إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

طوابير وتدافع امام المخابز .. أزمة نقص الخبز تتعمق..ومطالب بتدخل رئيس الجمهورية

 

تونس- الصباح

ارتفع عدد الجهات التي تعاني من نقص في مادة الخبز اذ كان الوضع متشابها أمام العديد من المخابز في عدد من المناطق طوابير طويلة منذ ساعات الصباح الأولى ليوم أمس الاثنين وحتى الأيام التي سبقت.. تدافع وتلاسن وحتى شجار من أجل الظفر بخبزة بعد النقص المسجل في هذه المادة حتى ان العديد من المخابز أغلقت بعد نفاذ مخزونها من السميد والفارينة.

 وما زاد الطين بلة الأزمة المالية التي تعاني منها المخابز بسبب عدم صرف مستحقات الدعم المتخلدة لدى الدولة ما دفعها لشن أضربات جهوية للمطالبة بصرفها في أقرب الآجال خاصة وان عددا من المخابز قد أعلنت إفلاسها وأخرى مهددة بالإفلاس إذا ما تواصل الوضع على ما هو عليه.

وفي تصريح إعلامي أكد رئيس الغرفة الوطنية للمخابز محمد بوعنان أن أزمة نقص مادة الفارينة في المخابز انتهت بعد تدخل رئيس الجمهورية قيس سعيد.

اذ أفاد أنه: " بين اليوم وغدا لن نجد اي نقص في الخبر في البلاد".

وأرجع بوعنان نقص التزود بالخبز في عدد من المناطق إلى سوء توزيع مادة الفارينة رغم أنها متوفرة كمادة.

في انتظار انفراج الأزمة كان لمراسلي "الصباح" في كل من القيروان وبنزرت ومنوبة والقصرين جولة في عدد من المخابز وفي ما يلي أبرز ما تم رصده

 

رغم توزيع 65% من حصص الفارينة و السميد لشهر ماي: اكتظاظ ..انتظار وطوابير طويلة أمام المخابز !

تواصلت مع بداية هذا الأسبوع مشاهد الاكتظاظ وامتداد طوابير المواطنين أمام المخابز للحصول على الخبز بنفس الحدة التي عاشتها مختلف معتمديات ولاية منوبة خلال نهاية الأسبوع المنقضي .

" الصباح" تنقلت لعدد من هذه المعتمديات للاطلاع على حقيقة الوضع ونقل ما يحصل في محيط مخابز منوبة ، وادي الليل ، الجديدة وطبربة حيث رصدنا تجمع العشرات من المواطنين في شكل صفوف وطوابير طويلة أمام هذه المخابز منذ الساعات الأولى من يوم أمس الاثنان 22ماي 2023 لضمان الحصول على حاجتهم من الخبز خاصة مع تعمد أصحاب بعض المخابز غلق محلاتهم ما خلف اكتظاظا في محيط ما تبقى من مخابز وشعورا لدى المواطنين بقتامة الوضع والتخوف من فقدان هذه المادة وهو ما جعل الصفوف تمتد إلى وسط الطرقات في كثير من الأحيان خاصة في مدينتي منوبة والجديدة حسب ما تمت مشاهدته.

اكتظاظ..وطول انتظار

اكتظاظ زاد في حدته طول الانتظار إذ يستوجب على المواطن الوقوف في كل مرة لمدة 20 دق على الأقل بين نضج كمية من الخبز والتي تليها وهو ما خلف حسب ما صرح به أصحاب المخابز حالات من الفوضى والتوتر والعراك بين المواطنين سيما مع تعمد غلق بعض المخابز لأسباب تبقى غير مفهومة ليتضاعف الضغط على بقية المخابز المفتوحة والتي فرض عدد منها إمكانية اقتناء الخبز في حدود 4 خبزات كحد أقصى للشخص الواحد على غرار مخابز منوبة ووادي الليل وزوناف وفرض تسعيرة 250 مي للبقات الواحدة في أغلبها مصنفة كانت أو غير مصنفة .

 وحسب ما صرح به عدد من أصحاب المخابز المفتوحة الذين حاورناهم حول الوضع أكدوا ان مادتي الفارينة والسميد متوفرة بشكل عادي غير انها لم تعد كافية لسد الطلب اليومي لمادة الخبز الذي شهد ارتفاعا خلال الأيام الأخيرة ما دفع بالمخابز إلى استعمال كميات من الفارينة والسميد تفوق ما هو مقرر لليوم الواحد وقد سبب ذلك اختلالا في نظام صنع الخبز ودفع أصحاب المخابز للاكتفاء بحصة عمل واحدة حتى يضمنوا تواصل العمل لليوم الموالي مرجعين سبب كل ما يحصل من اكتظاظ إلى لهفة المواطنين من جهة وتعمد بعض أصحاب المخابز غلق مخابزهم في هذا الوقت بالذات دون فهم الغاية من ذلك .

