إن غالبية النقاشات حول الجسد عالقة في طريق مسدود: فمن ناحية، يتم تحليلها على أنها مادة يتم تشكيلها وفقا لرغباتنا المتغيرة وغير المشبعة دائما، ومن ناحية أخرى، يتم تحديده بالقدر أو المصير أو الموت.
إنه، بالطبع، مقبول من قبل الكثيرين باعتباره الركيزة الجسدية لكل شخص ومقر التجارب الفردية، ولكن يُنظر إليه أيضا، وربما في أغلب الأحيان، كموضوع للتمثلات والتلاعب والرعاية والإنشاءات الثقافية والطبية.
إن جسم الإنسان هو أولا وقبل كل شيء كائن مادي، وعلى هذا النحو، فهو جزء من الصيرورة والظهور، ومن هنا جاءت طبيعته المراوغة على ما يبدو من وجهة نظر مفاهيمية أو حتى رفض من جانب البعض، لأخذه بعين الاعتبار كموضوع جدير بالاهتمام من الناحية الفلسفية. ولكنه أيضا الشيء الذي نحن عليه، وعلى هذا النحو، فهو علامة على إنسانيتنا وذاتيتنا، ومن هنا تأتي مصلحة التفكير فيه، خاصة عند محاولة فهم ما هو الإنسان. هذا هو السبب في أن الحفاظ على أن الجسد هو شيء لا يعني بالضرورة أنه شيء مثل الآخرين، باستثناء النظر، على الأقل عقليا، في إمكانية التحرر منه، لكن هل يمكننا حقا وضع الجسم على مسافة.
إن كل شيء ضده من نفسه حتى الحديد يقضي عليه مبرده، لهذا اختلفت مفاهيم الإنسان للجسد عبر التاريخ.
فبين من يراه سجنا للنفس يعوق انطلاقها لصيد الحقيقة، وبين من يراه شيئا ماديا لا يترك الروح تصل إلى أصلها. رغم ذلك يبقى الجسد مثار نقاش لن ينتهي، فهو مجال تعبير الآخر والطريق الأول للوقوف إليه.
كاد فعلا أن يتغير تاريخ أو وضع الشرق الأوسط بل العالم ككلّ، وكان يمكن ألا نعيش مآسي أخرى في منطقتنا على غرار الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية والثالثة والحرب العدوانية على لبنان، ومن بعدها تدمير العراق وسوريا.. ثم ربيع الخراب العربي. وضع عربي أذهل وزير خارجية أمريكا هنري كيسنجر الذي عبر على موقف الإعجاب والانبهار بهذا الشرق العربي السّاحر وأهله، عندما حضر قبل سنوات بعيدة نسبيّا، حفل عشاء لا يمكن أن نشهد مثيلا له إلا في أحد شوارع القاهرة الجميلة وفي ليلة مصرية بشارع الهرم تذكرنا بليالي ألف ليلة وليلة.
في تلك السّهرة حين كان كلّ العالم ينتظر نتائج مباحثات ومساعي السلام الأمريكية لأزمة الشرق الأوسط، رقصت نجوى فؤاد كما لم ترقص امرأة أخرى من قبلها، أغرت بجسدها، أدارت خصرها، هزّت بطنها فشدّت، لكي لا نقول كلاما آخر، انبهار وإعجاب كيسنجر نفسه حتى اقتنع بأنّه كم هو جميل هذا الشرق العربي، لكن بنسائه !!
إن حسابات السياسة بما في ذلك الجسد السياسي، خاصة إذا كانت تعني مصالح عربية، غير حسابات السهرات الشرقية وحركة دوران من وصفه أحد المتدينين أنّه مصدر فتنة وبلاء وهلاك بيوت.
يفعل الجسد بالسياسة كما يفعل بحياة الناس، فهو مصدر غواية، لأن هزّه وحتى في عمل فني واستعراضي، خاصة إذا كان من نوع نجوى فؤاد يرتقي إلى الحدث الذي لا يقل أهمية عن حدث جولات كيسنجر المكوكية نفسها للشرق الأوسط .
لاحظوا السمة الأهم التي طبعت نظام العولمة بهذا الحضور الطاغي لجسد المرأة في الثورات والاحتجاجات والإعلام والإعلان.
في الغرب متظاهرات ثوريات عاريات الصدور، بالتوازي في إيران وعواصم عربية أخرى شابات عربيات دون خمار ..
يكمن اللغز في حقيقة الأمر أن جسدي واضح ومرئي، والوعي هو الوجود على الشيء من خلال وسيط الجسد.
عندما يتكلم الجسد، فإنه يتحدث بصوت أعلى من كل الأصوات بما في ذلك المنطق.
