إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

أدت إلى غرف الإنعاش وحالات وفاة: إضرابات الجوع داخل السجون.. مجرد احتجاجات أم بحث عن إنصاف قضائي؟

 

تونس-الصباح

يعود إضراب الجوع كواحد من الأساليب النضالية داخل السجون التونسية بعد أن استعاد هذا المحور موقعه ضمن سياقات النقاش العام على منصات التواصل الاجتماعي ومختلف وسائل الإعلام.

ولم تتوقف هيئات الدفاع عن الموقوفين، آخرها هيئة الدفاع عن رئيس بلدية الزهراء ريان الحمزاوي، في نقل يوميات المضربين عن الطعام وما اتخذه عدد من المساجين من قرار بخوض معركة الاحتجاج عبر سياسة الأمعاء الخاوية.

فقد أعلنت نادية الشواشي عضو هيئة الدفاع عن ريان الحمزاوي رئيس المجلس البلدي المنحل بالزهراء، أن منوّبها قرّر الدخول في إضراب جوع منذ 31ماي 2023 بعد إصدار بطاقة إيداع بالسجن في حقه، وقالت الشواشي:“إن ما حز في نفس ريان هو اتهامه بالتآمر على أمن الدولة في حين أنه ابن عائلة دستورية مناضلة، مضيفة أن بطاقة الإيداع جاءت على إثر شكاية كيدية ضده من قبل واش محجوب الهوية".

وشدّدت الشواشي "على أنه لا شيء يدين الحمزاوي وتم سؤاله عن علاقته بنادية عكاشة رئيسة الديوان الرئاسي سابقا، ولكن هيئة الدفاع أثبتت أنه لم تكن له علاقة معها بقدر ما كانا في خلاف إثر معركة بين أمنيين وشقيقها".

وإذ تجدد سياق الإضراب عن الطعام من داخل السجون فانه لم يكن موضوعا ذا اهتمام واسع إلا بعد التدهور الصحي للقيادي بحركة النهضة ورئيس الكتلة البرلمانية سابقا الصحبي عتيق، بعد أن أطلقت زوجته نداءات استغاثة لإنقاذ حياة عتيق إنسانيا وإنصافه قضائيا، وفق ما نقلته الندوة الصحفية الطارئة ليوم أول أمس الثلاثاء.

وتطورت الحالة الصحية للمضرب عن الطعام بعد 26يوما من رفضه للأكل بما أحاله إلى غرفة الإنعاش بالمستشفى الجامعي بالرابطة بتونس وسط تخوفات من نهاية محتملة للمضرب بعد أن أصر على محاكمة عادلة والكف عن ملاحقته قضائيا عل خلفية سياسية.

ويلجأ المضرب عن الطعام إلى هذا الشكل النضالي الخطير كوسيلة للاحتجاج السياسي، وهو ما قام به كل من خيام التركي (10مارس2023) والقاضي البشير العكرمي (23فيفري2023) ونورالدين البحيري (13فيفري2023)، أو للفت النظر لمعاناتهم وهو ما انتهجه جوهر بن مبارك وغازي الشواشي (10مارس2023) للمطالبة بنقلهما إلى غرفة سجنية تليق بالحد الأدنى الإنساني وإنهاء حالة التنكيل بهما داخل السجن، وفق هيئة الدفاع عنهما.

ويدرك المضرب عن الطعام أن وسيلته الاحتجاجية الممكنة للتعبير عن سخطه تعتمد أساسا على رفضه للطعام، غير أن تحقيق الهدف الأساسي من هذه الحركة يبقى رهين عوامل عدة أهمها تسليط الضوء على معاناة المساجين عبر الحشد الإعلامي وضمان مساندة قوية، بالإضافة إلى صلابة المضرب وقوته في إتمام حركته الاحتجاجية.

ولم تشمل إضرابات الجوع السياسيين فحسب بل شملت قضاة ومحامين وإعلاميين وطلبة جامعات، حيث اتفق جميعهم على اختلاف مواقعهم زمن تواجدهم في السجن على الاحتجاج جوعا بحثا عن إنصاف محتمل.

جناحا السلطة… يجوعان

بعد إضراب الجوع الذي خاضه القاضي البشير العكرمي دخل المحامي مهدي زقروبة يوم 23ماي 2023 في إضراب جوع رفضا لما اعتبره استهدافا له وضربا لحريته في التعبير.

كما دخل المحامي غازي الشواشي في إضراب جوع وحشي احتجاجا على "عزم سلطة الانقلاب تغييره من الزنزانة كل أسبوعين قصد التنكيل به، إضافة إلى سوء المعاملة التي يتعرض لها داخل السجن".

ولم تكن مرحلة ما بعد 25 جويلية وحدها العنوان الأبرز لإضرابات الجوع من داخل السجون بل سبقتها محاولات انتهى بعضها بالموت والبعض الآخر بتحقيق العدالة وانفراج الأزمة.

إضراب جوع.. حتى الموت

بعد 30يوما من إضرابهما عن الطعام توفي أحمد بختي وبشير القلي عن الطعام خلال شهر نوفمبر 2012.