المدير الجهوي للتجارة يوضح

من جهته أكد حمادي الزياني المدير الجهوي للتجارة بمنوبة ان الولاية لم تشهد اي نقص أو تعطل في تزويد المخابز بمادتي الفارينة والسميد ولم يقع تسجيل اي طلب يذكر بالزيادة في الحصص الشهرية، مشيرا إلى أنه قد تم إلى غاية يوم أمس الاثنين توزيع 65% من حصص شهر ماي من المادتين المذكورتين وان تزويد المخابز بها سيتواصل بشكل عادي وطبيعي بقية ايام الشهر ودون الترفيع في اي نوع على اعتبار ان الوضع مستقر في الجهة.

وارجع محدثنا أسباب ما يحصل من اكتظاظ إلى لهفة المواطنين على وجه الخصوص وزيادة الطلب في مادة الخبز وهي زيادة لا جدوى منها بل لم تخلف سوى الفوضى والخوف غير المبررين من فقدان الخبز.

عادل عونلي

رئيس الغرفة الجهوية لأصحاب المخابز بالقصرين لـ"الصباح": مخابز على حافة الإفلاس ودعوة لرئيس الجمهورية بالتدخل العاجل

 

صفوف طويلة تنتظر لساعات على أبواب المخابز بأغلب مناطق ولاية القصرين علها تظفر بما تيسر من الخبز كان من بين المشاهد المتتالية على امتداد أكثر من أسبوع ، لنقص في مادة الفارينة وتضاعف ضغط المتساكنين من مختلف المناطق على أصحاب المخابز بالجهة لفقدان مادة السميد ، أزمة في طريقها للانفراج مع مفتتح هذا الأسبوع وفقا لما أفاد به رئيس الغرفة الجهوية لأصحاب المخابز بالقصرين عبد الله فريضي لـ"الصباح".

أزمة فقدان مادة السميد في طريقها للانفراج

في توضيح لـ"الصباح" بشأن مشهد الطوابير لأكثر من أسبوع وما رافقها من خوف ولهفة على شراء الخبز والخوف من تواصل هذه الأزمة ، أكد رئيس الغرفة الجهوية لأصحاب المخابز بالقصرين عبد الله فريضي أن حالة الاكتظاظ على المخابز من مسبباتها نقص مادة السميد التي يتم استهلاكها بالأساس في طهو الخبز المنزلي خاصة أن الجهة تعتبر من أكثر ولايات الجمهورية استهلاكا لمادة السميد باعتبار خصوصيتها الريفية بما يعادل 40 بالمائة استهلاك المواطن لمادة السميد كما ان 90 بالمائة من سكان الأرياف يستهلكون السميد بينما يقابل ذلك نسب ضعيفة مخصصة للجهة من هذه المادة ما خلق هذا الاكتظاظ والضغط على المخابز لالتجاء المواطن الى شراء الخبز.

مضيفا أن المخابز لا تأخذ حصص شهرية كبيرة لتوفير الخبز الا لأيام معدودة ما انجر عنه اضطراب في توفير الخبز وما زاد من حدة النقص فقدان مادة السميد الذي ضاعف من حدة الأزمة خاصة مع ما تعيشه جل المخابز بالجهة من صعوبات مالية.

وفي المقابل أكد أن هذه الأزمة في طريقها الى الانفراج هذه الأيام بعد الجهود مبذولة من غرفتهم والإدارة الجهوية للتجارة وتنمية الصادرات بالقصرين والسلط الجهوية بالتنسيق مع وزارة التجارة ، حيث تم توفير حوالي 200 طن من مادة السميد التي وصلت الجهة والبدء في توزيعها على مستحقيها خاصة المناطق الريفية مطلع الأسبوع الجاري. إضافة الى توفير كميات إضافية من مادة الفارينة للمخابز بالجهة خلال هذه الأيام وبالتالي انفراج منتظر خلال اليومين القادمين في توفير مادة الخبز وكذلك في مادة السميد، وفق قوله.

