إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في "مغامرة الحياة بين العلم والخرافة" للدّكتور أحمد ذياب: مشروع قادرعلى إنقاذنا من التّخلّف والجهل والتّفاهة

 

*نعتبر مشروع هذا المؤلَّف قادرا على إنقاذنا من التّخلّف والجهل والتّفاهة.

بقلم: مصدّق الشّريف

لم يمض على إصدار كتاب "مغامرة الحياة بين العلم والمعرفة "للدّكتور أحمد ذياب إلاّ زمن قليل، إلاّ أنه دخل إلى عالم القرّاء بمختلف أصنافهم من الباب الكبير وأصبح ما جاء بين دفتيه مجال نقاش وتطارح عند المثقفين والمتعلّمين وذوي الاختصاص في الطّب.

والدّكتور أحمد ذياب أستاذ في الجراحة وتقويم الأعضاء، عضو الجمعيّة الدّوليّة للجراحة وتقويم الأعضاء، عضو الجمعيّة الدّولية لتاريخ الطّبّ، وله شهادة دكتوراه معمّقة في الأنتروبولوجيا، وهو أمين عام الجمعيّة التّونسيّة لتاريخ الطّبّ والصّيدلة. وهو رئيس جمعيّة اللّغة العربيّة، وهو عضو مجمع اللّغة العربيّة بليبيا.

وقد وجد كتاب "مغامرة الحياة بين العلم والمعرفة" عناية خاصة من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة. يحتوي هذا المؤلَّف على أربعمائة وثمان وتسعين صفحة من الحجم الكبير. وهو صادر عن دار محمد علي للنشر في الثلاثية الأولى من سنة 2023. وقد جاء الكتاب في شكل مقالات مستقلّ بعضها عن بعض تضمها أبواب متفرّقة. إلاّ أنّ القارئ الجيّد يتوصل بيُسر إلى عمق ترابطها وتكاملها ضمن محور رئيسي هو الإنسان في إطار تأصيل كيانه المفعم بانتمائه الحضاري والثقافي.

ومن وجهة نظرنا، وبعد قراءتنا للمؤلَّف، نعتقد أن الدّكتور أحمد ذياب لم تكن غايته من خلال وضع كتابه بين يدي القرّاء إفادتهم على المستوى العلمي والتّثقيفي والارتقاء بمعارفهم فقط، وإنّما كان هاجسه الكبير وغاية مناه أن يشاركه جمهور المطالعين لأثره في بناء مشروعه وتجسيده على أرض الواقع. وقد بدا واضحا أنّ الكاتب لن يهدأ له بال ولن يطمئنّ على مستقبل بلاده ومستقبل أجيال الوطن العربي من المحيط إلى الخليج حتّى يحقّق حلمه بإنجاز مشروعه.

لقد بدا جليّا إلحاح الدّكتور أحمد ذياب على الاهتمام بلغتنا العربية والاعتزاز بها، وهو الجزء الأوّل من مشروعه.ولا سبيل في رأيه إلى الحديث عن سيادة أوطاننا دون أن نتكلم بلغتنا الأمّ ونكتب بها ونتجاوز الحدود وهي على طرف لساننا، إذ لا شيء يعيب اللغة العربيّة حتى نهملها ونرتضي بالفرنسية والإنجليزية وغيرهما من اللّغات بديلا.ولكنّ هذا لا يعني أنّ مشروع الدكتور أحمد ذياب هذا يحمل في طياته الانغلاق على بقية اللغات والتقوقع في لغتنا العربية. أما الجزء الثاني من مشروع الكاتب فيتمثّل في إيلاء العقل منزلة الإمام مشيرا علينا في الصبح والمساء إذ لا سبيل إلى أن نتقدم في معارفنا ونبني ذواتنا ونحتل المكانة المرموقة بين شعوب الأرض دون إعمال العقل.إنّ صاحب مؤلَّف "مغامرة الحياة بين العلم والخرافة" يعلن ثورة يريدها ألاّ تبقي ولا تذر في العقل البائر الراكد المتكلّس المستكين القانع بالأسطورة والخرافة لحلّ مشاكله أيّا كانت.