وجاء احتجاج بختي الناشط السابق في التيار السلفي بتونس، بعد إضراب عن الطعام استمر حوالي شهرين كان ينفذه احتجاجاً على توقيفه إثر هجوم على السفارة الأمريكية.

وقد أعلن حينها المحامي عبد الباسط بن مبارك عن وفاة موكله بقوله:"لقد توفي اليوم في المستشفى"، مذكراً بأن موكله الآخر بشير القلي توفي أيضا بعدما رفض تناول الطعام خلال اعتقاله الذي استمر شهرين.

وكان بختي قد دخل في غيبوبة وأصبح في حالة ميؤوس منها استمرت بضعة أيام، وأشار محاميه وقتها إلى أنه يتوقع وفاة موكله الذي كان يعاني أيضا من نزيف في الدماغ.

سامي الفهري.. احتج بالجوع

فبعد أن فقد الأمل في تنفيذ قرار محكمة التعقيب القاضي بإطلاق سراحه، دخل سامي الفهري يوم 18 ديسمبر 2012 في إضراب جوع وحشي حسب ما أكّده محاميه الأستاذ عبد العزيز الصيد حينها.

احتجاج…

واحتجاجا على الظروف السجنية لوالده أعلن أحمد الجراية، نجل رجل الأعمال المسجون شفيق الجراية، بدوره يوم 21 جوان 2021 عن دخول والده في إضراب جوع رفضا منه لما أسماه المضايقات والاستفزازات التي كان يتعرض لها من طرف مدير عام السجون وأعوان السجون، حسب ما جاء في تدوينته وقتها.

وللتذكير فإن شفيق الجراية تم اعتقاله سنة 2017 في إطار حملة "الأيادي البيضاء" التي أعلن عنها رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد في إطار التصدي لما أسماه الفساد والمفسدين.

القروي.. من سباق الرئاسة إلى السجن

كما أعلنت الصفحة الرسمية لرئيس "حزب قلب تونس" والمترشح الرئاسي الأسبق نبيل القروي يوم السبت 5 جوان 2021 عن دخوله في إضراب جوع. وأوضحت الصفحة –آنذاك- في تدوينة نقلتها عن محامي القروي أن دخول رئيس "حزب قلب تونس" في إضراب جوع يأتي “بعد تواصل احتجازه تعسفيا وعلى خلاف الصيغ القانونية بعد انقضاء مدة الإيقاف التحفظي التي حددها القانون”.

خليل الحناشي

أدت إلى غرف الإنعاش وحالات وفاة:  إضرابات الجوع داخل السجون.. مجرد احتجاجات أم بحث عن إنصاف قضائي؟

 

تونس-الصباح

يعود إضراب الجوع كواحد من الأساليب النضالية داخل السجون التونسية بعد أن استعاد هذا المحور موقعه ضمن سياقات النقاش العام على منصات التواصل الاجتماعي ومختلف وسائل الإعلام.

ولم تتوقف هيئات الدفاع عن الموقوفين، آخرها هيئة الدفاع عن رئيس بلدية الزهراء ريان الحمزاوي، في نقل يوميات المضربين عن الطعام وما اتخذه عدد من المساجين من قرار بخوض معركة الاحتجاج عبر سياسة الأمعاء الخاوية.

فقد أعلنت نادية الشواشي عضو هيئة الدفاع عن ريان الحمزاوي رئيس المجلس البلدي المنحل بالزهراء، أن منوّبها قرّر الدخول في إضراب جوع منذ 31ماي 2023 بعد إصدار بطاقة إيداع بالسجن في حقه، وقالت الشواشي:“إن ما حز في نفس ريان هو اتهامه بالتآمر على أمن الدولة في حين أنه ابن عائلة دستورية مناضلة، مضيفة أن بطاقة الإيداع جاءت على إثر شكاية كيدية ضده من قبل واش محجوب الهوية".

وشدّدت الشواشي "على أنه لا شيء يدين الحمزاوي وتم سؤاله عن علاقته بنادية عكاشة رئيسة الديوان الرئاسي سابقا، ولكن هيئة الدفاع أثبتت أنه لم تكن له علاقة معها بقدر ما كانا في خلاف إثر معركة بين أمنيين وشقيقها".

وإذ تجدد سياق الإضراب عن الطعام من داخل السجون فانه لم يكن موضوعا ذا اهتمام واسع إلا بعد التدهور الصحي للقيادي بحركة النهضة ورئيس الكتلة البرلمانية سابقا الصحبي عتيق، بعد أن أطلقت زوجته نداءات استغاثة لإنقاذ حياة عتيق إنسانيا وإنصافه قضائيا، وفق ما نقلته الندوة الصحفية الطارئة ليوم أول أمس الثلاثاء.

وتطورت الحالة الصحية للمضرب عن الطعام بعد 26يوما من رفضه للأكل بما أحاله إلى غرفة الإنعاش بالمستشفى الجامعي بالرابطة بتونس وسط تخوفات من نهاية محتملة للمضرب بعد أن أصر على محاكمة عادلة والكف عن ملاحقته قضائيا عل خلفية سياسية.

