التوافق شكل عقلاني من الحكم والتسيير موات لمجال إدارة سليمة للشؤون العامة، يحترم المعايير الديمقراطية لعمل المؤسسات والمنظمات والهيئات.
اليوم نجد أنفسنا في عالم يتم فيه التعرف على القيمة المستقلة للفرد والشخص، أي في العالم العقلي والاجتماعي في الحكم والتسيير في هذا العصر الحديث، حيث تسود الفردية أحيانا، والتي لا ترقى بالضرورة إلى التفتيت الكلي للمجتمع أو المنظمة أو الهيئة مختزلة إلى مجموع أحاديات فردية، الشيء الأساسي هو أن يتم منح الأفراد نصيبا من الاستقلالية والحرية والمشاركة .
بالتالي ليس القائد هو الذي من يجعل الآخرين يثقون به إنما كذلك من يجعلهم يثقون بأنفسهم ويشاركون في صنع القرار والحسم في مختلف القضايا والأمور .
لانّ الإدارة الحديثة المتطورة هي أساسا فن الحصول على أقصى وأفضل النتائج بأقل جهد ومشاكل .
هذا مع الأسف ليس حاصلا في عديد منظماتنا وهياكلنا الجمعياتية وحتى أحزابنا، التي تحوّل بعضها في خدمة الزعيم والقائد الأوحد والرئيس الفذّ ومصالحه الخاصة وليس قضايا ومشاكل منظوريها وأتباعها !.
في مسيرة كثير من رجالات تونس اليوم حكمة وفلسفة عنوانها رؤية أنّ هناك دوما فرصا في كل صعوبة بخلاف أولئك من طبع سلوكهم الفشل فلم يعودوا يرون إلاّ صعوبات في كل فرصة، فهم يدركون أنه ليس هناك قيادة أكثر تحفيزا من تلك التي يبدؤون فيها بأنفسهم كقادة قدوة .
من المفارقات التاريخية أن منظمة الأعراف لم تتأسس من قبل رجال الأعمال والتجار والصنايعية بل من قبل الشيوعيين، كان ذلك في جانفي 1947، لتستقرّ اليوم على تسمية الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية .
بعد سقوط النظام السابق عرف الاتحاد أخطر أزمة في تاريخه، الى حدّ أنّ أصوات ارتفعت لحلّه وإنهاء أيّ دور له في الشأن الوطني. لكن، لهذه المنظمة رجالات وطنيون مخلصون وقفوا متصدّين لعنتريات ثورجيين جدد مهووسين بحكم .
من بين هؤلاء حمادي بن سدرين هذا الرجل الوطني صاحب المبادرات الناجحة والمسيرة الثرية في الانجاز والعمل و البذل والعطاء .
تدرَج في مسؤوليات أغلبها في النشاط المدني خارج دواليب مؤسسات الحكم من بين ذلك رئاسة الغرفة التونسية البريطانية والتي كان له فيها تاريخ عريق خاصة بالعلاقة مع القادة البريطانيين وما قام به من أجل تونس، رغم ذلك حامت تحفّظات حول شخصه في عهد حكم النظام السابق بسبب قرابته العائلية مع الناشطة السياسية المعارضة سهام بن سدرين، لكن تبقى أهمّ مبادراته التي لم يسبقه فيها أحد هي تلك الجمعية التي أسسها لتشغيل وتوفير مورد رزق لمئات خريجي السجون، الطريف أنّ من أولى القرارات التي اتّخذها وزير العدل في أول حكومة للنّهضة نور الدين البحيري هو حلّ هذه الجمعية ومصادرة أملاكها .
يحظى حمادي بن سدرين بتقدير كبير من قبل رجال الأعمال والصناعيين والحرفيين، باعتبار إيمانه الشديد بأنّ الصداقة سفينة يحرّكها الوفاء والإخلاص وخدمة الغير. خاصة في هذا الزمن الذي أصبح الجميع فيه بوجوه واحدة، ابتسامة في المحيّا وطعنة في الظهر
بقلم: أبوبكر الصغير
التوافق شكل عقلاني من الحكم والتسيير موات لمجال إدارة سليمة للشؤون العامة، يحترم المعايير الديمقراطية لعمل المؤسسات والمنظمات والهيئات.