يقول الدّكتور أحمد ذياب في باب "الإحجام عن الحجامة ولو لحين": الحرية تحرّرنا من الخرافات، صفحة295:

"في السنوات الأخيرة هذه التي ميّزت الثورات العربية المجيدة التبس الحابل بالنابل، وثار حابلنا على نابلنا فأوقدنا نيران الشرّ بيننا وأدخلنا الشك في العلوم، وصولا إلى الاقتتال الفكري فأصبحت بعض المنابر التي لا دخل لها بالعلوم تملأ فراغا وأي فراغ؟؟ إنه غياب العلماء في الإدلاء بما يعلمون لتبسيط علومهم وتيسيرها لعامة الناس. أفليس من حق الشعب أن يتعلم؟

ولعل غياب العلماء عن أداء هذه المهمة قد جعل عددا ممن لا دخل لهم بهذه العلوم يملؤون الفراغ ومن ذلك أن تفشت بعض الممارسات التي لم تدرّس البتة ومن بينها ممارسة الحجامة في العيادات الطبية وغير الطبية وخاصة في السنوات الأخيرة، وبعد إعلان الربيع العربي، وانطلاقا من مبدأ فهم خاطئ تماما للحرية".

ويؤكّد الدكتور أحمد ذياب أنّ التكوين المعرفي والثقافي يجب ألاّ ينبني على القبول بالمسلمات والامتثال للتقاليد البالية بل إنّه من الضّروري إلقاء السؤال تلو السؤال: كيف؟ ولماذا؟ وأين؟ ومتى؟ في كلّ ما يعترضنا في حياتنا من مسائل صغر شأنها أو كبر.

يقول صاحب الكتاب في باب الروح "ويسألونك عن الرّوح، قل الرّوح من أمر ربي": صفحة 303:

"لن أصل في هذا الكتاب إلاّ إلى حلول نسبية والأمر النسبي يغريني لأني بشر وما أوتيت من العلم إلاّ قليله.لكنّني بمجرد طرح السؤال أستفيد، ولعلّي أفيد. ومهما يكن من أمر، فإنّني سوف ألغي من الساحة بعض الأفكار البالية التي هي بالتأكيد خاطئة. لأنّ السؤال عنها، وبمجرد أن أسأل، وجدتني أنفي الحقيقة التي بها يصدع البعض".

ويضيف الدّكتور أحمد ذياب في باب الثقافة العلمية في المتحف: سوف تبقى دمشق ساحرة عيني وقلبي،الصفحة417 و418 :

 "وأنت تصغي إليها، تهاجر بعيدا بعيدا إلى أشباه المثقفين في البلاد العربية عامة وفي تونس من بين هذه البلدان يختالون في جهل مدقع لما يحيط بهم، وتراهم يغتالون لغتك العربية الحبيبة، بل إن البعض منهم يكاد يشمئز من هذا الكنز الذي يعتبره عطالة للتقدم. والحقيقة أن لا فكر بدون لغة علوم، وأن لا لغة علوم غير تلك التي تتجسم في اللغة الأم. وبالنسبة إلينا هي اللغة العربية. وبالنسبة إلى أشباه المثقفين هذه اللغة العربية تمثل أثرا من الآثار التي علينا وضعها بمتحف من المتاحف. وها نحن بعد ستين سنة من الاستقلال لا نكاد نهتدي لرأي بديل منطقي، ألا وهو استعمال اللغة العربية لغة رسمية نعلّم بها ونتعلّم بها".

