إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مقهى الكون ورحلة في الذاكرة الثقافية..

 

بقلم: محمد السبوعي*

*حتى الشعراء العرب قديمهم وحديثهم يخطئون سهوا أحيانا

هي ليست مجرّد مقهى..هي من عناها درويش بقوله أجلس وحيدا في مقهى تعجّ بالغائبين ومقهى الكون أو لونيفار كما نسمّيها تعجّ بالذكريات والصّخب المعرفي سياسةً وشعرا وفلسفةً..وفيها كتب أولاد أحمد رائعته المذهلة:

أبدا ليس لي مشكلة...

وفيها رسم الحبيب بوعبانة بعض لوحاته..وفيها أرغى وأزبد علي المهذّبي...وإجتمع المزغنّي وآدم فتحي وحاذق العرف وحسن بن عثمان والنوري بوزيد وسمير العقربي والميداني بن صالح وبوزيّان السعدي وسمير العيادي..على الاختلاف والبحث في واقع البلد ومستقبله السياسي والثقافي في طوبويّة فريدة جمعت جميع أطياف اليسار الماركسي واللينيني والماوي والقوميين بفصائلهم البعثية والنّاصرية والعصمتية..والشعراء بأصنافهم العمودية والتفعيلة والشّعر العامي يلقيه بلقاسم اليعقوبي وغيره...أجل كانت لونيفار خليّة فكر وفكاهة..هزل وجدّ ضحك وبكاء..سخرية من كل الزّعماء من بورقيبة لعبد الناصر لبومدين وغيرهم من الساسة الذين شغلوا الناس تلك الحقبة..

أتساءل أحيانا هل هذه المقهى ملهمة بالفعل وأنا أتصفّح الديوان الشعري الجديد عذرا سئمت الانتظار للشاعر هشام الورتتاني حين عثرت على قصيدته الفاتنة والتي تحمل عنوان لونيفير...أعدت القصيدة عديد المرّات لكأن الشاعر يتنفس هواء هذه المقهى الصاخبة بهدوء شعري غريب على إيقاع تفعيلة بحر الكامل السلسة.. في سردية شعرية كثيفة كغابات الشمال مسقط رأس الشاعر ونصّه..نعم يولد الشاعر شاعرا كما أعتقد أولا يولد وهشام في قصيدته هذه أكّد على اعتقادي في غريزية الشعر والإبداع عموما..إذ كيف يصل من درس الاقتصاد والعلوم المالية إلى هذا المستوى من بذخ شعره لو لم يولد شاعرا بالفطرة في غابات الشمال وجباله الشاهقة...هو درس الفلسفة فعلا ولكن الفلسفة لا تقود إلى الشعر بقدر ما تقوده الغريزة والموهبة...ولكن الموهبة وحدها لا تكفي..

لقد تمكّن وفي ظرف وجيز من تقنيات الشعر العربي قديمه وحديثه..واطلع على العروض وبحور الشعر العربي..قوافيه وعلله وزحافاته وتفعيلاته لدرجة إنك تبحث عن خطأ تقني أو لغوي في جميع نصوصه بل إنه أعتمد شكل نصوصه ليتمكّن القارئ بسهولة من فهم كلماتها وهذا ما أربكني بحقّ...فحتى الشعراء العرب قديمهم وحديثهم يخطئون سهوا أحيانا وهذا ما استفاد منه في دراسته العلمية والاقتصادية التي لا تسمح له بالخطأ أبدا... وهذه قصيدته برمّتها في سردية فاتنة تذكّر جيلنا بما لعبته هذه المقهى في تاريخنا الثقافي والسياسي...

بين البحر والباب القديم ...

