إن مفهوم الرجل السياسي ليس مفهومًا واضحا ومتميزا. ينطوي اقتراح التعريف على صعوبة خاصة بالعالم السياسي والتي تساهم في خصوصية هذه الفئة.
نحن نعلم جيدا من هو جزء من العالم الفلاحي المرتبط بخدمة الأرض وزراعتها ومن هو أيضا أجنبي عن هذا العالم.
نعلم كذلك من هو الموظف الذي يشتغل بالإدارة، حتى لو كان مفهوم الموظف العمومي خاضعًا للنقاش في بعض الأحيان وإذا كان تمديد صلاحيات السلطة العامة قد أدى إلى تعقيد الفهم.
من السهل أيضا نسبيا رسم الخطوط العريضة للمجتمع الطبي والصحي أو مهنة التدريس، معلم أو أستاذ..
لكن العالم السياسي؟ أين حدوده؟ في النهاية، الكل جزء منه، بشكل أو بآخر: المجتمع السياسي هو الوحيد الذي يجمع كلّ الفاعلين في الشأن العام، على الأقل أولئك البالغين، من السمات المميزة للمجتمع السياسي أن يتماهى مع المجتمع العام وبالتالي أن يكون لديه أعضاء أكثر من أي مجموعة أخرى بحكم الواقع أو بحكم القانون: السكان النشطون وغير النشطين، الرجال والنساء، الشباب والكبار..
إذا يقال عادة إن قلب رجل الدولة يجب أن يكون في رأسه، فانّ صاحبنا هذه المرة جعل الدولة بمكوناتها من شعب ووطن وطموحات ومصالح في قلبه، فكأنه مسكون بحبّها وخدمتها.
هو من الوزراء الوحيدين الذين أحبه الناس عندما يغادر منصبه في كل مرة، كما يحبونه عندما يتسلم هذا المنصب.
يقال انّه لا يعرف إنّ لباب المكتب مفتاحا أو قفلا يغلق به، لم يمانع يوما في استقبال ضيف أو شخص قصده لقضاء حاجة.
أليست الأخلاق والتواضع والاستقامة هي أسّ وعنوان السياسة الفضلى؟
لم لا وهو القادم من تلك الربوع العزيزة في وطننا، منطقة سبيبة بالقصرين التي لم يعش فيها، دخل عالم السياسة زمن بورقيبة قادما منها متخرجا من أرقى وأعظم جامعات فرنسا مدرسة الإدارة حيث يتكون رجالات الدولة الفرنسية.
تولّى وزارات عديدة، النقل والسياحة والتجارة والصحة.
بعد 14 جانفي 2011 فكّر فيه أكثر من رئيس دولة ليوليه منصب رئيس حكومة آخرهم الرّاحل الباجي قائد السبسي الذي طرح اسمه ليكون خلفا ليوسف الشاهد في القصبة، لكن بعض اللوبيات النافذة حالت دون تحقيق ذلك.
فالرجل بقدر ما يحظى بشعبية في وطنه له مصداقية كبيرة في الخارج وشبكة علاقات قلّ ما نعلم أو نسمع بها لدى مسؤولينا، لهذا اقترح عليه أكثر من منصب في مؤسسات دولية فاعتذر ليبقى فترة منصرفا كليا عن الشأن السياسي، أو بعبارة أخرى زاهدا في الدنيا برمتها بعد الذي رأى من مظالم في حقّه وتنكيل وافتراء بعض الأطراف حول شخصه ومسيرته، رغم أن الكذب في السياسة لا يخدع الناس، لكنه يساعد على خداع من يصنعه ويروّج له.
عادة الفرق بين الرجل السياسي ورجل الدولة هو الآتي: الأول يفكر في الانتخابات المقبلة، والثاني يفكر في الجيل القادم، لهذا كان حريصا دوما أن يكون للدولة وفي خدمتها، قد يكون في هذا الموقف سرّ تمسّكه باستقلاليته ورفض الالتحاق بأي من الأحزاب القريبة الى حدّ ما الى خلفيته السياسية كنداء تونس أو الحزب الدستوري الحر.
