مازلنا نتعامل مع المعطيات المناخية كعالم نام دون استراتيجيات للمخاطر ولا دراسات رسمية في علاقة بالتساقطات والماء والتغيرات المناخية
تونس- الصباح
"تونس بلد مناخه متوسطي ومازال كذلك"، هذا ما أكده عامر بحبة الأستاذ المبرز في الجغرافيا والباحث في المخاطر الطبيعية في تصريحه لـ"الصباح"، مشيرا إلى أن الأمطار التي سجلت خلال شهر ماي ينتظر أن يسجل مثلها منتصف شهر جوان الجاري بعد مرورنا بمنخفض جوي جديد يتنزل في نفس إطار وخصائص الطقس المتوسطي.
وقال عامر بحبة في نفس السياق، تونس طقسها متوسطي شبه جاف ممتد على الصحراوي في ولايات الجنوب الغربي على غرار قبلي وتوزر وصولا إلى تطاوين، ونحو ثلاثة أرباع مساحتها مناخها متوسطي بدرجات تتراوح من رطب في الشمال الغربي، عين راهم، مرورا بشبه الرطب وصولا إلى الجاف.
واقر أستاذ الجغرافيا والباحث في المخاطر الطبيعية، بتسجيل بلادنا لتغيرات في عناصر المناخ، لكن ذلك لا يمكن تفسيره أو وضعه ضمن خانة التغيرات المناخية الكبرى، فبطبعه مناخنا المتوسطي هو مناخ غير منتظم ومتذبذب ومتقلب، الأمر الذي يجعل أحد الخاصيات التي تميز مناخنا في تونس هو التنوع والتباين التام، فنشهد سنوات ممطرة وأخرى جافة إلى شديدة الجفاف.
وأكد بحبة أننا نمر بوضعية عادية للغاية في علاقة بالخاصيات المناخية، وبين أن البلاد قد مرت بنفس حالة الجفاف والنقص في التساقطات خلال سنوات العشرينات والأربعينات.
واعتبر أن التناول الإعلامي المكثف هو ما جعل الأمر أكثر مقروئية لدى مختلف التونسيين، وأشار إلى أن السنة الحالية تعد من أكبر سنوات الجفاف على امتداد الـ50 سنة الماضية وكانت ستكون الأصعب والأكثر كارثية لولا التساقطات الأخيرة وكميات الأمطار المسجلة خلالها والتي أنقذت جزءا هاما من الموسم الفلاحي القادم.
وأوضح عامر بحبة الأستاذ المبرز في الجغرافيا والباحث في المخاطر الطبيعية، أننا لسنا بصدد التوجه أو الانتقال من مناخ متوسطي نحو مناخ مداري، فذلك يتم حسب قراءته على مئات وآلاف السنين، وما يتم تناقله من قبل غير المختصين ليس له أي علاقة بالمقاربات أو القراءات العلمية.
وأضاف أن الطقس يشهد تحولات مقارنة بالمناخ المعهود في تونس، وهو متوسطي رطب وجاف أو شبه جاف وقاحل إلى مناخ مداري رطب، لكن لا يمكن القول أن مناخ المنطقة تغير، وهذا الحديث قد يتم تناوله إذا ما استمرت هذه الحالة على مدى الثلاثين سنة المقبلة أو أكثر.
ويأسف أستاذ الجغرافيا والباحث في المخاطر الطبيعية، لغياب كل إحصائيات أو معطيات رسمية في خصوص المناخ، ويعتبر أننا مازلنا نتعامل معها في بدايتها، كعالم نام، فليس لنا لا استراتيجيات للمخاطر ولا دراسات رسمية في علاقة بالتساقطات والماء والتغيرات المناخية.
وتفتقد وزارة الفلاحة والمعهد الوطني للرصد الجوي للمعطيات، والمصدر الوحيد الذي يمكن أن نلجأ له من أجل أخذ المعلومات بشأن تغير المناخ والموارد المائية والظواهر الطبيعية وأحوال الطقس هو المعهد الوطني للرصد الجوي. وهو ما يجعل الحصول على المعلومة لا يتم بشكل آني وسهل مثلما هو الشأن في العديد من البلدان الأوروبية وغيرها، بل يتطلب الكثير من الإجراءات المعقدة. في المقابل، فإن بيانات وأرقام المعهد الوطني للرصد الجوي المتاحة للعموم لا تزال مقتضبة وعامّة، وللاستفادة من إحصائيات ومعطيات بغرض البحث مثل معدل الأمطار على مدى سنة أو خمس سنوات، يتيح المعهد هذه المعلومات بشكل مجاني ولكن بعد تقديم مطالب والقيام بإجراءات أخرى ولا يتيح بصفة مجانية إحصائيات نحتاجها للبحث وتخص فترات أطول (50 سنة أو أكثر).
وكشف عامر بحبة أن المراوحة بين الفيضانات والجفاف من أكثر الظواهر التي يمكن تسجلها البلاد التونسية، وهي ميزة من ميزات المناخ المتوسطي المعروف بتغيره ومراوحته بين فترات جفاف وفترات تكون فيها الأمطار غزيرة وحتى طوفانية، واستشهد في ذلك بما عرفته مناطق في جهة الساحل من أمطار تجاوزت المعدلات السنوية، في 2020 عوض معدلات الأمطار التي كانت تقدر سنويا بـ 350 مليمترا في السنة، سجلت 500 مليمتر، أي حوالي مرة ونصف المعدل السنوي لهذه الجهة.
