف بنتربوت بن يوسف وطلب منه القدوم من مدينة "فيزبادن" أين يقيم إلى فرانكفورت وذلك لمقابلة الضابطين المزعومين في النزل.
امتنع بن يوسف في البداية لأنه كان يستعد مساء ذلك اليوم للسفر إلى غينيا بدعوة من رئيسها سيكو توري لحضور قمة دول عدم الانحياز، ولكنه استجاب بالنهاية على اعتبار ثقته في بنتربوت وحكم القرابة العائلية وفي مساء ذلك اليوم، وصل بن يوسف للنزل مع زوجته صوفية واستقبله كل من مبروك ومحرز وطلبا منه الصعود إلى غرفة بالطابق العلوي وهو ما استجاب إليه بن يوسف الذي طلب من زوجته انتظاره في مقهى النزل.
ما بين الساعة الرابعة ونصف والخامسة تحديدًا، وبينما كان بن يوسف جالسًا على أريكة الغرفة، أطلق المنفذان النار من مسافة قصيرة باستعمال مسدس من عيار 7.65 ملم على مستوى جمجمة بن يوسف ومن الخلف أيضًا ليُردى قتيلًا.
غادر المنفذان الغرفة تاركين مفتاحها بالباب من الخارج وأعلما عون الاستقبال أنهما سيعودان بعد وقت قريب لأنهما ينتظران مكالمة هاتفية، ولكنهما لم يعودا.
خلال الساعتين اللاحقتين لمغادرة منفذي الاغتيال، تلقى موظف الاستقبال بالنزل 3 مكالمات هاتفية لم يحوّلها للغرفة مشيرًا على المخاطب بأن نزلاء الغرفة لم يعودا بعد، وطلب المخاطب في المكالمة الأخيرة إعلامهما عند حضورهما بضرورة التحول إلى مكان حدده لعون الاستقبال.
في الأثناء ومع الساعة السابعة إلا ربع، استرابت صوفية بن صالح من عدم رجوع زوجها خاصة مع اقتراب موعد سفرهما إلى غينيا، فصعدت للغرفة لتجد زوجها ملقى على الأريكة وهو يلهث وتصدر منه حشرجة والدماء تنزف من مؤخرة رأسه ويداه مفتوحتان ومفكرته ممزقة وملقاة على الأرض مع القلم، فصاحت بأعلى صوت طالبة النجدة.
نقلت سيارة إسعاف بن يوسف مضجرًا بالدماء إلى مستشفى فرانكفورت أين جرت محاولة إنقاذه وأجريت له عملية جراحية لكنه توفي تحديدًا على الساعة الحادية عشر إلا ربع من ذلك اليوم.
في تلك الليلة الفاصلة عن يوم الأحد، شوهد فريق الاغتيال بزعامة زرق العيون في فندق "روايال" في زيورخ ليغادروا جميعًا صبيحة اليوم الموالي إلى تونس.
طلبات تحضيرية..
كانت الهيئة قد تقدمت سابقا بعدة طلبات تحضيرية بخصوص ملف القضية منها إصدار بطاقات جلب قضائية في حق 3 متهمين في الملف مازالوا على قيد الحياة، ويُشتبه بعلاقتهم بملف عملية الاغتيال وإطلاق النار على المعارض السياسي لحكم الزعيم بورقيبة صالح بن يوسف في ألمانيا.
كما طالبوا أيضا بجلب الأرشيف الرئاسي وأرشيف وزارة الداخلية للمساعدة على كشف الحقيقة وأيضا جلب أرشيف التلفزة الوطنية الذي بث خطابا لبورقيبة في تلك الفترة يعترف في جانب منه بعملية اغتيال المعارض السياسي صالح بن يوسف، والمطالبة بسماع شهادات نقابيين وسياسيين في تلك الفترة.