في الحانةِ الحَمْراءِ قُرْبَ كنيسةِ القِدّيسِ سان فانسون، يَجْتَمِعُ الرّفاقُ وَكُلُّ مَنْ جارَ الزّمانُ عَلَيْهِ : العٌمّالُ ، أهْلُ العِلْمِ، والكُتّابُ، والشُّعراءُ، وامْرَأَةٌ جَفاها الدَّهْرُ يُؤْنِسُها ضَجيجُ البارِ والذِّكْرى، نَظَلُّ هُناكَ نَرْتَجِلُ الحديثَ وَنَنْتَشِي؛ فَإذا الكُؤُوسُ كَأَنَّها مَعْزوفَةٌ لِطُفولَةٍ خَضْراءَ قَدْ عادَتْ إِليكَ مَعَ الصَّدَى، مَنْفِيَّةً كانتْ عَلَى أَسوارِ غُرْبَتِها البعيدَةِ، لا نَراها، إنّما نُصْغي لِلَهْفَتِها الجريئَةِ والحَنينِ...

نُصْغي فَيَحْمِلُنا الحنينُ إلى الصِّبا، في كُلِّ كُوبٍ نَسْتَرِدُّ بريقَهُ، فَنَرَى الفراشاتَ الجميلةَ، والسّنابِلَ، والجَداوِلَ، والطّيورَ عَلَى السّياجِ وَفي الـمَـدَى، وَنرَى النّدَى فَوْقَ الثّرى، وَنَرَى الخُطَى فَوْقَ الخُطَى والـمُلْتَقَى والـمُغْرُمِين، ورُبّما رَدَّ الصَّدَى أُنْشودةً لِصَبيّةٍ قَدْ واعَدَتْكَ عَلَى الرّصيفِ وبلّلتْكَ بِعِطْرِها وقست عليك َو وَدَّعَتْكَ وَغادَرَتْ، تَرَكَتْكَ وَحْدَكَ للسِّنين ...

لَكِنَّ طَيْفا في الـمَكانِ يُعيدُنا للحانَةِ الحَمْراءِ ، نَلْتَمِسُ المزيدَ مِنَ النّبيذِ لِكَيْ نُسافِرَ في الزّمانِ وَنَرْتَوي، حَتّى إذا جاءَ الصّديقُ الأَعْرَجُ المحْبوبُ يَعْزِفُ بالخُطَى ، وَيَقولُ إنّي قَدْ أَتَيْتُ فَهاتِها كَيْ أَرْتَوِي ، ثُمَّ اعْطِني سيجارَةً ، ثُمَّ اسْقِني قارورةً أُخْرى وَأُخرى ، علَّني أَرْتاحُ أَوْ أَنْسَى قَلِيلا لَوْعَتي ، وَيَقُولُ أَيْضا لَيْسَ لِــــي ثَمَنُ الطّريقِ، وَلَيْسَ لِــي ماءٌ لأَغْسِلَ جُثَّةً قَدْ أَرْهَقَتْنِي في الطّريقِ ، وَلَيْسَ لِــي بَيْتٌ وَأَتْعَبَنِــي الرّحيلُ ، وهكذا أَحْيا أنا، وَيَقُولُ آهٍ ثُمَّ آهٍ يا رَفيقْ ، وَيَقُولُ آهٍ لا أُطيقُ، وهكذا يَبْقَى يُراوِدُنا إلى أَنْ يَنْحَنِي وَيَتُوهَ كالطَّيْرِ السَّجين...

 نَظَلُّ نَرْتَجِلُ الحَدِيثَ ، وَفِي الجِوارِ تَرَى السَّكارى والحَيارى يملئون كُؤُوسَهُمْ ، وَتَرَى الجميعَ يُغادِرونَ وَيَرْجِعُونَ بِخِفَّةٍ، والأغْنِياتُ تَنَوَّعَتْ وَتَرَدَّدَتْ، والخارِجونَ تَرَنَّحُوا، والقادِمَونَ تَشَوَّقوا، والعامِلَونَ تَذَمَّروا، والــمُـفْلِسُونَ تَوَدَّدوا، والـمُسْتَحُونَ تَرَدَّدوا. حَتّى إذا قيلَ انْتَهَى وتَيَتَّمَتْ أَقْداحُنا، سَكَتَ الكلامُ وَغادَرَتْ أحْلامُنا ، وَتَجَهَّمَتْ أَبْصارْنا ، والقَلْبُ مِنْ أَثَرِ الحَنِينِ إِلَى الطّفولةِ والصِّبا ضاعَتْ عَلَيْهِ صِفاتُنا، واغْتالَنا الّليْلُ الحَزين ...

