من الصعب أن يبدع فنان في شتى المدارس التشكيلية ويثير إعجابا كبيرا خاصة في نفوس متلقين غير مهتمين بالفن التشكيلي .. ولعل الفنانة رفيقة الشابي خياري قد ارتقت في عرض nostalgie ancestrale"الحنين الى الأسلاف" بمعرض "صلاح الدين" بسيدي بوسعيد والذي يتواصل إلى غاية 14 من الشهر الجاري إلى مصاف المبدعين الذي وفقوا إلى حد كبير في توظيف مشارب متنوعة ومحاور مختلفة في نفس المعرض.. ذلك أن عشرات اللوحات بمختلف الأحجام والأشكال (دائرية مربعة ومستطيلة) قد زينت جدران فضاء صلاح الدين من خلال سمفونية من الألوان، وجسدت الكثير من المحاور التي بدت -حسب عنوان المعرض "الحنين الى الأسلاف" - مزيجا من أفكار مستوحاة من مسائل مصيرية كما الحياة اليومية البسيطة من خلال لوحات ville en bataille d'existentialisme"مدينة في معركة الوجودية" اوactivité journalière"نشاط يومي"او la paix" "السلام."..كأننا بالفنانة التشكيلية رفيقة الشابي تريد أن تسلط الضوء على مسألة الهوية من خلال خطاب فني تعمدت تأصيله عبر الخلفية التاريخية وارتباطها بالأصالة والهوية ودلالات الارتباط بالذاكرة الحية والمفقودة على حد سواء.. فالكثير من الأعمال رغم تباين مضامينها تلتقي عند مسألة الهوية التونسية والعربية..حيث وظفت وطوعت صاحبة المعرض ادواتها ومفرداتها التشكيلية لصالح رؤى فنية وأفكار متشعبة معاصرة ليكون الموروث الشعبي والثقافي مصدر إلهام واضح.. فكان بيت القدس محاطا بالحمام رمز السلام من كل الزوايا في دعوة واضحة إلى تحريره.. لوحة أخرى كذلك تحمل الكثير من المعاني والتأويلات وهي "مدينة في صراع الوجودية".. صراع يمكن أن يقرنه الزائر بحال تونس غير المستقر أو أي بلد كان يبحث عن مقوّمات الاستقرار.. هذا إلى جانب عشرات اللوحات الأخرى المحملة بعديد الرموز ذات دلالات متنوعة.
الطريف في عرض "الحنين الى الأسلاف" هو استغلال الفنانة رفيقة تمكنها من جل المدارس التشكيلية على غرار "التجريدية" و"الواقعية" و"السيريالية" وتأثرها بالفنان الراحل نجيب بلخوجة، ما أضفى على المعرض طابعا فنيا خاصا ومتميزا يستطيع المتأمل في تفاصيل اللوحات أن يدرك مضامين الأعمال وإن تجردت من اساليب "الواقعية" في مجملها.. ما يمكن ملاحظته أيضا في "الحنين الى الأسلاف" هو استعمال الكثير من التقنيات الفنية مثل الاكريليك والالوان الزيتية والمزج بينهما(technique mixte ) في أغلب الاعمال..
عرض آخر إذن يؤكد أن صاحب فضاء "صلاح الدين" رضا الصوابني بالضاحية الشمالية حريص دائما على انتقاء أعمال تشكيلية متفردة من شأنها أن تثري الساحة الفنية، لا سيما أنه غالبا ما كان يتواصل مع أبرز الفنانين التشكيليين سواء كانوا تونسيين او أجانب ويحاول في كل عرض أن يبتكر وسائل حديثة من أجل التواصل مع محبي الفن التشكيلي في جل الولايات التونسية.. ليكون "الكاتالوقْ الرقمي" عبر وسائل التواصل الاجتماعي هذه المرة من بين الأفكار الجديدة والمساهمة في خدمة جميع الراغبين في الاطلاع او اقتناء الأعمال الفنية.