بعد أشغال هيئة الحقيقة والكرامة، أحيل ملف الاغتيال على أنظار الدائرة الجنائية المختصة في العدالة الانتقالية ووجّه الاتهام فيها لكل من رئاسة الجمهورية والحرس الرئاسي ووزارة الداخلية والخارجية وسفارة تونس بألمانيا بسبب المشاركة وألمانيا لتستّرها على الجناة أما الأشخاص فوُجّهت تهمة القتل العمد مع سابقية الإضمار لكل من الحبيب بورقيبة وبشير زرق العيون وحسن بن عبد الله الورداني وقد حفظت التهمة في حقهم بسبب الوفاة. أما عبد الله بن مبروك الورداني ومحمد بن خليفة محرز فلم يتم العثور عليهما. فيما وجّهت تهمة المشاركة في القتل إلى حميدة بن تربوت والذي استمعت الهيأة لشهادته.
تونس- الصباح
أجلت أمس الأول الدائرة القضائية المختصة بالنظر في قضايا العدالة الانتقالية البت في ملف اغتيال الزعيم صالح بن يوسف رميا بالرصاص منذ ما يزيد عن 62 عاما الى جلسة 2 نوفمبر 2023.
مفيدة القيزاني
وفي جلسة أمس الأول حضر نجل صالح بن يوسف كما حضر محامي الدفاع الأستاذ عفيف بن يوسف واتضح ان المكاتبات التي تم إرسالها الى المنايا حول ملف الاغتيال لم ترد بعد على المحكمة ولذلك وقع تأجيل البت في الملف.
وبالمناداة على المنسوب لهم الانتهاك عبد الله الورتاني ومحمد بن خليفة محرزي وحميدة بن تربوت تبين أن جميعهم فارقوا الحياة وتمت إضافة مضامين وفاتهم.
وفي القضية الثانية التي لها علاقة بملف صالح بن يوسف تمت المناداة على إسماعيل بوعين والذي تبين انه توفي وهو سائق صالح بن يوسف وحارسه الشخصي وحضر حفيده ولاحظ أن القاصي والداني يعرف جده علي بوعين الحارس الشخصي وسائق صالح بن يوسف ويمجدون تاريخه ونضالا ته وقد تمت تسمية نهج يحمل اسمه تخليدا لذكراه مضيفا انه وقع استقطابه من قبل أطراف لها صلة بالنظام البورقيبي لم يحدد هوياتهم لاستدراج صالح بن يوسف الذي انشق عن الحزب الدستوري قصد اغتياله وأمام رفض هذا الطلب من قبل علي بوعين تمت تصفيته حتى لا يكشف عنهم وذلك بتاريخ 1 ديسمبر 1955 موضحا أن أرملة صالح بن يوسف وإثر عودتها الى تونس بعد إزاحة بورقيبة كان أول طلب لها مقابلة أحفاد المرحوم بوعين وحسب ما بلغه أن خاله حسن قد تقابل مع أرملة بن يوسف.
وبسؤاله إن كان بالإمكان استدعاء خاله حسن كونه سبق له أن كتب مقالات صحفية حول حادثة الاغتيال وحاول العثور على القاتل أفاد أن خاله لديه فعلا معلومات متعلقة بقضية اغتيال جده إلا أنه مصاب بجلطة وقد يتعذر استقاء معلومات منه نظرا لعدم تركيزه ونتيجة الاضطرابات المصاب بها جراء عديد العمليات التي أجراها.
وبمزيد التحرير عليه لاحظ أنه حسبما بلغه فإنه بوفاة جده علي بوعين فقدت العائلة سندها الوحيد خاصة وأن أبناءه كانوا قصرا آنذاك وأصبحت العائلة موصومة بالخيانة لتصنيفهم "يوسفيين."
وطلب في الأخير إماطة اللثام عن قتلة جده ورد الاعتبار له وهو طلب ملح لجميع أفراد العائلة وأحفاده ومحاسبة كل من تورط في هذه الجريمة.
شهادة نجل صالح بن يوسف..
وللإشارة فإن نجل صالح بن يوسف لطفي بن يوسف كان متواجدا بقاعة الجلسة طلب سماعه كشاهد في قضية مقتل علي بوعين فقررت المحكمة سماعه على سبيل الاسترشاد.