 نَمْضِي إذا، والضَّوْءُ تَسْكُبُهُ الفوانيسُ الشّحيحَةُ خافِتا تُلْقِي بِهِ فَوْق الرّصيفِ، نُعانِقُ الـمَطَرَ الرّذاذَ، وَلَفْحَةَ البرْدِ الخَفيفِ تُصيبُنا، ورِقّةَ العِطْرِ البَعِيدِ تُذيبُنا ؛ فَيَهيمُ في الصّمْتِ الرَّهيبِ أنينُنا، وَتَتُوهُ في الّليلِ البهيمِ عُيونُنا، وَنَرَى الخُطَى مُتَعَلِّقاتٍ بالثَّرَى والعابرينَ على الرّصيفِ وَمَنْ تَعَوَّدَ بالأَسَى. وَنَرَى الصَّبايا راغِباتٍ في الهَوَى . وَنَرَى الصّديقَ يُغازِلُ الأشْجارَ ، وامْرَأَةً تَبيعُ الّليْلَ بالـمِقْدارِ، وامْرَأَةٌ تَبيعُ الورْدَ للسُّمّارِ، والمخْمُوُرُ يَسْقِي الّليْلَ قُرْبَ الـمَسْرَحِ البَلَدِيِّ ، وامْرَأَةٌ يُؤَرِّقُها الحَنينُ إِلَى الحَبيبِ، تــَهيمُ مِثْلَ العاشِقِ الـمَنْسِيِّ، والرَّجُلُ الرَّقيبُ ، وباعَةٌ مُتَجوِّلونَ وَحَسْرَةٌ..

 

 

 

مقهى الكون ورحلة في الذاكرة الثقافية..

 

بقلم: محمد السبوعي*

*حتى الشعراء العرب قديمهم وحديثهم يخطئون سهوا أحيانا

هي ليست مجرّد مقهى..هي من عناها درويش بقوله أجلس وحيدا في مقهى تعجّ بالغائبين ومقهى الكون أو لونيفار كما نسمّيها تعجّ بالذكريات والصّخب المعرفي سياسةً وشعرا وفلسفةً..وفيها كتب أولاد أحمد رائعته المذهلة:

أبدا ليس لي مشكلة...

وفيها رسم الحبيب بوعبانة بعض لوحاته..وفيها أرغى وأزبد علي المهذّبي...وإجتمع المزغنّي وآدم فتحي وحاذق العرف وحسن بن عثمان والنوري بوزيد وسمير العقربي والميداني بن صالح وبوزيّان السعدي وسمير العيادي..على الاختلاف والبحث في واقع البلد ومستقبله السياسي والثقافي في طوبويّة فريدة جمعت جميع أطياف اليسار الماركسي واللينيني والماوي والقوميين بفصائلهم البعثية والنّاصرية والعصمتية..والشعراء بأصنافهم العمودية والتفعيلة والشّعر العامي يلقيه بلقاسم اليعقوبي وغيره...أجل كانت لونيفار خليّة فكر وفكاهة..هزل وجدّ ضحك وبكاء..سخرية من كل الزّعماء من بورقيبة لعبد الناصر لبومدين وغيرهم من الساسة الذين شغلوا الناس تلك الحقبة..

