إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. سارق الحقائب..

 

يرويها: أبو بكر الصغير

    تعدّ الحقيبة بالنسبة للكثيرين، ذكرى وجود، ما تمكنا من الحفاظ عليه في عجلة المغادرة، الأمتعة النهائية التي تبقى ونحملها معنا في رحلة ما قد تكون أحيانا رحلة عمر. 

    لكن قد تصبح الحقيبة في لحظة ما رمزًا لرحلة باتجاه واحد. كأنها جزءًا من تاريخ شعوب، من المضطهدين والمبعدين يسمح الماسك بأحوال الناس بحمل واحدة فقط لكلّ لاجئ أو هارب من جحيم حرب أو فتنة.

    هناك في السفر في الأوضاع العادية هيبة لا يمكن إنكارها،  فمن يسافر يسكنه شعور غير منطقي يتحدث إلى خيالنا، ويمدح المزايا أو العوالم البعيدة حيث تكون فيها الحياة أفضل.

 أن تقوم بتعبئة حقيبتك يعني اختيار ما تأخذه وما تتركه، يعني الاستسلام لحاجات ورغبات.

   دراما الحقيبة هي الدراما المفضلة لدى البعض، لأننا نعلم جيدا أننا لن نتمكن من أخذ كل شيء وفي نفس الوقت لا يمكننا المغادرة دون أخذ أي شيء.

   لذلك من الضروري الاختيار، والتردد، والتشكيك في فائدة كل قطعة وكلّ حالة ومضاعفة القرارات السريعة. ومرة أخرى، إنه أمر غريب لأنه عادة، نحب أن يكون لدينا خيار ونكره عندما لا يكون لدينا خيار أو عندما يختار الآخرون لنا مكاننا .

   لماذا، لأنّه في مواجهة الحقيبة الفارغة، يكون تتابع الاختيارات بهذه الصعوبة؟

  قبل فترة غير بعيدة، عدت من رحلة عمل لأفاجأ عند تسلّم حقيبتي بأنه وقع خلعها وسرقة ما خفّ حمله وارتفع ثمنه، اتجهت إلى مكتب الأمتعة التابع للخطوط التونسية لأبلغ بهذه الجريمة، ليفاجئني المسؤول وكلّه ثقة بالنفس بالقول إنّه:"لم تعد هنالك سرقات للحقائب وأن الملف أغلق"!!، بمعنى كذّبني رغم أنني وضعت الحقيبة أمامه ..

 لأفاجأ اليوم بخبر إيقاف 5 عملة شحن وإيداعهم السجن ارتكبوا سلسلة سرقات  لحقائب بمطار تونس قرطاج .

   من المعلوم أن سرقات الأمتعة تتمّ غالبا عند تنزيلها أو لدى وضعها في عنابر الشحن (مستودعات الطائرات)، يختار لصوص الحقائب المسافرين ضحاياهم عبر نوعية وشكل الحقائب وأحيانا بالصدفة، فالأمر موكول للحظ، وقد تكون الغنيمة جيدة، كما لا تقتصر السرقات على الحاجيات الثمينة، بل أحيانا منقولات صغيرة كاللعب أو قطع ملابس الخ ..

  كانت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية في تونس قضت قبل فترة بالسجن لمدة عشرين عاما على خمسة متهمين، 3 عمال (تراوح أعمارهم بين 26 و39 عاما)، يعملون في الخدمات الأرضية التابعة للخطوط التونسية، بالإضافة إلى شخصين اشتريا المسروقات.

 لكن ما هو أخطر في هذه المسالة أن هؤلاء اللصوص غالبا ما يتشكلون في عصابات، أفادني صديق أن أغلبهم ممّن شملهم إجراء العفو العام.. تمكّنوا في فترة ما من السيطرة على المطار بدعم من النقابة بما وفّر لهم حصانة تحميهم من كلّ تتبعات .

  إن تفاقم هذه الظاهرة في مطاراتنا، أصبحت مصدر تندّر عالميا، إلى حدّ أن سلسلة  صور متحرّكة أمريكية "American Dad" تحذّر من السّرقات في مطار تونس قرطاج .

 يجهل المجرم أن سرقة لعبة طفل هي في نهاية الأمر سرقة لحلمه !!