اليوم نجد أنفسنا في عالم يتم فيه التعرف على القيمة المستقلة للفرد والشخص، أي في العالم العقلي والاجتماعي في الحكم والتسيير في هذا العصر الحديث، حيث تسود الفردية أحيانا، والتي لا ترقى بالضرورة إلى التفتيت الكلي للمجتمع أو المنظمة أو الهيئة مختزلة إلى مجموع أحاديات فردية، الشيء الأساسي هو أن يتم منح الأفراد نصيبا من الاستقلالية والحرية والمشاركة .
بالتالي ليس القائد هو الذي من يجعل الآخرين يثقون به إنما كذلك من يجعلهم يثقون بأنفسهم ويشاركون في صنع القرار والحسم في مختلف القضايا والأمور .
لانّ الإدارة الحديثة المتطورة هي أساسا فن الحصول على أقصى وأفضل النتائج بأقل جهد ومشاكل .
هذا مع الأسف ليس حاصلا في عديد منظماتنا وهياكلنا الجمعياتية وحتى أحزابنا، التي تحوّل بعضها في خدمة الزعيم والقائد الأوحد والرئيس الفذّ ومصالحه الخاصة وليس قضايا ومشاكل منظوريها وأتباعها !.
في مسيرة كثير من رجالات تونس اليوم حكمة وفلسفة عنوانها رؤية أنّ هناك دوما فرصا في كل صعوبة بخلاف أولئك من طبع سلوكهم الفشل فلم يعودوا يرون إلاّ صعوبات في كل فرصة، فهم يدركون أنه ليس هناك قيادة أكثر تحفيزا من تلك التي يبدؤون فيها بأنفسهم كقادة قدوة .
من المفارقات التاريخية أن منظمة الأعراف لم تتأسس من قبل رجال الأعمال والتجار والصنايعية بل من قبل الشيوعيين، كان ذلك في جانفي 1947، لتستقرّ اليوم على تسمية الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية .
بعد سقوط النظام السابق عرف الاتحاد أخطر أزمة في تاريخه، الى حدّ أنّ أصوات ارتفعت لحلّه وإنهاء أيّ دور له في الشأن الوطني. لكن، لهذه المنظمة رجالات وطنيون مخلصون وقفوا متصدّين لعنتريات ثورجيين جدد مهووسين بحكم .
من بين هؤلاء حمادي بن سدرين هذا الرجل الوطني صاحب المبادرات الناجحة والمسيرة الثرية في الانجاز والعمل و البذل والعطاء .
تدرَج في مسؤوليات أغلبها في النشاط المدني خارج دواليب مؤسسات الحكم من بين ذلك رئاسة الغرفة التونسية البريطانية والتي كان له فيها تاريخ عريق خاصة بالعلاقة مع القادة البريطانيين وما قام به من أجل تونس، رغم ذلك حامت تحفّظات حول شخصه في عهد حكم النظام السابق بسبب قرابته العائلية مع الناشطة السياسية المعارضة سهام بن سدرين، لكن تبقى أهمّ مبادراته التي لم يسبقه فيها أحد هي تلك الجمعية التي أسسها لتشغيل وتوفير مورد رزق لمئات خريجي السجون، الطريف أنّ من أولى القرارات التي اتّخذها وزير العدل في أول حكومة للنّهضة نور الدين البحيري هو حلّ هذه الجمعية ومصادرة أملاكها .
يحظى حمادي بن سدرين بتقدير كبير من قبل رجال الأعمال والصناعيين والحرفيين، باعتبار إيمانه الشديد بأنّ الصداقة سفينة يحرّكها الوفاء والإخلاص وخدمة الغير. خاصة في هذا الزمن الذي أصبح الجميع فيه بوجوه واحدة، ابتسامة في المحيّا وطعنة في الظهر