أليست في النهاية، حقيقة سلوك الإنسان هي أكثر ما يدل على طبعه وسياسته؟
يرويها: أبوبكر الصغير
إن مفهوم الرجل السياسي ليس مفهومًا واضحا ومتميزا. ينطوي اقتراح التعريف على صعوبة خاصة بالعالم السياسي والتي تساهم في خصوصية هذه الفئة.
نحن نعلم جيدا من هو جزء من العالم الفلاحي المرتبط بخدمة الأرض وزراعتها ومن هو أيضا أجنبي عن هذا العالم.
نعلم كذلك من هو الموظف الذي يشتغل بالإدارة، حتى لو كان مفهوم الموظف العمومي خاضعًا للنقاش في بعض الأحيان وإذا كان تمديد صلاحيات السلطة العامة قد أدى إلى تعقيد الفهم.
من السهل أيضا نسبيا رسم الخطوط العريضة للمجتمع الطبي والصحي أو مهنة التدريس، معلم أو أستاذ..
لكن العالم السياسي؟ أين حدوده؟ في النهاية، الكل جزء منه، بشكل أو بآخر: المجتمع السياسي هو الوحيد الذي يجمع كلّ الفاعلين في الشأن العام، على الأقل أولئك البالغين، من السمات المميزة للمجتمع السياسي أن يتماهى مع المجتمع العام وبالتالي أن يكون لديه أعضاء أكثر من أي مجموعة أخرى بحكم الواقع أو بحكم القانون: السكان النشطون وغير النشطين، الرجال والنساء، الشباب والكبار..
إذا يقال عادة إن قلب رجل الدولة يجب أن يكون في رأسه، فانّ صاحبنا هذه المرة جعل الدولة بمكوناتها من شعب ووطن وطموحات ومصالح في قلبه، فكأنه مسكون بحبّها وخدمتها.
هو من الوزراء الوحيدين الذين أحبه الناس عندما يغادر منصبه في كل مرة، كما يحبونه عندما يتسلم هذا المنصب.
يقال انّه لا يعرف إنّ لباب المكتب مفتاحا أو قفلا يغلق به، لم يمانع يوما في استقبال ضيف أو شخص قصده لقضاء حاجة.
أليست الأخلاق والتواضع والاستقامة هي أسّ وعنوان السياسة الفضلى؟
لم لا وهو القادم من تلك الربوع العزيزة في وطننا، منطقة سبيبة بالقصرين التي لم يعش فيها، دخل عالم السياسة زمن بورقيبة قادما منها متخرجا من أرقى وأعظم جامعات فرنسا مدرسة الإدارة حيث يتكون رجالات الدولة الفرنسية.
تولّى وزارات عديدة، النقل والسياحة والتجارة والصحة.
بعد 14 جانفي 2011 فكّر فيه أكثر من رئيس دولة ليوليه منصب رئيس حكومة آخرهم الرّاحل الباجي قائد السبسي الذي طرح اسمه ليكون خلفا ليوسف الشاهد في القصبة، لكن بعض اللوبيات النافذة حالت دون تحقيق ذلك.
فالرجل بقدر ما يحظى بشعبية في وطنه له مصداقية كبيرة في الخارج وشبكة علاقات قلّ ما نعلم أو نسمع بها لدى مسؤولينا، لهذا اقترح عليه أكثر من منصب في مؤسسات دولية فاعتذر ليبقى فترة منصرفا كليا عن الشأن السياسي، أو بعبارة أخرى زاهدا في الدنيا برمتها بعد الذي رأى من مظالم في حقّه وتنكيل وافتراء بعض الأطراف حول شخصه ومسيرته، رغم أن الكذب في السياسة لا يخدع الناس، لكنه يساعد على خداع من يصنعه ويروّج له.
عادة الفرق بين الرجل السياسي ورجل الدولة هو الآتي: الأول يفكر في الانتخابات المقبلة، والثاني يفكر في الجيل القادم، لهذا كان حريصا دوما أن يكون للدولة وفي خدمتها، قد يكون في هذا الموقف سرّ تمسّكه باستقلاليته ورفض الالتحاق بأي من الأحزاب القريبة الى حدّ ما الى خلفيته السياسية كنداء تونس أو الحزب الدستوري الحر.
أليست في النهاية، حقيقة سلوك الإنسان هي أكثر ما يدل على طبعه وسياسته؟