ريم سوودي
مازلنا نتعامل مع المعطيات المناخية كعالم نام دون استراتيجيات للمخاطر ولا دراسات رسمية في علاقة بالتساقطات والماء والتغيرات المناخية
تونس- الصباح
"تونس بلد مناخه متوسطي ومازال كذلك"، هذا ما أكده عامر بحبة الأستاذ المبرز في الجغرافيا والباحث في المخاطر الطبيعية في تصريحه لـ"الصباح"، مشيرا إلى أن الأمطار التي سجلت خلال شهر ماي ينتظر أن يسجل مثلها منتصف شهر جوان الجاري بعد مرورنا بمنخفض جوي جديد يتنزل في نفس إطار وخصائص الطقس المتوسطي.
وقال عامر بحبة في نفس السياق، تونس طقسها متوسطي شبه جاف ممتد على الصحراوي في ولايات الجنوب الغربي على غرار قبلي وتوزر وصولا إلى تطاوين، ونحو ثلاثة أرباع مساحتها مناخها متوسطي بدرجات تتراوح من رطب في الشمال الغربي، عين راهم، مرورا بشبه الرطب وصولا إلى الجاف.
واقر أستاذ الجغرافيا والباحث في المخاطر الطبيعية، بتسجيل بلادنا لتغيرات في عناصر المناخ، لكن ذلك لا يمكن تفسيره أو وضعه ضمن خانة التغيرات المناخية الكبرى، فبطبعه مناخنا المتوسطي هو مناخ غير منتظم ومتذبذب ومتقلب، الأمر الذي يجعل أحد الخاصيات التي تميز مناخنا في تونس هو التنوع والتباين التام، فنشهد سنوات ممطرة وأخرى جافة إلى شديدة الجفاف.
وأكد بحبة أننا نمر بوضعية عادية للغاية في علاقة بالخاصيات المناخية، وبين أن البلاد قد مرت بنفس حالة الجفاف والنقص في التساقطات خلال سنوات العشرينات والأربعينات.
واعتبر أن التناول الإعلامي المكثف هو ما جعل الأمر أكثر مقروئية لدى مختلف التونسيين، وأشار إلى أن السنة الحالية تعد من أكبر سنوات الجفاف على امتداد الـ50 سنة الماضية وكانت ستكون الأصعب والأكثر كارثية لولا التساقطات الأخيرة وكميات الأمطار المسجلة خلالها والتي أنقذت جزءا هاما من الموسم الفلاحي القادم.
وأوضح عامر بحبة الأستاذ المبرز في الجغرافيا والباحث في المخاطر الطبيعية، أننا لسنا بصدد التوجه أو الانتقال من مناخ متوسطي نحو مناخ مداري، فذلك يتم حسب قراءته على مئات وآلاف السنين، وما يتم تناقله من قبل غير المختصين ليس له أي علاقة بالمقاربات أو القراءات العلمية.
وأضاف أن الطقس يشهد تحولات مقارنة بالمناخ المعهود في تونس، وهو متوسطي رطب وجاف أو شبه جاف وقاحل إلى مناخ مداري رطب، لكن لا يمكن القول أن مناخ المنطقة تغير، وهذا الحديث قد يتم تناوله إذا ما استمرت هذه الحالة على مدى الثلاثين سنة المقبلة أو أكثر.
ويأسف أستاذ الجغرافيا والباحث في المخاطر الطبيعية، لغياب كل إحصائيات أو معطيات رسمية في خصوص المناخ، ويعتبر أننا مازلنا نتعامل معها في بدايتها، كعالم نام، فليس لنا لا استراتيجيات للمخاطر ولا دراسات رسمية في علاقة بالتساقطات والماء والتغيرات المناخية.
وتفتقد وزارة الفلاحة والمعهد الوطني للرصد الجوي للمعطيات، والمصدر الوحيد الذي يمكن أن نلجأ له من أجل أخذ المعلومات بشأن تغير المناخ والموارد المائية والظواهر الطبيعية وأحوال الطقس هو المعهد الوطني للرصد الجوي. وهو ما يجعل الحصول على المعلومة لا يتم بشكل آني وسهل مثلما هو الشأن في العديد من البلدان الأوروبية وغيرها، بل يتطلب الكثير من الإجراءات المعقدة. في المقابل، فإن بيانات وأرقام المعهد الوطني للرصد الجوي المتاحة للعموم لا تزال مقتضبة وعامّة، وللاستفادة من إحصائيات ومعطيات بغرض البحث مثل معدل الأمطار على مدى سنة أو خمس سنوات، يتيح المعهد هذه المعلومات بشكل مجاني ولكن بعد تقديم مطالب والقيام بإجراءات أخرى ولا يتيح بصفة مجانية إحصائيات نحتاجها للبحث وتخص فترات أطول (50 سنة أو أكثر).
وكشف عامر بحبة أن المراوحة بين الفيضانات والجفاف من أكثر الظواهر التي يمكن تسجلها البلاد التونسية، وهي ميزة من ميزات المناخ المتوسطي المعروف بتغيره ومراوحته بين فترات جفاف وفترات تكون فيها الأمطار غزيرة وحتى طوفانية، واستشهد في ذلك بما عرفته مناطق في جهة الساحل من أمطار تجاوزت المعدلات السنوية، في 2020 عوض معدلات الأمطار التي كانت تقدر سنويا بـ 350 مليمترا في السنة، سجلت 500 مليمتر، أي حوالي مرة ونصف المعدل السنوي لهذه الجهة.