مخابز على حافة الإفلاس.. وإعلان الإضراب

الفريضي أكد في حديثه عن الواقع الصعب الذي تعيشه مخابز الجهة وعددها 114 مخبزة جراء عدم خلاص مستحقاتهم لما يقارب 14 شهرا ووصول الكثير من أصحاب المخابز إلى حافة الإفلاس ان لم يتم التدخل حتى من هرم الدولة في إشارة الى رئيس الجمهورية والتزام الدولة بتنفيذ تعهداتها وصرف مستحقاتهم في اقرب الآجال.

وأشار الى أن أغلب أصحاب المخابز يوفرون مادة الخبز بجهود ذاتية ويعجز الكثير منهم عن شراء حصتهم الشهرية من مادة الفارينة خاصة أن خلاصها يكون حينيا وهو ما أثر على مردودية عمل المخابز خاصة مع التزاماتهم الكثيرة تجاه الصناديق الاجتماعية والشركة التونسية للكهرباء والغاز والمطاحن والاداءات والعملة والتي تنتظر بدورها مستحقاتها. مضيفا أن ما يقارب 50 ألف دينار مستحقات المخابز بالجهة لدى الدولة وبالتالي ضرورة التعجيل بصرف مستحقاتهم التي تراكمت لما يقارب العامين أصبحت غير قابلة للتأجيل لأن في ذلك تهديدا للمخابز بالإفلاس .

كما أشار الى أنهم أقروا هذا الإضراب أيام 5 و6و7 جوان المقبل في قطاع المخابز كما هو الحال في بعض الجهات الأخرى من البلاد وعقد جلسة في الغرض لعدم القبول بتواصل هذا الحال على ما هو عليه، وفق تعبيره.

                                            صفوة قرمازي

القيروان..  الإدارة الجهوية للتجارة تعلن دخول كميات هامة من الفارينة والسميد

 

يبلغ عدد المخابز المصنفة في مختلف معتمديات ولاية القيروان (13 معتمدية)، 144 مخبزة من بينها 64 مخبزة في المدينة في حين يبلغ عدد المخابز العصرية غير المصنفة في كامل معتمديات الجهة 42 مخبزة.

ويلاحظ المرء منذ أسبوع في مدينة القيروان تواجد طوابير أمام المخابز في رحلة للظفر بهاته المادة الحياتية ، وأعرب عدد من مواطنين يقطنون في ولاية القيروان ، لـ"الصباح نيوز" عن تذمرهم من نقص مادة الخبز في ظل إغلاق عدد من المخابز ووجود طوابير طويلة أمام المخابز المفتوحة منذ الصباح الباكر.

تجار يستغلون الوضع في حاجب العيون

وشهدت معتمدية حاجب العيون نقصا حادا في مادة الخبز في وسط الأسبوع المنقضي، حيث تداول نشطاء من المجتمع المدني مقاطع فيديو وصور توثق طوابير من الحرفاء أمام أحد المخابز.

وذكر عدد من المتساكنين لـ"الصباح" أن النقص الفادح في الخبز في مدينة حاجب العيون تسبب في استغلال الوضع من قبل عدد من تجار الأزمات الذين قاموا باقتناء كميات من الخبز من الحجم الكبير على متن شاحنات من معتمديات مجاورة ثم قاموا ببيعها بدينارين للخبزة عوضا عن 1100 مليم(خبز غير مدعم).

وذكر أحد المتساكنين بأن النقص في مادتي الفارينة والسميد تسبب في إغلاق غالبية المخابز في المعتمدية(4 مخابز).

تكوين خلية متابعة من الإدارة الجهوية للتجارة لمتابعة النقص في مادة الخبز بمختلف المعتمديات.

هذا وقد تحول المدير الجهوي للتجارة عماد الصنديد عشية الأحد المنقضي لمعتمدية حاجب العيون لمعاينة وضع عدد من المخابز التي أغلقت أبوابها وللنظر في كيفية فض الإشكالات المتعلقة بإنتاج الخبز وقد أفرزت الزيارة الميدانية إلى فتح 4 مخابز بالجهة لأبوابها مجددا أمام الحرفاء.

ومن جانبه أكد المدير الجهوي للتجارة بالقيروان عماد صنديد في تصريح إعلامي بخصوص الموضوع، تكوين خلية متابعة من الإدارة الجهوية لمتابعة النقص في مادة الخبز بمختلف المعتمديات.

