إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حكاياتهم .. "حظ" و"فتاوى"

 

يرويها: أبو بكر الصغير     

    أفضل نصيحة أوجهها لصديق، أقول له: لا تناقش غبياً لأن الناس لن تعرف أيكما الغبي !.

لم أجد من وسيلة لأقصّر بها الوقت، في انتظار موعد رحلتي إلى إحدى العواصم الأوروبية الأخرى غير مطالعة بعض الصحف والمجلات والإبحار في مواقع هذه الشبكة العجيبة الغربية التي مازالت تفاجئنا يوما بعد يوم بجديدها. تابعت أخبار السياسة والاقتصاد والإعلام والثقافة والفن والرّياضة..، تعرفت على ما كتب حول برجي لهذا اليوم، لأصدم باختلاف بين عنوان وآخر.

في إحدى الصحف تفاءل لي محرّر ركن الحظ ـ بأخبار سارّة ومشروع يتحقق وفي عنوان آخر لم أر أمام الذي قرأت إلاّ قول:“ربّي يستر ويقدّر كلّ خير”. لم أجد من مفرّ من هذا “السرّ الفلكي المنتظر وما تخفيه النجوم” إلاّ البحث عن أركان ومواقع المنوّعات والأخبار الطريفة..، قد تخفف هموم الآخرين عن همومي.

  لنبدأ بالتحيّة، ولن أقول لكم.. تحياتي، بعد أن اطّلعت على فتوى لأحد المشايخ يفتي فيها بعدم جواز قول “تحياتي” أو “مع تحياتي” أو حتى كلمة “تحياتي لك” لأن شيخنا عرّف التحيات “شرعا” بكونها:“البقاء والملك والعظمة للّه..”، مضيفا أن هذه صفات لا تعرف إلاّ اللّه..، لهذا ومن وجهة نظر فتواه أن المطلوب هو توجيه التحية بصيغة المفرد وليس بصيغة الجمع.

   أعتقد وحسب رأيي الشخصي أن المهم هو النيّة وطيبة القلب وصدق توجيه السّلام إن كان مفردا أو جمعا..، خاصّة بعد حالة التنافر والتوتر التي أصبحت تطبع علاقات البشر..، إن الحيوانات التي هي على فطرتها أفضل من بعضها أحيانا..، لهذا تساءلت ما الجدوى من هذه المبادرة التي قام بها مجموعة من الهولنديين بتخصيص موقع تعارف للحيوانات عبر الأنترنيت؟. أصبح بإمكان المواطن الهولندي مثلا الدّخول إلى الموقع المذكور للبحث مثلا عن كلب يسلّي وحدة كلبته، أو فأرة تسلّي وحدة فأره.

   الغريب أن هذا الموقع يشمل جلّ الحيوانات، يعرض صورا ومعلومات مفصّلة عن كلّ حيوان “يرغب” في تحقيق تعارف مع حيوان آخر.. بالطبع يبقى صاحبه أو صاحبته هو الواسطة.

   نواصل مع عالم الحيوانات، لكن هذه المرّة مع الحمار إذ حسب موقع “يا ساتر” سعت شابة مصرية أن تعيش جوّا رومانسيا مع خطيبها احتفالا بعيد الحب “سان فالنتان” فبادرت بدعوته لجولة بسيارتها بأحد شوارع المعادي.

   أحضرت بهذه المناسبة “الحبيبة” هدية لزوج المستقبل، تتمثل في شريط كاسيت، قامت بوضعه في الجهاز، صدم الخطيب بأغنية “بحبك يا حمار” للفنان المصري سعد..، استشاط غضبا وأقسم بالأيمان الثلاثة عليها..، لم يكن الحظ التعيس محالفا هذه الفتاة المصرية فحسب، بل كذلك امرأة يمنية حيث تناقلت الأخبار أن زوجة مخدوعة من هذا البلد العربي الشقيق فوجئت أثناء حضورها حفل زفاف استجابة لدعوة وصلتها، أن العريس الذي كان يجلس أمامها بجانب عروسه الجديدة لم يكن إلا زوجها..، أي والد أبنائها الثلاثة، تصوروا وقع الصّدمة على هذه المسكينة وردّ فعلها.

   هنالك كذلك أخبار طريفة أخرى، لا أريد أن أحرم الصديق القارئ منها، نقلت صحيفة سورية بأن رجال الشرطة ضبطوا مصنعا للمخدرات يقام فيه حفل ديني بمعنى “سلامية” بمناسبة قدوم مولود بكر من زوجة صاحب المصنع كيف يمكن أن يقبل عقل إنسان أمرا من هذا القبيل، ذكر ودعاء، في فضاء إجرام؟!.

   يبقى أطرف خبر ذلك الذي نقلته الصحف المصرية عندما بادر مواطن يدعى أحمد بمقاضاة محافظ القاهرة ليستعيد لقبه كـ"زبّال". جاء في دعوى المواطن المذكور أنه عام 1957 أسندت لوالده مهمّة جمع القمامة من المنازل والمحلات العامّة ونقلها إلى خارج المدينة. وأنه في عام 1958 أسند لوالده ترخيص جمع القمامة من جميع أنحاء المدينة..، على اثر وفاة والده استمر هو في أداء نفس العمل لسنوات طويلة حتى فوجئ بمصالح النظافة تعهد بالرّخصة إلى شخص آخر.. ممّا أثر على ظروفه المعيشية.