وحين كان العقل معولنا، ولجنا المخابر واكتشفنا النظريات العلمية. وفي هذا الصّدد، يذكّر صاحب المؤلَّف بتفوّق العرب في العصور الخالية في العلوم والطّب والتّاريخ والجغرافيا والفلك. وقد جاء قوله في باب "الإحجام عن الحجامة ولو لحين": الحرية تحرّرنا من الخرافات، صفحة 298 :

... خاصة ونحن أمة تنتمي إلى من لقّن العالم درسا في الموضوع. الطبيب ابن النفيس قبل البريطاني هارفاي بعدّة قرون، أوضح أن للدّم دورة صغرى ودورة كبرى وأن الدم يعود إلى الرئتين مثقلا بمادة ثاني أكسيد الكربون فلا هو دم الحيض ولا الدم الذي ينزل في عملية الحجامة. الدم هو نفسه من القلب عبر أضخم الشرايين وحتى آخر الشعيرات التي يقل قطرها عن الجزء من المليميتر. والدم هو نفسه أكان يغذي أنبل عضو أو فروة الرأس أو أخمص القدم".

وعلى العموم، فإنّنا نجد أنفسنا في تناغم تام مع ما جاء في توطئة الكتاب لأستاذ اللغة والآداب العربية وعضو الهيئة المديرة السّابق لاتحاد الكتاب التونسيين المرحوم نور الدين بوجلبان:

" غير أن "مغامرة الحياة" عند أحمد ذياب لم تتوقف في هذا الكتاب، على إبراز دور العلم في تأصيل كيان الإنسان وإنما قامت أيضا على محاربة الخرافة ومنه جاء عنوان الأثر:"مغامرة الحياة بين العلم والخرافة".وقد تجلت محاربته للخرافة في محاربته بشكل خاص لظاهرة "الطب الرعواني" حتى وإن اتصل الأمر بالمقدس. وليس أدلّ على ذلك من نقده اللاذع لابن الجوزي في كتابه "الطب النبوي "وتكذيبه بالحجة والبرهان لما جاء فيه من أساطير وخرافات في مجال التطبيب نسبت إلى الرسول".

ومن ناحيتنا، نرى أن كتاب "مغامرة الحياة بين العلم والخرافة" قد جاء في اللّحظة الفارقة التي تعيشها بلادنا خاصّة والأمة العربية الإسلامية عامّة. وإنّنا نعتبر مشروع هذا المؤلَّف قادرا على إنقاذنا من التّخلّف والجهل والتّفاهة.

في "مغامرة الحياة بين العلم والخرافة" للدّكتور أحمد ذياب:  مشروع قادرعلى إنقاذنا من التّخلّف والجهل والتّفاهة

 

*نعتبر مشروع هذا المؤلَّف قادرا على إنقاذنا من التّخلّف والجهل والتّفاهة.

بقلم: مصدّق الشّريف

لم يمض على إصدار كتاب "مغامرة الحياة بين العلم والمعرفة "للدّكتور أحمد ذياب إلاّ زمن قليل، إلاّ أنه دخل إلى عالم القرّاء بمختلف أصنافهم من الباب الكبير وأصبح ما جاء بين دفتيه مجال نقاش وتطارح عند المثقفين والمتعلّمين وذوي الاختصاص في الطّب.

والدّكتور أحمد ذياب أستاذ في الجراحة وتقويم الأعضاء، عضو الجمعيّة الدّوليّة للجراحة وتقويم الأعضاء، عضو الجمعيّة الدّولية لتاريخ الطّبّ، وله شهادة دكتوراه معمّقة في الأنتروبولوجيا، وهو أمين عام الجمعيّة التّونسيّة لتاريخ الطّبّ والصّيدلة. وهو رئيس جمعيّة اللّغة العربيّة، وهو عضو مجمع اللّغة العربيّة بليبيا.

وقد وجد كتاب "مغامرة الحياة بين العلم والمعرفة" عناية خاصة من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة. يحتوي هذا المؤلَّف على أربعمائة وثمان وتسعين صفحة من الحجم الكبير. وهو صادر عن دار محمد علي للنشر في الثلاثية الأولى من سنة 2023. وقد جاء الكتاب في شكل مقالات مستقلّ بعضها عن بعض تضمها أبواب متفرّقة. إلاّ أنّ القارئ الجيّد يتوصل بيُسر إلى عمق ترابطها وتكاملها ضمن محور رئيسي هو الإنسان في إطار تأصيل كيانه المفعم بانتمائه الحضاري والثقافي.