وأضاف صنديد أنه تم الاتفاق مع المطاحن للتزود بمادة الفرينة أمس الاثنين، كما أكد أن كميات هامة جدا من مادة السميد ستدخل ولاية القيروان مطلع الأسبوع الجارية وسيتم توزيعها على مختلف المعتمديات ، مشيرا إلى أن عملية التزود بمادة الخبز ستعود تدريجيا إلى نسقها الطبيعي في القريب العاجل.

الدعوة لإعادة فتح مصنع السميد بالجهة

وقال عبد الباقي عبدلاوي رئيس المجمع المهني الجهوي للمخابز العصرية بالقيروان التابع "لـمنظمة "كونكت" ان وضعية النقص في مادة الخبز في مختلف معتمديات ولاية القيروان تفاقمت في الأسابيع الأخيرة حيث أصبحت المطاحن لا توفر الكميات المطلوبة وذكر عبد اللاوي أن أصحاب المخابز العصرية في معتمدية بوحجلة (16 مخبزة عصرية) اضطروا الى الغلق او فتح أبوابها نصف دوام بسبب حصولهم على 10% فقط من الكميات المطلوبة من مادة السميد.

وأكد عبدلاوي ان الحل الوحيد لحل الإشكال فتح مصنع سميد في القيروان بعد ان أصبحت أولوية المطاحن هي توفير الحاجيات للجهات المنتصبة فيها.

مروان الدعلول

أزمة الخبز في بنزرت:ممارسات احتكارية رافقت ضعف التزويد بالسميد والفارينة

 

  لاحظ مراسل الصباح "ظهر أمس الاثنين 22 ماي 2023 توفر الخبز بأنواع مختلفة في اغلب المخابز العادية المصنفة في مدينة بنزرت مع غلق مخبزة غير مصنفة في المدينة القديمة بسبب غياب الفارينة، حسب ما أفادنا به، احد المهنيين الذي أضاف ان بنزرت لم تشهد أزمة الخبز التي تعيشها جهات أخرى لكن من الوارد ان تتعقد الأمور مع توافد التونسيين المقيمين بالخارج وارتفاع طلبات المطاعم والوحدات السياحية التي سيتم تزويدها بالحاجيات الأساسية لإنجاح الموسم كالعادة ولكن هل تكون راحة الوافدين على حساب المقيمين ؟

حقيقة الإجابة القطعية غير ممكنة لان فصل الصيف سيشهد أيضا إغلاق المطاعم المدرسية والجامعية التي تستهلك عادة كمية هائلة من الخبز المدعم مما قد يخلق بعض التوازن المطلوب بين العرض والطلب، لكن المؤكد ان الأزمة آتية لا محالة في ظل نقص التزويد بالفارينة بسبب تدخل أصحاب محلات المرطبات والحلويات في مسالك التوزيع وارتفاع عدد المخابز بأنواعها إضافة الى لهفة المستهلكين التي شرعت لممارسات احتكارية خاصة في مدينة بنزرت اين يتم تفرغ الواجهات من الخبز العادي في حدود الخامسة عصرا ليعرض الخبز "spécial"

  بأضعاف سعر المدعم .

وضعية صعبة وعدت الإدارة الجهوية للتجارة وتنمية الصادرات ببنزرت بتحسينها عبر توفير الكميات المطلوبة لكل المخابز " الناشطة " بمعدل 7 طن من الفارينة قد لا تسدد النقص في مدن منزل بورقيبة، ماطر وخاصة منزل جميل وبنزرت المدينة ولكنها كافية منطقيا لمخابز معتمديات سجنان وجومين وغزالة اين تلاشت تقاليد صنع خبز  الطابونة " والمطلوع " والكسرة بسبب غياب الفارينة الذي كانت تمثل أيضا مورد رزق عائلات تحضر " الملسوقة " و الرشتة " وغيرها من المعجنات التقليدية

اما في الجهة الشرقية فقد توقفت العائلات عن صناعة وبيع " المقرونة المفتولة " و" الحلالم " لغياب السميد الذي تسبب أيضا في غلق عدد من المخابز غير المصنفة في العالية ورأس الجبل ويبدو ان تزويد كل مخبزة ب 3 طن فقط من المادة المدعمة يؤشر لتفاقم الأزمة خلال الأسابيع القادمة خاصة في رفراف وصونين وطبعا رأس الجبل بعد ان تستنفذ المخابز المحلية حصتها الشهرية من السميد وحتى من الفارينة مثلما حدث سنة 2015 و 2019..

