إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

هل هي تغيرات مناخية؟ ماي "استثنائي" على وقع الأمطار والتقلبات الجوية

تونس-الصباح

ماي استثنائي نعيشه هذه الفترة بما أن أجواء هذا الشهر تحيلنا الى شهري ديسمبر أو جانفي في ظل التقلبات الجوية التي أفضت بالتوازي مع نزول كميات هامة من الأمطار بحر الأسبوع الماضي وحتى خلال الأسبوع الجاري الى تراجع درجات الحرارة بصفة ملحوظة مقارنة بالفترات العادية التي كانت تميز شهر ماي من كل سنة ..

فهل أن الأمر يندرج في إطار التغيرات المناخية؟

ردا على هذا السؤال يٌشير الخبير في علم المناخ  زهير الحلاوي في تصريح أمس لـ"الصباح" الى انه لا يمكن القول بأن التغيرات الطارئة على حالة الطقس في الفترة الراهنة تندرج في إطار التغيرات المناخية على اعتبار أن المناخ التونسي بطبيعته يتسم بحالة من الاضطراب.

وفسر الخبير في هذا الشأن أن الخاصية الأساسية للمناخ التونسي أنه مناخ متوسطي يتسم بحالة من التذبذب غير أن السؤال الذي يطرح حاليا هو هل زادت حدّة هذه الاضطرابات أم بقيت في مستوياتها العادية وهي مسالة لم تتطور بعد الدراسات بشأنها لتتمكن من الإجابة عن هذا السؤال موضحا في الإطار نفسه أن هنالك اضطرابا على مستوى نظام الأمطار لكن لا يمكن إرجاع ما يحدث بنسبة مائة بالمائة الى التغيرات المناخية لأن المناخ التونسي بطبيعته هو مناخ متوسطي يتميز بصفة الاضطراب كاشفا أيضا أنه في سجلات المعهد الوطني للرصد الجوي نجد أن المناخ التونسي شهد في فترات معينة فيضانات كبرى تعقبها حالة من الجفاف.

من جانب آخر وفي نفس الإطار جدير بالذكر أن "الصباح" حاولت أمس مرارا وتكرارا الاتصال بالمعهد الوطني للرصد الجوي في محاولة لمعرفة مدى تواصل الحال على ما هو عليه في قادم الأيام - وخاصة هل أن هذا التراجع المسجل في درجات الحرارة  لاسيما ليلا مقارنة بالمعدلات العادية يعتبر عاديا فضلا عن أن البعض يروج أن هذا الانخفاض سيتواصل الى غاية شهر جوان القادم - لكن ما من مجيب.. في المقابل تشير التوقعات الجوية على الموقع الرسمي للمعهد  الوطني للرصد الجوي وفقا لآخر بلاغ صادر، الى تواصل تساقط الأمطار اليوم بمناطق الشمال ومحليا الوسط الشرقي حيث تتراوح الكميات عامة بين 20 و50 مليمترا وتصل محليا الى 70 مليمترا بالشمال الغربي  مع تساقط البرد بأماكن محدودة هذا بالتوازي مع هبوب رياح قوية.

يذكر أن آخر قراءات المعهد الوطني للرصد الجوي كانت قد تطرقت الى مناخ البلاد التونسية خلال شهر مارس 2023  وقد أشارت القراءة الى تميز شهر مارس 2023 بعوامل جوية عامّة مستقرة. حيث بلغ المعدّل العام لمتوسط درجات الحرارة (27 محطة رئيسة) 16.3 درجة وكان أعلى من المعدّل المرجعي (1991-2020) بفارق  1.7 + درجة ممّا يُصنّف هذا الاختلاف هذا الشهر ثاني أكثر شهور مارس سخونة منذ عام 1950.

أمّا في ما يتعلّق بالأمطار، فقد تواصل النقص في كمّيات الأمطار خلال هذا الشهر وشهدت أغلب الجهات نقصا ملحوظا حيث تجاوزت نسبة النقص 80 % ممّا ساهم في تفاقم الوضع المائي بالبلاد التونسية كما يُعتبر هذا الشهر ثاني أكثر أشهر مارس جفافاً منذ 1970.

