إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم في موت السياسة !!.

 

يرويها: أبوبكر الصغير

إن الأنانية في العمل الحزبي تثير قدراً من الرعب، بحيث تمّ اختراع السياسة لإخفائها .

تحدّث عن " موت السياسة " ..!.

دون أن يدرك أو يعترف ويقرّ من هو قاتلها !.

وماذا فعل جماعة حركته بها !.

بعدما كان يتم التحذير من السياسة، أصبح الحديث عن موتها !.

غاب ورحل كبار الزعماء السياسيين الوطنيين، الذين آمنوا ، أن السياسة هي شؤون الدولة بما يجب بمقتضى الأخلاق، والحكمة ليحمل الجمهور على منهاج يكون فيه حفظ النوع وبقاؤه .

فالاستقامة هي السياسة الفضلى .

كانت تونس خلال السنوات الأخيرة بلاد السياسة بامتياز، لكن أغلق القوس وانتهى كلّ شيء اليوم !.

أصبحت السياسة بلا حول ولا قوة، ابتعد الناس عن  الأحزاب والجمعيات وقاطعوا الانتخابات وكلَ عملية سياسية فيها تصويت بما يتّجه معه ويظهر عدم اهتمام المواطنين بالمسؤولين المنتخبين، وفي أي موقع من المسؤولية كانوا  .

الكلام عن الحكومات وعن السياسة والشأن العام لن يفيد، ولا يغري، بينما الحديث عما يستطيع المرء عمله في حياته الخاصة لتحسين ظروف عيشه ولتطوير نفسه أو بيته أو حتى الحي الذي يعيش فيه هو المطلوب اليوم.

إننا نشهد محوا ثلاثيا: حضور الدولة الراعية، سيادة الديمقراطية في بعدها الليبرالي، وسيادة الشعوب كجسم سياسي .

هناك ضراوة تونسية في التدهور السياسي : لأن الدولة تاريخياً تحتكر القمع والقوة الصلبة بما يجعل منها  مبدأ التنظيم وتماسك المجتمع،  لكن  هذه الدولة نفسها لا تستجيب إلا لمدخلات مفروضة عليها دون الرغبة في مقاومتها ومحاولة السيطرة عليها ليبقى الجدل محتجزا هناك، في الدولة وحولها، وليختطف أحيانا في مستنقع أيديولوجي شعبوي يرى أنه لا توجد شرعية أخرى غير شرعية هذه الدولة لتكون وحدها مخولة للحكم، لأن البقية الذين يمثلون الشخصية الرئيسية الأخرى في تاريخ بلادنا  ليسوا أكثر من جوقة محترمة لم تعد وظيفتها نشطة،  بقدر ما هي زخرفية لاستكمال المشهد قبل ان يرفع الستار .

في الماضي القريب كانت تمارس علينا سياسات التضليل والخداع، الآن نمارس على أنفسنا سياسة تصديق أن أزمتنا من صنعنا نحن وبالتالي علينا أن ندفع الثمن ومهما ارتفع .

لا يختلف اثنان ولا يتناطح عنزان بأنّ قوة السياسة في حرية المجتمعات، بالتالي فإذا فقدت هذه الحرية فهذا منذر بموتها ونهايتها فعلا .

في لعبة الشطرنج لا يلوم المرء نفسه إلا إذا انهزم .

حكاياتهم   في موت السياسة !!.

 

يرويها: أبوبكر الصغير

إن الأنانية في العمل الحزبي تثير قدراً من الرعب، بحيث تمّ اختراع السياسة لإخفائها .

تحدّث عن " موت السياسة " ..!.

دون أن يدرك أو يعترف ويقرّ من هو قاتلها !.

وماذا فعل جماعة حركته بها !.

بعدما كان يتم التحذير من السياسة، أصبح الحديث عن موتها !.

غاب ورحل كبار الزعماء السياسيين الوطنيين، الذين آمنوا ، أن السياسة هي شؤون الدولة بما يجب بمقتضى الأخلاق، والحكمة ليحمل الجمهور على منهاج يكون فيه حفظ النوع وبقاؤه .

فالاستقامة هي السياسة الفضلى .

كانت تونس خلال السنوات الأخيرة بلاد السياسة بامتياز، لكن أغلق القوس وانتهى كلّ شيء اليوم !.

أصبحت السياسة بلا حول ولا قوة، ابتعد الناس عن  الأحزاب والجمعيات وقاطعوا الانتخابات وكلَ عملية سياسية فيها تصويت بما يتّجه معه ويظهر عدم اهتمام المواطنين بالمسؤولين المنتخبين، وفي أي موقع من المسؤولية كانوا  .

الكلام عن الحكومات وعن السياسة والشأن العام لن يفيد، ولا يغري، بينما الحديث عما يستطيع المرء عمله في حياته الخاصة لتحسين ظروف عيشه ولتطوير نفسه أو بيته أو حتى الحي الذي يعيش فيه هو المطلوب اليوم.

إننا نشهد محوا ثلاثيا: حضور الدولة الراعية، سيادة الديمقراطية في بعدها الليبرالي، وسيادة الشعوب كجسم سياسي .

هناك ضراوة تونسية في التدهور السياسي : لأن الدولة تاريخياً تحتكر القمع والقوة الصلبة بما يجعل منها  مبدأ التنظيم وتماسك المجتمع،  لكن  هذه الدولة نفسها لا تستجيب إلا لمدخلات مفروضة عليها دون الرغبة في مقاومتها ومحاولة السيطرة عليها ليبقى الجدل محتجزا هناك، في الدولة وحولها، وليختطف أحيانا في مستنقع أيديولوجي شعبوي يرى أنه لا توجد شرعية أخرى غير شرعية هذه الدولة لتكون وحدها مخولة للحكم، لأن البقية الذين يمثلون الشخصية الرئيسية الأخرى في تاريخ بلادنا  ليسوا أكثر من جوقة محترمة لم تعد وظيفتها نشطة،  بقدر ما هي زخرفية لاستكمال المشهد قبل ان يرفع الستار .

في الماضي القريب كانت تمارس علينا سياسات التضليل والخداع، الآن نمارس على أنفسنا سياسة تصديق أن أزمتنا من صنعنا نحن وبالتالي علينا أن ندفع الثمن ومهما ارتفع .

لا يختلف اثنان ولا يتناطح عنزان بأنّ قوة السياسة في حرية المجتمعات، بالتالي فإذا فقدت هذه الحرية فهذا منذر بموتها ونهايتها فعلا .

في لعبة الشطرنج لا يلوم المرء نفسه إلا إذا انهزم .