ساسي الطرابلسي

طوابير وتدافع امام المخابز .. أزمة نقص الخبز تتعمق..ومطالب بتدخل رئيس الجمهورية

 

تونس- الصباح

ارتفع عدد الجهات التي تعاني من نقص في مادة الخبز اذ كان الوضع متشابها أمام العديد من المخابز في عدد من المناطق طوابير طويلة منذ ساعات الصباح الأولى ليوم أمس الاثنين وحتى الأيام التي سبقت.. تدافع وتلاسن وحتى شجار من أجل الظفر بخبزة بعد النقص المسجل في هذه المادة حتى ان العديد من المخابز أغلقت بعد نفاذ مخزونها من السميد والفارينة.

 وما زاد الطين بلة الأزمة المالية التي تعاني منها المخابز بسبب عدم صرف مستحقات الدعم المتخلدة لدى الدولة ما دفعها لشن أضربات جهوية للمطالبة بصرفها في أقرب الآجال خاصة وان عددا من المخابز قد أعلنت إفلاسها وأخرى مهددة بالإفلاس إذا ما تواصل الوضع على ما هو عليه.

وفي تصريح إعلامي أكد رئيس الغرفة الوطنية للمخابز محمد بوعنان أن أزمة نقص مادة الفارينة في المخابز انتهت بعد تدخل رئيس الجمهورية قيس سعيد.

اذ أفاد أنه: " بين اليوم وغدا لن نجد اي نقص في الخبر في البلاد".

وأرجع بوعنان نقص التزود بالخبز في عدد من المناطق إلى سوء توزيع مادة الفارينة رغم أنها متوفرة كمادة.

في انتظار انفراج الأزمة كان لمراسلي "الصباح" في كل من القيروان وبنزرت ومنوبة والقصرين جولة في عدد من المخابز وفي ما يلي أبرز ما تم رصده

 

رغم توزيع 65% من حصص الفارينة و السميد لشهر ماي: اكتظاظ ..انتظار وطوابير طويلة أمام المخابز !

تواصلت مع بداية هذا الأسبوع مشاهد الاكتظاظ وامتداد طوابير المواطنين أمام المخابز للحصول على الخبز بنفس الحدة التي عاشتها مختلف معتمديات ولاية منوبة خلال نهاية الأسبوع المنقضي .

" الصباح" تنقلت لعدد من هذه المعتمديات للاطلاع على حقيقة الوضع ونقل ما يحصل في محيط مخابز منوبة ، وادي الليل ، الجديدة وطبربة حيث رصدنا تجمع العشرات من المواطنين في شكل صفوف وطوابير طويلة أمام هذه المخابز منذ الساعات الأولى من يوم أمس الاثنان 22ماي 2023 لضمان الحصول على حاجتهم من الخبز خاصة مع تعمد أصحاب بعض المخابز غلق محلاتهم ما خلف اكتظاظا في محيط ما تبقى من مخابز وشعورا لدى المواطنين بقتامة الوضع والتخوف من فقدان هذه المادة وهو ما جعل الصفوف تمتد إلى وسط الطرقات في كثير من الأحيان خاصة في مدينتي منوبة والجديدة حسب ما تمت مشاهدته.

اكتظاظ..وطول انتظار

اكتظاظ زاد في حدته طول الانتظار إذ يستوجب على المواطن الوقوف في كل مرة لمدة 20 دق على الأقل بين نضج كمية من الخبز والتي تليها وهو ما خلف حسب ما صرح به أصحاب المخابز حالات من الفوضى والتوتر والعراك بين المواطنين سيما مع تعمد غلق بعض المخابز لأسباب تبقى غير مفهومة ليتضاعف الضغط على بقية المخابز المفتوحة والتي فرض عدد منها إمكانية اقتناء الخبز في حدود 4 خبزات كحد أقصى للشخص الواحد على غرار مخابز منوبة ووادي الليل وزوناف وفرض تسعيرة 250 مي للبقات الواحدة في أغلبها مصنفة كانت أو غير مصنفة .

 وحسب ما صرح به عدد من أصحاب المخابز المفتوحة الذين حاورناهم حول الوضع أكدوا ان مادتي الفارينة والسميد متوفرة بشكل عادي غير انها لم تعد كافية لسد الطلب اليومي لمادة الخبز الذي شهد ارتفاعا خلال الأيام الأخيرة ما دفع بالمخابز إلى استعمال كميات من الفارينة والسميد تفوق ما هو مقرر لليوم الواحد وقد سبب ذلك اختلالا في نظام صنع الخبز ودفع أصحاب المخابز للاكتفاء بحصة عمل واحدة حتى يضمنوا تواصل العمل لليوم الموالي مرجعين سبب كل ما يحصل من اكتظاظ إلى لهفة المواطنين من جهة وتعمد بعض أصحاب المخابز غلق مخابزهم في هذا الوقت بالذات دون فهم الغاية من ذلك .