ويلجأ المضرب عن الطعام إلى هذا الشكل النضالي الخطير كوسيلة للاحتجاج السياسي، وهو ما قام به كل من خيام التركي (10مارس2023) والقاضي البشير العكرمي (23فيفري2023) ونورالدين البحيري (13فيفري2023)، أو للفت النظر لمعاناتهم وهو ما انتهجه جوهر بن مبارك وغازي الشواشي (10مارس2023) للمطالبة بنقلهما إلى غرفة سجنية تليق بالحد الأدنى الإنساني وإنهاء حالة التنكيل بهما داخل السجن، وفق هيئة الدفاع عنهما.

ويدرك المضرب عن الطعام أن وسيلته الاحتجاجية الممكنة للتعبير عن سخطه تعتمد أساسا على رفضه للطعام، غير أن تحقيق الهدف الأساسي من هذه الحركة يبقى رهين عوامل عدة أهمها تسليط الضوء على معاناة المساجين عبر الحشد الإعلامي وضمان مساندة قوية، بالإضافة إلى صلابة المضرب وقوته في إتمام حركته الاحتجاجية.

ولم تشمل إضرابات الجوع السياسيين فحسب بل شملت قضاة ومحامين وإعلاميين وطلبة جامعات، حيث اتفق جميعهم على اختلاف مواقعهم زمن تواجدهم في السجن على الاحتجاج جوعا بحثا عن إنصاف محتمل.

جناحا السلطة… يجوعان

بعد إضراب الجوع الذي خاضه القاضي البشير العكرمي دخل المحامي مهدي زقروبة يوم 23ماي 2023 في إضراب جوع رفضا لما اعتبره استهدافا له وضربا لحريته في التعبير.

كما دخل المحامي غازي الشواشي في إضراب جوع وحشي احتجاجا على "عزم سلطة الانقلاب تغييره من الزنزانة كل أسبوعين قصد التنكيل به، إضافة إلى سوء المعاملة التي يتعرض لها داخل السجن".

ولم تكن مرحلة ما بعد 25 جويلية وحدها العنوان الأبرز لإضرابات الجوع من داخل السجون بل سبقتها محاولات انتهى بعضها بالموت والبعض الآخر بتحقيق العدالة وانفراج الأزمة.

إضراب جوع.. حتى الموت

بعد 30يوما من إضرابهما عن الطعام توفي أحمد بختي وبشير القلي عن الطعام خلال شهر نوفمبر 2012.

وجاء احتجاج بختي الناشط السابق في التيار السلفي بتونس، بعد إضراب عن الطعام استمر حوالي شهرين كان ينفذه احتجاجاً على توقيفه إثر هجوم على السفارة الأمريكية.

وقد أعلن حينها المحامي عبد الباسط بن مبارك عن وفاة موكله بقوله:"لقد توفي اليوم في المستشفى"، مذكراً بأن موكله الآخر بشير القلي توفي أيضا بعدما رفض تناول الطعام خلال اعتقاله الذي استمر شهرين.

وكان بختي قد دخل في غيبوبة وأصبح في حالة ميؤوس منها استمرت بضعة أيام، وأشار محاميه وقتها إلى أنه يتوقع وفاة موكله الذي كان يعاني أيضا من نزيف في الدماغ.

سامي الفهري.. احتج بالجوع

فبعد أن فقد الأمل في تنفيذ قرار محكمة التعقيب القاضي بإطلاق سراحه، دخل سامي الفهري يوم 18 ديسمبر 2012 في إضراب جوع وحشي حسب ما أكّده محاميه الأستاذ عبد العزيز الصيد حينها.

احتجاج…

واحتجاجا على الظروف السجنية لوالده أعلن أحمد الجراية، نجل رجل الأعمال المسجون شفيق الجراية، بدوره يوم 21 جوان 2021 عن دخول والده في إضراب جوع رفضا منه لما أسماه المضايقات والاستفزازات التي كان يتعرض لها من طرف مدير عام السجون وأعوان السجون، حسب ما جاء في تدوينته وقتها.

وللتذكير فإن شفيق الجراية تم اعتقاله سنة 2017 في إطار حملة "الأيادي البيضاء" التي أعلن عنها رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد في إطار التصدي لما أسماه الفساد والمفسدين.

القروي.. من سباق الرئاسة إلى السجن

كما أعلنت الصفحة الرسمية لرئيس "حزب قلب تونس" والمترشح الرئاسي الأسبق نبيل القروي يوم السبت 5 جوان 2021 عن دخوله في إضراب جوع. وأوضحت الصفحة –آنذاك- في تدوينة نقلتها عن محامي القروي أن دخول رئيس "حزب قلب تونس" في إضراب جوع يأتي “بعد تواصل احتجازه تعسفيا وعلى خلاف الصيغ القانونية بعد انقضاء مدة الإيقاف التحفظي التي حددها القانون”.

خليل الحناشي