أتساءل أحيانا هل هذه المقهى ملهمة بالفعل وأنا أتصفّح الديوان الشعري الجديد عذرا سئمت الانتظار للشاعر هشام الورتتاني حين عثرت على قصيدته الفاتنة والتي تحمل عنوان لونيفير...أعدت القصيدة عديد المرّات لكأن الشاعر يتنفس هواء هذه المقهى الصاخبة بهدوء شعري غريب على إيقاع تفعيلة بحر الكامل السلسة.. في سردية شعرية كثيفة كغابات الشمال مسقط رأس الشاعر ونصّه..نعم يولد الشاعر شاعرا كما أعتقد أولا يولد وهشام في قصيدته هذه أكّد على اعتقادي في غريزية الشعر والإبداع عموما..إذ كيف يصل من درس الاقتصاد والعلوم المالية إلى هذا المستوى من بذخ شعره لو لم يولد شاعرا بالفطرة في غابات الشمال وجباله الشاهقة...هو درس الفلسفة فعلا ولكن الفلسفة لا تقود إلى الشعر بقدر ما تقوده الغريزة والموهبة...ولكن الموهبة وحدها لا تكفي..

لقد تمكّن وفي ظرف وجيز من تقنيات الشعر العربي قديمه وحديثه..واطلع على العروض وبحور الشعر العربي..قوافيه وعلله وزحافاته وتفعيلاته لدرجة إنك تبحث عن خطأ تقني أو لغوي في جميع نصوصه بل إنه أعتمد شكل نصوصه ليتمكّن القارئ بسهولة من فهم كلماتها وهذا ما أربكني بحقّ...فحتى الشعراء العرب قديمهم وحديثهم يخطئون سهوا أحيانا وهذا ما استفاد منه في دراسته العلمية والاقتصادية التي لا تسمح له بالخطأ أبدا... وهذه قصيدته برمّتها في سردية فاتنة تذكّر جيلنا بما لعبته هذه المقهى في تاريخنا الثقافي والسياسي...

بين البحر والباب القديم ...

في الحانةِ الحَمْراءِ قُرْبَ كنيسةِ القِدّيسِ سان فانسون، يَجْتَمِعُ الرّفاقُ وَكُلُّ مَنْ جارَ الزّمانُ عَلَيْهِ : العٌمّالُ ، أهْلُ العِلْمِ، والكُتّابُ، والشُّعراءُ، وامْرَأَةٌ جَفاها الدَّهْرُ يُؤْنِسُها ضَجيجُ البارِ والذِّكْرى، نَظَلُّ هُناكَ نَرْتَجِلُ الحديثَ وَنَنْتَشِي؛ فَإذا الكُؤُوسُ كَأَنَّها مَعْزوفَةٌ لِطُفولَةٍ خَضْراءَ قَدْ عادَتْ إِليكَ مَعَ الصَّدَى، مَنْفِيَّةً كانتْ عَلَى أَسوارِ غُرْبَتِها البعيدَةِ، لا نَراها، إنّما نُصْغي لِلَهْفَتِها الجريئَةِ والحَنينِ...

نُصْغي فَيَحْمِلُنا الحنينُ إلى الصِّبا، في كُلِّ كُوبٍ نَسْتَرِدُّ بريقَهُ، فَنَرَى الفراشاتَ الجميلةَ، والسّنابِلَ، والجَداوِلَ، والطّيورَ عَلَى السّياجِ وَفي الـمَـدَى، وَنرَى النّدَى فَوْقَ الثّرى، وَنَرَى الخُطَى فَوْقَ الخُطَى والـمُلْتَقَى والـمُغْرُمِين، ورُبّما رَدَّ الصَّدَى أُنْشودةً لِصَبيّةٍ قَدْ واعَدَتْكَ عَلَى الرّصيفِ وبلّلتْكَ بِعِطْرِها وقست عليك َو وَدَّعَتْكَ وَغادَرَتْ، تَرَكَتْكَ وَحْدَكَ للسِّنين ...