المدير الجهوي للتجارة يوضح

من جهته أكد حمادي الزياني المدير الجهوي للتجارة بمنوبة ان الولاية لم تشهد اي نقص أو تعطل في تزويد المخابز بمادتي الفارينة والسميد ولم يقع تسجيل اي طلب يذكر بالزيادة في الحصص الشهرية، مشيرا إلى أنه قد تم إلى غاية يوم أمس الاثنين توزيع 65% من حصص شهر ماي من المادتين المذكورتين وان تزويد المخابز بها سيتواصل بشكل عادي وطبيعي بقية ايام الشهر ودون الترفيع في اي نوع على اعتبار ان الوضع مستقر في الجهة.

وارجع محدثنا أسباب ما يحصل من اكتظاظ إلى لهفة المواطنين على وجه الخصوص وزيادة الطلب في مادة الخبز وهي زيادة لا جدوى منها بل لم تخلف سوى الفوضى والخوف غير المبررين من فقدان الخبز.

عادل عونلي

رئيس الغرفة الجهوية لأصحاب المخابز بالقصرين لـ"الصباح": مخابز على حافة الإفلاس ودعوة لرئيس الجمهورية بالتدخل العاجل

 

صفوف طويلة تنتظر لساعات على أبواب المخابز بأغلب مناطق ولاية القصرين علها تظفر بما تيسر من الخبز كان من بين المشاهد المتتالية على امتداد أكثر من أسبوع ، لنقص في مادة الفارينة وتضاعف ضغط المتساكنين من مختلف المناطق على أصحاب المخابز بالجهة لفقدان مادة السميد ، أزمة في طريقها للانفراج مع مفتتح هذا الأسبوع وفقا لما أفاد به رئيس الغرفة الجهوية لأصحاب المخابز بالقصرين عبد الله فريضي لـ"الصباح".

أزمة فقدان مادة السميد في طريقها للانفراج

في توضيح لـ"الصباح" بشأن مشهد الطوابير لأكثر من أسبوع وما رافقها من خوف ولهفة على شراء الخبز والخوف من تواصل هذه الأزمة ، أكد رئيس الغرفة الجهوية لأصحاب المخابز بالقصرين عبد الله فريضي أن حالة الاكتظاظ على المخابز من مسبباتها نقص مادة السميد التي يتم استهلاكها بالأساس في طهو الخبز المنزلي خاصة أن الجهة تعتبر من أكثر ولايات الجمهورية استهلاكا لمادة السميد باعتبار خصوصيتها الريفية بما يعادل 40 بالمائة استهلاك المواطن لمادة السميد كما ان 90 بالمائة من سكان الأرياف يستهلكون السميد بينما يقابل ذلك نسب ضعيفة مخصصة للجهة من هذه المادة ما خلق هذا الاكتظاظ والضغط على المخابز لالتجاء المواطن الى شراء الخبز.

مضيفا أن المخابز لا تأخذ حصص شهرية كبيرة لتوفير الخبز الا لأيام معدودة ما انجر عنه اضطراب في توفير الخبز وما زاد من حدة النقص فقدان مادة السميد الذي ضاعف من حدة الأزمة خاصة مع ما تعيشه جل المخابز بالجهة من صعوبات مالية.

وفي المقابل أكد أن هذه الأزمة في طريقها الى الانفراج هذه الأيام بعد الجهود مبذولة من غرفتهم والإدارة الجهوية للتجارة وتنمية الصادرات بالقصرين والسلط الجهوية بالتنسيق مع وزارة التجارة ، حيث تم توفير حوالي 200 طن من مادة السميد التي وصلت الجهة والبدء في توزيعها على مستحقيها خاصة المناطق الريفية مطلع الأسبوع الجاري. إضافة الى توفير كميات إضافية من مادة الفارينة للمخابز بالجهة خلال هذه الأيام وبالتالي انفراج منتظر خلال اليومين القادمين في توفير مادة الخبز وكذلك في مادة السميد، وفق قوله.