يرويها: أبو بكر الصغير
إن غالبية النقاشات حول الجسد عالقة في طريق مسدود: فمن ناحية، يتم تحليلها على أنها مادة يتم تشكيلها وفقا لرغباتنا المتغيرة وغير المشبعة دائما، ومن ناحية أخرى، يتم تحديده بالقدر أو المصير أو الموت.
إنه، بالطبع، مقبول من قبل الكثيرين باعتباره الركيزة الجسدية لكل شخص ومقر التجارب الفردية، ولكن يُنظر إليه أيضا، وربما في أغلب الأحيان، كموضوع للتمثلات والتلاعب والرعاية والإنشاءات الثقافية والطبية.
إن جسم الإنسان هو أولا وقبل كل شيء كائن مادي، وعلى هذا النحو، فهو جزء من الصيرورة والظهور، ومن هنا جاءت طبيعته المراوغة على ما يبدو من وجهة نظر مفاهيمية أو حتى رفض من جانب البعض، لأخذه بعين الاعتبار كموضوع جدير بالاهتمام من الناحية الفلسفية. ولكنه أيضا الشيء الذي نحن عليه، وعلى هذا النحو، فهو علامة على إنسانيتنا وذاتيتنا، ومن هنا تأتي مصلحة التفكير فيه، خاصة عند محاولة فهم ما هو الإنسان. هذا هو السبب في أن الحفاظ على أن الجسد هو شيء لا يعني بالضرورة أنه شيء مثل الآخرين، باستثناء النظر، على الأقل عقليا، في إمكانية التحرر منه، لكن هل يمكننا حقا وضع الجسم على مسافة.
إن كل شيء ضده من نفسه حتى الحديد يقضي عليه مبرده، لهذا اختلفت مفاهيم الإنسان للجسد عبر التاريخ.
فبين من يراه سجنا للنفس يعوق انطلاقها لصيد الحقيقة، وبين من يراه شيئا ماديا لا يترك الروح تصل إلى أصلها. رغم ذلك يبقى الجسد مثار نقاش لن ينتهي، فهو مجال تعبير الآخر والطريق الأول للوقوف إليه.
كاد فعلا أن يتغير تاريخ أو وضع الشرق الأوسط بل العالم ككلّ، وكان يمكن ألا نعيش مآسي أخرى في منطقتنا على غرار الانتفاضة الفلسطينية الأولى والثانية والثالثة والحرب العدوانية على لبنان، ومن بعدها تدمير العراق وسوريا.. ثم ربيع الخراب العربي. وضع عربي أذهل وزير خارجية أمريكا هنري كيسنجر الذي عبر على موقف الإعجاب والانبهار بهذا الشرق العربي السّاحر وأهله، عندما حضر قبل سنوات بعيدة نسبيّا، حفل عشاء لا يمكن أن نشهد مثيلا له إلا في أحد شوارع القاهرة الجميلة وفي ليلة مصرية بشارع الهرم تذكرنا بليالي ألف ليلة وليلة.
في تلك السّهرة حين كان كلّ العالم ينتظر نتائج مباحثات ومساعي السلام الأمريكية لأزمة الشرق الأوسط، رقصت نجوى فؤاد كما لم ترقص امرأة أخرى من قبلها، أغرت بجسدها، أدارت خصرها، هزّت بطنها فشدّت، لكي لا نقول كلاما آخر، انبهار وإعجاب كيسنجر نفسه حتى اقتنع بأنّه كم هو جميل هذا الشرق العربي، لكن بنسائه !!
إن حسابات السياسة بما في ذلك الجسد السياسي، خاصة إذا كانت تعني مصالح عربية، غير حسابات السهرات الشرقية وحركة دوران من وصفه أحد المتدينين أنّه مصدر فتنة وبلاء وهلاك بيوت.
يفعل الجسد بالسياسة كما يفعل بحياة الناس، فهو مصدر غواية، لأن هزّه وحتى في عمل فني واستعراضي، خاصة إذا كان من نوع نجوى فؤاد يرتقي إلى الحدث الذي لا يقل أهمية عن حدث جولات كيسنجر المكوكية نفسها للشرق الأوسط .
لاحظوا السمة الأهم التي طبعت نظام العولمة بهذا الحضور الطاغي لجسد المرأة في الثورات والاحتجاجات والإعلام والإعلان.
في الغرب متظاهرات ثوريات عاريات الصدور، بالتوازي في إيران وعواصم عربية أخرى شابات عربيات دون خمار ..
يكمن اللغز في حقيقة الأمر أن جسدي واضح ومرئي، والوعي هو الوجود على الشيء من خلال وسيط الجسد.
عندما يتكلم الجسد، فإنه يتحدث بصوت أعلى من كل الأصوات بما في ذلك المنطق.