لَكِنَّ طَيْفا في الـمَكانِ يُعيدُنا للحانَةِ الحَمْراءِ ، نَلْتَمِسُ المزيدَ مِنَ النّبيذِ لِكَيْ نُسافِرَ في الزّمانِ وَنَرْتَوي، حَتّى إذا جاءَ الصّديقُ الأَعْرَجُ المحْبوبُ يَعْزِفُ بالخُطَى ، وَيَقولُ إنّي قَدْ أَتَيْتُ فَهاتِها كَيْ أَرْتَوِي ، ثُمَّ اعْطِني سيجارَةً ، ثُمَّ اسْقِني قارورةً أُخْرى وَأُخرى ، علَّني أَرْتاحُ أَوْ أَنْسَى قَلِيلا لَوْعَتي ، وَيَقُولُ أَيْضا لَيْسَ لِــــي ثَمَنُ الطّريقِ، وَلَيْسَ لِــي ماءٌ لأَغْسِلَ جُثَّةً قَدْ أَرْهَقَتْنِي في الطّريقِ ، وَلَيْسَ لِــي بَيْتٌ وَأَتْعَبَنِــي الرّحيلُ ، وهكذا أَحْيا أنا، وَيَقُولُ آهٍ ثُمَّ آهٍ يا رَفيقْ ، وَيَقُولُ آهٍ لا أُطيقُ، وهكذا يَبْقَى يُراوِدُنا إلى أَنْ يَنْحَنِي وَيَتُوهَ كالطَّيْرِ السَّجين...

 نَظَلُّ نَرْتَجِلُ الحَدِيثَ ، وَفِي الجِوارِ تَرَى السَّكارى والحَيارى يملئون كُؤُوسَهُمْ ، وَتَرَى الجميعَ يُغادِرونَ وَيَرْجِعُونَ بِخِفَّةٍ، والأغْنِياتُ تَنَوَّعَتْ وَتَرَدَّدَتْ، والخارِجونَ تَرَنَّحُوا، والقادِمَونَ تَشَوَّقوا، والعامِلَونَ تَذَمَّروا، والــمُـفْلِسُونَ تَوَدَّدوا، والـمُسْتَحُونَ تَرَدَّدوا. حَتّى إذا قيلَ انْتَهَى وتَيَتَّمَتْ أَقْداحُنا، سَكَتَ الكلامُ وَغادَرَتْ أحْلامُنا ، وَتَجَهَّمَتْ أَبْصارْنا ، والقَلْبُ مِنْ أَثَرِ الحَنِينِ إِلَى الطّفولةِ والصِّبا ضاعَتْ عَلَيْهِ صِفاتُنا، واغْتالَنا الّليْلُ الحَزين ...

 نَمْضِي إذا، والضَّوْءُ تَسْكُبُهُ الفوانيسُ الشّحيحَةُ خافِتا تُلْقِي بِهِ فَوْق الرّصيفِ، نُعانِقُ الـمَطَرَ الرّذاذَ، وَلَفْحَةَ البرْدِ الخَفيفِ تُصيبُنا، ورِقّةَ العِطْرِ البَعِيدِ تُذيبُنا ؛ فَيَهيمُ في الصّمْتِ الرَّهيبِ أنينُنا، وَتَتُوهُ في الّليلِ البهيمِ عُيونُنا، وَنَرَى الخُطَى مُتَعَلِّقاتٍ بالثَّرَى والعابرينَ على الرّصيفِ وَمَنْ تَعَوَّدَ بالأَسَى. وَنَرَى الصَّبايا راغِباتٍ في الهَوَى . وَنَرَى الصّديقَ يُغازِلُ الأشْجارَ ، وامْرَأَةً تَبيعُ الّليْلَ بالـمِقْدارِ، وامْرَأَةٌ تَبيعُ الورْدَ للسُّمّارِ، والمخْمُوُرُ يَسْقِي الّليْلَ قُرْبَ الـمَسْرَحِ البَلَدِيِّ ، وامْرَأَةٌ يُؤَرِّقُها الحَنينُ إِلَى الحَبيبِ، تــَهيمُ مِثْلَ العاشِقِ الـمَنْسِيِّ، والرَّجُلُ الرَّقيبُ ، وباعَةٌ مُتَجوِّلونَ وَحَسْرَةٌ..