ومن وجهة نظرنا، وبعد قراءتنا للمؤلَّف، نعتقد أن الدّكتور أحمد ذياب لم تكن غايته من خلال وضع كتابه بين يدي القرّاء إفادتهم على المستوى العلمي والتّثقيفي والارتقاء بمعارفهم فقط، وإنّما كان هاجسه الكبير وغاية مناه أن يشاركه جمهور المطالعين لأثره في بناء مشروعه وتجسيده على أرض الواقع. وقد بدا واضحا أنّ الكاتب لن يهدأ له بال ولن يطمئنّ على مستقبل بلاده ومستقبل أجيال الوطن العربي من المحيط إلى الخليج حتّى يحقّق حلمه بإنجاز مشروعه.

لقد بدا جليّا إلحاح الدّكتور أحمد ذياب على الاهتمام بلغتنا العربية والاعتزاز بها، وهو الجزء الأوّل من مشروعه.ولا سبيل في رأيه إلى الحديث عن سيادة أوطاننا دون أن نتكلم بلغتنا الأمّ ونكتب بها ونتجاوز الحدود وهي على طرف لساننا، إذ لا شيء يعيب اللغة العربيّة حتى نهملها ونرتضي بالفرنسية والإنجليزية وغيرهما من اللّغات بديلا.ولكنّ هذا لا يعني أنّ مشروع الدكتور أحمد ذياب هذا يحمل في طياته الانغلاق على بقية اللغات والتقوقع في لغتنا العربية. أما الجزء الثاني من مشروع الكاتب فيتمثّل في إيلاء العقل منزلة الإمام مشيرا علينا في الصبح والمساء إذ لا سبيل إلى أن نتقدم في معارفنا ونبني ذواتنا ونحتل المكانة المرموقة بين شعوب الأرض دون إعمال العقل.إنّ صاحب مؤلَّف "مغامرة الحياة بين العلم والخرافة" يعلن ثورة يريدها ألاّ تبقي ولا تذر في العقل البائر الراكد المتكلّس المستكين القانع بالأسطورة والخرافة لحلّ مشاكله أيّا كانت.

يقول الدّكتور أحمد ذياب في باب "الإحجام عن الحجامة ولو لحين": الحرية تحرّرنا من الخرافات، صفحة295:

"في السنوات الأخيرة هذه التي ميّزت الثورات العربية المجيدة التبس الحابل بالنابل، وثار حابلنا على نابلنا فأوقدنا نيران الشرّ بيننا وأدخلنا الشك في العلوم، وصولا إلى الاقتتال الفكري فأصبحت بعض المنابر التي لا دخل لها بالعلوم تملأ فراغا وأي فراغ؟؟ إنه غياب العلماء في الإدلاء بما يعلمون لتبسيط علومهم وتيسيرها لعامة الناس. أفليس من حق الشعب أن يتعلم؟

ولعل غياب العلماء عن أداء هذه المهمة قد جعل عددا ممن لا دخل لهم بهذه العلوم يملؤون الفراغ ومن ذلك أن تفشت بعض الممارسات التي لم تدرّس البتة ومن بينها ممارسة الحجامة في العيادات الطبية وغير الطبية وخاصة في السنوات الأخيرة، وبعد إعلان الربيع العربي، وانطلاقا من مبدأ فهم خاطئ تماما للحرية".

ويؤكّد الدكتور أحمد ذياب أنّ التكوين المعرفي والثقافي يجب ألاّ ينبني على القبول بالمسلمات والامتثال للتقاليد البالية بل إنّه من الضّروري إلقاء السؤال تلو السؤال: كيف؟ ولماذا؟ وأين؟ ومتى؟ في كلّ ما يعترضنا في حياتنا من مسائل صغر شأنها أو كبر.

