يرويها: أبوبكر الصغير
يقول العارفون بسيرته أنه تكلم في وقت متأخر !
ما الذي يحفز البشر على التضحية بأنفسهم وتجاوز حدودهم؟ إنه التعطش للاعتراف من قبل الأسرة، والعشيرة، والشعب، والأمة، والإنسانية: كل هذه المستويات تتكشف عن الإمكانات البشرية. من خلال العيش من أجل أشياء أعلى وأكبر من الحب، فإننا نعظم القيمة التي نحصل عليها عند الولادة، ونحول الوراثة إلى ميراث.
لا يتعلق الأمر فقط بالتسلق الاجتماعي أو السباق للحصول على المكافآت: الشرف والقوة والمراعاة. النجاح في الحياة يعني الاستمتاع بالحياة والرغبة في العطاء وخدمة الآخرين .
إن النجاح في حياة المرء هو جعل الآخرين يستفيدون من إشراقه، وسعيه الدائم وراء الخير .
في أي تضحية، ومهما كانت الطبيعة أو الدوافع، هناك دائمًا فكرة إعطاء شيء ما، ما يختلف عما هو متوقع، أو لا، في المقابل، يمكن أن ينتهي هذا الفعل بالإحباط لأنه تم لجعل الشخص الآخر مدينًا .
عيسى بكوش كتاب مفتوح في جانب كبير منه على تاريخ تونس الحديثة بمحطّاتها التاريخية المختلفة ، هو عالم اجتماع لطالما كان مبتكرًا ومنطلقًا للأفكار.
ينقل عنه، انه مراقب حصيف، حريص على شخصية التونسي وخصوصية مجتمعنا، يرسم بقلمه البلدات والقرى والقديسين والمشاهد والسلوكيات والمواقف،
بلباقة وشراسة أحيانا .
نحن مدينون له باستخدام لأول مرة كلمة "منتزه"، ومهرجان الورد، إضافة الى أفكار أخرى كضرورة بناء عاصمة جديدة بالنفيضة .
إن الاستماع إليه وهو يتحدث بالفعل متعة كبيرة. قراءته باللغتين العربية والفرنسية، هي بنفس القدر، إن لم تكن أكثر من ذلك.
"الشذرات" تقدم للقارئ حتما لحظات ممتعة ولذيذة من القراءة والانغماس في فكر "شاب تونسي" بعد الثامنة والستين، دائما على الجسر .
لا شيء يفلت من قلمه، لا استحضار المدينة العتيقة، ولا تلك الموجودة بالكاف، أو جندوبة، أو القيروان، أو الجريد، أو جربة حيث مسقط رأسه، ولا حتى باريس أين أقام ودرس، أو القاهرة التي مرّ عليها وطبعت جانبا من فكره .
الحكيم حقا هو ذلك من يزن كلامه قبل قوله، وهو الذي حينما يتحدّث فإنه يقول شيئا ذا قيمة، كما ليس للرجل سوى مجد واحد حقيقي هو التواضع، وهي اكبر وأهم صفات عيسى البكوش.
يرويها: أبوبكر الصغير
يقول العارفون بسيرته أنه تكلم في وقت متأخر !
ما الذي يحفز البشر على التضحية بأنفسهم وتجاوز حدودهم؟ إنه التعطش للاعتراف من قبل الأسرة، والعشيرة، والشعب، والأمة، والإنسانية: كل هذه المستويات تتكشف عن الإمكانات البشرية. من خلال العيش من أجل أشياء أعلى وأكبر من الحب، فإننا نعظم القيمة التي نحصل عليها عند الولادة، ونحول الوراثة إلى ميراث.
لا يتعلق الأمر فقط بالتسلق الاجتماعي أو السباق للحصول على المكافآت: الشرف والقوة والمراعاة. النجاح في الحياة يعني الاستمتاع بالحياة والرغبة في العطاء وخدمة الآخرين .
إن النجاح في حياة المرء هو جعل الآخرين يستفيدون من إشراقه، وسعيه الدائم وراء الخير .
في أي تضحية، ومهما كانت الطبيعة أو الدوافع، هناك دائمًا فكرة إعطاء شيء ما، ما يختلف عما هو متوقع، أو لا، في المقابل، يمكن أن ينتهي هذا الفعل بالإحباط لأنه تم لجعل الشخص الآخر مدينًا .
عيسى بكوش كتاب مفتوح في جانب كبير منه على تاريخ تونس الحديثة بمحطّاتها التاريخية المختلفة ، هو عالم اجتماع لطالما كان مبتكرًا ومنطلقًا للأفكار.
ينقل عنه، انه مراقب حصيف، حريص على شخصية التونسي وخصوصية مجتمعنا، يرسم بقلمه البلدات والقرى والقديسين والمشاهد والسلوكيات والمواقف،
بلباقة وشراسة أحيانا .
نحن مدينون له باستخدام لأول مرة كلمة "منتزه"، ومهرجان الورد، إضافة الى أفكار أخرى كضرورة بناء عاصمة جديدة بالنفيضة .
إن الاستماع إليه وهو يتحدث بالفعل متعة كبيرة. قراءته باللغتين العربية والفرنسية، هي بنفس القدر، إن لم تكن أكثر من ذلك.
"الشذرات" تقدم للقارئ حتما لحظات ممتعة ولذيذة من القراءة والانغماس في فكر "شاب تونسي" بعد الثامنة والستين، دائما على الجسر .
لا شيء يفلت من قلمه، لا استحضار المدينة العتيقة، ولا تلك الموجودة بالكاف، أو جندوبة، أو القيروان، أو الجريد، أو جربة حيث مسقط رأسه، ولا حتى باريس أين أقام ودرس، أو القاهرة التي مرّ عليها وطبعت جانبا من فكره .
الحكيم حقا هو ذلك من يزن كلامه قبل قوله، وهو الذي حينما يتحدّث فإنه يقول شيئا ذا قيمة، كما ليس للرجل سوى مجد واحد حقيقي هو التواضع، وهي اكبر وأهم صفات عيسى البكوش.