حكاياتهم  ..  "حظ" و"فتاوى"

 

يرويها: أبو بكر الصغير     

    أفضل نصيحة أوجهها لصديق، أقول له: لا تناقش غبياً لأن الناس لن تعرف أيكما الغبي !.

لم أجد من وسيلة لأقصّر بها الوقت، في انتظار موعد رحلتي إلى إحدى العواصم الأوروبية الأخرى غير مطالعة بعض الصحف والمجلات والإبحار في مواقع هذه الشبكة العجيبة الغربية التي مازالت تفاجئنا يوما بعد يوم بجديدها. تابعت أخبار السياسة والاقتصاد والإعلام والثقافة والفن والرّياضة..، تعرفت على ما كتب حول برجي لهذا اليوم، لأصدم باختلاف بين عنوان وآخر.

في إحدى الصحف تفاءل لي محرّر ركن الحظ ـ بأخبار سارّة ومشروع يتحقق وفي عنوان آخر لم أر أمام الذي قرأت إلاّ قول:“ربّي يستر ويقدّر كلّ خير”. لم أجد من مفرّ من هذا “السرّ الفلكي المنتظر وما تخفيه النجوم” إلاّ البحث عن أركان ومواقع المنوّعات والأخبار الطريفة..، قد تخفف هموم الآخرين عن همومي.

  لنبدأ بالتحيّة، ولن أقول لكم.. تحياتي، بعد أن اطّلعت على فتوى لأحد المشايخ يفتي فيها بعدم جواز قول “تحياتي” أو “مع تحياتي” أو حتى كلمة “تحياتي لك” لأن شيخنا عرّف التحيات “شرعا” بكونها:“البقاء والملك والعظمة للّه..”، مضيفا أن هذه صفات لا تعرف إلاّ اللّه..، لهذا ومن وجهة نظر فتواه أن المطلوب هو توجيه التحية بصيغة المفرد وليس بصيغة الجمع.

   أعتقد وحسب رأيي الشخصي أن المهم هو النيّة وطيبة القلب وصدق توجيه السّلام إن كان مفردا أو جمعا..، خاصّة بعد حالة التنافر والتوتر التي أصبحت تطبع علاقات البشر..، إن الحيوانات التي هي على فطرتها أفضل من بعضها أحيانا..، لهذا تساءلت ما الجدوى من هذه المبادرة التي قام بها مجموعة من الهولنديين بتخصيص موقع تعارف للحيوانات عبر الأنترنيت؟. أصبح بإمكان المواطن الهولندي مثلا الدّخول إلى الموقع المذكور للبحث مثلا عن كلب يسلّي وحدة كلبته، أو فأرة تسلّي وحدة فأره.

   الغريب أن هذا الموقع يشمل جلّ الحيوانات، يعرض صورا ومعلومات مفصّلة عن كلّ حيوان “يرغب” في تحقيق تعارف مع حيوان آخر.. بالطبع يبقى صاحبه أو صاحبته هو الواسطة.

   نواصل مع عالم الحيوانات، لكن هذه المرّة مع الحمار إذ حسب موقع “يا ساتر” سعت شابة مصرية أن تعيش جوّا رومانسيا مع خطيبها احتفالا بعيد الحب “سان فالنتان” فبادرت بدعوته لجولة بسيارتها بأحد شوارع المعادي.

   أحضرت بهذه المناسبة “الحبيبة” هدية لزوج المستقبل، تتمثل في شريط كاسيت، قامت بوضعه في الجهاز، صدم الخطيب بأغنية “بحبك يا حمار” للفنان المصري سعد..، استشاط غضبا وأقسم بالأيمان الثلاثة عليها..، لم يكن الحظ التعيس محالفا هذه الفتاة المصرية فحسب، بل كذلك امرأة يمنية حيث تناقلت الأخبار أن زوجة مخدوعة من هذا البلد العربي الشقيق فوجئت أثناء حضورها حفل زفاف استجابة لدعوة وصلتها، أن العريس الذي كان يجلس أمامها بجانب عروسه الجديدة لم يكن إلا زوجها..، أي والد أبنائها الثلاثة، تصوروا وقع الصّدمة على هذه المسكينة وردّ فعلها.

   هنالك كذلك أخبار طريفة أخرى، لا أريد أن أحرم الصديق القارئ منها، نقلت صحيفة سورية بأن رجال الشرطة ضبطوا مصنعا للمخدرات يقام فيه حفل ديني بمعنى “سلامية” بمناسبة قدوم مولود بكر من زوجة صاحب المصنع كيف يمكن أن يقبل عقل إنسان أمرا من هذا القبيل، ذكر ودعاء، في فضاء إجرام؟!.

   يبقى أطرف خبر ذلك الذي نقلته الصحف المصرية عندما بادر مواطن يدعى أحمد بمقاضاة محافظ القاهرة ليستعيد لقبه كـ"زبّال". جاء في دعوى المواطن المذكور أنه عام 1957 أسندت لوالده مهمّة جمع القمامة من المنازل والمحلات العامّة ونقلها إلى خارج المدينة. وأنه في عام 1958 أسند لوالده ترخيص جمع القمامة من جميع أنحاء المدينة..، على اثر وفاة والده استمر هو في أداء نفس العمل لسنوات طويلة حتى فوجئ بمصالح النظافة تعهد بالرّخصة إلى شخص آخر.. ممّا أثر على ظروفه المعيشية.