وبالتحرير عليه لاحظ أنه زمن اغتيال علي بوعين كان عمره 4 سنوات ولا يتذكر الحادثة ولا يستحضر ملامح علي بوعين الحارس الشخصي والسائق الشخصي لوالده وحسب ما بلغه فإنه على إثر الخلاف بين الديوان السياسي بزعامة البورقيبيين والأمانة العامة بزعامة صالح بن يوسف وأمام احتدام الصراع بين الشقين البورقيبي واليوسفي في علاقة بمعاهدة الاستقلال قرر الديوان السياسي الشق البورقيبي تمكين والده من حارس شخصي وسائق ووكلت الديوان السياسي المرحوم علي إسماعيل بوعين بتلك المسؤولية وذلك قصد استقاء أخبار والده وتيسير عملية اغتياله عند الضرورة وذلك على إثر رجوعه من الخارج يوم 13 سبتمبر 1955 وأمام رفض علي بوعين المهمة القذرة تم تصفية الأخير يوم 1 ديسمبر 1955 وكانت بداية سلسلة الاغتيالات السياسية بعد قتل الصحبي بن عمار وبعدها مهاجمة "دار الصباح" واغتيال مختار عطية يوم 3 ديسمبر 1955 وتوالت تصفية بقية المناضلين ضد الاستعمار لكل من يشتم عنه رائحة اليوسفيين.
ملاحظا في الأخير أن علي بوعين أصبح واحدا من العائلة ويشرف على قضاء شؤونها ورفض رفضا قطعيا تسهيل عملية اغتيال بن يوسف نظرا لتوطد علاقته بالعائلة.
وأوضح الأستاذ عفيف بن يوسف محامي عائلة صالح بن يوسف أنه وفي إطار شهادة المناضل محمد الصالح بن الهادئ غرس في ملف اغتيال المناضل صالح بن يوسف أتت شهادته على عملية اغتيال علي بوعين وطلب من المحكمة العودة لها.
الاغتيال..
تعود أطوار قضية اغتيال صالح بن يوسف إلى يوم 12 أوت 1961، حيث يذكر أن بورقيبة أرسل فريقًا تمكّن من استدراج صالح بن يوسف إلى نزل رويال الكائن وسط مدينة فرنكفورت بألمانيا.
وقام فريق الاغتيال في إطار التحضير للتصفية بالتنقل عدة مرات عام 1961 بين سويسرا وألمانيا لرصد ومتابعة تحركات بن يوسف الذي كانت تصفه الصحف الوطنية زمن الاستعمار بـ"الزعيم الأكبر ."
وفي الصباح الباكر من يوم 12 أوت 1961، غادر حميدة بنتربوت فندق "فالدورف" مع المنفذين الاثنين، عبد الله بن مبروك ومحمد بن خليفة محرز، واقتنوا تذاكر ذهابا وإيابا من مطار زيورخ إلى فرانكفورت فيما ظلّ زرق العيون في المدينة السويسرية.
في فرانكفورت، حجز بنتربوت غرفة في فندق "رويال" الواقع قبالة محطة قطارات المدينة، باسم المنفذين الاثنين، وعلى الساعة الرابعة بعد الزوال من نفس اليوم، هاتف بنتربوت بن يوسف وطلب منه القدوم من مدينة "فيزبادن" أين يقيم إلى فرانكفورت وذلك لمقابلة الضابطين المزعومين في النزل.
امتنع بن يوسف في البداية لأنه كان يستعد مساء ذلك اليوم للسفر إلى غينيا بدعوة من رئيسها سيكو توري لحضور قمة دول عدم الانحياز، ولكنه استجاب بالنهاية على اعتبار ثقته في بنتربوت وحكم القرابة العائلية وفي مساء ذلك اليوم، وصل بن يوسف للنزل مع زوجته صوفية واستقبله كل من مبروك ومحرز وطلبا منه الصعود إلى غرفة بالطابق العلوي وهو ما استجاب إليه بن يوسف الذي طلب من زوجته انتظاره في مقهى النزل.