منال حرزي

هل هي تغيرات مناخية؟ ماي "استثنائي" على وقع الأمطار والتقلبات الجوية

تونس-الصباح

ماي استثنائي نعيشه هذه الفترة بما أن أجواء هذا الشهر تحيلنا الى شهري ديسمبر أو جانفي في ظل التقلبات الجوية التي أفضت بالتوازي مع نزول كميات هامة من الأمطار بحر الأسبوع الماضي وحتى خلال الأسبوع الجاري الى تراجع درجات الحرارة بصفة ملحوظة مقارنة بالفترات العادية التي كانت تميز شهر ماي من كل سنة ..

فهل أن الأمر يندرج في إطار التغيرات المناخية؟

ردا على هذا السؤال يٌشير الخبير في علم المناخ  زهير الحلاوي في تصريح أمس لـ"الصباح" الى انه لا يمكن القول بأن التغيرات الطارئة على حالة الطقس في الفترة الراهنة تندرج في إطار التغيرات المناخية على اعتبار أن المناخ التونسي بطبيعته يتسم بحالة من الاضطراب.

وفسر الخبير في هذا الشأن أن الخاصية الأساسية للمناخ التونسي أنه مناخ متوسطي يتسم بحالة من التذبذب غير أن السؤال الذي يطرح حاليا هو هل زادت حدّة هذه الاضطرابات أم بقيت في مستوياتها العادية وهي مسالة لم تتطور بعد الدراسات بشأنها لتتمكن من الإجابة عن هذا السؤال موضحا في الإطار نفسه أن هنالك اضطرابا على مستوى نظام الأمطار لكن لا يمكن إرجاع ما يحدث بنسبة مائة بالمائة الى التغيرات المناخية لأن المناخ التونسي بطبيعته هو مناخ متوسطي يتميز بصفة الاضطراب كاشفا أيضا أنه في سجلات المعهد الوطني للرصد الجوي نجد أن المناخ التونسي شهد في فترات معينة فيضانات كبرى تعقبها حالة من الجفاف.

من جانب آخر وفي نفس الإطار جدير بالذكر أن "الصباح" حاولت أمس مرارا وتكرارا الاتصال بالمعهد الوطني للرصد الجوي في محاولة لمعرفة مدى تواصل الحال على ما هو عليه في قادم الأيام - وخاصة هل أن هذا التراجع المسجل في درجات الحرارة  لاسيما ليلا مقارنة بالمعدلات العادية يعتبر عاديا فضلا عن أن البعض يروج أن هذا الانخفاض سيتواصل الى غاية شهر جوان القادم - لكن ما من مجيب.. في المقابل تشير التوقعات الجوية على الموقع الرسمي للمعهد  الوطني للرصد الجوي وفقا لآخر بلاغ صادر، الى تواصل تساقط الأمطار اليوم بمناطق الشمال ومحليا الوسط الشرقي حيث تتراوح الكميات عامة بين 20 و50 مليمترا وتصل محليا الى 70 مليمترا بالشمال الغربي  مع تساقط البرد بأماكن محدودة هذا بالتوازي مع هبوب رياح قوية.

يذكر أن آخر قراءات المعهد الوطني للرصد الجوي كانت قد تطرقت الى مناخ البلاد التونسية خلال شهر مارس 2023  وقد أشارت القراءة الى تميز شهر مارس 2023 بعوامل جوية عامّة مستقرة. حيث بلغ المعدّل العام لمتوسط درجات الحرارة (27 محطة رئيسة) 16.3 درجة وكان أعلى من المعدّل المرجعي (1991-2020) بفارق  1.7 + درجة ممّا يُصنّف هذا الاختلاف هذا الشهر ثاني أكثر شهور مارس سخونة منذ عام 1950.

أمّا في ما يتعلّق بالأمطار، فقد تواصل النقص في كمّيات الأمطار خلال هذا الشهر وشهدت أغلب الجهات نقصا ملحوظا حيث تجاوزت نسبة النقص 80 % ممّا ساهم في تفاقم الوضع المائي بالبلاد التونسية كما يُعتبر هذا الشهر ثاني أكثر أشهر مارس جفافاً منذ 1970.

منال حرزي