مخابز على حافة الإفلاس.. وإعلان الإضراب

الفريضي أكد في حديثه عن الواقع الصعب الذي تعيشه مخابز الجهة وعددها 114 مخبزة جراء عدم خلاص مستحقاتهم لما يقارب 14 شهرا ووصول الكثير من أصحاب المخابز إلى حافة الإفلاس ان لم يتم التدخل حتى من هرم الدولة في إشارة الى رئيس الجمهورية والتزام الدولة بتنفيذ تعهداتها وصرف مستحقاتهم في اقرب الآجال.

وأشار الى أن أغلب أصحاب المخابز يوفرون مادة الخبز بجهود ذاتية ويعجز الكثير منهم عن شراء حصتهم الشهرية من مادة الفارينة خاصة أن خلاصها يكون حينيا وهو ما أثر على مردودية عمل المخابز خاصة مع التزاماتهم الكثيرة تجاه الصناديق الاجتماعية والشركة التونسية للكهرباء والغاز والمطاحن والاداءات والعملة والتي تنتظر بدورها مستحقاتها. مضيفا أن ما يقارب 50 ألف دينار مستحقات المخابز بالجهة لدى الدولة وبالتالي ضرورة التعجيل بصرف مستحقاتهم التي تراكمت لما يقارب العامين أصبحت غير قابلة للتأجيل لأن في ذلك تهديدا للمخابز بالإفلاس .

كما أشار الى أنهم أقروا هذا الإضراب أيام 5 و6و7 جوان المقبل في قطاع المخابز كما هو الحال في بعض الجهات الأخرى من البلاد وعقد جلسة في الغرض لعدم القبول بتواصل هذا الحال على ما هو عليه، وفق تعبيره.

                                            صفوة قرمازي

القيروان..  الإدارة الجهوية للتجارة تعلن دخول كميات هامة من الفارينة والسميد

 

يبلغ عدد المخابز المصنفة في مختلف معتمديات ولاية القيروان (13 معتمدية)، 144 مخبزة من بينها 64 مخبزة في المدينة في حين يبلغ عدد المخابز العصرية غير المصنفة في كامل معتمديات الجهة 42 مخبزة.

ويلاحظ المرء منذ أسبوع في مدينة القيروان تواجد طوابير أمام المخابز في رحلة للظفر بهاته المادة الحياتية ، وأعرب عدد من مواطنين يقطنون في ولاية القيروان ، لـ"الصباح نيوز" عن تذمرهم من نقص مادة الخبز في ظل إغلاق عدد من المخابز ووجود طوابير طويلة أمام المخابز المفتوحة منذ الصباح الباكر.

تجار يستغلون الوضع في حاجب العيون

وشهدت معتمدية حاجب العيون نقصا حادا في مادة الخبز في وسط الأسبوع المنقضي، حيث تداول نشطاء من المجتمع المدني مقاطع فيديو وصور توثق طوابير من الحرفاء أمام أحد المخابز.

وذكر عدد من المتساكنين لـ"الصباح" أن النقص الفادح في الخبز في مدينة حاجب العيون تسبب في استغلال الوضع من قبل عدد من تجار الأزمات الذين قاموا باقتناء كميات من الخبز من الحجم الكبير على متن شاحنات من معتمديات مجاورة ثم قاموا ببيعها بدينارين للخبزة عوضا عن 1100 مليم(خبز غير مدعم).

وذكر أحد المتساكنين بأن النقص في مادتي الفارينة والسميد تسبب في إغلاق غالبية المخابز في المعتمدية(4 مخابز).

تكوين خلية متابعة من الإدارة الجهوية للتجارة لمتابعة النقص في مادة الخبز بمختلف المعتمديات.

هذا وقد تحول المدير الجهوي للتجارة عماد الصنديد عشية الأحد المنقضي لمعتمدية حاجب العيون لمعاينة وضع عدد من المخابز التي أغلقت أبوابها وللنظر في كيفية فض الإشكالات المتعلقة بإنتاج الخبز وقد أفرزت الزيارة الميدانية إلى فتح 4 مخابز بالجهة لأبوابها مجددا أمام الحرفاء.

ومن جانبه أكد المدير الجهوي للتجارة بالقيروان عماد صنديد في تصريح إعلامي بخصوص الموضوع، تكوين خلية متابعة من الإدارة الجهوية لمتابعة النقص في مادة الخبز بمختلف المعتمديات.