حكاياتهم  .. سارق الحقائب..

 

يرويها: أبو بكر الصغير

    تعدّ الحقيبة بالنسبة للكثيرين، ذكرى وجود، ما تمكنا من الحفاظ عليه في عجلة المغادرة، الأمتعة النهائية التي تبقى ونحملها معنا في رحلة ما قد تكون أحيانا رحلة عمر. 

    لكن قد تصبح الحقيبة في لحظة ما رمزًا لرحلة باتجاه واحد. كأنها جزءًا من تاريخ شعوب، من المضطهدين والمبعدين يسمح الماسك بأحوال الناس بحمل واحدة فقط لكلّ لاجئ أو هارب من جحيم حرب أو فتنة.

    هناك في السفر في الأوضاع العادية هيبة لا يمكن إنكارها،  فمن يسافر يسكنه شعور غير منطقي يتحدث إلى خيالنا، ويمدح المزايا أو العوالم البعيدة حيث تكون فيها الحياة أفضل.

 أن تقوم بتعبئة حقيبتك يعني اختيار ما تأخذه وما تتركه، يعني الاستسلام لحاجات ورغبات.

   دراما الحقيبة هي الدراما المفضلة لدى البعض، لأننا نعلم جيدا أننا لن نتمكن من أخذ كل شيء وفي نفس الوقت لا يمكننا المغادرة دون أخذ أي شيء.

   لذلك من الضروري الاختيار، والتردد، والتشكيك في فائدة كل قطعة وكلّ حالة ومضاعفة القرارات السريعة. ومرة أخرى، إنه أمر غريب لأنه عادة، نحب أن يكون لدينا خيار ونكره عندما لا يكون لدينا خيار أو عندما يختار الآخرون لنا مكاننا .

   لماذا، لأنّه في مواجهة الحقيبة الفارغة، يكون تتابع الاختيارات بهذه الصعوبة؟

  قبل فترة غير بعيدة، عدت من رحلة عمل لأفاجأ عند تسلّم حقيبتي بأنه وقع خلعها وسرقة ما خفّ حمله وارتفع ثمنه، اتجهت إلى مكتب الأمتعة التابع للخطوط التونسية لأبلغ بهذه الجريمة، ليفاجئني المسؤول وكلّه ثقة بالنفس بالقول إنّه:"لم تعد هنالك سرقات للحقائب وأن الملف أغلق"!!، بمعنى كذّبني رغم أنني وضعت الحقيبة أمامه ..

 لأفاجأ اليوم بخبر إيقاف 5 عملة شحن وإيداعهم السجن ارتكبوا سلسلة سرقات  لحقائب بمطار تونس قرطاج .

   من المعلوم أن سرقات الأمتعة تتمّ غالبا عند تنزيلها أو لدى وضعها في عنابر الشحن (مستودعات الطائرات)، يختار لصوص الحقائب المسافرين ضحاياهم عبر نوعية وشكل الحقائب وأحيانا بالصدفة، فالأمر موكول للحظ، وقد تكون الغنيمة جيدة، كما لا تقتصر السرقات على الحاجيات الثمينة، بل أحيانا منقولات صغيرة كاللعب أو قطع ملابس الخ ..

  كانت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية في تونس قضت قبل فترة بالسجن لمدة عشرين عاما على خمسة متهمين، 3 عمال (تراوح أعمارهم بين 26 و39 عاما)، يعملون في الخدمات الأرضية التابعة للخطوط التونسية، بالإضافة إلى شخصين اشتريا المسروقات.

 لكن ما هو أخطر في هذه المسالة أن هؤلاء اللصوص غالبا ما يتشكلون في عصابات، أفادني صديق أن أغلبهم ممّن شملهم إجراء العفو العام.. تمكّنوا في فترة ما من السيطرة على المطار بدعم من النقابة بما وفّر لهم حصانة تحميهم من كلّ تتبعات .

  إن تفاقم هذه الظاهرة في مطاراتنا، أصبحت مصدر تندّر عالميا، إلى حدّ أن سلسلة  صور متحرّكة أمريكية "American Dad" تحذّر من السّرقات في مطار تونس قرطاج .

 يجهل المجرم أن سرقة لعبة طفل هي في نهاية الأمر سرقة لحلمه !!