وليد عبداللاوي
تونس -الصباح
من الصعب أن يبدع فنان في شتى المدارس التشكيلية ويثير إعجابا كبيرا خاصة في نفوس متلقين غير مهتمين بالفن التشكيلي .. ولعل الفنانة رفيقة الشابي خياري قد ارتقت في عرض nostalgie ancestrale"الحنين الى الأسلاف" بمعرض "صلاح الدين" بسيدي بوسعيد والذي يتواصل إلى غاية 14 من الشهر الجاري إلى مصاف المبدعين الذي وفقوا إلى حد كبير في توظيف مشارب متنوعة ومحاور مختلفة في نفس المعرض.. ذلك أن عشرات اللوحات بمختلف الأحجام والأشكال (دائرية مربعة ومستطيلة) قد زينت جدران فضاء صلاح الدين من خلال سمفونية من الألوان، وجسدت الكثير من المحاور التي بدت -حسب عنوان المعرض "الحنين الى الأسلاف" - مزيجا من أفكار مستوحاة من مسائل مصيرية كما الحياة اليومية البسيطة من خلال لوحات ville en bataille d'existentialisme"مدينة في معركة الوجودية" اوactivité journalière"نشاط يومي"او la paix" "السلام."..كأننا بالفنانة التشكيلية رفيقة الشابي تريد أن تسلط الضوء على مسألة الهوية من خلال خطاب فني تعمدت تأصيله عبر الخلفية التاريخية وارتباطها بالأصالة والهوية ودلالات الارتباط بالذاكرة الحية والمفقودة على حد سواء.. فالكثير من الأعمال رغم تباين مضامينها تلتقي عند مسألة الهوية التونسية والعربية..حيث وظفت وطوعت صاحبة المعرض ادواتها ومفرداتها التشكيلية لصالح رؤى فنية وأفكار متشعبة معاصرة ليكون الموروث الشعبي والثقافي مصدر إلهام واضح.. فكان بيت القدس محاطا بالحمام رمز السلام من كل الزوايا في دعوة واضحة إلى تحريره.. لوحة أخرى كذلك تحمل الكثير من المعاني والتأويلات وهي "مدينة في صراع الوجودية".. صراع يمكن أن يقرنه الزائر بحال تونس غير المستقر أو أي بلد كان يبحث عن مقوّمات الاستقرار.. هذا إلى جانب عشرات اللوحات الأخرى المحملة بعديد الرموز ذات دلالات متنوعة.
الطريف في عرض "الحنين الى الأسلاف" هو استغلال الفنانة رفيقة تمكنها من جل المدارس التشكيلية على غرار "التجريدية" و"الواقعية" و"السيريالية" وتأثرها بالفنان الراحل نجيب بلخوجة، ما أضفى على المعرض طابعا فنيا خاصا ومتميزا يستطيع المتأمل في تفاصيل اللوحات أن يدرك مضامين الأعمال وإن تجردت من اساليب "الواقعية" في مجملها.. ما يمكن ملاحظته أيضا في "الحنين الى الأسلاف" هو استعمال الكثير من التقنيات الفنية مثل الاكريليك والالوان الزيتية والمزج بينهما(technique mixte ) في أغلب الاعمال..
عرض آخر إذن يؤكد أن صاحب فضاء "صلاح الدين" رضا الصوابني بالضاحية الشمالية حريص دائما على انتقاء أعمال تشكيلية متفردة من شأنها أن تثري الساحة الفنية، لا سيما أنه غالبا ما كان يتواصل مع أبرز الفنانين التشكيليين سواء كانوا تونسيين او أجانب ويحاول في كل عرض أن يبتكر وسائل حديثة من أجل التواصل مع محبي الفن التشكيلي في جل الولايات التونسية.. ليكون "الكاتالوقْ الرقمي" عبر وسائل التواصل الاجتماعي هذه المرة من بين الأفكار الجديدة والمساهمة في خدمة جميع الراغبين في الاطلاع او اقتناء الأعمال الفنية.