ما بين الساعة الرابعة ونصف والخامسة تحديدًا، وبينما كان بن يوسف جالسًا على أريكة الغرفة، أطلق المنفذان النار من مسافة قصيرة باستعمال مسدس من عيار 7.65 ملم على مستوى جمجمة بن يوسف ومن الخلف أيضًا ليُردى قتيلًا.
غادر المنفذان الغرفة تاركين مفتاحها بالباب من الخارج وأعلما عون الاستقبال أنهما سيعودان بعد وقت قريب لأنهما ينتظران مكالمة هاتفية، ولكنهما لم يعودا.
خلال الساعتين اللاحقتين لمغادرة منفذي الاغتيال، تلقى موظف الاستقبال بالنزل 3 مكالمات هاتفية لم يحوّلها للغرفة مشيرًا على المخاطب بأن نزلاء الغرفة لم يعودا بعد، وطلب المخاطب في المكالمة الأخيرة إعلامهما عند حضورهما بضرورة التحول إلى مكان حدده لعون الاستقبال.
في الأثناء ومع الساعة السابعة إلا ربع، استرابت صوفية بن صالح من عدم رجوع زوجها خاصة مع اقتراب موعد سفرهما إلى غينيا، فصعدت للغرفة لتجد زوجها ملقى على الأريكة وهو يلهث وتصدر منه حشرجة والدماء تنزف من مؤخرة رأسه ويداه مفتوحتان ومفكرته ممزقة وملقاة على الأرض مع القلم، فصاحت بأعلى صوت طالبة النجدة.
نقلت سيارة إسعاف بن يوسف مضجرًا بالدماء إلى مستشفى فرانكفورت أين جرت محاولة إنقاذه وأجريت له عملية جراحية لكنه توفي تحديدًا على الساعة الحادية عشر إلا ربع من ذلك اليوم.
في تلك الليلة الفاصلة عن يوم الأحد، شوهد فريق الاغتيال بزعامة زرق العيون في فندق "روايال" في زيورخ ليغادروا جميعًا صبيحة اليوم الموالي إلى تونس.
طلبات تحضيرية..
كانت الهيئة قد تقدمت سابقا بعدة طلبات تحضيرية بخصوص ملف القضية منها إصدار بطاقات جلب قضائية في حق 3 متهمين في الملف مازالوا على قيد الحياة، ويُشتبه بعلاقتهم بملف عملية الاغتيال وإطلاق النار على المعارض السياسي لحكم الزعيم بورقيبة صالح بن يوسف في ألمانيا.
كما طالبوا أيضا بجلب الأرشيف الرئاسي وأرشيف وزارة الداخلية للمساعدة على كشف الحقيقة وأيضا جلب أرشيف التلفزة الوطنية الذي بث خطابا لبورقيبة في تلك الفترة يعترف في جانب منه بعملية اغتيال المعارض السياسي صالح بن يوسف، والمطالبة بسماع شهادات نقابيين وسياسيين في تلك الفترة.
بعد أشغال هيئة الحقيقة والكرامة، أحيل ملف الاغتيال على أنظار الدائرة الجنائية المختصة في العدالة الانتقالية ووجّه الاتهام فيها لكل من رئاسة الجمهورية والحرس الرئاسي ووزارة الداخلية والخارجية وسفارة تونس بألمانيا بسبب المشاركة وألمانيا لتستّرها على الجناة أما الأشخاص فوُجّهت تهمة القتل العمد مع سابقية الإضمار لكل من الحبيب بورقيبة وبشير زرق العيون وحسن بن عبد الله الورداني وقد حفظت التهمة في حقهم بسبب الوفاة. أما عبد الله بن مبروك الورداني ومحمد بن خليفة محرز فلم يتم العثور عليهما. فيما وجّهت تهمة المشاركة في القتل إلى حميدة بن تربوت والذي استمعت الهيأة لشهادته.