يقول صاحب الكتاب في باب الروح "ويسألونك عن الرّوح، قل الرّوح من أمر ربي": صفحة 303:

"لن أصل في هذا الكتاب إلاّ إلى حلول نسبية والأمر النسبي يغريني لأني بشر وما أوتيت من العلم إلاّ قليله.لكنّني بمجرد طرح السؤال أستفيد، ولعلّي أفيد. ومهما يكن من أمر، فإنّني سوف ألغي من الساحة بعض الأفكار البالية التي هي بالتأكيد خاطئة. لأنّ السؤال عنها، وبمجرد أن أسأل، وجدتني أنفي الحقيقة التي بها يصدع البعض".

ويضيف الدّكتور أحمد ذياب في باب الثقافة العلمية في المتحف: سوف تبقى دمشق ساحرة عيني وقلبي،الصفحة417 و418 :

 "وأنت تصغي إليها، تهاجر بعيدا بعيدا إلى أشباه المثقفين في البلاد العربية عامة وفي تونس من بين هذه البلدان يختالون في جهل مدقع لما يحيط بهم، وتراهم يغتالون لغتك العربية الحبيبة، بل إن البعض منهم يكاد يشمئز من هذا الكنز الذي يعتبره عطالة للتقدم. والحقيقة أن لا فكر بدون لغة علوم، وأن لا لغة علوم غير تلك التي تتجسم في اللغة الأم. وبالنسبة إلينا هي اللغة العربية. وبالنسبة إلى أشباه المثقفين هذه اللغة العربية تمثل أثرا من الآثار التي علينا وضعها بمتحف من المتاحف. وها نحن بعد ستين سنة من الاستقلال لا نكاد نهتدي لرأي بديل منطقي، ألا وهو استعمال اللغة العربية لغة رسمية نعلّم بها ونتعلّم بها".

وحين كان العقل معولنا، ولجنا المخابر واكتشفنا النظريات العلمية. وفي هذا الصّدد، يذكّر صاحب المؤلَّف بتفوّق العرب في العصور الخالية في العلوم والطّب والتّاريخ والجغرافيا والفلك. وقد جاء قوله في باب "الإحجام عن الحجامة ولو لحين": الحرية تحرّرنا من الخرافات، صفحة 298 :

... خاصة ونحن أمة تنتمي إلى من لقّن العالم درسا في الموضوع. الطبيب ابن النفيس قبل البريطاني هارفاي بعدّة قرون، أوضح أن للدّم دورة صغرى ودورة كبرى وأن الدم يعود إلى الرئتين مثقلا بمادة ثاني أكسيد الكربون فلا هو دم الحيض ولا الدم الذي ينزل في عملية الحجامة. الدم هو نفسه من القلب عبر أضخم الشرايين وحتى آخر الشعيرات التي يقل قطرها عن الجزء من المليميتر. والدم هو نفسه أكان يغذي أنبل عضو أو فروة الرأس أو أخمص القدم".

وعلى العموم، فإنّنا نجد أنفسنا في تناغم تام مع ما جاء في توطئة الكتاب لأستاذ اللغة والآداب العربية وعضو الهيئة المديرة السّابق لاتحاد الكتاب التونسيين المرحوم نور الدين بوجلبان:

" غير أن "مغامرة الحياة" عند أحمد ذياب لم تتوقف في هذا الكتاب، على إبراز دور العلم في تأصيل كيان الإنسان وإنما قامت أيضا على محاربة الخرافة ومنه جاء عنوان الأثر:"مغامرة الحياة بين العلم والخرافة".وقد تجلت محاربته للخرافة في محاربته بشكل خاص لظاهرة "الطب الرعواني" حتى وإن اتصل الأمر بالمقدس. وليس أدلّ على ذلك من نقده اللاذع لابن الجوزي في كتابه "الطب النبوي "وتكذيبه بالحجة والبرهان لما جاء فيه من أساطير وخرافات في مجال التطبيب نسبت إلى الرسول".

ومن ناحيتنا، نرى أن كتاب "مغامرة الحياة بين العلم والخرافة" قد جاء في اللّحظة الفارقة التي تعيشها بلادنا خاصّة والأمة العربية الإسلامية عامّة. وإنّنا نعتبر مشروع هذا المؤلَّف قادرا على إنقاذنا من التّخلّف والجهل والتّفاهة.