وأضاف صنديد أنه تم الاتفاق مع المطاحن للتزود بمادة الفرينة أمس الاثنين، كما أكد أن كميات هامة جدا من مادة السميد ستدخل ولاية القيروان مطلع الأسبوع الجارية وسيتم توزيعها على مختلف المعتمديات ، مشيرا إلى أن عملية التزود بمادة الخبز ستعود تدريجيا إلى نسقها الطبيعي في القريب العاجل.

الدعوة لإعادة فتح مصنع السميد بالجهة

وقال عبد الباقي عبدلاوي رئيس المجمع المهني الجهوي للمخابز العصرية بالقيروان التابع "لـمنظمة "كونكت" ان وضعية النقص في مادة الخبز في مختلف معتمديات ولاية القيروان تفاقمت في الأسابيع الأخيرة حيث أصبحت المطاحن لا توفر الكميات المطلوبة وذكر عبد اللاوي أن أصحاب المخابز العصرية في معتمدية بوحجلة (16 مخبزة عصرية) اضطروا الى الغلق او فتح أبوابها نصف دوام بسبب حصولهم على 10% فقط من الكميات المطلوبة من مادة السميد.

وأكد عبدلاوي ان الحل الوحيد لحل الإشكال فتح مصنع سميد في القيروان بعد ان أصبحت أولوية المطاحن هي توفير الحاجيات للجهات المنتصبة فيها.

مروان الدعلول

أزمة الخبز في بنزرت:ممارسات احتكارية رافقت ضعف التزويد بالسميد والفارينة

 

  لاحظ مراسل الصباح "ظهر أمس الاثنين 22 ماي 2023 توفر الخبز بأنواع مختلفة في اغلب المخابز العادية المصنفة في مدينة بنزرت مع غلق مخبزة غير مصنفة في المدينة القديمة بسبب غياب الفارينة، حسب ما أفادنا به، احد المهنيين الذي أضاف ان بنزرت لم تشهد أزمة الخبز التي تعيشها جهات أخرى لكن من الوارد ان تتعقد الأمور مع توافد التونسيين المقيمين بالخارج وارتفاع طلبات المطاعم والوحدات السياحية التي سيتم تزويدها بالحاجيات الأساسية لإنجاح الموسم كالعادة ولكن هل تكون راحة الوافدين على حساب المقيمين ؟

حقيقة الإجابة القطعية غير ممكنة لان فصل الصيف سيشهد أيضا إغلاق المطاعم المدرسية والجامعية التي تستهلك عادة كمية هائلة من الخبز المدعم مما قد يخلق بعض التوازن المطلوب بين العرض والطلب، لكن المؤكد ان الأزمة آتية لا محالة في ظل نقص التزويد بالفارينة بسبب تدخل أصحاب محلات المرطبات والحلويات في مسالك التوزيع وارتفاع عدد المخابز بأنواعها إضافة الى لهفة المستهلكين التي شرعت لممارسات احتكارية خاصة في مدينة بنزرت اين يتم تفرغ الواجهات من الخبز العادي في حدود الخامسة عصرا ليعرض الخبز "spécial"

  بأضعاف سعر المدعم .

وضعية صعبة وعدت الإدارة الجهوية للتجارة وتنمية الصادرات ببنزرت بتحسينها عبر توفير الكميات المطلوبة لكل المخابز " الناشطة " بمعدل 7 طن من الفارينة قد لا تسدد النقص في مدن منزل بورقيبة، ماطر وخاصة منزل جميل وبنزرت المدينة ولكنها كافية منطقيا لمخابز معتمديات سجنان وجومين وغزالة اين تلاشت تقاليد صنع خبز  الطابونة " والمطلوع " والكسرة بسبب غياب الفارينة الذي كانت تمثل أيضا مورد رزق عائلات تحضر " الملسوقة " و الرشتة " وغيرها من المعجنات التقليدية

اما في الجهة الشرقية فقد توقفت العائلات عن صناعة وبيع " المقرونة المفتولة " و" الحلالم " لغياب السميد الذي تسبب أيضا في غلق عدد من المخابز غير المصنفة في العالية ورأس الجبل ويبدو ان تزويد كل مخبزة ب 3 طن فقط من المادة المدعمة يؤشر لتفاقم الأزمة خلال الأسابيع القادمة خاصة في رفراف وصونين وطبعا رأس الجبل بعد ان تستنفذ المخابز المحلية حصتها الشهرية من السميد وحتى من الفارينة مثلما حدث سنة 2015 و 2019..

ساسي الطرابلسي